أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - عماد علي - هل تتلقفها تركيا من السماء














المزيد.....

هل تتلقفها تركيا من السماء


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 4928 - 2015 / 9 / 17 - 11:58
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


لقد تورطت تركيا في حربها مع الكورد بدلا من ان تستفيد منها للفوز في الانتخابات المقبلة بالنسبة التي تفعل اليوم كل شيء من اجلها . الراي العام التركي لم يعد لصالح اردوغان وحزبه لحد اليوم، نتيجة كثرة اعدائه و تزايد نسبتهم رغم الروح العنصرية التي يتمتع بها الشعب التركي و كان يعتقد اردوغان انه يكسبهم لصالحه بحربه على الكورد، لكون الحزب القومي تحرك افضل من اردوغان بل استغل اخطائه من هذا الجانب، وقد استوعب الكثير منهم، بعدما كثرت اعداء اردوغان حتى من اعضاء حزبه بعد مؤتمره الخامس، و اليوم ينتظرالكورد من جهة و الحزب القومي من جهة اخرى، ما يؤل اليه الوضع لينقضا على بقايا الثعلب المطروح على الارض و المجروح بعدما تعلقت قدماه في الفخ . كان اردوغان يعتقد بانه سوف يعيد الاصوات التي كسبها حزب الشعوب الديموقراطي من الكورد او القوميات الاخرى، نتيجة القتل والتشرد الذي اقدم على تفعيل عوامل عدة لخوض هذه الحرب و ما سببه جراء انهاءه للهدنة التي عقدها مع الحزب العمال الكوردستاني من اجل المصالحة كما ادعت من قبل و اصبح وبالا عليه، و موضع نقد من الاحزاب التركية الاخرى . اليوم اتضح الامر اكثر عندما بادر الكثيرون من المواطنين الكورد في دعم الحزب العمال الكوردستاني سواء بقتالهم ضد الجندرمة بنفسهم او مناصرتهم للمقاتلين بكل الطرق اللوجستية و القتالية . و هذا ما قلب الطاولة على الاردوغان و اصبح في مفترق طرق خطرة، و هو يصر على ادامة القتال رغم الفوضى في البلد، بعد عرقلته لتشكيل الحكومة الجديدة لاسباب شخصية ليس الا .
اعلن الحزب العمال الكوردستاني استعداده لوقف القتال شرط ان يقبل به اردوغان علنا، اي من الطرفين، و العودة الى الهدنة والمصالحة و لكن بشرط عدم التمادي على المدنيين و المشاركين في حرب المدن التي لم تتوقعها حزب العدالة والتنمية و شخص اردوغان بالذات . مررت اشارات غربية الى تركيا و ارتفعت انتقادات و اصوات ضدها اكثر بالامس، نتيجة خرقها لكافة المواثيق و حقوق المدنين و تعهدت العديد من المنظمات المدنية من التحرك ضدها في المحافل الدولية ان لم تلتزم بوقف القتال و الحذر من اذى المدنيين . و من ضمن التحذيرات كانت هناك انين من امريكا بعدما كان من الواجب عليها ان تقف هي ضد اي خرق لتركيا، و هي تعلم جيدا ان قتال داعش اصبح على عاتق القوى القريبة من الحزب العمال الكوردستاني في سوريا، و بامكان هذا الحزب الكوردستاني التحرك بشكل تكتيكي براغماتي للضغط عليها ان لم تتدخل في الامر . و عليه تسارعت بعض المراكز السياسية الامريكية نحو حث تركيا على وقف القتال دون اي تعنت ، و بعدما التقت تركيا نفسها في المازق، فانها ربما تريد ان تلتقف هذه الفرصة السانحة و لكنها بالخجل الواضح على محايها، من اجل الحفاظ على ماء وجهها، و انها تريد هدنة ولو لمدة قصيرة لانها تحتاج لاعادة الكرة عند الاقتراب من وقت الانتخابات .
فهل تركيا على استعداد ان تطيل من زمن الحرب، و تتحمل كل تلك الضغوطات التي تاتي من الغرب، من اجل سحب البساط من تحت ارجل حزب الشعوب الديموقراطي ان تمكنت و هي تغامر بكل ما لديها من الامكانية، و لكن تقارير الاستفتاءات و الراي العام التركي تشير الى عكس ما يتوقعه اردوغان، و هو من جانب اخر متورط فيما اقدم عليه و كان تخبطه لم يدعه ان يحجم على الامتداد لحينما تعلقت قدمه فيما لا تتوقعه . و ان استخدمت تركيا كافة امكاناتها العسكرية من الاسلحة المتطورة التي منحها اياها رؤس الناتو و هي عضو غير مشارك في المهام الدولي لهذا الحلف التي تقع على عاتقها بينما تستغل عضويتها و امكانات الحلف لامور داخلية بحتة . انها اصبحت تحت ضغوط نتائج الغلطة الكبيرة التي لم تقع فيها الا بعد قرائة الحسابات الخاطئة لحزب العدالة و التمنية و اردوغان . ان تركيا حائرة الان بين وقف اطلاق النار و نسبة تضررها من الحرب التي اشعلها هي نتيجة تخبطها من جراء ما حصلت من النتائج غير المقنعة لاردوغان، و هو يحاول تغيير المعادلة باي ثمن و حتى على حساب دماء افراد جيشه و المدنيين الذي اصبحوا ضحية مقامرته الاخيرة .
ان اردوغان دفع بكل ما يملك من الاوراق، وفي المقابل الصمود الكوردستاني وضعه في الزاوية الحرجة و لم يتلقى مثل هذه الضربات الموجعة خلال مدة زمنية قصيرة منذ اعتلائه سدة الحكم، و هو لحد الان يتغطرس في الظاهر و ينتظر اقتناص هذه الفرصة الفرصة التي يمنحه اياه الغرب بعد تدخل روسيا المباشر في سوريا و التغيير النسبي في معادلات المنطقة، و لكن يريده اردوغان مع الحفاظ على ماء الوجه . و بعدما يتاكد من الصمود البطولي لقوات الحزب العمال الكوردستاني، و ما يتلقاه جيشه، سوف يضطر ان يفكر اكثر من الامس و اليوم من جهة، و هناك تململا داخليا سوف يؤثر بشكل مباشر عليه من جهة اخرى . اذا، سوف يبان الموقف المنتظر من اردوغان خلال يومين او ثلاث بعدما كان مصرا على مد الحرب لحين الانتخابات البرلمانية .



#عماد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف تنظر ايران الى العراق ؟
- لماذا يستقيل الشباب من اقليم كوردستان ؟
- الجماعات الاسلامية في كوردستان حائرة بين الحس القومي و الفلس ...
- لازال اردوغان ساريا على عقليته و توجهاته
- الاحتجاجات تكشف معادن المثقفين العراقيين
- لماذا اوصلوا الثورة في كوردستان الى هذه الحال
- الشعب هو الذي انفرد به ام هو الذي انفرد بالشعب ؟
- الوضع في كوردستان بحاجة الى احتجاجات عارمة
- لن تعيد روسيا تجربة افغانستان و لكن !
- كشف بوتن ما وراء قضية سوريا الدموية
- على اي اساس تُدارعلاقة اقليم كوردستان مع دول الاقليم
- ايُعقل ان يكون رئيسا سرمديا لاقليم كوردستان
- دول داخل دولة
- انتبهوا من سوء استفادة البعض من التظاهرات
- ريحانة تناديك يا آلآن
- هل تتمكن فرق الموت من اخماد التظاهرات ؟
- مشكلة العراقيين هي تعدد السلطات الخارجية و الداخلية المتنفذة ...
- المثقفون و الصراع بدلا من الحوار؟
- العراقيون يعون حقيقة الامر ولكن !
- دور الاحزاب الصغيرة المحرج في ازمة اقليم كوردستان


المزيد.....




- أبو عبيدة وما قاله عن سيناريو -رون آراد- يثير تفاعلا.. من هو ...
- مجلس الشيوخ الأميركي يوافق بأغلبية ساحقة على تقديم مساعدات أ ...
- ما هي أسباب وفاة سجناء فلسطينيين داخل السجون الإسرائيلية؟
- استعدادات عسكرية لاجتياح رفح ومجلس الشيوخ الأميركي يصادق على ...
- يوميات الواقع الفلسطيني الأليم: جنازة في الضفة الغربية وقصف ...
- الخارجية الروسية تعلق على مناورات -الناتو- في فنلندا
- ABC: الخدمة السرية تباشر وضع خطة لحماية ترامب إذا انتهى به ا ...
- باحث في العلاقات الدولية يكشف سر تبدل موقف الحزب الجمهوري ال ...
- الهجوم الكيميائي الأول.. -أطراف متشنجة ووجوه مشوهة بالموت-! ...
- تحذير صارم من واشنطن إلى Tiktok: طلاق مع بكين أو الحظر!


المزيد.....

- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - عماد علي - هل تتلقفها تركيا من السماء