أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عمر يحي احمد - نظرية الفيض و اثرها على الفكر السياسي الإسلامي














المزيد.....

نظرية الفيض و اثرها على الفكر السياسي الإسلامي


عمر يحي احمد

الحوار المتمدن-العدد: 4943 - 2015 / 10 / 2 - 13:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أن التصور العقلي والموقف من قضايا الوجود و الغيب والألوهية والربوبية هو أساس افكار و حكم الإنسان على كل ما يدور حوله لانها منبثقة من تصورهم لهذه القضايا وموقفهم منها ، نظرية الفيض هي أحد النظريات التي تحدثت عن فلسفة الوجود و نماويس الكون تنسب نظرية الفيض إلى أفلاطون ولكنها في أصلها مزيج من اراء و مواقف المعتقدات و الأفكار الإنسانية و العقل البشري عبر مراحله الممتددة ، ترى نظرية الفيض إن عملية الفيض قد مرت بمرحلتين :
1 ـ الفيض الأول ( نظرية الفيض الالهي ) .
2 ـ الفيض الثاني ( نظرية الفيض الوجودي ) .

ترى النظرية أن الموجود الأول: هو الله تعالى لا يخلق الموجودات ، ولكنها تفيض عنه وتنبثق منه بدون إرادته ، أي تصدر منه وتتولد عنه بطريق الفيض بدون وعي منه أو إرادة . وهذا الفيض أو الصدور أو الخروج حسب أراء فلاسفة مظرية الفيض دائم وضروري وواجب . وكما تخرج الشجرة الثمرة ليس لها إلا ذلك والدجاجة البيض ليس لها إلا ذلك ، كذلك يصدر الوجود عن الله ، فأن الله هو الفيض الأول و منه يصدر الفيض الثاني .

أما القسم الثاني المتعلق بالوجود المادي يعتقد الفلاسفة أن الفيض الأول يفيض منه فيض واحد فقط و هو العقل الكلي ، أو العقل الأول ، ومن هذا العقل الكلي تفيض النفس الكلية ، وعن النفس الكلية تفيض الأشياء المادية . وكلما فاض شيء من شيء تعلق الفائض بمصدره. فالعقل تعلق بالموجود الأول وتلقى منه ، والنفس تعلقت بالعقل وتلقت منه النور ، والموجودات المادية كذلك تعلقت بالنفس . والإنسان الذي يتلقى الفلسفة ، يتحول إلى عقل متصل بالموجود الأول ، يتلقى منه النور والحقيقة ، ولذلك له حق التحكم فيمن سواه من البشر ؛ لأنه هو الوحيد الذي يستطيع أن يبلغهم إلى السعادة ، وهو الملْهَمُ القادر ، وهو قد يكون نبيا مرسل أو فيلسوفا حكيم أو عالماً متمكن .
وبالتالي يتضح أن العقل الأول صدر عن الله فيضا واجباً ومن هذا العقل الأول صدر عقل ثان وفلك أعلى ، واستمر الفيض والصدور على هذه الوتيرة ، من كل عقل عقلٌ وفلك إلى مجموعة عقول حتي أخر عقل الذي فاضت عنه النفس ، ومن النفس فاضت المادة بعناصرها الأربعة و هما :
1ـ النار والماء
2ـ الهواء والتراب
ارتبطت نظرية الفيض في الفكر السياسي الإسلامي باثنين من المفكرين هما الفارابي و ابن سيناء تتلخص جوهر أرائهما في نقطتين :
1/ النقطة الأولي
إن كل شيء فائض عن شيء أخر سواءً كان بإرادة أو بدون إرادة
2/ النقطة الثاني
وكل فائض يجب أن يخضع للذي يفيض منه لان الفائض يتلقى النور والسعادة بالتعلق بمصدره الذي يفيض منه الشوق إليه فان الإنسان سعادته القصوى أن يشتاق إلى مصدره الأول " الله " .
و من هذا فقد تأثر الفكر السياسي يهذه النظرية و اعتبر كثير من علماء الفكر السياسي الإسلامي أن السلطة السياسية أو الملك و الأمير و السلطان و الرئيس بانه فائض عن قدرة الفيض اللألهي ويتصل به وبأعلى الدرجات هو القادر على إيجادها في الأمم والمدن . والملوك تبعا لذلك ليسوا ملوكا بالإرادة فحسب ؛ ولكنهم ملوك بالطبيعة أيضا لأنهم خُلقوا ليكونوا ملوكاً و أمراء و سلاطين .
هكذا نشأة في الفكر السياسي الإسلامي فكرة الحكم المطلق لدى فلاسفة المسلمين منذ بداية الدولة العباسية إلى الوقت الحالى ، كما سعى علماء الدين علماء السلطان إلى تبرير ذلك فكريا وفلسفيا والتشريع له عقديا ودينيا ، على هذا فان الحاكم والامير والملك والإمام والرئيس تعني الفيض من الله و الاتصال المباشر بواجب الوجود ، والعصمة التامة ، والقدرة المطلقة على إصلاح الخلائق الذين هم مجرد أدوات لأفعالهم ، و يمكن تلخيص أهم أثار هذه النظرية على الفكر السياسي الإسلامي و و اقع الدولة الإسلامية في الاتي :
1ـ إعتقاد كثير من المسلمين بان الملك أو الأمير أو الرئيس هو شخص فائض عن إرادة الله .
2 ـ ضعف مستويات المشاركة السياسية .
3 ـ تخلف إطروحات الفكر السياسي الإسلامي حول فلسفة و ماهية السلطة السياسية .
4 ـ عدم تقدم المسلمين وتغير مفهوم الدولة الإسلامية .
5 ـ اعتقاد الحكام و الأمراء و الرؤساء بانهم يحكمون بارادة الله جلعهم يفسدون و يستغلون سلطاتهم بصورة سلبية

و أمام هذا الواقع لم يجد الفرد المسلم حلاً غير إن ينفض من هذا الواقع ثم فاضت عيناه من الحزن فهو كظيم .
ــــ
الاستاذ عمر يحي ، جامعة الزعيم الازهري ، كلية العلوم السياسية و الدراسات الأستراتيجية



#عمر_يحي_احمد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الانسان وفلسفة الصراع من اجل البقاء
- القرصنة البحرية في الصومال و انعكاساتها على الأمن الاقليمي و ...
- اسباب و مبررات صمود النظام السوري و بشار الاسد في الحكم
- مهددات الأمن المائي في دول حوض النيل قراءة في طبيعة الميزان ...
- الانسان و فلسفة الوجود
- الصراع حول المياه في منطقة حوض النيل دراسة في الابعاد القانو ...
- النكتة السياسية و أثرها على الثورات الشعبية - الثورة المصرية ...
- مهددات الأمن المائي في السودان
- تقييم تجربة السودان في التخطيط الأستراتيجي
- الصراعات الاقليمية في القرن الأفريقي نموذج الصراع الاثيوبي ا ...
- تهافت الفلاسفة بين ابن رشد و الغزالي
- اطروحات ما وراء المستحيل في الفكر السياسي الاسلامي حزب التحر ...
- هجرة السودانيين إلى الخارج بين عوامل الطرد و الجذب و الآثار ...
- مستقبل المشكلة الكردية في إيران
- الثورات العربية و أبعادها الاقليمية و الدولية و اثرها على ال ...
- فلسفة الزواج بين الضرورة و التأخير
- عودة الاشتراكية الي العالم بين الواقع و الدواعى
- الصراع الدولي في القرن الافريقي و أثره على امن الخليج العربي
- حرب اكتوبر من منظور نظرية الحرب المحدودة
- السيرة الذاتية للكاتب عمر يحي احمد


المزيد.....




- روسيا تقدّم إعانات مالية للأمهات الصغيرات لزيادة معدلات المو ...
- رضيعة فلسطينية تموت جوعا بين ذراعي أمها في غزة المحاصرة
- تعيين سالم صالح بن بريك رئيسًا للحكومة في اليمن
- واشنطن تفرض رسوماً جديدة على قطع غيار السيارات المستوردة
- رئيسة المكسيك ترفض خطة ترامب لإرسال قوات أمريكية لمحاربة كار ...
- الزعيم الكوري يؤكد ضرورة استبدال دبابات حديثة بالمدرعات القد ...
- نائب مصري: 32% من سكان البلاد يعيشون تحت خط الفقر (فيديو)
- إعلام: الجيش السوداني يستهدف طائرة أجنبية بمطار نيالا محملة ...
- صحيفة -الوطن-: تعيين حسين السلامة رئيسا لجهاز الاستخبارات في ...
- من هو حسين السلامة رئيس جهاز الاستخبارات الجديد في سوريا؟


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عمر يحي احمد - نظرية الفيض و اثرها على الفكر السياسي الإسلامي