حروب مذهبية  .. أم ثورات شعبية؟!!

بير رستم
كاتب
(Pir Rustem)

الحوار المتمدن-العدد: 4955 - 2015 / 10 / 14 - 15:13
المحور: المجتمع المدني
    

طرح الأخ عبد الرحمن شيخو سؤاله الأول ضمن حلقة النقاش وذلك على عدد من الكتاب والمهتمين بالشأن العام وكان إسمي من ضمن قائمة الأسماء المرشحة للإجابة حيث جاءت المقدمة والسؤال على الشكل الآتي: ((نظرا للواقع الاليم الذي يمر به الشعب الكردي من الحروب والتهجير والقتل والتشتت وفقدان البوصلة. في تشخيص اي حالة بين عامة الشعب أردت ان أضع المثقفين الكرد تحت المسؤلية التي تقع على عاتقهم. لتصحيح الطريق امام الشعب وامام التاريخ فيما يحصل.
- كل يوم يطرح سوْال واحد 
- الإجابة فقط للسادة المرفق أسمائهم 
- باقي الاصدقاء إعجاب فقط على الاجوبة 
السؤال الاول
١-;-- هل الصراع الدائر في الشرق الأوسط ( شيعي - سني ) 
- نعم لماذا 
- لا لماذا)).
............................................................................................

إجابتي على السؤال:

عزيزي عبد الرحمن؛ بالتأكيد إن بلداننا ومنطقة الشرق الأوسط عموماً تشهد صراعاً وتحولاً حضارياً عميقاً وذلك من خلال هذه الثورات التي تشهدها المنطقة والتي أخذت في بعض البلدان العربية منحى الحروب والصراعات الداخلية أو فيما عرفت بـ"الربيع العربي" وهي في عمقها الفكري والسياسي، صراع بين القديم _بنية الإستبداد والسلطات الديكتاتورية_ وبين القوى الإجتماعية الجديدة والمتمثلة بثورة الشباب والحداثة على كلاسيكيات السياسة والفكر والثقافة والمتمثلة بالهيكليات السياسية الإستبدادية لنظم القمع والدولة الأمنية أو القبلية؛ بمعنى آخر إننا نشهد تحولاً تاريخياً من مرحلة الإستبداد نحو الدولة الوطنية القائمة على التوافق السياسي ونموذجاً الدولة العراقية.

لكن وبحكم تداخل المنظومات الثقافية والفكرية في الشرق وهيمنة الدين وثقافة الفكر السلفي فقد أخذت بعض الثورات في المنطقة طابعها التناحري المذهبي وأعتمدت في ذلك بقناعتي على نقطتين؛ تاريخ العنف بين المذهبين وآلاف الضحايا والقرابين ومن يوم سقيفة بني ساعدة والصراع على الخلافة والتي برزت ملامحها ودمويتها في معركة صفين بين جيشي علي بن أبي طالب ومعاوية بن أبي سفيان وقد راح فيها من القتلى ما يقارب المائة ألف من الطرفين وهناك من يزيد على ذاك الرقم والنقطة الأخرى والتي أججت الصراع الطائفي هو إستثمار عدد من حكومات المنطقة لقضية الصراع الطائفي المذهبي في خطوة منها للهيمنة على المنطقة.

وهكذا فإن الأساس في الحراك الثوري في المنطقة؛ هو حراك ثوري شعبي لنيل الحريات وقد نادى الشعب السوري وغيره من الشعوب في إنطلاقته وحراكه بالحرية والكرامة ولكن وللأسف فقد تم تحوير وتجيير عدد من ثورات المنطقة لأجندات مذهبية طائفية وأحياناً إستخباراتية ولكن ورغم ذلك فإن المنطقة ستشهد تحولات سياسية وفكرية كبرى ولن تكون منطقة الشرق الأوسط بعد هذه الثورات كما كانت قبل إنطلاقتها وتكون في نهايتها قد تغيرت الكثير من ملامح المنطقة؛ سياسياً وجغرافياً وهنا سيكون للكورد دورهم وكياناتهم السياسية وكأحد أهم اللاعبين الجدد في سياسة المنطقة وجغرافيتها حيث لا تنال الشعوب حقوقها إلا عند التحولات الكبرى.. وأخيراً أشكرك على طرح السؤال مع التمنيات أن أكون قدمت بعض الإضاءات على سؤال البوست.

#بير_رستم (هاشتاغ)       Pir_Rustem#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات