أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رابح لونيسي - صرخة إلى الضمير الوطني-داعش كأداة لإعادة إنتاج الإستعمار الغربي-















المزيد.....

صرخة إلى الضمير الوطني-داعش كأداة لإعادة إنتاج الإستعمار الغربي-


رابح لونيسي
أكاديمي

(Rabah Lounici)


الحوار المتمدن-العدد: 4804 - 2015 / 5 / 12 - 17:00
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


صرخة إلى الضمير الوطني
- داعش كأداة لإعادة إنتاج الإستعمار الغربي-


لونيسي
- جامعة وهران-
البريد الإلكتروني:[email protected]



طرح الكثير من الباحثين مسألة المثقف وعلاقته بالسلطة أو المجتمع، ويمكن ذكر على سبيل المثال لا الحصر إدوارد سعيد وعلي شريعتي وأنطونيو غرامشي وغيرهم الكثير، فعادة مايقول هؤلاء ان المثثقف يجب أن يقف إلى جانب المجتمع في مواجهة السلطة، وهو الذي لا يمكن أن يعارضه أي مثقف كان، فهو من المفروض أن يكون المثقف ضمير المجتمع والمدافع عنه، لكن ماذا سيفعل هذا المثقف إذا رأى بأم عينيه بأن جزء كبير من هذا المجتمع قد أنتشرت في صفوفه أفكارا خطيرة نتيجة إنعدام الروح النقدية بسبب مدرسة منكوبة كما قال الشهيد محمد بوضياف، فهل المثقف سيساير عواطف هذا الشعب كي يرضى عنه أم يصارحه ويصدح بالحقيقة؟، فليس أسهل من مسايرة الأغلبية، لكن الذي يفعل هذا هو ذوي الأطماع السياسيوية ، لكن المثقف يجب أن ينأى بنفسه عن ذلك، وينبه إلى الأخطار المحدقة بأمته مهما كان الثمن، ولولا هذه المواقف البطولية والنقدية من المثقف التنويري لما دخلت أوروبا إلى عصر التنوير رغم ماعانه الكثير من مثقفيها من السلطة والمجتمع التي سيطرت عليه الأفكار الكنسية الظلامية.
فقد علمنا التاريخ كيف كفر وخون مثققفون إلا لأنهم صدحوا شعوبهم بالحقيقة، فأبن رشد أحرقت كتبه تحت تصفيق الجمهور، وأحرق غاليلي إلا لأنه قال بدوران الأرض تحت تصفيق الجمهور الذي اعتقد فعلا أنه كافر بعد ما خدرته رجال الكنيسة بالدين، فحتى محمد عبده الذي يدعى اليوم رائد الإصلاح الديني في العالم العربي تعرض للتكفير إلا لأنه دعا إلى تجديد الأزهر وإدخال العلوم الأوروبية الحديثة إليه، وكذلك قاسم أمين كفر وأحرق بيته إلا لأنه دعا المراة لتلعب دورها في المجتمع دون أن تناقض مباديء الإسلام العامة، ونعرف ما تعرض له بن نبي إلا لأنه صرح بفكرة "القابلية للإستعمار" لكن اليوم ثبت أحقية طرحه، وكيف طورد المجاهد مصطفى لشرف في الجزائر إلا لأنه أراد إصلاح المدرسة التي وقعت في يد الأيديولوجيين العروبيين والإسلاميين، وأصبحوا يعرقلون أي تكوين للمواطن الجزائري متسم بالحداثة وحاملا للحس النقدي، وكيف ووجه الطاهر وطار من منغلقين إلا لأنه قال في نهاية الثمانينيات أن أصول البلاد المغاربية أمازيغية، وكأنه قال كفرا بواحا، وكلنا نعلم كيف أغتيل المسرحي القدير الشهيد عبدالقادر علولة عندما قيل لقاتله بأنه كتب مسرحية "محمد خذ حقيبتك" يدعو فيها لطرد الإسلام من الجزائر، والتي هي في الحقيقة لكاتب ياسين، ولم يقصد بها الإسلام، بل كانت مسرحية تدافع عن المهاجرين، وكل محمد هو رمز لمهاجر جزائري في مسرحيته، لكن المأساة عندما تكتشف أم الإرهابي القاتل أن علولة صاحب جمعية خيرية كان يساعد أمه المريضة، هذه أمثلة قليلة جدا من الأمثلة العديدة التي يمكن ان تسرد في آلاف الكتب والمجلدات، فهل مثقفينا الساكتين اليوم هم راضون بإعادة إنتاج هذه الهمجية اليوم بنفس الأساليب التي أنتهجت في تسعينيات القرن الماضي؟.
فالجزائر خاصة وبلادنا المغاربية عامة تعاني اليوم من غزو ديني خطير آت من المشرق العربي متمثل في الوهابية، أفلا يكفي عشرية من الدم والدموع كي نشير مرة أخرى إلى أننا في الطريق لتكرار نفس المأساة، لعل البعض يقولون أن الشعب الجزائري محقن ضد الإرهاب، فهذا غير صحيح، لأن اليوم بدأ يظهر جيل جديد لم يعرف الإرهاب ولم يسمع به، لأننا لم ندرسه في المدرسة تاريخ هذه الفترة ومن كان وراءها، وكيف اغتيل خيرة أبناء الجزائر إلا بمجرد كلمة تصف أحدهم أنه طاغوت وأنه فرنكوفوني وشيوعي أو لائكي ومعاد لٌلإسلام، وهذه نعوت تجد آذانا صاغية لدى الكثير من الذين ألتبست لديهم المفاهيم والمصطلحات وانعدمت لديهم الروح النقدية بسبب مدرسة سيطر عليها البعض من أيديولجييي الإرهاب، فقد كانت المدرسة الجزائرية المصدر الرئيسي للإرهابيين في تسعينيات القرن العشرين، إن إنتصار الجزائر على الإرهاب الدموي لم يكن إلا أمنيا، لكن للأسف أعيد إنتاجه اليوم أيديولوجيا وفكريا، فقد أهملنا مسألة هامة جدا، وهي أن الإرهاب لا يمكن القضاء عليه إلا بضرب أسسه الأيديولوجية في المدرسة والإعلام وبخطاب ديني متجدد في المساجد.
لكن للأسف عندما نقول هذا الكلام فإن الإرهابيين وأيديولجييهم مستعدون بإتهامك بكل النعوت وبتكفيرك والقول أن دعوتك عي دعوة لضرب الإسلام دون أن نميز بين الإسلام كدين وكمثل عليا ومختلف التأويلات للنصوص الدينية منها القليل من التأويلات التنويرية والكثير جدا من تأويلات متطرفة ومتخلفة تأتينا من المشرق العربي كالوهابية المنتجة للإرهاب، وعندما تقول انها تأتينا من المشرق العربي يتهمونك انك تريد فصل الجزائر عن المشرق العربي ورميها في أحضان الغرب وشمال المتوسط، فكأنه قدر محتوم علينا نحن الجزائريون خاصة والمغاربيون عامة الإختيار بين واحد من الأثنين، وتناسينا بأنه يجب علينا أن نعود لهويتنا وثقافتنا مع التفتح على الجميع، ويجب أن نرفع شعار " لا غربية ولا مشرقية بل مغاربية"، ويذهب البعض لإتهامك بأنك ضد قيم الإسلام لأنك ترفض أيديولوجيات مشرقية تنتج الإرهاب، وكأن الإسلام أنتجه المشرق العربي، فهذه هي الطامة الكبرى، فالإسلام جاء من الله سبحانه وتعالى إلى كل البشر، ولم يكن في يوم من الإيام منتوجا مشرقيا، لأنه لو قلنا بذلك فمعناه قزمنا الإسلام ذاته وحولناه إلى منتوج بشري وليس دين من الله سبحانه وتعالى، لكن للأسف هناك أناس متدينون وأعتنقوا الإسلام عن قناعة، لكن هناك من يوظفه ويستخدمه ويستغله للسيطرة والتسلط ولطمس هويات الشعوب وإضطهادها باشكال عدة، ويأتي على رأس هؤلاء البعض من العرب المشارقة والمتأثرين بهم من أبناء فضائنا المغاربي.
فنحن عندما ننبه إلى خطورة بعض الأيديولوجيات الآتية من المشرق العربي ليس معناه اننا ضد طه حسين أو محمد عبده وغيرهم من التنويريين، بل نحن ضد أيديولوجيتين محددتين وواضحتين، وهما الأيديولوجية البعثية التي أحملها مسؤولية تفتيت وحدة أمتي بفعل إصرارها على إقصاء أبعادا من أبعاد هويتنا الجزائرية خاصة والمغاربية عامةن، والتي هي وليدة هذه الأرض، وكانت قائمة قبل أن يعتنق اجدادنا الإسلام، وكان من المفروض أن يعطيها الدين الجديد دفعة أقوى إلى الأمام، ولا يطمسها ويقمعها كما يريد هؤلاء المستغلين للدين الإسلامي لطمس هوية الشعوب، لأن الإسلام ذاته يعترف بالتعدد اللساني واللغوي والثقافي، ويعدها آية من آيات الله، ولم تكن للحضارة الإسلامية أن تقوم لها قائمة لولا الإحتكاك الحضاري والثقافي الذي عرفه إنتشار الإسلام، وثاني الأيديولوجيات هي الوهابية التي أتتنا بممارسات دينية منافية لممارسات أجدادي المتميزة بالتسامح والتفتح، فاجدادنا وأباءنا قبل إنتشار الوهابية وكل هذه الإيديولوجيات الدينية الآتية من المشرق كان يذهب إلى المسجد تعبدا لله، وليس طمعا في صوت إنتخابي أو فائدة دنيوية، وأعيد وأصر وأكرر أن الوهابيين والسلفيين حتى ولوأعتبروا أنفسهم علميين، وليس جهاديين كما يقولون، فما هم في الحقيقة إلا خلايا نائمة للإرهاب، فبمجرد ما تضعف الدولة فإنهم سيخرجون خناجرهم كما فعلوا في التسعينيات، وسيقتلون خيرة أبناء أمتي، كما فعلوا في الماضي القريب، وكما رأيناهم في البلاد التي عرفت ما سمي ب"الربيع العربي"، والذي حوله هؤلاء إلى خريف ودمار، وأؤكد أن كل من يقول لك بأني أقوم ب"الدعوة في المجتمع الجزائري خاصة أو المغاربي عامة"، فمعناه أنه في عمقه ولاشعوره يعتبر هذا الشعب كافرا أو مرتدا لا بد من إعادته إلى الإسلام، فنعتقد أن أبسط جزائري أو مغاربي حتى ولو أرتكب المحرمات فإنه يدرك أنها حرام ويقوم بمعصية، ولعل البعض يقول أن هاتين الأيديولوجيتين الوهابية والبعثية متناقضيتين وليستا سواء، فأرد بالعكس فأحدهما يغذي الآخر، فداعش لم تنشأ إلا بتحالف بينهما، ثم تقوم بالتوسع شيئا فشيئا من أطراف العالم الإسلامي أين الدولة الضعيفة ثم منها يحاصرون المراكز الكبرى في هذا العالم، وهي تطبق نفس إستراتيجية ما وتسي تونغ الذي حاصر بكين بمسيرته الطويلة إنطلاقا من الأرياف، فلا نكذب على أنفسنا فالكثير سيبايعون داعش معتقدين أنهم ينشأون فعلا "خلافة إسلامية".
فليس هناك إختلاف بين الوهابية والبعثية، فالأولى تقتل وتبقر البطون إعتقادا منها بأنها تؤسلم المجتمعات والثانية تقتل وتبقر البطون إعتقادا منها بانها تعرب المجتمعات وتقتل كل من يدافع عن هويته وخصوصياته، فكما أباد الوهابيون الكثير من الناس إعتقادا انهم كفارا، فإن البعثيين قتلوا الكثير من الناس إلا لأنهم رفضوا أن يكونوا عربا، وما ضرب صدام حسين للأكراد بالسلاح الكيمياوي ببعيد عنا، فالوهابيون يحطمون الآثار الإنسانية إعتقادا منهم أنها اصناما، والبعثيون يحطمون الآثار الإنسانية للشعوب كي تقطعها عن أصولها، وتطمس تاريخها كي يسهل تعريبهم ودمجهم فيما يعتقدون انها أمة عربيةذ ذات رسالة خالدة، فالوهابيون يعتقدون أنهم يقومون برسالة عالمية لإعادة المجد للدين، والبعثيون أيضا يقولون بأن لهم رسالة خالدة للإنسانية، والفرق الوحيد بينهما هو أن الوهابية يعتبرون سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولا للعالمين، أما البعثيين فيعتبرونه بطلا عربيا، كما كتب منظرهم ميشل عفلق، ففي هذه الأخيرة لا يختلفون عن الصهيونية التي تعتبر أن سيدنا موسى عليه السلام هو نبي بني إسرائيل، فكما تسعى الصهيونية لتحويل اليهودية دينا قوميا، فإن البعثيين يعملون على تحويل الإسلام دينا قوميا خاصا بالعرب فقط دون الشعوب الأخرى، ولهذا يسعون دائما على هذا الربط الجهنمي بين العروبة كأديدولوجية عنصرية والإسلام كدين للإنسانية، وهو ربط غير منطقين، وهذا الشعار لم يولد إلا في مخابر الصهيونية لإبعاد المسلمين غير العرب عن الإسلام، وهنا يتفقون مع الوهابيين الذيم يسعون بأعمالهم وإرهابهم إلى تشويه روح الإسلام الحقيقية.
لكن الخطورة ليست في هذه الأيديولوجيات التي يسايرها البعض بدل فضحها، بل الخطورة عندما تستخدم من أعدائنا التقليديين في شمال المتوسط كفرنسا وكذلك الصهيونية وأمريكا لتفجير أوطاننا وزرع الفوضى لإعادة إستعمارها من جديد، بعد ما نظر هنتغتون لصدام الحضارات وأسس ل" الحرب الإستباقية"، فإن صعود الفاشية في شمال المتوسط وصعود هؤلاء في اوطاننا معناه صدام حتمي لا محالة بين الضفتين، وستتخذ ذريعة لإستعمارنا من جديد بأشكال اخرى.
فهناك إرتباط وتحالف موضوعي بين الصهيونية والغرب الإستعماري من جهة والوهابية والبعثية من جهة اخرى، فالغرب افستعماري والصهيونية تستخدم البعثية والوهابية كحصان طروادة لتفكيك اوطاننا وزرع الفوضى فيها ثم إعادة إستعمارها من جديد.
أن دعوتنا للقطيعة مع المشرق ليس معناه إرتماء في أحضان االغرب، بل بالعكس فالحرب ضد هذه الأيديولوجيات يجب أن تكون على صعيد عالمي، فيجب أن نمد أيدينا إلى المثقفين الغربيين الإنسانيين والمناهظين للإستعمار والهمجية الغربية، كما يجب أن نمدها إلى كل التنويريين في المشرق العربي لأنهم هم أيضا يعانون من هاتين الأيديولوجيتين، ويجب أن نتكاتف معهم أيضا لأن إنتصارهم في المشرق هو إنتصار لنا في بلاد المغرب، كما أن إنتصار الإنسانيين والمناهظين للإستعمار في الغرب هو إنتصار لنا أيضا في المشرق والمغرب على حد سواء، فالسلم العالمي وتجنيب أوطاننا من سقوطها مرة أخرى في براثن أفستعمار الغاشم هو مرتبط بإنتصار الإنسانيين في الغرب والتنويريين في المشرق العربي.
أننا عندما نفضح هؤلاء البعثيين والوهابيين، ونحذر من هذه الأيديولوجيات المشرقية فمعناه ندافع عن أوطاننا التي ضحى من أجلها ملايين الشهداء، أفلا يحق أن نقلق على دولتنا الوطنية، ونحن نشاهد يوميا فكرا ظلاميا وعنصريا منتشرا في مجتمعنا؟ ألا يحق لنا أن نقلق على أمتنا الجزائرية وجيراننا وإخواننا المغاربيين، ونصر على إعادة هويتنا ومعالمنا الحضارية ورفض الشرقنة والتغريب على حد سواء، ونحن نشاهد يوميا مايسمى بالمشرق العربي يغرق في حروب طائفية؟،ففي هذه الحالة ماذا نفعل هل نبقى داخل الصندوق الفاسد أم ننقذ الفواكه الصالحة، وكل ما يمكن إنقاذه كي لا تفسد حتى هي، ويمسها الطاعون أو الكوليرا؟.
ألا يحق لنا ان نقلق على وحدة أمتنا وإستمرارية الدولة الوطنية عندما نسمع أسئلة في الجامعات ماهي الأولوية للدين أم للدولة؟ وعندما تقول لهم للدولة طبعا، وأن الإنسان سواء قام بشعائره الدييية ام لا، فالتأثير سيبقى خاص به فقطن وان سيدخل القبر لوحده، وأنها مسألة تخص الفرد ولا تؤثر على المجتمع، لكن عدم قيام المواطن بواجباته تجاه الدولة والمجتمع كإتقان العمل وممارسة الفساد والرشوة وسلب المال العام وغيرها من المظاهر التي يسكت عليها هؤلاء المتخفين وراء الدين فغنها تضر بالدولة والمجتمع كله، وان أي مساس أو إضعاف للدولة هو ذهاب الأمة كلها، فإنهم يكفرونك لأنك فضلت الدولة وإستمراريتها على الممارسات الدينية، ففي منظور هؤلاء فغير المتدينين الذي دافعوا عن الجزائر وأستشهد بعضهم يجب ان يقتلوا لأنهم يعطون الأولوية للدولة وليس للدين؟، أنه أمر مؤسف جدا لما وصلنا إليه، فمن المفروض إقامة دولة للمواطنين لهم نفس الواجبات والحقوق دون أي تمييز عرقي أو ديني، إلا أننا ساعدنا على نشر ايديولوجيات مشرقية تقول إما بدولة للمؤمنين أو دولة لأناس يتوهمون أنهم من عرق عربي، كيف لا نقلق، ونحن نسمع يوميا من يقول لنا أن الذين أستشهدوا من أجل الجزائر ليسوا بشهداء، لأنهم أستشهدوا من أجل وطن، وما بالك بالذين أستشهدوا دفاعا عن الأمة والدولة في التسعينيات؟، وكيف لا نقلق وهنك جهات ومناطق محددة في الجزائر تتعرض لأبشع صور التشويه، إلا لأن الإرهابيين وأيديولوجييهم يعتبرونها أنها هي التي وقفت كحجر عثرة، وأوقفت مشروعهم الإرهابي في التسعينيات؟، ولهذا ضرورة الإنتقام منها بشتى الصور والأشكال؟، كيف لانقلق على وطننا ونرى محاولات لنشر الكراهية ضد هذه الجهات والمناطق بإتباع نفس أساليب النازية في ألمانيا الهتلرية؟ كيف لانقلق ونحن نرى أوطاننا تسير نحو الهاوية بفعل هذه الأيديولوجيات المستوردة من المشرق العربي، وهل سنتفرج حتى تحترق أوطاننا؟ فهل يحق لنا أن نسكت عن تطبيق حرفي اليوم من هؤلاء الإسلامويين لنصيحة العراقي الإسلامي أحمد الراشد لبعض إسلاميي الجزائر بعزل وفصل مناطق من الجزائر لأنها تعرقل مشروعهم وإقامة دولتهم، ثم إعادة غزوها من جديد، وهو نفس ما طبق في السودان تحت نصيحة نفس المنظر؟.
فليكف سياسيونا ومثقفونا من السكوت عن الأخطار المحدقة بأوطاننا، والتي ستغرقها إلى الأبد، وتمحوها من التاريخ، إلا لأنهم إما خائفون، أو يعرفون الحقيقة لكنهم يضعون رؤوسهم في التراب مثل النعامة، ومن المرجح أنهم يسايرون هؤلاء لأهداف إنتخابية أو سلطوية، وقدد كتبنا هذا عدة مرات أن هناك تحالفا موضوعيا بين الإستبداد وهؤلاء المتطرفين في العالم العربي؟، فلا يمكن لنا إقامة نظام ديمقراطي لا يقصي أي كان إلا ببناء دولة قوية بمؤسساتها وبفك هذا التحالف الموضوعي بين الإستبداد والتطرف الديني، فكم نحن بحاجة اليوم إلى الحزم لحماية الأوطان من السقوط في الهاوية بفعل أيديولوجيات لاتختلف عن الأيديولوجية النازية في المانيا؟.



#رابح_لونيسي (هاشتاغ)       Rabah_Lounici#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فرانز فانون-مفاتيح لفهم الإضطهاد العنصري والثقافي عبر التاري ...
- الجذور التاريخية للتوظيف السياسوي لمسائل الهوية في الجزائر
- مقاربة لفهم ومواجهة أخطار التفكك في دولنا المغاربية
- من غيب المغاربيون في التاريخ الحضاري؟
- هل نحن بحاجة اليوم إلى بروتستانتية إسلامية؟
- مقاربة للخروج من مأزق الإنتقال الديمقراطي في العالم العربي-د ...
- حركة التاريخ بين سدنة المعبد وورثة الأنبياء
- نقاش حول مسألة إعادة ترتيب سور القرآن الكريم
- من أجل مواجهة عالمية لبوادر تكرار الظاهرة الإستعمارية
- علاقة نشر -التوهمات العرقية- بمخطط تفجير الدول المغاربية
- التمهيد الأيديولوجي للقبول بالسيطرة الداعشية على أوطاننا
- التفكك في العالم العربي: هل هي إستراتيجية إسرائيلية أم نتاج ...
- من أجل إجتثاث الإرهاب والقلاقل الأمنية في الفضاء المغاربي
- أسس جديدة لدولة ديمقراطية وإجتماعية-من أجل نظام سياسي بديل-
- حل نهائي لمشكلة العلاقة بين الحداثة والإسلام في مباديء الثور ...
- محمد عابد الجابري وتنظيره اللاشعوري للقومية المغاربية
- ردا على طروحات عثمان سعدي-من أجل نقاش علمي وهاديء حول المسأل ...


المزيد.....




- العراق.. المقاومة الإسلامية تستهدف هدفاً حيوياً في حيفا
- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن ضرب -هدف حيوي- في حيفا (في ...
- لقطات توثق لحظة اغتيال أحد قادة -الجماعة الإسلامية- في لبنان ...
- عاجل | المقاومة الإسلامية في العراق: استهدفنا بالطيران المسي ...
- إسرائيل تغتال قياديًا في الجماعة الإسلامية وحزب الله ينشر صو ...
- الجماعة الإسلامية في لبنان تزف شهيدين في البقاع
- شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية ...
- أكسيوس: واشنطن تعلق العقوبات على كتيبة -نيتسح يهودا-
- آلام المسيح: كيف حافظ أقباط مصر لقرون على عادات وطقوس أقدس أ ...
- -الجماعة الإسلامية- في لبنان تنعي قياديين في صفوفها قتلا بغا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رابح لونيسي - صرخة إلى الضمير الوطني-داعش كأداة لإعادة إنتاج الإستعمار الغربي-