أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالكريم هداد - السندباد الثائر ، شيخ المنفى ، الشاعر العراقي الكبير كاظم السماوي














المزيد.....

السندباد الثائر ، شيخ المنفى ، الشاعر العراقي الكبير كاظم السماوي


عبدالكريم هداد
(Abdulkarim Hadad)


الحوار المتمدن-العدد: 1357 - 2005 / 10 / 24 - 07:54
المحور: الادب والفن
    


كيف لنا أن نبدأ الحديث ..؟ وهو القائل :
تصبرتَ.. حتى مَلَّ من صبركَ الصبرُ
فماذا يقولُ الشعرُ ، لو هدرَ الشعرُ .. ؟!
هل نبدأه مناضلاً أم شاعراً ..؟
جسدي تقطع في الرحيلْ
وفي سديم الليل
تشحبُ في دمي الأصداءُ .. والأضواءُ..
وامتدّ الحصار .. الى الحصارْ
حتى تخومَ الأرضْ
سقف الأرضْ
كم ناديتُ ، والأبوابُ موصدةٌ .. ولا أحدٌ
هل نتحدث عن سنين منفاه ، وقرائتها تاريخاً سياسياً ، حين لا يفقه البعض في السياسة ..؟
أيُّ البلاد ؟
وأين ترحلْ ، لم تعدْ منها خطاكْ !
كم مرةً ..؟
هذا غبارُ العمرِ يسكنهُ صداك
وانت من منفىً الى منفى ..
توزّعُك المدائنُ والرياحْ
مازلتَ تبحثُ عن نبيًّ
جمرُ دعوتهِ السلاحْ
هل نتحدث عن مادفعه من ثمن لحبه الكبير للعراق وحلمه ورؤاه الكبيرة ..؟
عراقي تخارسَ فيكَ الصدى وضاقَ على الرحب منك المدى
لقد كنتَ يا كعبةَ الثائرين تهبُ اذا ما هضيمٌ شكا

إنه وحده شيخ المنفى ، يمكن التحدث عن الموقف الأنساني الوطني ، الذي أصبح سلعة للوظائف الكبرى .
طافَ بي الكونُ واجماً طفتُ بالكون فانحسرْ
وعيونٌ تضمني وعيون بها خَزَرْ
عرفَ الدربُ خطوهُ بين من ضلَّ أو عثرْ
شامخَ الرأسِ ما انحنى ثابتَ الخطوِ ما انكسرْ
إنه الشاعر الذي وحده مزق أشعار الغزل ، ليبقي أوراق إنسانيته شجرة شاخصة البيان وممزوجة بها أفياء إبداعه الشعري وحركة تفاصيل يوميات منفى موقفه إتجاه حكومات تعسفية حكمت زمن العراق الحديث المطلي بالدم والجوع وتجار السياسة العراقية ، سارقي حلم الناس ..؟
حجرٌ على حجرِ .. حجرْ
حجر لأحزابٍ حجرْ
لمحزَّبينَ من الحجرْ
ومعصَّبينَ على العمى
حجرٌ ... حجر
صحفٌ حجرْ
فكرٌ حجرْ
حلمٌ حجرْ
إنه وحده يمكن أن يرتل لنا " أغاني القافلة " قافلة المسحوقين والمعذبين والفقراء على الأرض ، الحالمين بالعدالة في وطن مازال حالماً .
" ولكنا .. هنا نحن في زحمة الأهوالِ أهوالُ
هنا نحن أعاصيرٌ ، وبركان ، وزلزال "
* * *
وأنا هنا .. انا في جماح اللجةِ الخرساء فمْ
أنا صخرةُ العزم العنيدِ ، أنا الزلازلُ والقمم
وأنا هنا ، أنا عبر هذا الليلِ عاصفةٌ ودمْ .
وفي زمن تشحُّ به المواقف ، نستلهم من شيخ المنفى شاعرنا الكبير " ابي رياض " نستلهم من خطى منفاه تعويذة لسنين منفانا ، الذي بدأ يرتبك ، حين يبدأ أزلام ومؤيدي ومرتزقة نظام البعث العفلقي سرقت أحلامنا ، حتى الصغيرة . وكم كانت أحلامنا كبيرة من أجل وطن كقضية شرف ناضلنا من أجلها ..؟ . فما زالت مواقفنا عالية الصوت رغم محاولات البعض سرقتها منا والأستهزاء به وتهميشه ، على أساس أن منفانا كان سفرة للأستجمام والترفيه والخروج نحو ظلال المتعة وادخار المال . اقول هذا حين يستوزر ضابط الشرطة على الثقافة العراقية ، ومن ساهم في التخطيط لقصف طفولة حلبجة كيمياوياً مستشاراً للأمن القومي ، أو تعيّن من كان قاضياً في محاكمة بعض المثقفين عند مجازر 8 شباط الأسود مستشاراً للثقافة ، وهو من كان أكثر الأدباء العراقيين قرباً لثقافة المؤسسة الأعلامية للنظام ، حيث ترأس لجنة اختيار الجوائز التي تمنح لكتاب " قادسية صدام " . رغم هذا فما زالت مواقفنا تمتلك رجالها ومنهم شاعرنا شيخ المنفى .
لكن القصيدة الشعرية لدى كاظم السماوي ، تبقى في منحاها متأججة نحو الواقعية في بناءها حيث التلازم مابين المحتوى والشكل ، فالشكل لديه هو البناء الشعري الحديث ، المتوازن على ايقاع التفعيلة المتشظية من بناء القصيدة العمودية الكلاسيكية ، والمحتوى هو ذاته المتفردة والمتعاظمة بإنسانيتها اتجاه قضايا الأنسان ، والتي تشع بترافتها الطيبة على أركان الكون ، ليكون اممياُ وقريباُ جداُ من أفكارها اليسارية . لذا كان صاحب صفحات " الأنسانية " بإمتياز له وحده .
وحينما تكون المعاني الشعرية عند احتكاك وصراع ماهو منطقي وماهو غير منطقي ، دون ان يسرف في تبيين خصائص الموسيقى الحادثة من تراكب الألفاظ وتزاوجها كما يفعل شعراء المنابر أي " الشعراء الخطباء " والقابضين من مهرجانات المديح السياسي والأعلامي . فما هو الآ وحده خارج سرب مؤدلجي الجماهير ، ليحيد عن الأرتزاق كما يفعل بعض الشعراء الآن ، متناسين صورهم القديمة .
إن قصيدة شاعرنا كاظم السماوي ، هي قصيدة لم تعزف عن ذاتية المعاناة الأنسانية ، وهي تلتقط أشياءها من زوايا ليست شعاراتية ولا احتفالية ، انها من ذات مساحة الحركة في صورها الشعرية ، وهي تتلون ما بين اللون الأحمر لون دم الشهداء ونجمة الثورة ، وأزرق بحر سفر المنافي الواسع ، وأخضر فيافي النخيل وعشب حدائق الأنتظارات , ورماد خيبات الخسارات المتكررة بشكل مضحك ، حيث يبقى السندباد الثائر في وجهين لعملة واحدة ، فهو الشاعر وثوري يسار الموقف........
أطفأتْ سرها النجمةُ الأخيرةُ في الليلْ
وارتحل العشبُ
والفصول تدورُ
الولاداتُ ، الراحلونَ
المنافي تلملمُ أيامَها
ومازالتَ ايها الملثمُ بالبوحِ
لم تكتحِلْ بغيرِ سواد المراثي
وحزن النخيلِ .. والدم ، والموتِ
ولم تبدَّلْ اسمكَ .. يومَ ولدتَ
ويومَ ابتدأتَ .. سراجاً ، وفاتحة
ويومَ حملتكَ جوعاً ، ومنفىً
وثوباً من الريح .. منشورَ عشقٍ
هذا هو السندباد الثائر الشاعر العراقي الكبير كاظم السماوي شيخ المنفى ، كما قرأته في أشعاره وسنين حياته التي عاشها دوماً قريباً من الموقف الوطني ، الموقف المليئ بالكبرياء والشموخ .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
• ما ورد من مقطوعات شعرية هي من قصائد شاعرنا الكبير كاظم السماوي .
• ألقيت في أمسية تكريمية للشاعر ، أقامها النادي الثقافي الأجتماعي في يوتوبوري – السويد ، يوم 22-10-2005.


السويد
عبدالكريم هداد










#عبدالكريم_هداد (هاشتاغ)       Abdulkarim_Hadad#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثقافة البعث العفلقي مازالت تقود العراق بقوة ..!
- دللول الفخاتي - شعر شعبي عراقي
- شكراً للفنان العراقي محمد جواد أموري ، حين لا يجامل الخراب و ...
- سعدي الحلي لا يغني ...!
- خايف
- أمريكا لن تمثل حلمي ...!
- من أولها...تجاوز أعضاء الجمعية العراقية قانون إدارة الدولة . ...
- أردناً حصاناً لجرِ العربة ، فتخاصموا على ركوب الحصان
- إهزوجة عراقية - شعر شعبي عراقي
- قصيدة - نشيد الله
- لا نريدها هكذا ..، ياسيادة وزير الثقافة العراقية.. !
- لماذا لا يعلن الأخوة قادة الأكراد حقهم الشرعي في الأستقلال . ...
- وعاد المغني..!
- قصائد لأمرأة
- قصيدة شعر شعبي عراقي
- شباط يا أتعس شهر - للشاعر الراحل طارق ياسين
- هل يجوز تناسي الضحية تحت مظلة المصالحة ومكافئة الجلاد وفكره ...
- اغنيات نحو الوطن
- إنفعال وضرب النعال
- أين الولاء للوطن...؟


المزيد.....




- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالكريم هداد - السندباد الثائر ، شيخ المنفى ، الشاعر العراقي الكبير كاظم السماوي