أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قاسم حسين صالح - حيدر العبادي..بين التفويض والتقويض














المزيد.....

حيدر العبادي..بين التفويض والتقويض


قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 4891 - 2015 / 8 / 9 - 10:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حيدر العبادي..بين التفويض والتقويض
أ.د.قاسم حسين صالح
هي المرة الأولى بتاريخ الحكم في العراق..يحصل فيها رئيس وزراء على تفويض من اكبر قوتين:الشعب والمرجعية الدينية للقيام بمعالجة اقبح وأوسخ ظاهرة في تاريخ الدولة العراقية.فالمرجعية الدينية طلبت من السيد حيدر العبادي ان يكون اكثر جرأة وشجاعة في محاسبة المتورطين بالفساد،بل أمرته ان يضرب بيد من حديد كل من يعبث باموال الشعب أيا كان وصفه او مسؤوليته.
وهي المرة الاولى ايضا التي يحدث فيها تبادل سيكولوجي للادوار بين الحاكم والمواطن العراقي..في جمعة السابع من آب( 2015). فقبلها كان حكّام المنطقة الخضراء استهانوا بالناس بعد ان استضعفوهم واذلّوهم. وبعد ان كسبوا الجولة الاولى في مظاهرات شباط( 2011 ) يوم اغلقوا جسر الجمهورية المؤدي الى المنطقة الخضراء بالدبابات،وبعثوا بـ(مناضلهم) يعطي الاوامر بضرب المتظاهرين من على سطح العمارة المطلة على ساحة التحرير.ومن يومها شعر الحكّام أن قوة الشعب غير فاعلة وان (دار السيد مامونه)..فزادوا انفسهم ثراءا ورفاهية خرافية وزادوا الناس بؤسا ما شهدوه حتى في زمن الطغاة.
الآن..ما عاد العراقييون في (2015) هم انفسهم في( 2011). فشوارع بغداد وساحة التحرير امتلأت بالمتظاهرين..وشوارع البصرة وكربلاء والديوانية والناصرية وساحة ثورة العشرين في النجف هي الأخرى امتلأت.وبالصريح..ان جماهير الشيعة انتفضت ضد حكامها الشيعة في تظاهرات تذكرنا بتظاهرات الفرنسيين والأسبانيين واليونانيين مع فارق واحد..ان تلك اطاحت بحكومات هم انتخبوها فيما تظاهرات العراقيين (راوت العين الحمرة) للحكومة ومنحت رئيسها مهلة جمعة اخرى او جمعتين..فما الذي سيفعله حيدر العبادي وقد حصل على هذا التفويض من اكبر قوتين؟
كان السيد العبادي اعلن في برنامجه الحكومي قبل سنة بانه سيقضي على الفساد.وقد حاول فعلا وبدأ بكشف (الفضائيين)في وزارتي الدفاع والداخلية،وانتهى بان شمل بيوت المسؤولين ببرمجة القطع الكهربائي!..وهاهو يعلن الآن عن التزامه الكامل بتوجيهات المرجعية بضرب الفساد ويتعهد باعلان خطة كاملة للأصلاح.
ثمة مقولة لارسطو توضح الفرق بين (المستحيل الممكن والممكن المستحيل) تفيدنا بأن التزام العبادي بضرب الفساد وتعهده بالأصلاح هو من نوع الممكن المستحيل..واليكم الدليل..ان رئيس الوزراء لن يستطيع،بموجب الدستور، ان يقيل وزيرا الا بموافقة البرلمان،وان القوى السياسية الفاعلة في البرلمان ستضع العراقيل امامه لتطبيق برنامجه برغم اعلان بعضها انها وضعت وزرائها تحت تصرفه..وهو اعلان سفيه خبيث الهدف منه امتصاص غضب الشارع العراقي.
ان الاجراء الحاسم في مكافحة الفساد يكون بتطبيق مبدأ :من اين لك هذا؟.فهل يستطيع السيد العبادي ان يستدعي مسؤولا كبيرا كان فقيرا..او كان يبيع المحابس الخردة والموبايلات المستعملة..وصار الآن من أصحاب المليارات؟. نعم..ستكون هنالك اجراءات وسنشهد كم كبش فداء من صغار الفاسدين سينال الجزاء فيما الذين وصفتهم المرجعية بالحيتان سيظلون في بحر الفساد يسبحون.ولنا ان نتذكر مقولة للسيد المالكي:)لديّ ملفات للفساد لو كشفتها لأنقلب عاليها سافلها)..وهو اعتراف منه بان القوى السياسية المشكلة للحكومة كلها فاسدة بضمنها كتلته..وان تلك المكونات هي نفسها الحاكمة الآن في زمن رفيقه السيد العبادي.
ثم انه مبتلى بحكومة هم بتعبير الحسجة (استفلكوا) الشعب وما عادوا يخجلون..آخرهم رئيس البرلمان الذي ظهر في خطاب للناس متعاطفا مع المتظاهرين ومتضامنا معهم في مكافحة الفساد معتقدا ان الفاسد هو فقط من يسرق ونسى انه يتقاضى راتبا وامتيازات ومخصصات حماية تزيد على اربعة اضعاف ما يتقاضاه اعلى رئيس برلمان في العالم.وقل الشيء نفسه عن رواتب رئيس الجمهورية( ثلاثة اضعاف راتب اوباما) ونوابه، ورواتب وامتيازات رئيس الوزراء ونوابه..لو حسبناها لتجاوزت ميزانيات ثلاث دول عربية مجتمعة..ومع ذلك لا يعدّها رئيس البرلمان فسادا..ويعد المتظاهرين بان مجلس النواب قرر الشروع باستجواب الوزراء الفاسدين!..وينسى ان برلمانه شرعن الفساد وكان السبب الرئيس في جعل الناس يتظاهرون ضد من انتخبوهم.
المؤسف ان السيد حيدر العبادي تأتيه فرص تدخله التاريخ ويفرّط بها..آخرها فرصة السابع من آب 2015 التي حصل فيها على تفويض اكبر قوتين:المرجعية الدينية والشعب. واذا كان مبررا له ان يبقى في حزبه بعد ثلاثة اشهر من فوزه وكسبه التعاطف الشعبي بسبب ان حزبه هو الذي جاء به،فان هذا المبرر قد انتفى الآن بعد ان وضح ان حزبه سيعمد،مع جهات سياسية فاعلة، على وضع العراقيل وتقويض ما سيفعله..وانه ان بقي في حزبه فاننا نخشى عليه ان يطاله التقويض ويخسر اقوى وانبل تفويض.



#قاسم_حسين_صالح (هاشتاغ)       Qassim_Hussein_Salih#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فقاعات الشتاء السنّي ..فقاعات الصيف الشيعي
- العراقيون..مازوشيون - مقال تحريضي!
- عبد الكريم قاسم..والطائفيون - موازنة اخلاقية
- تساؤل الى الامام علي في ذكرى استشهاده
- داعش تفهمنا افضل مما نفهمها!
- ازمة العقل السياسي العراقي-تحليل سيكوبولتك
- المفقود في مواجهة الشخصية الداعشية
- الطائفيون..هل استوعبوا الدرس من سقوط الموصل؟
- اطفال العراق..(35) عاما بلا طفولة
- اغلقي عينيك وفكري في انجلترا (2)
- ماذا لو اغتيل السيد حيدر العبادي
- الشخصية الميكيافيلية
- استاذ مجنون يحصل على جائزة نوبل-اعادة نشر
- العراقيون وسلطة الرمز الديني
- كتابات ساخرة:ادفعي (80) دولارا..لتبكي!
- المبدعون العراقيون يموتون في الغربة
- فضائية المدى..أمنيات مشروعة ومهمات صعبة
- الكوتا النسائية..كفاية عشر سنوات
- بعد داعش..هل يبقى السياسي العراقي أحول عقل؟!
- يوميات الحرب..شهادات للحقيقة والتاريخ


المزيد.....




- قصر باكنغهام: الملك تشارلز الثالث يستأنف واجباته العامة الأس ...
- جُرفت وتحولت إلى حطام.. شاهد ما حدث للبيوت في كينيا بسبب فيض ...
- في اليوم العالمي لحقوق الملكية الفكرية: كيف ننتهكها في حياتن ...
- فضّ الاحتجاجات الطلابية المنتقدة لإسرائيل في الجامعات الأمري ...
- حريق يأتي على رصيف أوشنسايد في سان دييغو
- التسلُّح في أوروبا.. ألمانيا وفرنسا توقِّعان لأجل تصنيع دباب ...
- إصابة بن غفير بحادث سير بعد اجتيازه الإشارة الحمراء في الرمل ...
- انقلبت سيارته - إصابة الوزير الإسرائيلي بن غفير في حادث سير ...
- بلجيكا: سنزود أوكرانيا بطائرات -إف-16- وأنظمة الدفاع الجوي ب ...
- بايدن يبدى استعدادا لمناظرة ترامب


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قاسم حسين صالح - حيدر العبادي..بين التفويض والتقويض