أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قاسم حسين صالح - تحليل سيكولوجي لما حدث ويحدث















المزيد.....

تحليل سيكولوجي لما حدث ويحدث


قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 4895 - 2015 / 8 / 13 - 12:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



مؤسس ورئيس الجمعية النفسية العراقية
عضو الجمعية العراقية لحقوق الانسان

في شباط 2011 شهدت ساحة التحرير تظاهرات كانت تطالب بنفس ما طالبت به الآن فبعثت الحكومة بأحد (مناضليها)ليعطي الأوامر بقمعها من على سطح العمارة المطلة على التحرير،واغلقت بالدبابات جسر الحمهورية المؤدي الى المنطقة الخضراء،وبها حصلت معادلة سكولوجية:انكفاء الشعب على نفسه وشعور السلطة بالآمان الذي ادى بها الى الاستمرار بعدم الاكتراث بالخدمات الاساسية للناس..واستمرارهم بالمزيد من الرفاهية على حساب بؤس المواطن وعدم احترام آدميته.وكان ان شهدت جمعة السابع من آب 2015، تظاهرات لم يشهدها العراق منذ عقود من الزمن، ليس في حجمها فقط الذي يقاس بحجم معاناة واوجاع اهلها،بل وبسلوكها السلمي الحضاري وتعاطف القوى الأمنية التي كانت توزع الماء البارد على المتظاهرين.فلقد تحول الاستياء الجماهيري الى غضب عارم بسبب سرقة مليارات الدولارات عبر مافيات لقادة سياسيين وشركات وهمية وتردي الخدمات وصبر الشعب المفجوع والمخدوع بحكام يدعون الدين..كان يمكن ان يستمروا لولا رفع المرجعية الموقرة حصانتها عنهم ودعوتها الصريحة الى السيد رئيس الوزراء الى ان يكون اكثر جرأة وشجاعة.

وكان لتلك التظاهرات اسباب أججتها بعضها فيه قباحة وتناقض غير منطقي.فلقد اوصلت مسيرة ثلاث عشرة سنة الى قناعة المواطن بان السياسيين يتخاصمون على كل شيء..الا الفساد..فهم متفقون عليه.يؤيد ذلك اعتراف السيد نوري المالكي بقوله:(لديّ ملفات فساد لو كشفتها لأنقلب عاليها سافلها)..ما يعني ان كل الآطراف المشاركة في العملية السياسية ،بمن فيهم مسئولو حزبه..متورطون بنهب ثروات الوطن.
سيكولوجيا،اوصل العقل السياسي العراقي المواطن العادي الى ان العراق مؤلف من كيانيين او جزءين متضادين متناقضين:المنطقة الخضراء التي يسكنها قلّة ينعم اهلها بالرفاهية والثراء بمساحة 10 كيلومتر مربع،وباقي العراق بكل ريفه ومدنه يعيش وضعا بائسا مزريا لا يطاق..في تضاد صارخ:شخصية بطرة..سادية ..تتلذذ او لا تكترث بآلام من هي مسؤولة عنهم ..تقابلها شخصية تعيش الحرمان والاحباط والذلّ والهوان.
ما يميز الشخصية العراقية هو ان الاحداث الكارثية عبر 35 سنة منحتها القدرة على التحمل..بمعنى قريب من قولنا (صبر ايوب).وليس من باب السخرية اذا قلنا: علينا ان نشكر الشمس التي خصت العراق بحرارة لا يطيقها الحمار ،وانعدام الكهرباء..فهما اللذان قدحا ما كانت تحتاجه الشخصية العراقية..لتنفجر!..وكان انفجارا اصاب السلطة بالذهول..وشكل انعطافة تاريخية في العملية السياسية العراقية ،وبه تغيرت المعادلة السيكولوجية من استعلاء السلطة على الناس وعدم الاكتراث بمتطلبات حياتهم..الى الخوف منهم وتسابق من كانوا هم سبب الكارثة الى الاستجابة لمطالبهم.
وحدث ما لم يشهده العراق في تاريخه السياسي،اذ هي المرة الأولى بتاريخ الحكم في العراق..يحصل فيها رئيس وزراء على تفويض من اكبر قوتين:الشعب والمرجعية الدينية للقيام بمعالجة اقبح وأوسخ ظاهرة في تاريخ الدولة العراقية.فالمرجعية الدينية طلبت من السيد حيدر العبادي ان يكون اكثر جرأة وشجاعة في محاسبة المتورطين بالفساد،بل أمرته ان يضرب بيد من حديد كل من يعبث باموال الشعب أيا كان وصفه او مسؤوليته.
وهي المرة الاولى ايضا التي يحدث فيها تبادل سيكولوجي للادوار بين الحاكم والمواطن العراقي..في جمعة السابع من آب( 2015). فقبلها كان حكّام المنطقة الخضراء استهانوا بالناس بعد ان استضعفوهم واذلّوهم. وبعد ان كسبوا الجولة الاولى في مظاهرات شباط( 2011 ) .
لقد طرح السيد العبادي في 8/8 /2015حزمته الاولى من الاصلاحات،التي ستنفذ على مراحل:الغاء مناصب نواب رئيسي الجمهورية والوزراء بما يوفر 40 مليار دينار عراقي!!..ودمج الوزارات وترشيق قسم منها،والغاء بعض الهيئات المستقلة والمواقع والمناصب.واكد الأحد (9/8) عزم حكومته على اصدار حزمة ثانية من الاصلاحات بالمستوى نفسه لسابقتها،اردفها في 10/8 بتوكيده "جدية التوجه في تطبيق اصلاحات تطال كل الميادين التي تعرقل بناء دولة وطنية ديمقراطية تمثل الارادة الوطنية واجراء تحولٍ يفضي الى استكمال بناء دولة المؤسسات والحريات والقانون وحقوق الانسان". ولقد باركته المرجعية فيما قام الناشطون المدنيون بوقفات تضامنية في بغداد وبابل وذي قار وميسان..اجبرت البرلمان على ان يوافق بسرعة، ليقينه بأنه لو ناقشها لأصبح في مرمى مدفعية الشارع..وبه يكون 11 آب 2015 بداية الثورة الاصلاحية التي احدثها من تسلح بالشعب.
بالمقابل ،اشاع الانفعال السيكولوجي لتظاهرة السابع من آب التاريخية الى طرح حزمة مطالب من قبل ناشطين مدنيين من بينها:حل الحكومة الحالية وتشكيل حكومة تكنوقراط وحل البرلمان والدعوة لانتخابات مبكرة..وهي في راينا مطالب غير واقعية،فليس ممكنا قطعا ان تأتي الآن بحكومة تكنوقراط والحكم بيد احزاب الاسلام السياسي..فضلا عن انها ليست في صالح الوضع الأمني الذي نعيشه،وغير مضمونة النتائجـ ،فيما المفروض ان يجري الآن تحكيم للعقل وتخطيط علمي وواقعي لتنفيذ الممكن الذي يبدو لآخرين مستحيلا ،يبدأ بأن يتم فيه دعم السيد العبادي الذي سيواجه (تسويفات) وعراقيل تضعها امامه قوى سياسية، ومنحه تأييدا وزخما جماهيريا لتنفيذ حزم الاصلاحات التي قدمها وسيقدمها.
ان رياح التغيير قد هبت..وسفينة التظاهرات ابحرت،لكن احتمالات الطقس السياسي لا يمكن التنبؤ بها.فقادة الكتل السياسية مصابون بالبرانويا التي تدفعهم قسرا الى استهداف الآخر،والعقل السياسي العراقي ادمن على انتاج الأزمات والتسويف والتزييف،وحتى في الوسط الشعبي..هنالك من اختزل هذا الحدث الأكبر بأوامر المرجعية واستجابة الحكومة لأوامرها..ما يعني عدم وجود ضمانة لوصول سفينة التظاهرات الى بر الامان ما لم يكن لشراعها قادة بعقل جمعي يمثل المتظاهرين بشرائحهم الثقافية والاكاديمية والاجتماعية ،يشترط على من يكون فيه ان لا يقبل بأي منصب او مسؤولية تعرضه عليه الحكومة او البرلمان طيلة فترة التفاوض والى ان يتم البدء بتطبيق مبدأ من اين لك هذا، وفتح ملفات الفساد من عام 2003 .فاذا كان قد اتهم علنا بالفساد من اوصله الى نيابة رئاسة الوزراء صاحب عمامة محترمة ،فمن يضمن علمانيا يفوضه المتظاهرون ان يكون نزيها في زمن هتف فيه المتظاهرون (باسم الدين باكونا الحرامية) و صار فيه الفساد شطارة؟!



#قاسم_حسين_صالح (هاشتاغ)       Qassim_Hussein_Salih#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حيدر العبادي..بين التفويض والتقويض
- فقاعات الشتاء السنّي ..فقاعات الصيف الشيعي
- العراقيون..مازوشيون - مقال تحريضي!
- عبد الكريم قاسم..والطائفيون - موازنة اخلاقية
- تساؤل الى الامام علي في ذكرى استشهاده
- داعش تفهمنا افضل مما نفهمها!
- ازمة العقل السياسي العراقي-تحليل سيكوبولتك
- المفقود في مواجهة الشخصية الداعشية
- الطائفيون..هل استوعبوا الدرس من سقوط الموصل؟
- اطفال العراق..(35) عاما بلا طفولة
- اغلقي عينيك وفكري في انجلترا (2)
- ماذا لو اغتيل السيد حيدر العبادي
- الشخصية الميكيافيلية
- استاذ مجنون يحصل على جائزة نوبل-اعادة نشر
- العراقيون وسلطة الرمز الديني
- كتابات ساخرة:ادفعي (80) دولارا..لتبكي!
- المبدعون العراقيون يموتون في الغربة
- فضائية المدى..أمنيات مشروعة ومهمات صعبة
- الكوتا النسائية..كفاية عشر سنوات
- بعد داعش..هل يبقى السياسي العراقي أحول عقل؟!


المزيد.....




- في دبي.. مصور يوثق القمر في -رقصة- ساحرة مع برج خليفة
- شاهد لحظة اصطدام تقلب سيارة عند تقاطع طرق مزدحم.. واندفاع سا ...
- السنغال: ماكي سال يستقبل باسيرو ديوماي فاي الفائز بالانتخابا ...
- -لأنها بلد علي بن أبي طالب-.. مقتدى الصدر يثير تفاعلا بإطلاق ...
- 4 أشخاص يلقون حتفهم على سواحل إسبانيا بسبب سوء الأحوال الجوي ...
- حزب الله يطلق صواريخ ثقيلة على شمال إسرائيل بعد اليوم الأكثر ...
- منصور : -مجلس الأمن ليس مقهى أبو العبد- (فيديو)
- الطيران الاستراتيجي الروسي يثير حفيظة قوات -الناتو- في بولند ...
- صحيفة -كوريا هيرالد- تعتذر عن نشرها رسما كاريكاتوريا عن هجوم ...
- برلمان القرم يذكّر ماكرون بمصير جنود نابليون خلال حرب القرم ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قاسم حسين صالح - تحليل سيكولوجي لما حدث ويحدث