أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد علي - لن تعيد روسيا تجربة افغانستان و لكن !















المزيد.....

لن تعيد روسيا تجربة افغانستان و لكن !


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 4920 - 2015 / 9 / 9 - 16:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ربما يعتقد البعض ان التاريخ الروسي يعيد نفسه . عندما دشنت روسيا عمليا البرنامج التي تعيد الى الاذهان انها تعيد ما اقدم عليه الاتحاد السوفيتي في افغانستان في حينه، و ربما لم ياخذ بعض المراقبين بنظر الاعتبار التغييرات التي حصلت في الشرق الاوسط و الجهات الموجودة و موقع سوريا و العلاقات التي استجدت و دور ايران و خروجها من دائرة امريكا ايام ما حدث في افغانستان و كيف عزمت امريكا العزم على تاسيس و تفعيل و توجيه الحركات الاسلامية الجهادية برمجة و تخطيطا و تنفيذا و تمويلا بنفسها او من كان مواليا لها، و لم يقارنوا المرحلتين مع البعض ولم ياخذوا المتغيرات التي حدثت بنظر الاعتبار بشكل كافي .
يعتقد البعض ايضا ان روسيا سينغمس في وحل سوريا قريبا جدا، كما حدث للاتحاد السوفيتي في افغانستان و خرج منه بشق الانفس، و يعتقدوا بان هذه لعبة امريكا و تريد ان تلعبها مع روسيا بمهارة و حيل سياسية شرعية، غير مهتمين بما يدور و من يحكم امريكا و النظام الجديد و الاستراتيجية الامريكية و العامل الاقتصادي المتغير منذ حدوث التغييرات و التحولات المختلفة في منطقة الشرق الاوسط، و في مقدمتها انخفاض اهميتها اي هذه المنطقة اقتصاديا بشكل عام في هذه المرحلة بالذات . لذا لا يمكن ان نتصور ان تتعامل امريكا و الغرب مع ما يحدث في هذه المنطقة وفق اسس قديمة و نظرات انتهت مدة صلاحياتها . لن تكرر امريكا باستراتيجيتها المعلنة و ما يمكنها من تحقيق مصالحها بعيدا عن التدخلات المباشرة و بخطط قديمة لانها تتمكن من تنفيذ ما تريده باستغلال ثغرات التي تحصل نتيجة تفاعل المعادلات السياسية العسكرية التي تحدث، و هي ظلت باقية على راس المتبوعين و تنفذ ما تريد من قبل دول المنطقة من كافة النواحي دون ان تحتاج لجهد مضني .
تدخلت ومن ثم توغلت روسيا بقوات في سوريا منذ ان احست بان الخطط جارية على قدم و ساق لعزل سوريا عن مصالح روسيا الاستراتيجة الاقتصادية، و التي اعلنتها بويتن بعظمة لسانه بالامس . انها تريد نظاما تابعا ضعيفا كان ام قويا بل الاهم عندها هو عدم المساس بالاستراتيجة التي يتبعها في هذه المنطقة الحساسة التي تعتبر سوريا راس السهم في تحقيق ما تريد او تامل ان تحتفظ على ما موجود على الاقل . من الخطوات التي تتبعها روسيا توضح لنا يوما بعد اخر بانها لن تغير من موقفها من الموجود مهما كانت تحت الضغوط المختلفة و حاولت دول المنطقة من تغيير رايها و مواقفها في هذا الشان . انها تعلم بان مستقبل سياساتها الاقتصادية الاستراتيجية المرتبطة بالغاز و النفط والتجارة بشكل عام سوف تهتز بمجرد تغيير السلطة السورية كاخر ما تبقى لديها وجهتها الى جهة مغايرة لها . و لكن لا يمكن ان تلعب بالالية و الخطة ذاتها كما فعل الاتحاد السوفيتي من جوانب، اولا انها تدعم السلطة و التوجهات العلمانية سواء كانت مزيفة او حقيقية و اصبحت رافعة لرايتها فكريا و معها الكثيرون امام الايديولوجية التعصبية التخلفية التي اجتمعت معها من لها مصلحة في تغيير النظام السوري . انها صراع الايديولوجيا و من ثم الصراع السياسي و قبلهم الاقتصادي، الذي يتعامل مع المضاد ان كان في النهاية لصالح التكتيكات او الاستراتيجية التي يهدف اليها اي طرف، فهل من المعقول ان تتعاون قوى و حتى دول دينية مذهبية متعصبة مع حاملي الايديولوجيا العلمانية المعادية لها من اجل هدف او مصلحة انية الا في هذه المنطقة بالذات . هل راينا تعاون المضادان و تضاد المتوافقان حول امور عدة كما يحصل اليوم في الشرق الاوسط، نتيجة التداخلات الشديدة التعقيد في سير المعادلات السياسية المعقدة اصلا و من ثم ازدادت اليها المتغيرات نتيجة ما يحدث من الحروب و التدخلات المباشرة من قوى الارهاب و احتلالاتها المباشرة للاراضي بهذا الشكل . ان كان مجيء روسيا استدراجا امريكيا لها فانها حسبت كل الحسابات و ليست خطواتها بسطحية كما يعتقد البعض ( نقول هذا و نحن اول من يؤمن بان ازالة النظام السوري هو فاتحة خير من منظور و اعتقاد نابع من ان ازالة اي دكتاتور، سياتي بافضل منه مهما كانت نسبة تلائمه مع الواقع و ما يريده الشعب، و لكن بحسابات و قراءة مابعد سقوطه بشكل دقيق ) .
ان كانت امريكا تعتبر سوريا مستنقعا لروسيا يمكنها من النيل منها وفق ما تعتقده حسب تجربة ما حصل في افغانستان فانها ليست بصاحب بخطة محكمة للبدء بمرحلة توجيه ضربة قاضية الى روسيا و بوتين بالذات، لانها اي امريكا تعتقد بانبوتين يفكر و يغامر من اجل ان يعيد مجد القيصرية الروسية و دورها، كما يحلم اردوغان من مكانه و يعمل على اعادة امجاد العثمانية ايضا، و المنطقة تشتعل بالنار تحت ضيم الطموحات النرجسية و الاحلام العديدة لاعادة الامجاد بدلا من التسيير مع المستجدات وا لواقع و ما يفرضه العصر، ياله من تخبط و مهزلة نعيشها في الشرق جميعا . و ان كانت امريكا تتمكن من ان تحاصر روسيا و رئيسها بمخالب و الية وادوات مواليها، فانها على خطا ايضا، لان الصراع اليوم اشتد بين جهتين من المنطقة ذاتها و ليست روسيا الا لاعبا مساعدا ثانويا ايضا، و تتعامل مع الموالين من القوى المتمكنة من امثال ايران و سوريا و قوى صغرى اخرى منتشرة في المنطقة . و ان ايران لن تغدو منافسا لروسيا و ان نفذت الاتفاقية النووية مع امريكا لاسباب و عوامل مصيرية حيوية تسير عليها ايران و الموالين و من يعيش تحت رحمتها . لذا، لا يمكن ان نعتقد بان روسيا ستعيد ما فعله الاتحاد السوفيتي و لا يمكن لاحد ان يجبرها على ذلك، و لا الظروف العامة للمنطقة ستساعدها، و انها مجرد تريد ان تلعب دورا حازما و حاسما لمنع سقوط الاسد باي ثمن كان و من خلال المساعدات العسكرية والسياسية المتاحة و بشكل مباشر و باليات مختلفة بعيدة عن احتلال الارض كما فعله الاتحاد السوفيتي من اجتياح و توغل واسع للاراضي الافغانية في حينه . بل ستكون روسيا راسا و صاحب ثقة للمتحالفين معها مع اخذ بنظر الاعتبار التغييرات التي تطرا بعد تنفيذ الاتفاقية النووية و ما تخطط لها تركيا و امريكا في التحركات حول سوريا في المستقبل القريب . و هناك تفاصيل عديدة لما يمكن ان نقرا منها ما يحدث الان من الفوضى في تركيا و العراق و سوريا واليمن و حتى لبنان، و يمكن ان نستقرا او نستشف منها ما يحدث عند التمعن في المعادلات السياسية والاحتكاكات و التحركات السياسية العسكرية الجارية و نتائجها المتوقعة .



#عماد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كشف بوتن ما وراء قضية سوريا الدموية
- على اي اساس تُدارعلاقة اقليم كوردستان مع دول الاقليم
- ايُعقل ان يكون رئيسا سرمديا لاقليم كوردستان
- دول داخل دولة
- انتبهوا من سوء استفادة البعض من التظاهرات
- ريحانة تناديك يا آلآن
- هل تتمكن فرق الموت من اخماد التظاهرات ؟
- مشكلة العراقيين هي تعدد السلطات الخارجية و الداخلية المتنفذة ...
- المثقفون و الصراع بدلا من الحوار؟
- العراقيون يعون حقيقة الامر ولكن !
- دور الاحزاب الصغيرة المحرج في ازمة اقليم كوردستان
- الاحزاب الكوردستانية يقررون ان لا يقرروا
- غرفة عمليات لتوحيد الشعارات
- كيف تتعامل الحكومة العراقية مع التظاهرات
- اجتماعات الاحزاب الكوردستانية في نفق عميق
- من يمكنه ان يجهض حركة الاحتجاجات في العراق
- فسح الاتفاق النووي الايراني مجال التحركات امام روسيا باتجاها ...
- تاجيل التظاهرات الى يوم السبت هوعين العقل
- القادة العراقيون يتنابزون بالالقاب
- اين اهل المعرفة مما يجري في العراق


المزيد.....




- أصابه بحالة خطيرة.. الشرطة الأسترالية تقتل مراهقًا بالرصاص ل ...
- زاخاروفا تصف كلمات زيلينسكي حول -شيفرون على كتف الرب- بـ -ال ...
- -هو متعجرف ويجب طرده-.. الإعلام الإسرائيلي يكشف عن مشادة كلا ...
- نتانياهو: الحكومة قررت إغلاق قناة الجزيرة في إسرائيل
- رغم العقوبات على موسكو.. الغاز الروسي مازال يتدفق على أوروبا ...
- لوزانسكي: أوكرانيا مادة استهلاكية تستخدمها واشنطن للحفاظ على ...
- مشاهد توثق الأضرار الناجمة عن قصف -كتائب القسام- للقوات الإس ...
- الحكومة المصرية تكشف موعد عودة تخفيف أحمال الكهرباء
- ضابط أوكراني يدلي للغارديان بتصريحات غير متوقعة عن الصراع مع ...
- ثاني زلزال يضرب إنغوشيا جنوب روسيا خلال 24 ساعة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد علي - لن تعيد روسيا تجربة افغانستان و لكن !