تصاعد النضالات من أجل إيقاف إرهاب الشرطة و جرائمها فى الولايات المتحدة الأمريكية ( 22 و 23 و 24 أكتوبر 2015)

شادي الشماوي

الحوار المتمدن-العدد: 4968 - 2015 / 10 / 27 - 23:32
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    

تصاعد النضالات من أجل إيقاف إرهاب الشرطة و جرائمها فى الولايات المتحدة الأمريكية ( 22 و 23 و 24 أكتوبر 2015)
كلمة المترجم :
فى مقال سابق ، سعينا إلى تقديم لمحة عن القفزة فى النضال ضد إضطهاد السود و إرهاب الشرطة و جرائمها و الإعدادات لتحرّكات 22 و 23 و 24 أكتوبر 2015 . و هنا نواصل متابعة و إن بإيجاز ما حدث على أرض الواقع .
مثلما جرى التخطيط والإعداد لذلك ، إنطلقت فعاليّات الثلاثة أيّام من التحرّكات الجماهيريّة فى الشوارع، يوم 22 أكتوبر حيث صباحا أقيم تجمّع بساحة تايمز سكوار بوسط نيويورك كان شعاره " لا مزيد من الحياة المسروقة : قولوا أسماءهم " فى إطار عمليّة تذكير كبرى بضحايا إرهاب الشرطة و جرائمها و للمطالبة بأن تأخذ العدالة مجراها ضد المجرمين الذين برّأتهم محاكم الدولة الإمبريالية . و شارك فنّانون و كتّاب و أفراد من عائلات الضحايا فى قراءة الأسماء و رواية قصص قصيرة عن كيفيّة سرقة الشرطة لحياة كلّ منهم .
وعشيّة اليوم ذاته ، نظّمت مسيرة فى أكثر من ولاية من الولايات المتحدة ( سياتل و شيكاغو و كليفلاند و لوس أنجلاس...) إضافة إلى نيويورك و ذلك إحياءا للذكرى السنويّة العشرين لليوم الوطني للإحتجاج من أجل إيقاف عنف الشرطة و قمعها و تجريم جيل . وهي ذكرى طبعا غير رسميّة يفرضها و يواصل العمل على فرضها مناضلات و مناضلون و فى مقدّمتهم كارل ديكس ممثّل الحزب الشيوعي الثوري ، الولايات المتّحدة الأمريكية الذى أسّس منذ سنوات مع كورنال واست و آخرون شبكة إيقاف السجن الجماعي التى سهرت على تأطير النضالات المبرمجة و إنجاحها .
و فى اليوم التالى ، الجمعة 23 أكتوبر ، سارت أوّل مسيرة عصيان مدني بإتّجاه معتقل ريكارز آيلد الواقع فى قلب نيويورك و السيّء الصيت لأنّ 85 بالمائة من المعتقلين هناك ليسوا متّهمين و يسجنون لمدد قد تصل الأشهر و السنوات دون محاكمة ، علاوة على ما إشتهر به من العنف و ممارسة التعذيب من جهة و الإستهانة بالسجناء المرضى من الجهة الأخرى ، و طالبت بغلقه . وخلال الحركة النضاليّة وقع إيقاف ما يناهز السبعين شخصا أطلق سراحهم فى ساعات متأخّرة من الليل .
و كانت مسيرة السبت 24 أكتوبر أكبر التحرّكات إذ إلتحق بها الناس من مختلف القوميّات و التوجّهات و الحساسيّات الفكريّة و الفنّية و من عدّة مدن من الولايات المتّحدة . و نظرا لأنّها كانت الأقوى و الأكبر وقعا و تأثيرا ، ترجمنا مقالا بصددها ، ضمن النصوص التى إنتقيناها لكم من العدد 410 من جريدة " الثورة " و هذه النصوص الأربعة هي أوّلا بيان للحزب الشيوعي الثوري ، الولايات المتّحدة الأمريكية و ثانيا نداء من كورنال واست و كارل ديكس و ثالثا خطاب لكارل ديكس عند نهاية المسيرة و رابعا ملخّص لمسيرة 24 أكتوبر 2015.
و بطبيعة الحال ، من يتطلّع إلى مزيد من المعلومات عليه أو عليها بالعدد الأخير من تلك الجريدة و عليه أو عليها بموقع تلك الجريدة على الأنترنت أو اليوتيوب للحصول على صور حيّة و أشرطة فيديو عن تلك الأحداث .
و يبقى طبعا أن يقيّم المسؤولون الذين دعوا بلا تردّد إلى مواصلة النضالات و إنجاح محطّات قادمة أخرى ، نضالات آخر الأسبوع الماضي و أن يقفوا عند نقاط الضعف لتجاوزها و نقاط القوّة لتعزيزها و البناء عليها لإنجاز ما أفضل مستقبلا و مزيد تصعيد النضالات و تنويعها فى سبيل تحقيق الأهداف المرسومة و بالنسبة للشيوعيين الثوريين ، القيام بذلك كجزء من مقاومة النظام و تغيير الناس من أجل الثورة البروليتاريّة ، كما يقولون ، و تغيير العالم بإتجاه الشيوعيّة على الصعيد العالمي .
------------------
هذه تحيّة بصوت عالى للمقاومين القادمين إلى 24 أكتوبر
الحزب الشيوعي الثوري ، الولايات المتّحدة الأمريكيّة
جريدة " الثورة " عدد 410 ، 26 أكتوبر 2015
Revolution Newspaper | revcom.us
http://revcom.us/a/409/a-shout-out-to-the-resisters-coming-to-october-24-en.html
إلى أحبّاء الذين قتلتهم الشرطة ...
إلى الشباب و الطلبة ...
إلى المتديّنين و غير المتديّنين ، و الفنّانين و الكتّاب ...
إلى السود و السمر و السكّان الأصليين الذين يرفضون الإذعان إلى قرون طويلة – قديمة و حديثة – من التمييز العنصري و الإضطهاد ...
إلى المهاجرين المطاردين حيثما ذهبوا ...
إلى النساء و الرجال ، المثليّين و غير المثليّين ...
إلى الذين يتعرّضون لوطأة هذا الإرهاب و الذين يوجدون فى موقع وسط و ضمائرهم تؤنّبهم ...
إلى الذين ما إنفكّوا يخوضون هذا النضال لسنوات و الذين إلتحقوا به حديثا ، و المقاتلين من أجل العدالة على كافة جبهات المجتمع ، الذين سيكونون فى الشوارع فى 24 أكتوبر...
هذه تحيّة بصوت عالى إلى الذين يرون الحاجة إلى رسم خطّ تمايز ، إلى مقاومة السلط القائمة ، وإلى إثارة مشاعر الناس الراضين بالوضع السائد ، ليضعوا تحدّيا أمام العالم بأسره ليرى و يسمع إلى جانب من أنتم ؟
و هذه تحيّة إلى أقارب الذين قُتلوا ، الذين سيروون قصصهم يوم 22 أكتوبر و إلى الذين يمنحون أصواتهم دعما لذلك ، و الذين سينضمّون إلى المسيرة حينما تنطلق .
وهي تحيّة كذلك إلى الناس المتحلّين بالشجاعة الذين سيضعون أجسادهم على الخطّ يوم 22 أكتوبر من أجل غلق ريكار آيلن ، المعتقل الواقع وسط نيويورك ...
إلى كافة هؤلاء و إلى جميع الذين يسعون الآن ليكونوا هناك فى 24 أكتوبر ، نقول : لننهض !
لننهض- أكتوبر يضع المسألة بوضوح : يجب إيقاف جرائم الشرطة و إرهابها . لننهض-أكتوبر يعنى التحدّى و النضال . إنّه يعنى التصميم ليس على إصلاح كلّ هذا فحسب بل على إيقافه ... على التجرّؤ على فضح إبادة جماعيّة تتحرّك ببطئ و وضع حدّ لها ... على حياة أخلاق عدل و تحرير كما نفعل ... و على التنظّم لتحقيق كلّ ذلك فى الواقع ...
حزبنا و قائده ، بوب أفاكيان ، مصمّمان على الوقوف إلى جانب لننهض- أكتوبر... على القتال بكلّ ما أوتيا من قوّة لوضع حدّ لهذه الإبادة الجماعيّة الجنونيّة ... و على القيام بكلّ هذا كجزء من إيجاد عالم جديد تماما حيث يكفّ مثل هذا الجنون عن الوجود و حيث كلّ الطرق الأخرى التى يتمّ بواسطتها إستغلال سبعة مليارات إنسان على هذا الكوكب وإضطهادهم و إهانتهم و الحطّ من قيمتهم ، يجرى تخطّيها إلى الأبد . إنّنا نقوم بهذا كجزء من إعداد الأذهان و تنظيم القوى للتعجيل فى حدوث الثورة كوسيلة وحيدة تمكّن الإنسانيّة من بلوغ تحريرها و من دفن قيودها حقّا .
سنقف معكم فى النضال هذه الأيّام . و نحيّى شجاعتكم و مثابرتكم و إبقاءكم أعينكم على الهدف.
و ندعوكم – ونتحدّاكم – أن تتعمّقوا بجدّية فى الثورة ... أن تتعمّقوا و تبحثوا و تنقّبوا فى أعمال بوب أفاكيان ، و أن تشاهدوا أشرطة فيديو بوب أفاكيان و تقرأوا مؤلّفاته ... أن تتابعوا موقعنا على الأنترنت revcom ... أن تسيروا بنفسكم مع " revcoms "[ الشيوعيّين الثوريّين ]، و تمضوا إلى أندية الثورة ، لمقاومة السلطة و تغيير الناس من أجل الثورة... و أن تأتوا إلى مكتباتنا و تلتقوا بالثورة .
يمكن أن نصنع مستقبلنا بأيدينا . فلنتجرّأ على المسك به .
لننهض !
" لئن توفّرت لك فرصة رؤية العالم كما هو حقّا ، هناك طرق مختلفة بعمق يمكن أن تسير فيها حياتك. يمكنك ببساطة أن تتبنّى قانون الغاب ، و على الرجح سيبتلعك ذلك بينما تسعى إلى المضيّ قدما فى ذلك النهج . و يمكنك أن تضع ثلجا فى حوض ماء و تحاول أن لا تتركه يذوب قدر الإمكان بينما تزاحم بيأس للحصول على أكثر ممّا لدى غيرك. أو يمكن أن تسعى إلى القيام بشيء سيغيّر التوجّه الكامل للمجتمع و كامل الطريقة التى يوجد عليها العالم . و لمّا تضع هذه الأشياء بعضها إلى جانب بعض ، ما هو الشيء الذى له معنى ما ، ما هو الشيء الذى يساهم حقّا فى شيء يستحقّ العناء ؟ ستكون حياتك متمحورة حول شيء – أو ستكون متمحورة حول لا شيء . و ليس هناك شيء أعظم تكرّس له حياتك من المساهمة بكلّ ما فى وسعك فى التغيير الثوري للمجتمع و العالم ، لوضع نهاية لكلّ الأنظمة و العلاقات الإضطهادية و الإستغلالية و كلّ العذاب و الدمار غير الضروريين المصاحبين لها . لقد تعلّمت ذلك بصورة أعمق فأعمق من خلال كافة منعرجات الثورة الشيوعية إلى الآن و إلتواءاتها و حتى تراجعاتها الكبرى و كذلك مكاسبها الكبرى ، فى ما لا تزال بعدُ حقّا مراحلها التاريخية الأولى. "
من إيكى إلى ماو و بعده : مسيرتي من الفكر الأمريكي السائد إلى شيوعي ثوري ، سيرة ذاتية لبوب أفاكيان ، 2005.
( " الأساسي من خطابات بوب أفاكيان و كتاباته " 5 : 23 - شادي الشماوي ، مكتبة الحوار المتمدّن )
----------------------------------------------------------------------
رسالة من كورنال واست و كارل ديكس
جريدة " الثورة " عدد 410 ، 26 أكتوبر 2015
Revolution Newspaper | revcom.us
http://revcom.us/a/410/a-message-from-cornel-west-and-carl-dix-en.html
الإخوة والأخوات ، أيّها المقاومون :
أنتم الجمال . لقد وقفتم منتصبى القامة و يمكن أن تلهموا ملايين الآخرين ليحذوا حذوكم .
يجب مواصلة التقدّم بروح " لننهض" - و تحتاج هذه الروح أن تتجسّد فى النضال و فى التنظيم .
كونوا هناك فى 22 نوفمبر ، ذكرى إغتيال تامير رايس.
كونوا هناك فى 27 نوفمبر ، لتقاطعوا بنشاط أسبوع السود.
كونوا هناك فى 3 ديسمبر ، سنة بعد تبرئة رجال الشرطة الذين قتلوا آريك غرنار.
كونوا هناك مشكّلين قوّة جبّارة لأصوات أقارب الذين قتلتهم الشرطة .
كونوا هناك لمواصلة النضال من أجل إغلاق معتقل ريكارز آيلند .
و كونوا هناك فى الشهر القادم عند تنظيم تجمّعات لننهض.
يجب إيقاف جرائم الشرطة و إرهابها !
إلى جانب من أنتم ؟
www.stopmassincarceration.net / 646-709-1961
--------------------------------------------------------------------------------------
كارل ديكس فى مسيرة 24 أكتوبر : " لنقم بكلّ ما بوسعنا القيام به لإيقاف فظائع جرائم الشرطة فى حقّ شعبنا . ثمّ لنقم حتّى بأكثر من ذلك لأنّه يجب إيقاف هذا " .
جريدة " الثورة " عدد 410 ، 26 أكتوبر 2015
Revolution Newspaper | revcom.us
http://revcom.us/a/410/carl-dix-at-october-24-rally-en.html
لقد رأيتم وجوه الناس الذين سرقت منهم الشرطة حياتهم . حياة جميلة قصفتها الشرطة قبل الأوان . وهذا غير مقبول و مطلبنا غاية فى البساطة : يجب إيقاف إرهاب الشرطة و جرائمها . و ليس التقليص منهما قليلا . يجب إيقافهما !
أحيانا يقول لى الناس حسنا يتعيّن أن يكون مطلبكم ملموسا أكثر من ذلك ، كارل . إذن دعونى أقدّم لكم مطلبا ملموسا : " وجّهوا الإتّهام للقتلة من الشرطة و أوقفوهم و أرسلوهم إلى السجن ، النظام برمّته مذنب بلا ريب ! ".
[ و يصرخ مع الحشود ]
" وجّهوا الإتّهام للقتلة من الشرطة و أوقفوهم و أرسلوهم إلى السجن ، النظام برمّته مذنب بلا ريب ".
و مرّة أخرى :
" وجّهوا الإتّهام للقتلة من الشرطة و أوقفوهم و أرسلوهم إلى السجن ، النظام برمّته مذنب بلا ريب ".
هذا المطلب بسيط وعادل ، أليس كذلك؟ لكن علينا أن نكون واضحين بشأن أنّه عندما نرفع هذا المطلب، يجب أن نقاتل من أجله ذلك أنّ هناك نظام برمّته يقف وراء أولئك الشرطة المجرمين . لا يتّصل الأمر ببضعة عناصر مجرمة من الشرطة على صلة ببعض المدّعين العامين المارقين أو الفاسدين فى الولاية. إنّه نظام برمّته من أدناه إلى أعلاه هو الذى سجن الناس سجنا جماعيّا حينما نظّمنا إحتجاجات على الجرائم طوال السنة الماضية ، وهو يشيطن شعبنا لا سيما منه الشباب فى محاولة منه لتبرير جرائمه .
و الآن لمّا أقول هذا ، قد يفكّر البعض ، حسنا دقيقة كارل ، ألم يقل أوباما قبل أيّام بأنّه سيفعل شيئا بهذا المضمار ؟ ألم يقل إنّه يساند " حياة السود مهمّة " . حسنا ، لنكن واضحين – إنّ أوباما هذا الذى قال شيئا عن " حياة السود مهمة " قد نعت قبل ستّة أشهر شباب بلتيمور بالسرقة و المجرمين حينما إنتفضوا ردا على قتل الشرطة لفريدي غراي . و عليه ينبغى أن لا ننخدع بما يقوله . إنّه يسعى إلى جرّنا إلى الخلف ، إلى إطار نظامه . و قد قال أيضا إضافة إلى وعده بالقيام بشيء ، يجب أن يكون ذلك تدريجيّا. ماذا يعنى بذلك ؟ سيجرى التغيير بخطى صغيرة و بطيئة. و هذا لن يوقف الجرائم فى حين أنّه يجب إيقافها . لا نريد تقليصا صغيرا فى عدد الذين يُزجّ بهم فى السجون أو الذين يُقتلون . نريد إيقاف ذلك.
و أنظروا ، يترتّب علينا القتال من أجل جعل ذلك يحدث. ما من أحد يحلّ مكاننا للقيام بذلك . و نحن نقوم بذلك اليوم . و قد قمنا بذلك هذا الأسبوع . يوم الخميس 22 أكتوبر ، نظّمنا " لا مزيد من الحياة المسروقة / قولوا أسماءهم " . و عشيّة ذات اليوم ، أطلقنا مسيرة إحياء اليوم الوطني للإحتجاج لإيقاف عنف الشرطة . و أمس الجمعة ، وضع بعضنا أجسادهم على الخطّ لرفع مطلب إغلاق ريكارز آيلند – ذلك المعتقل " المُدان " و حجرات تعذيبه . و هذا ما نقوم به اليوم و سنظلّ نقوم به .
و نحن نبعث برسالة غاية فى الجدّية : أوقفوا إرهاب الشرطة ، إلى جانب من أنتم ؟ لا تقولوا لنا " أنا فى الوسط " أو " أنا محايد ". هذه جرائم ، هذه إبادة جماعيّة . و أمام إبادة جماعيّة لا مجال للحياد . إمّا أنّكم إلى جانب العمل على إيقاف تلك الإبادة الجماعيّة و إمّا إلى جانب من يقبلون بحدوثها . هذان هما الجانبان . إلى جانب من أنتم ؟ هذا هو التحدّى الذى نوجّهه إلى الناس .
و بمقدورى أن أقدّم لكم عدد الناس الذين قتلتم الشرطة ، أكثر من 930 منذ غرّة جانفى 2015. لكن المسألة لا تتعلّق بالعدد . و إليكم أمر شخصي . لقد جلست مع مرتيا جونس عقب أيّام من قتل شرطة دترويت أكبر بناتها ، آيانا ستانلى جونس . و إلتقيت بشارون إيروين بعد بضعة أيّام من قتل الشرطة لإبنها الأكبر ، تونى روبنسن . و قد ناضلت إلى جانب عديد الأسر الأخرى ، عددها أكبر بكثير ممّا يمكن أن أرويه لكم . و عليّ أن أقول أنّ شقيق زوجتى قتلته الشرطة بطلقات ناريّة قبل أربعين سنة وهو بعتبة منزل أمّهما ، و ذلك بعد يوم من إعلانهم لها إنّها لن ترى أبدا إبنها حيّا مرّة أخرى . لهذا الأمر شخصيّ ايضا بالنسبة لى . و من واجبنا أن نوقف هذا . من واجبنا النضال ضدّه.
و عندما أقول إيقاف هذا ، لا أقصد فقط فظائع ما تفعله الشرطة للسود و اللاتينيين رغم أنّه علينا إيقافه. الأمر يتعلّق كذلك بالهجمات على النساء فى هذا المجتمع ؛ و بالهجمات على أخواتنا و إخواننا المهاجرين ؛ و بما يحدث للمثليّات و المثليّين و المتحوّلين جنسيّا و بحروب الإمبراطوريّة ، و بالطريق التى يحطّمون بها البيئة على هذا الكوكب . و سأقول لكم إنّ هذا سيتطلّب ثورة ، لا شيء أقلّ من ذلك لوضع نهاية لكافة هذه الفظائع مرّة و إلى الأبد . هذا ما سيتطلّبه الأمر .
و يقول لى بعضهم بأنّه لا ينبغى أن أتحدّث عن هذا لكن يجب أن أتحدّث عنه لأنّ ذلك هو ما تحتاجون إلى سماعه. لقد قال فراد هامبتون ، أخ قد إحترمته حقّا ، قبل أربعين سنة ، شيئا سأردّده الآن على مسامعكم . قال " أنا ثائر " .
و أشعر أنّ منكم من يشاطروننى نفس الفكرة . لذا قولوا ذلك معى : " أنا ثائر " . [ مع الحشود ] : " أنا ثائر ".
و أنا لست ثائرا و حسب . أنا شيوعي ثوري . أتّبع قيادة رجل ، بوب أفاكيان ، يملك إستراتيجيا للقيام بالثورة و برنامج عمل لإنشاء مجتمع جديد . و ثمّة حاجة لأن تتعرّفوا على أفكاره إن كنتم تريدون التحرّر .
لكن علينا جميعا أن نتوحّد فى هذا . كورنال واست الذى ستستمعون إليه بعد قليل ، مسيحي ، مسيحي ثوري . أنا هنا مع الكنيسة . أنا هنا مع الطلبة ، أنا هنا مع جماهير من الأحياء الشعبيّة . أنا هنا مع ضحايا جرائم الشرطة . علينا جميعا أن نتّحد فى هذا . تنوّعنا و أصواتنا المختلفة تقوّى أكثر حركتنا .
و دعونى أقول أن فراد دوغلاس قد أدلى بتصريح قبل أكثر من مائة عام . لست طاعنا فى السنّ إلى حدّ العودة إلى زمنها بيد أنّى أعرف ما صرّح به . قال : لا تتنازل السلط عن شيء دون طلب . و كان هذا صحيحا وقتها وهو لا يزال صحيحا الآن . سيقتضى الأمر النضال لإحداث تغيير للأفضل . و هذا ما نقوم به أخواتى إخوتى . لكن علينا الإستمرار فى ذلك . و لا يجب أن نجلس مكتفين بما فعلنا اليوم هنا و نهنّئ أنفسنا و نشعر بالرضا . علينا أن نثابر على خوض النضال لفترة طويلة . و الهدف هو إيقاف إرهاب الشرطة وهذا هو المدى الذى يستدعيه نضالنا .
هناك خطوات قادمة تحدّث عنها ترافيس . 22 نوفمبر – تامير رايس الذى إغتالته الشرطة قبل سنة من الآن و لا عدالة . تجاه هذا علينا التحرّك . 3 ديسمبر ، آريك غارنار – قبل سنة تُركت الشرطة المجرمة دون عقاب . و تجاه هذا علينا التحرّك . و علينا أن لا نكفّ عن الحركة و لا نوقف تحرّكاتنا إلى أن ينتهى ذلك.
و أنهى كلمتى بقول إنّى ناضلت لفترة طويلة . و قد تعبت من تجميع قائمات ضحايا إجرام الشرطة . قد تعبت من وضع صور الذين قتلتهم الشرطة على ملصقات . قد تعبت من إصدار أوسمة للضحايا . يجب أن نوقف هذا .
لديّ الآن حفيدة عمرها ثمانى سنوات. و لا أريد أن ينشأ جيلها ليتحدّث عن ما يجب القيام به بخصوص قتل الشرطة للناس . أود أن يتحدّث جيلها عن هذا على أنّه تاريخ قد مضى فعلا لأنّه سيكفّ عن الحدوث بعدئذ . و ليس بالطريقة التى علينا الحديث بها اليوم عن إيميت تيل كتاريخ يجد صداه متردّدا اليوم.
و عليه ، لنقم بكلّ ما بوسعنا لإيقاف فظائع جرائم الشرطة فى حقّ شعبنا . ثمّ لنقم حتّى بأكثر من ذلك لأنّه يجب إيقاف هذا . و بأنفسنا علينا أن نفعل ذلك . علينا القيام بذلك من أجل أطفالنا و من أجل الأجيال القادمة .
إيقاف إرهاب الشرطة ! إلى جانب من أنتم ؟
نعرف إلى جانب من نحن و نتحدّى العالم و البلاد قاطبة : إلى جانب من أنتم ؟
الأخوات و الإخوة ، شكرا .
-------------------------------------------------------------------------------------------------
الآلاف فى شوارع مدينة نيويورك من أجل " لننهض – أكتوبر " : إيقاف إرهاب الشرطة ! إلى جانب من أنتم !
جريدة " الثورة " عدد 410 ، 26 أكتوبر 2015
Revolution Newspaper | revcom.us
غصّت شوارع منهاتن اليوم بالآلاف من الناس المطالبين بإيقاف إرهاب الشرطة وهم يضعون أمام العالم : إلى جانب من أنتم ؟ و كانت المسيرة تتويجا لثلاثة أيّام من تحرّكات " لننهض – أكتوبر " و كان الناس متحمّسين للغاية و مصمّمين عن حقّ . و إليكم إطلالة أولى على ما حدث .
لقد قاد كارل ديكس الحشد وهو يصدح بحنجرته " أنا ثائر !" . و تحدّى كورنال واست الناس : " عندما تحبّون أمثالكم ، تكرهون أن تقع إساءة معاملتهم ! " وصرّح إيف أنسلار " تعبت من الحياة فى بلد أين خلق عنف الدولة إرهاب دولة يمارس ضد السود و السمر ، و هذا غير مقبول ! " و بين بداية المسيرة و نهايتها ، عشرات من أعضاء أُسر و ممثّلين عن ضحايا جرائم الشرطة تقاسموا آلامهم و غضبهم و تحدّوا الجميع من أجل القتال . لقد قادوا المسيرة و عبّر الناس عن رفضهم لهجمات الشرطة التى أوقفت خمسة أشخاص مع نهاية المسيرة ، و ستّة شبّان آخرين من مجموعة من مائتي شاب و آخرين الذين أبلغوا الرسالة إلى تايمز سكوار . لقد طرحت المسيرة أمام العالم : إلى جانب من أنتم ؟
و كان فريق يحمل ملصقات لنساء قتلتهن الشرطة و سلطات السجن – قولوا إسمها ! لقد كانت وجوه الذين قتلتهم الشرطة فى كلّ مكان ، على لوحات ويافطات – صارخة من أجل العدالة و وضع نهاية لفظائع الشرطة . و كان الموحّدون يطالبون بالعدالة و كان النشطاء المثليّون يندّدون بعنف الشرطة الساديّة التى تستهدف الناس لميولهم الجنسيّة . و وُجد خليط مذهل من كافة القوميّات و ممثّلين للشعوب حول العالم. كما وُجد بحر من الإشارات : لننهض ! أوقفوا إرهاب الشرطة ! ... و كان نادى الثورة يرفع عاليا شعار مقاومة السلطة و تغيير الناس ، من أجل الثورة . و قد كان صوت يعلو و يخفت فى الشارع السادس : " وجّهوا الإتّهام للقتلة من الشرطة و أوقفوهم و أرسلوهم إلى السجن ، النظام برمّته مذنب بلا ريب ".
لقد أتى الطلبة من عدّة نواحي من البلاد – من ولاية ترومان ستايت أس دي أي فى الميسوري إلى كاليفرنيا ، إلى برارى فيو جامعة أي أند أم فى التكساس . و أتوا من معاهد لورانس و جامعة هوفسترا . و قد تحدّث طالب دراسات عليا و أستاذ إلى جريدة " الثورة " فقال : " إنّهم يقتلون تلامذتى فى عمليّة إبادة بطيئة " . و جاء شباب و غيرهم من أحياء المضطهَدين من الشرق و الجنوب و الوسط الغربي و كذلك من مدينة نيويورك . و مثال ذلك فريق من ووكغان ، إلينوا مثّل النضال من أجل العدالة لجوستوس هُوال و من أجل كافة ضحايا جرائم الشرطة .
و قدِم الموحّدون – العالميّون من أعلى الجانب الغربي من منهاتن و سار فريق منهم من هولي غوست إلى محطّة وزارة روم فيلينغ فى الأحياء المضطهَدة من سكّان أصيلي الجماييك ، بالكوينز . و قد رفعت الكنيسة الباباويّة للقديسة ماريا فى منهاتن ، مدينة نيويورك ، يافطة كُتب عليها " لسنا خائفين ! " و تحدّث المخرج السينمائي كوانتين ترانتينو قائلا : " عندما أشاهد جريمة قتل ، لا أستطيع أن أبقى مكتوف الأيدى " .
و فى نهاية المسيرة ، صرّح كارل ديكس : " لا بدّ أن تشعروا بالراحة لما فعلتم لكنّكم لستم مرتاحين جدّا للعودة إلى المنزل و الجلوس و العودة إلى الحياة العاديّة ، لأنّ الحياة العاديّة تساوى الشرطة تقتل الناس لا سيما منهم السود و اللاتينيين و السكّان الأصليّن . لقد عملنا على إيقاف ذلك و سيستمرّ النضال من اليوم فصاعدا " .
------------------------------------------------------------------------------------------------

#شادي_الشماوي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات