أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد محسن عامر - إدارة التوحش و إدارة البكاء














المزيد.....

إدارة التوحش و إدارة البكاء


محمد محسن عامر

الحوار المتمدن-العدد: 4966 - 2015 / 10 / 25 - 17:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


خرج اليوم حسن نصر الله في تجمع خطابي مباشر بمناسبة احتفالات عاشوراء على غير العادة ؛ على غير العادة العادية ؛ نعم فهذا الرجل معروف دوما بمفاجآت الغير متوقعة التي تربك دوما الخصوم بصلفه و قدراته الخطابية الإستثنائية . ليطلق صليات من الحديث الطائفي المشحون حد التخمة بالدعاية وسط الجموع الغاضبة .خطاب ذا دلالات سياسية مهمة حول الأزمة السورية و إيران و الوضع اللبناني الداخلي . هذا ما يبدو في هذا الظهور المباشر المليء بالتحدي و العناد ليتناغم مع وضع جبهته الإقليمية التي يقاتل في خنادقها و هي تحقق انتصارات على الأرض ظاهرة للعيان فوق سماء مكتضّة بالطائرات المقالة الروسية و الأمريكية . الخطاب المركب لحسن نصر الله شكله بمعجم "عاشورائي" مشحون بمفردات الفكر الشيعي و أيديولوجيا ولاية الفقيه يطرح السؤال لا عن الغايات السياسية لخطاب نصر الله و لكن الأهم من ذلك طريقة تكوين الخطاب "الحزب اللهي " أي بنيته و عناصره و ميكانيزما تشكيله .
أيدلوجيا الإسلام السياسي بخطيه الشيعي و السني تتحرك بنفس النغمة و أحيانا تتقاطع ؛ كما تقاطعت أفكار الإسلامي السياسي مع أفكار الثورة الإيرانية في الثمانينات ما جعل إسلاميي تونس يلقبون بالخمينيين. يتأسس هذا الخطاب على منطق التوظيف الأيديولجي للدين . أي داخل سياق استحضار سردية المظلومية التاريخية , و تحويل الأسطورة إلى ساعق مفجر للفعل السياسي الراهن .
كلا المساريين يتأسسان على فكرة البكاء ؛ أي تلك التراجيديا الحزينة التي يشكل مشهد الحزن أساسها. فمثلما تأسست القاعدة على تراجيديات النساء المغتضبات ابان الفتح و الغزو السفياتي شعارات الجهاد المقدس ضد المغتصب الملحد لأرض مسلمة ,عاشت قبلها حركة الإخوان المسلمين داخل الألم و الإستحظار الدائم لمظلومية اغتيال الأب المؤسس حسن البنة و من ثم اعدام السيد قطب و تاريخ السجون و الإقصاء السياسي ؛ تغذى الاسلام السياسي الشيعي من الإحباط و الحزن و الهزيمة , مظلومية بخس ال البيت لحقهم التاريخي في وراثة السلطة الحق التاريخي المدعى و المسنود بالنسب بادئ الأمر و المدعم بمدونة أيديولوجية لاحقة تثبت حقا تاريخيا مقدسا في الحكم . المسألة المحورية هو كيفية إدارة البكاء و تحويله إلى شحنات غضب توجه في إطارها السياسي الذي بحكم نشأته يكون محدود الأفق و مرتبطا بطبيعة نشأته البنيوية . محدود الأفق بمعنى كونه يبقى أسير الكنتون الطائفي المؤسس للوعي الجعمي للإسلام السياسي الشيعي , أي بمنطق ولاية الفقيه "الأممية" الغير دولتية , و أساسا منطلقاته الإجتماعية و الفكرية التي تحصر الحق داخل المجموعة الشيعية بهوية فرعية غير مواطنية لا يمكن تأسيس تعاقد سياسي لبناني حولها . بالتالي تبقى في تناقض أيديولوجي و سياسي مع مجموعات تتأسس معها على نفس القاعدة بطريقة طبيعية أو كرد فعل عنها أحيانا تمنع إمكانية التعايش داخل المجتمع أو في أحسن الحالات تعيش على تمزق مجتمعي هو منطق الأمر الواقع في لبنان .
ما قاله حسن نصر الله اليوم أمام تجمعات النواح الحسينية كان فصلا في هذا المشهد . بحر من الغاضبين و الحزانى على واقعة سنة واحد و ستون هجري الدموية يقوم شيخ الحزب بتحويل المناحة ؛ الحرارة التي قال عنها النبي محمد في روايات المدونة الشيعية أنها لا تزول أبدا إلى خطة سياسية هي رغم كونها لا تخرج عن سقفها الطائفي تبدو لدى الحسينيين و الزينبيات الحزانى مواصلة للواقعة القتل التراجيدية و طريقا للثأر للحسين ؛ كيف لا و أعداء حزب الله هم ذاتهم أعداء الحسين بل و أعداء لله و هكذا نعود إلى مربع قداسة الدم و قداسة الحرب . هكذا تركب الأسطورة و تأدلج لتدمج سياسيا ضمن الصراع . إنه تشكيل للغضب و إدارة للبكاء.



#محمد_محسن_عامر (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السقوط قبل البداية:المؤتمر الوطني لمكافحة الإرهاب في تونس
- عن ال سعود و احترام حقوق الانسان
- لقاء بوتين و أوباما اليوم ومخاطر خسارة داعش :
- قانون المصالحة الإقتصادية مع رجال الأعمال في تونس :المآلات
- تضامنا مع مناضلي النهج القاعدي في المغرب
- بورقيبة و نظرية الحلول في فكر سبسي الله الثوري : أنا بورقيبة ...
- الجنّ هو المسؤول عن الإرهاب في تونس
- العولمة و الأصولية الإسلامية الجزأ الأوّل
- ملاحظات سريعة حول مسألة المثلية الجنسية
- المأزق التونسي :الإنتفاضة و الإرهاب و الحرب الأهلية
- تأملات نقدية حول تجربة -الشباب العربي البعثي- في تونس
- مأزق الحركات القومية التقليدية أم مأزق البورجوازية الصغيرة
- قضية -التخلّف- في فكر مهدي عامل
- من رابطة حماية الثورة إلى رابطة حماية الوطن و المواطن و صعود ...
- حول تصريحات الصحبي عتيق :مأزق الإخوان في تونس و خيار العنف
- الإستثناء في اللغة و الإستثناء في السياسة
- الجبهة الشعبية : طريق العودة مسدود إمّا الثورة أو الإنتحار


المزيد.....




- وزير الدفاع الأمريكي: ترامب هيأ الظروف لإنهاء الحرب الإسرائي ...
- مرشح ليكون أول مسلم يُصبح عمدة نيويورك.. من هو زهران ممداني ...
- مبابي يتهم باريس سان جيرمان بـ-الاعتداء الأخلاقي- في شكوى جن ...
- هل تناول تفاحة في اليوم مفيد حقّاً لصحتك؟
- بين جنون الارتياب والقمع الجماعي... ما تداعيات -حرب الاثني ع ...
- لماذا شددت إسرائيل حصار غزة بعد الحرب مع إيران؟ مغردون يتفاع ...
- سائل ذهبي بلا فوائد.. إليك أشهر طرق غش العسل في المصانع غير ...
- شاهد أحدث الابتكارات الصينية.. مسيّرة تجسس بحجم بعوضة
- هل دفع العدوان الإسرائيلي المعارضة الإيرانية إلى -حضن- النظا ...
- لماذا تركز المقاومة بغزة عملياتها ضد ناقلات الجند والفرق اله ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد محسن عامر - إدارة التوحش و إدارة البكاء