أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قاسم حسين صالح - ازمة العقل السياسي العراقي-تحليل سيكوبولتك














المزيد.....

ازمة العقل السياسي العراقي-تحليل سيكوبولتك


قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 4843 - 2015 / 6 / 20 - 20:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    




ازمة العقل السياسي العراقي
تحليل سيكوبولتك
أ.د.قاسم حسين صالح

سؤالان يحتاجان الى اجابة علمية:
• ما الاسباب التي جعلت العقل السياسي العراقي منتجا للأزمات؟
• ولماذا لم تفرز الحياة السياسية في العراق بعد التغيير قائدا سياسيا بمستوى رجل دولة؟
المحللون السياسيون يعزونها الى ان التغيير في العراق جاء بتدخل اجنبي،ولو ان القوى السياسية العراقية كانت هي التي اطاحت بالنظام الدكتاتوري لأفرزت قائدا سياسيا يوحّدها،لكنها كانت اشبه بفرق عسكرية متجحفلة في خنادق..لكل خندق عنوان وقائد،يجمعها هدف التخلص من النظام،وتفرّقها مصالح حزبية وطائفية وقومية.ولأن ما يجمعها انتهي بانتهاء النظام،فقد تولت المصالح اذكاء الخلاف فيما بينها على حساب المصلحة العليا للوطن.ويذكر بريمر بمذكراته،ان الشيعة كانوا يأتونه للمطالبة بمصالح طائفتهم،وكذا فعل السنّة والكورد.ويضيف بأن لا احد جاءه يطالب بمصالح العراق..وربما كان هذا هو السبب الذي دفع بريمر الى ان يدق (التثليث) في شاصي العملية السياسية العراقية.فضلا عن ان الأحزاب السياسية طاردة للمفكرين من الطراز الرفيع،لأنها تحكمها ايديولوجيات وعقائد خاصة بها فيما العراق لا تستوعبه ايديولوجيا او عقيدة محددة.
ومع صحة هذا التحليل فانه لا يقدم تفسيرا متكاملا،لاغفاله حقيقة ان االشخصية السياسية العراقية هي نتاج طبيعة المجتمع العراقي،الذي ينفرد عن المجتمعات الأخرى بأنه شعب منتج لأصناف متضادة من البشر بمواصفات عالية الجودة.
فهو منتج لمبدعين ومفكرين وشعراء ورجال دين وشيوخ عشائر من طراز رفيع،ومنتج لقتلة ورعاع وغوغاء بمواصفات " عالية الجودة ". ففي (1958) قتل افراد العائلة المالكة وطاف الناس بكفوف أيديهم في حشود هائجة بهستيريا الفاقدين لوعيهم الإنساني.وفي (1963) قتل عبد الكريم قاسم وآلآف الشيوعيين والوطنيين.وفي (1991)قتل مئات البعثيين ووضعت إطارات السيارات برقاب عدد منهم وحرقوا وهم أحياء.
والعراقيون منتجون للطغاة..يرفعونهم للسماء حين يكونون في السلطة ويمسحون بهم الارض حين يسقطون.وهم منتجون لمن يفلقون رؤوسهم بالحراب من أجل التاريخ والموت فداء لمن ماتوا،ومنتجون لمعتقدين عن يقين بأن تاريخهم مزوّر وأسود ومعرقل للتقدم،ومنتجون لمن يعرفون بالغيرة العراقية والأنفة،ومنتجون لناهبين من طراز رذيل،ولا أرذل من سلوك ينهب الناس فيه وطنهم وذاكرة تاريخه،حتى صيروا الفرهود شطارة يتسابقون إليه حيثما حلّت بالوطن محنة.
والشخصية السياسية العراقية..نتاج الاحداث ايضا،نلتقط منها حدثين اسهما في تشكيلها:
الأول:ان التغيير في(2003)تجاوز هدفه،من الاطاحة بالنظام الى الاطاحة بالدولة التي نجم عنها ما نعدّه قانونا اجتماعيا نصوغه بالآتي:

(اذا انهارت الدولة وتعطّل القانون وصارت الحياة فوضى..
شاع الخوف بين الناس وتفرقوا الى مجاميع او افراد تتحكّم
في سلوكهم الحاجة الى البقاء،فيلجأون الى قوة تحميهم
يحصل بينهما ما يشبه العقد يقوم على مبدأ الحماية المتبادلة).

من هنا بدأت "ثقافة الاحتماء" وحدث تحول اجتماعي سيكولوجي سياسي خطير،هو ان الشعور بالانتماء صار الى القوة التي تحمي الفرد،فتعطّل الشعور بالانتماء الى العراق وتحول الى ولاءات لا تحصى.والعامل السيكولوجي هنا الذي لعب اخطر الادوار هو ان تفكير العقل السياسي انشغل بمهمة امتلاك الحاضر بأي ثمن وافتقد الرؤية السياسية المستقبلية للعراق.

الحدث الثاني هو:تبادل الادوار بين السنة والشيعة. فالسلطة بيد السّنة العرب اكثر من الف سنة،فيما كان الشيعة بدور "المعارضة" للزمن ذاته.ولقد فهم تبادل الأدوار هذا بين الطائفتين كما لو كان تبادل ادوار بين "الضحية" و"الجلاّد". ومن هذا الشحن السيكولوجي اعتمدت الشخصية السياسية العراقية العزف على الوتر الطائفي لترويج نفسها بين طائفتها تمهيدا لفوزها بالانتخابات..ومنها تحديدا نشأ ما نصطلح على تسميته (البرانويا السياسية) التي لا يمكن ان تنتج رجل دولة.
فمن متابعتنا تأكد ان في القادة السياسيين العراقيين فرقاء مصابون بـ(البرانويا) التي تعني الشك المرضي بالآخر..كل فريق منهم صار يعتقد عن يقين(يقينه هو) ان الآخر يتآمر عليه لانهائه حتى وصل الحال بهم الى رفع شعار ( لأتغدى بصاحبي قبل ان يتعشى بي)..فتغدى الجميع بالجميع بوجبات من البشر تعدت المئة ضحية باليوم بين عامي( 2006 و2008 ) تحديدا.
وما يزيد من حماقة البرانويا السياسية انها اذا طبخت على نار الطائفية والعرقية صار شفاء اصحابها قريبا من المستحيل.وبالصريح المرّ فان الشخصيات السياسية العراقية الحالية غير قادرة على ان تقتلع شكوكها وتحسن الظن بالاخر،ولك ان تتابع ما تبثه اكثر من خمسين فضائية عراقية تبث بين جماهيرها سموم الشك المرضي بالآخر،لان البرانويا برمجت خلايا ادمغة القائمين عليها وقادة سياسيين بثلاث عقد عبر الزمن:عقدة انتاج الخوف الموروثة من الماضي،وعقدة الرعب المعاش في الحاضر،وعقدة توقع الشر والافناء في المستقبل..ونجم عنها سيكولوجيا ان حسابات الجميع صارت تستخدم آليات الربح والخسارة،في بيئة صراعية ليس فقط بين السياسيين المحسوبين على طائفة او قومية بل وبين كتل واحزاب الطائفة الواحدة والقومية الواحدة والشريحة الاجتماعية الواحدة حتى لو كان عديدها نصف مليون فردا!



#قاسم_حسين_صالح (هاشتاغ)       Qassim_Hussein_Salih#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المفقود في مواجهة الشخصية الداعشية
- الطائفيون..هل استوعبوا الدرس من سقوط الموصل؟
- اطفال العراق..(35) عاما بلا طفولة
- اغلقي عينيك وفكري في انجلترا (2)
- ماذا لو اغتيل السيد حيدر العبادي
- الشخصية الميكيافيلية
- استاذ مجنون يحصل على جائزة نوبل-اعادة نشر
- العراقيون وسلطة الرمز الديني
- كتابات ساخرة:ادفعي (80) دولارا..لتبكي!
- المبدعون العراقيون يموتون في الغربة
- فضائية المدى..أمنيات مشروعة ومهمات صعبة
- الكوتا النسائية..كفاية عشر سنوات
- بعد داعش..هل يبقى السياسي العراقي أحول عقل؟!
- يوميات الحرب..شهادات للحقيقة والتاريخ
- المناعة النفسية..علاج فعال ضد اليأس
- ثقافة نفسية(145):ما الانفعالات؟
- لا تجعلوا النصر في تكريت..شيعيا!
- الفساد..وباء أشاعه المالكي وابتلى به العبادي!
- تحية للمراة العراقية في يومها العالمي
- العنف ضد المرأة تحليل سيكولوجي


المزيد.....




- ترامب يشعل ضجة بفيديو وأغنية -سأضع آية الله في صندوق وأحول إ ...
- قطر.. جملة قالها وزير الخارجية لأشخاص -يتحججون بسبب الحرب- و ...
- إيران تعلن نهاية الحرب مع إسرائيل بعد الاتفاق على هدنة بوساط ...
- جيش الاحتلال يقر بمقتل ضابط و6 جنود في كمين خان يونس
- طيارو القاذفات B-2 -الشبح- يروون لـCNN كواليس عملياتهم: -تخت ...
- نائب ترامب عن ضرب إيران: -لا أحد يريد أن يمتلك أسوأ شعوب الع ...
- ترامب ردا على تقرير CNN: الغارات على إيران -من أنجح الضربات ...
- رغم وقف إطلاق النار مع إسرائيل.. أمريكا تراقب أي تهديدات من ...
- -نصران- في حرب واحدة: ما نعرف عن النتائج الأولية للمواجهة بي ...
- إيران لم تسقط وإسرائيل تجاهلت دروس التاريخ


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قاسم حسين صالح - ازمة العقل السياسي العراقي-تحليل سيكوبولتك