|
لماذا فتحت تركيا ابوابها امام نزوح النازحين مرة اخرى ؟
عماد علي
الحوار المتمدن-العدد: 4930 - 2015 / 9 / 19 - 10:59
المحور:
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
هذه المرة نرى ان النازحين ينزحون، و هم لازالوا في بلد المضيف لنزوحهم، و الكل يتسائل كيف يتمكن النازح الذي يعيش في المخيمات ان يخرج بكل سهولة و ينزح مرة اخرى و هو يبتعد عن بلد الولادة و الجار ايضا و يتمكن من الخروج من بلد المضيف الذي اوته و لها قوانين و ضوابط حول النازحين . كنا نعلم ان تركيا لم تكن هكذا سخية في فسح المجال امام النازحين ان يتحركوا بحرية منذ نزوحهم، و كما عانى المشردون والنزاحون الكورد الذين دخلوا الاراضي التركية مرغمين في عام 1991 بعد الانتفاضة و في الهجرة المليونية خوفا من الدكتاتورية . لم نسمع ان تركيا قد سمحت لهم بالتحرك و الا لكانت اكثريتهم الان في اوربا كما يحدث الان . و السؤال المحير، لماذا فتحت تركيا ابوبها في هذا الوقت بالذات دون ان تتحرك لتشدد عليهم تحركهم كما تفعل نسبيا اليوم و هي ما تريد منعهم بشكل مخجل و لم تقدم على هذا الا بعد ان انذرها الاتحاد الاوربي مما صعب من امر النزوح الثاني للنازحين فيها، اضافة الى النازحين المغادرين من بلد الام لهم . منذ مدة و تركيا تصرخ و تعاني من وجود النازحين على الرغم من استفادتها منهم من الكثير من النواحي و خاصة لما تتشدق به من الناحية الانسانية الاسلامية و ما تحصله من المساعدات من الدول المانحة لاسكانهم و لمساعدتهم و و اطعامهم، الا انها لم تفعل بشكل كامل ما يجب ان تفعله . اليوم تعاني تركيا من الغضب الكوردي و الثورة و الانتفاضة التي اشعلتها بيدها دون ان تقدٌر الوضع، و هي لم تقرا ماياتي بعد الخطوات التي اتخذتها من اجل الحصول على الاصوات التي فقدها حزب اردوغان في الانتخابات الاخيرة وهو يريد تعويضه من جهة، و هو يريد ان يوجه انظار العالم الى الهجرة و النزوح في هذا الوقت الذي يستغله من اجل توجيه ضربة الى الكورد و احداث الفوضى التي يعتقد بانه يفيده في كسبه لاصوات الموالين من كورسدتان الشمالية و ما فقدتها لاسباب معروفة وحتى من المرتزقة التي يعتمد عليهم من جهة اخرى . النزوح افاد تركيا سياسيا و اقتصاديا، و تمكنت تركيا من دق جرس الانذار عن طريق السماح لنزوح الكثيرين للاتحاد الاوربي و هي تعتقد بانها تضغط بها على الدول المانعة لدخولها في الاتحاد الاوربي، هذا ان لم يكن في الامر من الاتفاقات السرية المتعددة الجوانب و ربما لاسباب كثيرة ايضا . ان من يتابط احزمته من الدول الاخرى غير تركيا و يخرج من البيت صباحا و لا يعود الا و هو يهاتف اهله بانه في اوربا او على الشواطيء بحر ايجة او في بودروم لا يمكن ان نتصور بانه فعل مفاجيء ليس وراءه شيء، و بالاخص يحدث هذا خلال فترة قصيرة و يمكن ان نقول بانه له دلالات كثيرة، يمكن حصرها بالقول بان العملية غير عفوية و مخططة، و هناك من حرض المهربين في هذا الوقت بالذات على شنهم لهذه الهجمات على اوربا و بدء المهمة و سمح لهم بل و ساعدهم خلال فترة قصيرة جدا على تحركهم، مما يفرض علينا الشك من ما وراء العملية ؟ هل للعملية علاقة مباشرة مع ما يجري و ما يحضر له في سوريا ام للداخل التركي و الدول المجاورة بشكل عام و ما يمكن ان تتغير من خارطة و المنطقة و التدخل الروسي المباشر متزامنا مع ما يحدث، اضافة الى ما يجري في اوربا و الاوضاع الداخلية لكل بلد و موقفه من النزوح و استقباله لهم . اذا، تركيا تخفف من العبا الثقيل التي احست انها على عاتقها سياسيا و اقتصاديا بحيث انها كانت تخشى من تحركاتهم التي تشك في ولائاتهم الى احزاب كوردية تركية، و تريد ان تقطع همزة الوصل بين الكورد في سوريا و تركيا بعد ان تتمكن من ان تشدد على الحدود بعد افراغ البلد تقريبا من النازحين . و تستفيد اقتصاديا من دفعهم الى بلدان اوربا و يمكن ان تتحرك بسهولة و يمكنها ان تحافظ على السرية التي تريدها في ادارة علاقاتها مع داعش و ما تتخذه من القرارات و كيف تتعامل مع المعادلات في المنطقة بسهولة، و ربما تتوقع انها ان تحركت نحو المنطقة السورية المحاذية لحدودها من اجل فرض منطقة امنة ربما تكون مرتاحة من تامين ظهرها و عدم خوفها من اي حركة اثناء تحركها . اضافة الى انها تريد ان تقلل من نسبة الكورد في سوريا مع دفع العرب ايضا ليتمكن من تكثيف نسبة التركمان في سوريا بشكل مباشر .
#عماد_علي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
هل تعيد روسيا التوازن الى المنطقة ؟
-
هل تدعم السلطة الكوردستانية هجرة الشباب ؟
-
هل تتلقفها تركيا من السماء
-
كيف تنظر ايران الى العراق ؟
-
لماذا يستقيل الشباب من اقليم كوردستان ؟
-
الجماعات الاسلامية في كوردستان حائرة بين الحس القومي و الفلس
...
-
لازال اردوغان ساريا على عقليته و توجهاته
-
الاحتجاجات تكشف معادن المثقفين العراقيين
-
لماذا اوصلوا الثورة في كوردستان الى هذه الحال
-
الشعب هو الذي انفرد به ام هو الذي انفرد بالشعب ؟
-
الوضع في كوردستان بحاجة الى احتجاجات عارمة
-
لن تعيد روسيا تجربة افغانستان و لكن !
-
كشف بوتن ما وراء قضية سوريا الدموية
-
على اي اساس تُدارعلاقة اقليم كوردستان مع دول الاقليم
-
ايُعقل ان يكون رئيسا سرمديا لاقليم كوردستان
-
دول داخل دولة
-
انتبهوا من سوء استفادة البعض من التظاهرات
-
ريحانة تناديك يا آلآن
-
هل تتمكن فرق الموت من اخماد التظاهرات ؟
-
مشكلة العراقيين هي تعدد السلطات الخارجية و الداخلية المتنفذة
...
المزيد.....
-
فيديو كلاب ضالة في مدرج مطار.. الجزائر أم العراق؟
-
الناتو يقرر تزويد أوكرانيا بمزيد من أنظمة الدفاع الجوي
-
طهران: لا أضرار عقب الهجوم الإسرائيلي
-
آبل تسحب تطبيقات من متجرها الافتراضي بناء على طلب من السلطات
...
-
RT ترصد الدمار الذي طال مستشفى الأمل
-
نجم فرنسا يأفل في إفريقيا
-
البيت الأبيض: توريدات الأسلحة لأوكرانيا ستستأنف فورا بعد مصا
...
-
إشكال كبير بين لبنانيين وسوريين في بيروت والجيش اللبناني يتد
...
-
تونس.. الزيارة السنوية لكنيس الغريبة في جربة ستكون محدودة بس
...
-
مصر.. شقيقتان تحتالان على 1000 فتاة والمبالغ تصل إلى 300 ملي
...
المزيد.....
-
يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال
...
/ رشيد غويلب
-
من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية
/ دلير زنكنة
-
تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت
...
/ دلير زنكنة
-
تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت
...
/ دلير زنكنة
-
عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها
...
/ الحزب الشيوعي اليوناني
-
الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار *
/ رشيد غويلب
-
سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية
/ دلير زنكنة
-
أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره
/ سمير الأمير
-
فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة
/ دلير زنكنة
-
فريدريك إنجلس . باحثا وثوريا
/ دلير زنكنة
المزيد.....
|