أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد علي - اذا التقشف يكلفه حياته فما بالك بالاصلاح














المزيد.....

اذا التقشف يكلفه حياته فما بالك بالاصلاح


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 4934 - 2015 / 9 / 23 - 14:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ان ما قام به السيد العبادي على ارض الواقع لحد الان، هو مجموعة من الاجراءات التقشفية و الترقيعات الصغيرة جدا لامور السلطة محاولة تنظيف و تعديل السكة التي يسير عليها فقط ، وهذه الخطوات التي اتخذها ليست بمستوى ان ندعي بانها الاصلاحات التي خرج و نادى بها الشعب خلال الاحتجاجات الكبيرة . و على الرغم من ارغامه على التراجع شيئاما حتى على تلك الخطوات، الا ان ما تروج من الانباء عن مشاريع تُقدم الى البرلمان لتنفيذ ما مرره البرلمان خلال حزمة حول اقالة نواب الرئيس الثلاثة و نواب رئيس الوزراء، يُعَد خطوة الى الوراء و تراجعا في وضح النهار و لكن بماء الوجه عن ما اقدم عليه و خضوعا لاوامر و نصائح داخلية و خارجية قوية فرضت عليه التريث و عدم التوغل فيما بعد التقشف الذي استغل في لحظة الاحتاجات الوضع السياسي العام و بدعم المرجعية لهذه الخطوات البسيطة جدا لو قورنت مع ما تتطلبه الاصلاحات في البلد الذي اغرق في تراكمات الفساد طوال هذه المدة مما بعد سقوط البعث .
لقد تسرب انباء عن محاولات فاشلة لاغتيال العبادي و من تصدى لها من القوى الخارجية . يثير الموضوع عدة تساؤلات حول من يكون وراء تلك المحاولات واهدافهم رغم سهولة التوقع و التحليل، و ان علَم البعض بمجريات الامور الدقيقية و الخلافات القوية بين هذه المجموعة التي تسيطر على زمام الامور و ما تفرضه مصالحهم الضيقة ضمن حتى الحزب الواحد الذي لم يبق على اصالته شيء، و هو مجرد قشرة و اسم لما كان عليه ايام الدكتاتورية، و هم سائرون على ضمان تلك المصالح الضيقة بعيدا عن المصالح العليا للشعب .
هناك تساؤلات عديدة و منها؛ لماذا لم يستقل العبادي من حزب الدعوة الذي يقوده المالكي رغم الخلافات و التكتلات، ليقود بنفسه مسار سياسي يجمع حوله ما يضمن تقويته و يدفع مسيرته الى الامام من رفاقه و حتى اصدقائه من خارج هذا الحزب . لماذا لم يكلف نفسه ولو لمرة ان يلمح الى ما سائر في صفوف حزبه من محاولات عرقلته لاسباب شخصية، لماذا لم ينفذ ما افتى به المرجعية حول القضاء و ما اكدته الاحتجاجات ، لماذا لم يتحرك بالسرعة المطلوبة لقطع الطريق امام القوى الخارجية في عرقلة مسار العملية التي استهلها بتقشف مواقع اكثريتها من خصومه سواء الحزبية او في السلطة، لماذا سحب العبادي تقرير لجنة اقصاء حقائق سقوط الموصل من الادعاء العام الذي كان يحتوي على اسماء المتورطين او المتهمين و استبعد بذلك احالة المتهمين الى القضاء . ان كان لايران راي واضح و صريح وهو منع اي اخلال في توازن القوى الذي لازال في المسار الذي تميل كفته بشكل قوى لصالحه، فكيف لهاان تسمح لتوجيه التهمة لخادمها المطيع المالكي في تهمة تكلفه حياته السياسية، و ربما هناك دقائق اخرى سرية تصل شرارة التهمة لتصيب حد باب ايران المخابراتية التي ستكتشف يوما، كما اكتشفت و طفت الى السطح علاقات ايران المخابراتية مع القاعدة و قياداته و كيف تعاملت معهم .
اذا، لن يستطيع العبادي من تمرير اية خطوة اصلاحية بمعنى الكلمة فيما بعد، لان الحليمة عادت الى عادتها القديمة و لن يكون العبادي الا المالكي بوجه و جسم اخر مهما حاول الترقيعات و المحاولات للخروج من بين زخم النفايات التي تجمعت حوله و فرضته الظروف السياسية مابعد السقوط و تدخلات الاقليمية و العالمية و ما رتبتها المصالح العديدة التي وقعت جميعا على حساب الشعب العراقي، اي يعود الى المساحة الضيقة التي عينته له المعادلات السياسية و المصالح لممارسة عمله .
لذلك يمكن ان نقول ان العراق لا يمكن اصلاحه بالتقشف و الترقيعات و هو يحتاج لثورة عصرية تقدمية تزيح الحثالى و المتخلفين من السلطة و تحطم العراقيل، و يجب ان تكون من صنع الجيل الجديد الواعي المثقف الذي انبثق من مابعد سقوط الدكتاتورية، و العراق ليس بدول اخرى ليتفرغ منهم و انما الزمن هو الضامن لانبثاق تلك القوة الضرورية للاصلاحات الجذرية من خلال ثورة بيضاء .



#عماد_علي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مابين القران الاصلي و المزيف
- كوردستان الجنوبية اكثر بؤسا من الاجزاء الاخرى !
- وشى بي في ايام الدكتاتور و ينتقدني اليوم على انتقادي لحزبه ا ...
- هل من الممكن ان تنهار التظاهرات في العراق ؟
- لماذا فتحت تركيا ابوابها امام نزوح النازحين مرة اخرى ؟
- هل تعيد روسيا التوازن الى المنطقة ؟
- هل تدعم السلطة الكوردستانية هجرة الشباب ؟
- هل تتلقفها تركيا من السماء
- كيف تنظر ايران الى العراق ؟
- لماذا يستقيل الشباب من اقليم كوردستان ؟
- الجماعات الاسلامية في كوردستان حائرة بين الحس القومي و الفلس ...
- لازال اردوغان ساريا على عقليته و توجهاته
- الاحتجاجات تكشف معادن المثقفين العراقيين
- لماذا اوصلوا الثورة في كوردستان الى هذه الحال
- الشعب هو الذي انفرد به ام هو الذي انفرد بالشعب ؟
- الوضع في كوردستان بحاجة الى احتجاجات عارمة
- لن تعيد روسيا تجربة افغانستان و لكن !
- كشف بوتن ما وراء قضية سوريا الدموية
- على اي اساس تُدارعلاقة اقليم كوردستان مع دول الاقليم
- ايُعقل ان يكون رئيسا سرمديا لاقليم كوردستان


المزيد.....




- إطلالتان أنيقتان لسكارليت جوهانسون خلال الترويج لفيلمها الجد ...
- 3 خيارات عسكرية محتملة قد يدرسها ترامب لضرب إيران.. ما هي وم ...
- فوقها جبل.. رسوم لفهم مدى تعقيد تحصينات منشأة فوردو بإيران و ...
- خامنئي يعيّن قائدا جديدا للقوات البرية بالحرس الثوري.. ماذا ...
- مصر.. السيسي يوافق على قرار البنك الأوروبي توسيع عملياته في ...
- بقائي لغروسي: خنت معاهدة حظر الانتشار النووي
- انطلاق أولى قوافل المساعدات العراقية إلى إيران (صور)
- مصر تحذر من تداعيات خطيرة للتصعيد بين إيران وإسرائيل
- أوباما يحذر من حكم استبدادي في الولايات المتحدة
- -روساتوم- تحذر من عواقب ضرب محطة -بوشهر- النووية الإيرانية


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد علي - اذا التقشف يكلفه حياته فما بالك بالاصلاح