أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - رابح لونيسي - من أجل إجتثاث الإرهاب والقلاقل الأمنية في الفضاء المغاربي















المزيد.....

من أجل إجتثاث الإرهاب والقلاقل الأمنية في الفضاء المغاربي


رابح لونيسي
أكاديمي

(Rabah Lounici)


الحوار المتمدن-العدد: 4514 - 2014 / 7 / 16 - 08:33
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


من أجل إجتثاث الإرهاب والقلاقل الأمنية
في الفضاء المغاربي

البروفسور رابح لونيسي
-جامعة وهران-



أولا- تحديد مصدر القلاقل الأمنية
أثبتنا في كتابنا "النظام البديل للإستبداد" أن التوسع الرأسمالي سيؤدي إلى تفتيت الدول بإثارة الهويات التحتية للشعوب وتفجيرها عرقيا وطائفيا بفعل الضغط الثقافي الغربي الذي يدفع الشعوب إلى الإنغلاق والتعصب لحماية هويتها، لكن ستؤثر سلبا لأنها تبعدها عن الحداثة، وتدفعها إلى حروب هوية بداخل الدول لأنها في الحقيقة تتكون من هويات مركبة.
ومن أكبر الشعوب التي تعاني من هذه المشكلة هي شعوب العالم العربي ولتوضيح ذلك ننطلق من طرح الباحث سمير أمين في المجال الإقتصادي ونظريته "التبادل اللامتكافيء".
يقول سمير أمين بأن عجز العالمين العربي والإسلامي عن الإنتقال إلى النظام الرأسمالي في العصور الوسطى رغم بروز رأسمالية تجارية، يعود إلى نمط الإنتاج السائد عندهم الذي كان خراجيا مكتملا من الصعب جدا تحويله، على عكس الإقطاع في أوروبا الذي كان مرنا بسبب عدم إكتماله، وبالتالي تم تحوله بسهولة وإنتقاله إلى الرأسمالية ثم الثورة الصناعية، ومانتج عنها من تقدم أوروبي وغربي على عكس العرب والمسلمين.
وسنحاول نحن نقل هذه النظرية من المجال الإقتصادي إلى المجال الثقافي، حيث يبدو أن الثقافة العربية، خاصة المشرقية منها قد أكتملت، وأخذت نوعا من القداسة بسبب إرتباطها بالدين الإسلامي وبلغة يعتقد أنها مقدسة، وبالتالي أصبحت ترفض أي جديد يطرأ عليها وتنظر إلى الثقافات الأخرى بإستهجان وفي بعض الأحيان ثقافة كفر وإلحاد، وبتعبير آخر أصبحت ثقافة صلبة يصعب إنخراطها في العولمة الثقافية وتفاعلها مع المستجدات، فهنا ينشأ التعصب والإنغلاق أو ما نسميها المكونات الثقافية التي تتحول إلى أيديولوجيات وهويات مغلقة ومتعصبة مما يؤدي إلى ردود فعل متعصبة أخرى، فتولد ما يمكن تسميته بالفوضى على أساس الهويات كما طرحنا ذلك عندما أشرنا إلى التوسع الراسمالي وتفتيته لدول الأطراف.
ومن جهة أخرى يجب أن نضع في أذهاننا ان تهديد الأمن في الفضاء المغاربي قد تغير الآن، ففي الماضي كان دائما الخطر يأتينا من الغرب منذ الرومان مرورا بالوندال والبزنطيين والإسبان والفرنسيين، أما الذي يأتينا من الشرق فعادة ما ننظر إليه نظرة إيجابية، خاصة بعد إعتناق أجدادنا الإسلام وأصبحوا ينظرون إلى المشرق بنوع من الإنبهار بحكم أنه مصدر الإسلام وأن الحجاز هي موقع الآراضي المقدسة.
لكن الغرب أدرك اليوم جيدا أن شعوبنا المغاربية تنظر إليه بحذر وشك، وبأنهم أعداء، ولهذا غيروا الإستراتيجية، فأصبحوا يستخدمون ما يمكن أن نسميه حصان طروادة، فيضربوننا بإخواننا في المشرق بواسطة الأفكار والأيديولوجيات ومفاهيم دينية بالية، أي بتعبير آخر اصبحوا يستخدمون الكثير من الأيديولوجيات الدينية وذلك منذ أن قال بريجنسكي كلمته الشهيرة "أن من يختطف الإسلام يسيطر على الشرق الأوسط".
ومادام أن الخطر الداهم بالدول المغاربية اليوم يأتينا من المشرق العربي سواء بمحاولات غربية إستخدام الأيديولوجيات المشرقية لضرب وحدة الدول المغاربية أو بواسطة ثقافة مشرقية مغلقة وصلبة لا يمكن لها الإنخراط المرن والذكي في العولمة كما فعلت بلدان غير عربية كتركيا وماليزيا مثلا.
ولهذا يجب علينا القيام بالقطيعة الذكية والمرنة مع الثقافات الآتية من المشرق العربي، وذلك بالعودة إلى ثقافتنا المغاربية بكل مكوناتها خاصة في أبعادها الأمازيغية والدينية كالتصوف، لأن ذلك يبعدنا عن الإنغلاق، وعن التأثير المشرقي الخطير جدا على شبابنا، لأن الحروب اليوم تقام في الأذهان وفي العقول، كما أننا نحتاج إلى ثقافة مرنة ولينة، أي ليست صلبة ومنغلقة، مما يسمح لنا بالإنخراط الذكي في العولمة مثل العديد من الدول الإسلامية الغير عربية.
ويجب أن يتم ذلك كله في المدرسة ووسائل الإعلام وفي كل النشاطات والمنابر الثقافية ، وذلك من خلال عدم تكرار الخطأ الفادح الذي أرتكب في العقود الأولى لإستقلال بلداننا المغاربية عندما أكثرنا الحديث عن الغزو الثقافي الغربي في نفس الوقت الذي شرعنا فيه الأبواب لغزو ثقافي مشرقي بدل العودة إلى ثقافتنا المغاربية بكل مكوناتها، ويبدو أنه كان أحد الأسباب لبروز الإرهاب بقوة في تسعينيات القرن الماضي بالجزائر واليوم بليبيا، ولازال يهددنا اليوم بفعل الإنتشار القوي لأفكار الوهابية السلفية، حتى ولو أعتبرت نفسها علمية، لكنها في الحقيقة ما هي إلا مجرد خلايا نائمة للإرهاب ستبرز بقوة بمجرد ما تضعف الدولة .
ولمواجهتها لابد من إعادة النظر بشكل عميق في سياساتنا الثقافية والتعليمية والإعلامية بالتركيز على الهوية الثقافية المغاربية والتاريخ المغاربي بكل مراحله وإعتبار المشرق مثل الغرب أعداءا محتملين للبلدان المغاربية، خاصة وأن الغرب أصبح الآن يضربنا بالمشرق، لكن هذا ليس معناه عدم التفتح على الآخرين، لكن يجب أن يتم من موقع قوة، أي بعد ما نتجذر في هويتنا وثقافتنا، وهو ما يحتاج إلى فعل ثقافي وإعلامي إستراتيجي كبير جدا ومدروس بدقة علمية متناهية.

ثانيا- أساليب إجتثاث الإرهاب من الجذور
لا يمكن لأي كان أن ينفي الدور الحاسم الذي تلعبه جيوشنا وقوات الأمن في القضاء على الإرهاب والحد من تهديداته، لكن مواجهة الإرهاب بالأساليب الأمنية فقط غير كاف حتى ولو قضينا على كل الإرهابيين، لأننا في الحقيقة عادة ما نعيد إنتاجه في بلداننا المغاربية بفعل الفشل السياسي والإقتصادي والإجتماعي وتهميش قوى الحداثة والتنوير، إضافة إلى إغفال ضرب أسسه الفكرية والأيديولوجية، فبقي بعض شبابنا متعلقا بفضائيات دينية مشرقية، تختفي وراء بعضها حسب ما يبدو المخابرات الغربية، فبقي الإرهاب متربصا بنا بفعل هذه الأسباب كلها، كما بقي أداة في يد القوى الغربية لخلق بؤر التوتر لضرب إستقرار الدول وللتدخل للسيطرة على الثروات تحت غطاء محاربة الإرهاب، بالإضافة إلى توظيفه من بعض الأنظمة العربية لتكريس إستبدادها.
ويبدو أن أكبر خطأ إرتكب هو ترديد خطاب ديني مؤدلج ومتخلف بدل خطاب متجدد
في المدرسة وبعض وسائل الإعلام والمسجد، لننتج دون وعي خلايا نائمة للإرهاب تتحول إلى العنف بمجرد ما تضعف الدولة، ونعتقد أن هناك ثلاث أسباب عميقة تنتج الإرهاب إضافة إلى الأسباب الآنفة الذكر، والتي يجب أن يقضى عليها في المدرسة والجامعة والمسجد وبعض وسائل الإعلام ، وهي:
1-ضرورة العودة إلى المفهوم الحقيقي لفكرة الجهاد
قد وقع في التاريخ الإسلامي تقزيما لمفهوم الجهاد، ولو عدنا إلى القرآن الكريم لن
نجد إطلاقا أية آية تنص صراحة على الجهاد بمفهوم القتال كما هو مشاع اليوم، ويقصد عادة بالجهاد بذل الجهد العقلي والنفسي والبدني من أجل التعمير والبناء بحكم أن الإنسان خليفة الله في الأرض، لكن في حالة الإشارة إلى العنف فإن القرآن الكريم يقول "وقاتلوهم" أو"القتال"، وأتحدى أي كان أن يأتينا بآية واحدة ورد فيها كلمة "الجهاد" بمعنى العنف والقتال بوضوح تام لا تحتمل أي تأويل آخر، لكن يبدو أن القوى الغربية تدرك جيدا المفهوم الإيجابي والتعميري لكلمة الجهاد، فسعت إلى تقزيمه أكثر بربطه بالإرهاب، فأنتجت في مخابرها مصطلحات "الحركات الجهادية" و"الجهاديين" فأطلقتها على هؤلاء الإرهابيين، ليسوقها البعض منا دون أن يدركوا مخاطر وأبعاد ذلك في إطار حرب المفاهيم والمصطلحات.

2-ضرورة كشف زيف حديث الفرقة الناجية
يجب على الباحثين العمل من اجل كشف زيف الحديث المنسوب لسيدنا محمد صلى
اهمف عليه وسلم ، والذي يقسم المسلمين إلى 73 فرقة، وواحدة منها فقط على حق وبأنها "الفرقة الناجية"، مما جعل البعض يعتقدون أن مفهومهم للإسلام هو الإسلام الحقيقي والآخرين خارجين عن الملة، فأدخلونا بذلك في حروب طائفية، وغابت عنهم أن كل مسلم يفهم ويؤول الإسلام وممارساته له حسب تأثير عدة عوامل كالثقافة والبيئة والثقل التاريخي والإنتماء الطبقي والمصالح وغيرها، وبالتالي يجب أن نميز بين الإسلام كمثل أعلى والممارسات والتأويلات البشرية المتعددة له.

3- حل مشكلة إلتباس المفاهيم لدى العامة
نعاني نحن المسلمين عامة والمغاربيين خاصة من مشكلة إلتباس المفاهيم والمصطلحات،
فيساهم البعض عمدا في إدخال إلتباسات لدوافع سياسوية بحتة، مما أدى في بعض الأحيان إلى عدم تمييز البعض مثلا بين المسلمين والإسلاميين الذي ما هو إلا مصطلح جديد دخل قاموسنا، ويعنى بهم في الحقيقة المؤدلجين لٌلإسلام أوالموظفين له لأغراض سلطوية، كما أدخلوا في ذهن البعض أن العلماني واللائكي خارج عن الإسلام ومعاد له، والذي ما هو في الحقيقة إلا داعية إلى إبعاد الدين عن النقاشات السياسية لتجنيب الفتنة، وعادة ما يكون أكثر إيمانا وطهارة وتدينا، وهناك عدة إلتباسات أخرى تهدد وحدة مجتمعاتنا لا يمكن لنا التطرق إليها في هذه المقالة.
ونعتقد أن أكبر وسيلة لإجتثاث الإرهاب من جذوره يجب أن يتم على المستوى الفكري
المستوى الفكري والأيديولوجي، وذلك بنشر الحداثة في المجتمع بواسطة المدرسة ووسائل الإعلام والخطاب المسجدي المتجدد وغيرها، ومن الخطأ تهميش مفكرين كبارا مثل محمد أركون وآخرين تحت ضغط أيديولوجيي الإرهاب بدل تبسيط أفكارهم ونشرها في المجتمع، كما يجب أيضا أن نحل نهائيا مشكلة العلاقة بين الحداثة والإسلام كما أوردناها في إحدى مقالتنا السابقة (الحوار المتمدن عدد 03/07/2014(



#رابح_لونيسي (هاشتاغ)       Rabah_Lounici#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أسس جديدة لدولة ديمقراطية وإجتماعية-من أجل نظام سياسي بديل-
- حل نهائي لمشكلة العلاقة بين الحداثة والإسلام في مباديء الثور ...
- محمد عابد الجابري وتنظيره اللاشعوري للقومية المغاربية
- ردا على طروحات عثمان سعدي-من أجل نقاش علمي وهاديء حول المسأل ...


المزيد.....




- لم يسعفها صراخها وبكاؤها.. شاهد لحظة اختطاف رجل لفتاة من أما ...
- الملك عبدالله الثاني يمنح أمير الكويت قلادة الحسين بن علي أر ...
- مصر: خلاف تجاري يتسبب في نقص لبن الأطفال.. ومسؤولان يكشفان ل ...
- مأساة تهز إيطاليا.. رضيع عمره سنة يلقى حتفه على يد كلبين بين ...
- تعويضات بالملايين لرياضيات ضحايا اعتداء جنسي بأمريكا
- البيت الأبيض: تطورات الأوضاع الميدانية ليست لصالح أوكرانيا
- مدفيديف: مواجهة العدوان الخارجي أولوية لروسيا
- أولى من نوعها.. مدمن يشكو تاجر مخدرات أمام الشرطة الكويتية
- أوكرانيا: مساعدة واشنطن وتأهب موسكو
- مجلس الشيوخ الأمريكي يوافق على حزمة من مشاريع القوانين لتقدي ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - رابح لونيسي - من أجل إجتثاث الإرهاب والقلاقل الأمنية في الفضاء المغاربي