أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - رابح لونيسي - قداسة الحريات مستمدة من قداسة الله سبحانه وتعالى














المزيد.....

قداسة الحريات مستمدة من قداسة الله سبحانه وتعالى


رابح لونيسي
أكاديمي

(Rabah Lounici)


الحوار المتمدن-العدد: 4952 - 2015 / 10 / 11 - 22:05
المحور: الصحافة والاعلام
    




عادة ما يطلق على رجال الإعلام مصطلح السلطة الرابعة، وقد ظهر هذا المصطلح في أواخر القرن 18م بفرنسا، وأطلق آنذاك على الجماهير التي فرضت على الملك تنفيذ رغباتهم من خلال الثورة والمظاهرات، وقد سميت هذه الجماهير بالسلطة الرابعة إضافة إلى ثلاث سلطات آنذاك وهي الملك والكنيسة والبرلمان، كانت كلها في يد الملك، وليس كما يعتقد اليوم أنها سلطة إلى جانب السلطات الثلاث التنفيذية والتشريعية والقضائية التي يجب أن تكون منفصلة بعضها عن بعض مثلما طرح ذلك مونتيسكيو، وأنتشر مصطلح السلطة الرابعة في إنجلترا على يد الكاتب ويليام هازيليت عندما وصف مندوب إحدى الجرائد إلى البرلمان بأنه ممثل السلطة الرابعة، أي ممثل الجماهير، فأصبح المصطلح يطلق على الصحافة بسبب قدرتها على التأثير والتعبير عن الرأي العام .
ولم يبق اليوم التأثير على الرأي العام حكر على الصحافة فقط، بل انتقل إلى كل وسائل الإعلام والنشر كالتلفزيون والأنترنات والسينما والفنون والآداب، بل حتى المساجد في العالم الإسلامي، مما جعل الجميع يتسارعون للسيطرة على هذه الأجهزة الخطيرة كرجال السياسة والأنظمة ورجال المال... وغيرهم، فتتحول إلى أجهزة في خدمة مصالح هؤلاء بدل أن تعبر عن حقيقة توجهات وطموحات ورغبات كل الشعب دون استثناء، مما يطرح إشكالية كيفية سيطرة المجتمع والأمة على هذه الأجهزة .
إن كانت الدساتير في الغرب لم تجعل من هذه السلطة الرابعة مؤسسة دستورية مثل السلطات الثلاث التنفيذية والتشريعية والقضائية، واكتفت فقط بضمان حرية التعبير والتفكير والنقد والاعتقاد لمستخدمي مختلف هذه الأجهزة، فإنه يمكن لنا إعطاء هذه السلطة صفة المؤسسة الدستورية، تتوسع إلى رجال الإعلام والفن والفكر والآداب، وكل الذين يقومون بهذه المهمة المقدسة باللسان أو القلم أو الصورة.
فعلى هؤلاء كلهم أن لا يبقوا مشتتين مما يٌسهَّل ضربهم، فعليهم الانتظام في هيئة أو مؤسسة دستورية منتخبة من كل الذين ذكرناهم آنفا، فتضم هذه الهيئة كل ممثلي الذين يقومون بهذه المهمة النبيلة، وعلى هذه الهيئة أن تقوم بتسيير وإدارة مختلف أجهزة الإعلام والثقافة كالتلفزيون والمؤسسات السينمائية والفنون ودور النشر... وغيرها من الوسائل التي عبرها يمكن صناعة الرأي العام، كما توكل إليها مهمة ضبط الإشهار، الذي يعد مربط الفرس في عملية حرية الإعلام، لأن السلطة التي تعمل من أجل إحتكار عملية الإشهار لا تستهدف من خلال ذلك إلا التحكم الغير مباشر في وسائل الإعلام، وبهذا الشكل فقط نكون قد وضعنا أخطر الأجهزة في هذا العصر المتصف بعصر الاتصالات في يد أصحابها الحقيقيين بدل وضعها في أيدي السلطة في الأنظمة الدكتاتورية والشمولية أو تحت سيطرة رجال المال والأعمال مثلما هو حاصل اليوم في الديمقراطيات البرجوازية.
ولا يمكن ضمان فعلي لمختلف الحريات التي نصت عليها مختلف الدساتير الحديثة إلا بإعطاء الحصانة لهؤلاء سواء أكانوا أعضاء في الهيئة الدستورية التي تمثلهم أم لا، ولا يمكن رفع الحصانة عنهم إلاّ من طرف هذه الهيئة فقط ، وذلك في حالة القيام بأعمال يعاقب عليها القانون أو تناقض المهمة النبيلة التي كلفهم المجتمع والأمة بها .
وعلى هذه الهيئة أن تكون مستقلة استقلالا تاما عن مختلف السلطات الأخرى والأحزاب السياسية، كي تكون مخلصة للمجتمع الذي يجب أن تدافع عن مصالحه.
أما بشأن مسألة الحريات بكل أشكالها، ومنها حرية التعبير، فلا يجب أن ينتظر من أي سلطة مهما كانت أن تأذن بذلك، ليس فقط أنها من الحقوق الطبيعية للإنسان، بل أنها مستمدة من الله، فهل يعقل أن يتدخل أي إنسان فيما أقول أو لا أقول أو في إختياراتنا في الوقت الذي أعطى فيه الله جل جلاله خالق الإنسان الحق للإنسان في الإختيار بين طريق الجنة أو طريق النار، ويقول سبحانه وتعالى"وهديناه النجدين"، فكل من يتدخل في حريات الإنسان في القول والتعبير أو في إختياراتنا فهو في ديننا الجنيف وفي تصوراته إعتداء على الله سبحانه وتعالى الذي ضمن لنا حق الإختيار، فهل يوجد أكبر من حق إختيار الإنسان بين الطريقين المؤديين إلى الجنة أو النار، إضافة إلى ذلك، فإن الإذن قد أخذناه بدماء ملايين الشهداء التي أرتوت بها أوطاننا وآراضينا طيلة قرون، ولهذا فلايجب أن ننتظره من أي كان، ومن أعطى لهؤلاء حق إسكات الأصوات وتكميم الأفواه ومن أين يستمدونه؟.



#رابح_لونيسي (هاشتاغ)       Rabah_Lounici#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شعارات الأوليغارشيات الزاحفة في الجزائر بين الحقيقة والزيف
- ماذا يختفي وراء التغييرات والإقالات في جزائر اليوم؟
- إقرار الطبقية العلمية الإيجابية كحل لمشكلة التخلف في فضائنا ...
- وحدة سياسات الغرب تجاه المنطقة المغاربية بين الوهم والحقيقة
- هل الطريق ممهدة لتكرار مأساة التسعينيات في جزائر اليوم؟
- الجزائريون والمسألة اللغوية عبر تاريخهم بين الإنغلاق الأيديو ...
- الأهداف المتسترة وراء إثارة النقاش اللغوي في جزائر اليوم
- الهوية الثقافية المغاربية-الجذور والتحولات التاريخية-
- علاقة المشروع الأمبرطوري الأمريكي بمخطط لتفتيت دولنا المغارب ...
- معوقات بناء دولة-الأمة الجزائرية بين القطيعة والإستمراية
- صرخة إلى الضمير الوطني-داعش كأداة لإعادة إنتاج الإستعمار الغ ...
- فرانز فانون-مفاتيح لفهم الإضطهاد العنصري والثقافي عبر التاري ...
- الجذور التاريخية للتوظيف السياسوي لمسائل الهوية في الجزائر
- مقاربة لفهم ومواجهة أخطار التفكك في دولنا المغاربية
- من غيب المغاربيون في التاريخ الحضاري؟
- هل نحن بحاجة اليوم إلى بروتستانتية إسلامية؟
- مقاربة للخروج من مأزق الإنتقال الديمقراطي في العالم العربي-د ...
- حركة التاريخ بين سدنة المعبد وورثة الأنبياء
- نقاش حول مسألة إعادة ترتيب سور القرآن الكريم
- من أجل مواجهة عالمية لبوادر تكرار الظاهرة الإستعمارية


المزيد.....




- ماذا قال الجيش الأمريكي والتحالف الدولي عن -الانفجار- في قاع ...
- هل يؤيد الإسرائيليون الرد على هجوم إيران الأسبوع الماضي؟
- كوريا الشمالية تختبر -رأسا حربيا كبيرا جدا-
- مصدر إسرائيلي يعلق لـCNN على -الانفجار- في قاعدة عسكرية عراق ...
- بيان من هيئة الحشد الشعبي بعد انفجار ضخم استهدف مقرا لها بقا ...
- الحكومة المصرية توضح موقف التغيير الوزاري وحركة المحافظين
- -وفا-: إسرائيل تفجر مخزنا وسط مخيم نور شمس شرق مدينة طولكرم ...
- بوريل يدين عنف المستوطنين المتطرفين في إسرائيل ويدعو إلى محا ...
- عبد اللهيان: ما حدث الليلة الماضية لم يكن هجوما.. ونحن لن نر ...
- خبير عسكري مصري: اقتحام إسرائيل لرفح بات أمرا حتميا


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - رابح لونيسي - قداسة الحريات مستمدة من قداسة الله سبحانه وتعالى