|
تعلٌق رئيس اقليم كوردستان بكرسي الرئاسة
عماد علي
الحوار المتمدن-العدد: 4950 - 2015 / 10 / 9 - 17:22
المحور:
القضية الكردية
كما يقول الشاعر؛لا تنكأ الجرح القديم بالنبش في الماضي الأليم .... النفخ في أثر الرماد يشعل نارا في الهشيم . انا هنا لا اريد تنكا الجرح العميق في جسد الكورد من افعال احزابه و لكن الشعب استشاط غضبا من الوضع الذي اوصتله اليه هذه الاحزاب العائلية التي لم تخرج بعد من مصلحة مجموعة او عائلة او عشيرة على حساب كافة الطبقات و فئات الشعب، الا انه تاريخ مليء بالجرح و الدماء السائلة من الحروب الداخلية و من يد الاعداء المحيطين يستوجب الذكر يفرض نفسه و لابد من ذكره للاجيال يتعض منه و يتمكن من هؤلاء و يخرجهم من دائرة المتنفذين باية طريقة كانت . انه لمن المؤسف اننا لم نتعض منه و لا نعتبر من دروسه و نعيد الاخطاء مرارا . لو كان العقل حاكما و الاخلاص سمة و التواضع صفة القادة لما كنا اليوم في هذا الوضع البائس الذي يعيشه الشعب الكوردستاني في هذه الايام، و ما وصلنا اليه من الازمات العديدة السياسية الاقتصادية الاجتماعية دون اي تقدم يُذكر في حال هذا الشعب الميؤس من حاله . كما يقول ادموندز؛ انه من السهل ان تفتعل صراعا و حرابا بين الكورد و انهم يحاربون البعض لاتفه الاسباب . اليوم تاكدنا من مقولته و نظرته بعدما مررنا بمرحلة اعتقدنا باننا لا يمكن ان نعود الى ما كنا عليه، و لكن المصالح الشخصية و العقلية الضيقة الافق التي لم تخرج من المساحة التي تفكر فيها قلبت كل شيء، و لولا المعادلات الاقليمية و ما تربط بالمنطقة بشكل عام لكنا الان في وضع اسوا من عهد الدكتاتورية . فهل من المعقول ان تحل محل الدكتاتورية دكتاتورية من القومية ذاتها و بالصفات و التعامل ذاته مع الناس . من يقيٌم الاوضاع في المناطق التي تقع تحت نفوذ الحزب الديموقراطي الكوردستاني بشكل خاص و ما يجري فيها من التهديد و التشريد و الاغتيال و التهريب و الترغيب و الترهيب فيتاكد من ما نقوله عن الدكتاتورية بحالها . السؤال الذي يفرض نفسه و يستوجب الاجابة العقلانية عليه و بكل حيادية و هو؛ لماذا يتعلٌق السيد مسعود البرزاني بكرسي الرئاسة بقوة و لا يريد الارتجال منه؟ هل يمكن ان يحمل الصفات الدكتاتورية التي يحملها كافة الدكتاتوريين في العالم و هذا ليس بغريب ؟ ام انه مصالح و اسرار اكثر من النرجسية التي يعتمدها في عدم ترك الكرسي ؟ لو دققنا في الموضوع، لابد من ان نقول ان الصفات الشخصية و التربية لهما الدور الرئيسي في اي موقف و ليس المكانة او الاخلاص كما يدعي المتملقون ( و نسميهم في كوردستان بحاملي ابريق العائلة الحاكمة ) من حوله الذين يخدعون البرزاني ايضا باستشاراتهم المصلحية البعيدة عن ما يهم الشعب الكوردستاني ومستقبله . ترعرع السيد مسعود البرزاني وهو من عائلة مناضلة و كان لمسؤليته في جهازالاستخبارات الحزبية ( الباراستن ) دور رئيسي في تربيته السياسية و الاخلاقية . و لم يحس يوما انه من ابناء الشعب العامة و ما يتميزون به . اي انه تبنى على اوامر عسكرية استخباراتية سرية و تبنى ابناءه عليه كما هو حال ابنه مسرور البرزاني و اختلافه مع ابن اخيه نيجيرفان البرزاني في العديد من الجوانب . و عليه فان من كان هذا تاريخه و تربيته و تبنيه في حياته، فمن الصعب ان تجده يفكر بما يفكر به الشعب بشكل عام و من الصعب عليه ايضا السير دون حسابات مخابراتية شائكة كما توجد على ارض الشرق الاوسط . هذا على الصعيد الشخصي، اما الحزب الديموقراطي الكوردستاني الذي يعتبر نفسه الحزب القائد و هو يفكر بانه ام الاحزاب الاخرى و يعتقد بانه قد انبثقت الاحزاب الكوردستانية الاخرى من رحمه كما يفكر دون اي اعتبار للمتغيرات المختلفة في الساحة الكوردستانية ، فانه لا يمكن ان يفكر ولو لحظة في ان يكون حزبه خارج السلطة، لانه سار على السلطة و ربى كوادره و اعضائه على مستوجبات السلطة، ليس بعد الانتفاضة فقط و انما في ايام المحن ايضا و في الوقت الذي كان خارج حدود العراق ايضا، كما كان اثناء الثورة التي راحت ضحيتها ابناء الفقراء و الكادحين فقط . اي الحزب السلطوي و القيادة النرجسية المصلحية مع الاسباب الاخرى لمجموعة متملقة من الحاشية المستفيدين من الوضع و تاثيراتهم المباشرة على فكر و نظرة البرزاني الى السياسة و الحال الكوردستاني، يدعه ان لا يفكر للحظة ان يكون خارج مساحة الكورسي . هذا اضافة الى اسرار و فساد مستشري و هو و حزبه المسؤل الاكبر فيه، فانه يخشى كشف جميع جوانبه و يمتنع عن فسح المجال لاعادة الاوضاع الى حال يمكن ان يُقطع دابر الفساد و ينتقده الشعب على المرحلة التي حكم فيها من السلبيات التي سيطرت على السلطة و الحكم . هذا عدا اسباب ثانوية اخرى داخلية لحزبه والصراع القوي الموجود بين كتلتي مسرور و نيجيرفان البرزاني و المصالح التي تمنع توحدهما او يمكن ان تتوفر فرصة انشقاقها في حال ابتعدوا عن السلطة .
#عماد_علي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
هل تعيد روسيا هيبتها من سوريا ؟
-
لا حل الا بانتهاء سيطرة الاسلام السياسي في العراق
-
لماذا ربط رواتب الموظفين بكرسي رئيس الاقليم
-
التامل مع الذات عند القروي كاكه حمه
-
اقليم كوردستان و حلف روسيا
-
هل يحق لروسيا التدخل في سوريا
-
كل مَن يفكٌر و يعبٌر فهو فنان
-
تحطيم سلم القيم الاجتماعية في العراق بشكل خطير
-
هل يتحقق مبدا المواطنة في العراق
-
الشك في ما بين الحقيقة و الزيف
-
اذا التقشف يكلفه حياته فما بالك بالاصلاح
-
مابين القران الاصلي و المزيف
-
كوردستان الجنوبية اكثر بؤسا من الاجزاء الاخرى !
-
وشى بي في ايام الدكتاتور و ينتقدني اليوم على انتقادي لحزبه ا
...
-
هل من الممكن ان تنهار التظاهرات في العراق ؟
-
لماذا فتحت تركيا ابوابها امام نزوح النازحين مرة اخرى ؟
-
هل تعيد روسيا التوازن الى المنطقة ؟
-
هل تدعم السلطة الكوردستانية هجرة الشباب ؟
-
هل تتلقفها تركيا من السماء
-
كيف تنظر ايران الى العراق ؟
المزيد.....
-
ارتفاع حصيلة الاعتقالات في الضفة الغربية إلى 9155
-
الأونروا: مستوى الدمار بغزة كبير جداً و20 عاماً ليست كافية ل
...
-
-الأونروا-: الدمار في غزة لا يوصف ونصف مباني القطاع تم تدمير
...
-
وزير الداخلية الأمريكي يبرر القيود الجديدة على طالبي اللجوء
...
-
برنامج الأغذية العالمي يعلق توزيع المساعدات من الرصيف البحري
...
-
زير الدولة لشئون الإغاثة الفلسطيني: الوضع الإنساني بغزة كارث
...
-
منظمة إغاثة: إغلاق المستشفى الرئيسي بالفاشر بالسودان بعد هجو
...
-
إصابات جراء إطلاق قوات الاحتلال النار على خيام النازحين في م
...
-
برنامج الأغذية العالمي يعلن وقف توزيع المساعدات عبر الرصيف ا
...
-
برنامج الأغذية العالمي يدق ناقوس الخطر.. اليأس يدفع سكان الس
...
المزيد.....
-
سعید بارودو. حیاتي الحزبیة
/ ابو داستان
-
العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس
...
/ كاظم حبيب
-
*الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 *
/ حواس محمود
-
افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_
/ د. خليل عبدالرحمن
-
عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول
/ بير رستم
-
كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟
/ بير رستم
-
الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية
/ بير رستم
-
الأحزاب الكردية والصراعات القبلية
/ بير رستم
-
المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية
/ بير رستم
-
الكرد في المعادلات السياسية
/ بير رستم
المزيد.....
|