أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - قاسم حسين صالح - قيم الحسين..هل ستطيح بالفاسدين؟ تحليل سيكولوجي














المزيد.....

قيم الحسين..هل ستطيح بالفاسدين؟ تحليل سيكولوجي


قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 4968 - 2015 / 10 / 27 - 10:58
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


قيم الحسين..هل ستطيح بالفاسدين؟
تحليل سيكولوجي
أ.د.قاسم حسين صالح

لن يحصل اصلاح،من وجهة نظرنا نحن المعنيين بعلم النفس السياسي والاجتماعي،مالم يحصل تغيير في قيم الفرد والمجتمع.هذا قانون اجتماعي ،ذلك لأن القيم هي التي تحدد الأهداف وتحرّك السلوك..ولك ان تعزو اختلاف رجال الدين ورجال الاعمال والفنانين في اهتماماتهم وتصرفاتهم الى اختلافهم في القيم بين الدين والمال والجمال.
لقد اشرنا في مقال سابق الى ان التظاهرات احيت قيما كنّا اعتقدنا انها ماتت،حددها استطلاع رأي بالآتي:( اكدت صحوة الشعب العراقي من غفوته من 2003، نشرت الوعي ووحدت بعض الشيء، كشفت خداع البرلمانيين والحكومة للشعب ،عززت ثقة الشعب بنفسه وقدرته على التاثير في الحكم،وفّرت فرصة التعبير عن الراي وكسرت قيود الخضوع والاستسلام، فتحت بابا لبداية مرحلة جديدة،كسرت حاجز الخوف عند المواطن وخرجته عن صمته الذي كلف الوطن الكثير، خففت من التوتر الطائفي وجمعت كافة الطوائف والاديان تحت راية العراق،اظهرت ان الاغلبية من العراقيين ما عادت تؤمن بحزب الدعوة او الاحزاب الاسلامية ،عملت على اظهار النزاعات الخفية بين الاحزاب الشيعية،كشفت ضعف التيارات السياسية الحاكمة،واسهمت بمشاركة الشباب بحجم اكبر..).
ومع ان استشهاد الامام الحسين يرتبط بمناسبة دينية،الا ان جوهرها يستهدف استنهاض قيم المظلوم ضد الظالم، وحث المظلومين على التغيير اما بالاصلاح او الثورة.ولهذا السبب (الخوف من استثارة استشهاد الحسين للقيم)كانت السلطة في العراق تخشى هذه المناسبة.ففي العهد الملكي كانت استراتيجية الحكومة تقوم على استغلال المناسبة للتفريغ والتنفس.اذ كانت مواكب العزاء منتشرة في كل ارجاء العراق الشيعي،وكان (الرادود الحسيني) يضمّن قصائده غمزا او لمزا..نقدا للحكومة والمحتل الانكليزي برغم علمه بوجود رجال أمن في مجلس التعزية.وكان عقل نوري السعيد يقوم على سيكولوجية منح عشرة ايام للمواطن المكبوت من ظلم السلطة.. ينفّس فيها عن مكبوتاته في السنة..لتبقى قيمه راكدة!
في عهد صدام حسين،كانت الاستراتيجية بالضد تماما،اذ اعتمد سياسة منع مظاهر العزاء حتى في الأحياء الشعبية.وكانت مواكب المعزين المتجهة الى كربلاء والنجف مراقبة من داخلها بعيون الحزب ومن خارجها بقوات الطواريء..خوفا من ان تستنهض المناسبة قيم جماهير المعزين وتدفعهم نحو الاطاحة بالظالم.
في العهد الديمقراطي..تبنت الحكومة هذه المناسبة ممثلة بأحزاب الاسلام السياسي الشيعي في السلطة..واستغلتها لأغراض سياسية حققت فيها مكاسب انتخابية كبيرة،وتبوأ مراكز حساسة في الدولة ووظائف كبيرة في الحكومة ..طائفيون يفتقرون الى الشهادة العلمية والكفاءة والخبرة وتغليبهم قيمة الانتماء الى الطائفة على قيمة الانتماء الى العراق.وبما انهم بهذه المواصفات فانهم اساءوا الى قيم الحسين .ففي مقال لكاتب بريطاني اسمه "دافيد كوكبرن" نشره في صحيفة الاندبيندنت بعنوان: (كيف تحولت بغداد الى مدينة للفساد) جاء فيه:(احسست بالم وانا ارى شعارا مكتوبا على لافتات سوداء بساحة الفردوس :"الحسين منهجنا لبناء المواطن والوطن").
وتدريجيا،اكتشفت جماهير الشيعة انهم استغفلوا،وكثير منهم عظّوا اصابعهم البنفسجية ندما على انتخابهم اشخاصا خذلوهم واستفردوا بالسلطة والثروة.وتدريجيا ايضا اخذت تستفزهم رؤيتهم لمبان مختلسة من الدولة تخفق عليها رايات عاشوراء،وعقارات في ارقى احياء بغداد..بيعت لمسؤولين وقادة احزاب بثمن بخس،وتهم فساد مخجلة صار يكيلها معممون لمعممين.
ما حصل الآن ان الجماهير التي كانت قيمها راكدة،مستكينة..اخذت تقارن بين قيم الحسين وقيم السياسيين،اوصلتهم الى اكتشاف انهم كانوا مخدوعين او مستغفلين او على (نياتهم).وانهم في عاشوراء هذا العام تحديدا،وأربعينيته..ستستنهض مباديء الحسين واخلاقه الراقية قيم العراقيين ،لتتوحد مع القيم التي احيتها التظاهرات.واذا ما توحد شعار (هيهات منّا الذّلة) مع شعار(باسم الدين باكونه الحرامية)..فان قيمة المواطنة ستحيا بعنفوان يطيح بالفاسدين..وهنالك مؤشرات توحي انهما سيتوحدان عبر اهازيج اهالي السماوة والناصرية والبصرة في عاشوراء هذا العام(احزاب السلطة..باطل،يتحدث باسم الشجعان وهو اكبر فاسد،ياعمي اطلع ملينه...)
غير ان هذا لن يتحقق كما نتمنى،لاسباب بعضها يتعلق بمواقف سلبية من التظاهرات من قبيل التشكيك في ديمومتها،او انها من صنع احزاب السلطة،او انها لن تجدي نفعا.وبعضها،وهو الأهم ،يتعلق بالمحتوى السيكولوجي الاجتماعي الطقسي لمواكب العزاء.فلدى متابعتنا لمواكب العزاء في كربلاء والنجف وبابل وكركوك في العاشر من محرم(24 تشرين 2015)وجدنا ان مظاهر ضرب الظهور بالزنجيل وضرب الرؤوس بالقامات ما تزال شائعة برغم ان جميع المراجع الشيعية لا تشجعها..وبعضها اصدر فتوى بتحرّيمها.
والمحذور في ذلك..ان جلد الذات بهذه الطريقة الدموية المازوشية تميت في صاحبها قيمة استرداد كرامته من سالبها وتجعله مستكينا لمن يرى امره بيده حتى لو كان ظالما او فاسدا.نعم ان مظاهر التعبير الجماهيري عن الحزن على الحسين حالة انسانية طبيعية،ولكن ليس بالطريقة التي تسفك فيها الدماء وتدوس عليها اقدام المعزّين وهم يدخلون صحن الأمامين،فضلا عن انها تعطي انطباعا سلبيا عن العراقيين..والشيعة تحديدا.
وعليه،ينبغي التثقيف بهذا الاتجاه ايضا،نحو ان تكون مظاهر الحزن على الحسين..حضارية ،ان جاز التعبير،لا ان تكون في فعلها السيكولوجي..جلدا للذات او عقوبة على جريمة او تكفيرا عن ذنب،وان تكون مصحوبة بتذكير الناس والحكّام بان الحسين ثار ضد سلطة يزيد لانها افسدت القيم..وان رسالة ثورة الحسين للأنسانية انها تستنهض قيم الناس وتدعوهم الى التغيير في كل زمان تمارس فيه السلطة زيفا دينيا او حسينيا وتستفرد فيه القلّة بالسلطة والثروة.



#قاسم_حسين_صالح (هاشتاغ)       Qassim_Hussein_Salih#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- hالتظاهرات ..هل احيت قيما ماتت؟ تحليل سيكولوجي
- اشكالية الأدب والنقد والمتلقي
- المواطنة..في تحليل للشخصيتين المصرية والعراقية
- حيدر العبادي..هاوي بس ما ناوي!
- العلمانيون والفاسدون..من سيضحك أخيرا؟
- شراع سفينة التظاهرات..ورياح التغيير
- تحليل سيكولوجي لما حدث ويحدث
- حيدر العبادي..بين التفويض والتقويض
- فقاعات الشتاء السنّي ..فقاعات الصيف الشيعي
- العراقيون..مازوشيون - مقال تحريضي!
- عبد الكريم قاسم..والطائفيون - موازنة اخلاقية
- تساؤل الى الامام علي في ذكرى استشهاده
- داعش تفهمنا افضل مما نفهمها!
- ازمة العقل السياسي العراقي-تحليل سيكوبولتك
- المفقود في مواجهة الشخصية الداعشية
- الطائفيون..هل استوعبوا الدرس من سقوط الموصل؟
- اطفال العراق..(35) عاما بلا طفولة
- اغلقي عينيك وفكري في انجلترا (2)
- ماذا لو اغتيل السيد حيدر العبادي
- الشخصية الميكيافيلية


المزيد.....




- “العيال الفرحة مش سايعاهم” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد بج ...
- الأوقاف الإسلامية في فلسطين: 219 مستوطنا اقتحموا المسجد الأق ...
- أول أيام -الفصح اليهودي-.. القدس ثكنة عسكرية ومستوطنون يقتحم ...
- رغم تملقها اللوبي اليهودي.. رئيسة جامعة كولومبيا مطالبة بالا ...
- مستوطنون يقتحمون باحات الأقصى بأول أيام عيد الفصح اليهودي
- مصادر فلسطينية: مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى في أول أيام ع ...
- ماذا نعرف عن كتيبة نيتسح يهودا العسكرية الإسرائيلية المُهددة ...
- تهريب بالأكياس.. محاولات محمومة لذبح -قربان الفصح- اليهودي ب ...
- ماما جابت بيبي أجمل أغاني قناة طيور الجنة اضبطها الآن على تر ...
- اسلامي: المراكز النووية في البلاد محصنة امنيا مائة بالمائة


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - قاسم حسين صالح - قيم الحسين..هل ستطيح بالفاسدين؟ تحليل سيكولوجي