أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد مزيد - بحر ايجه














المزيد.....

بحر ايجه


محمد مزيد

الحوار المتمدن-العدد: 4943 - 2015 / 10 / 2 - 01:40
المحور: الادب والفن
    


ليست قصيدة ( بحر ايجه )
محمد مزيد
من الصعب ان اصدق انني صعدت الى زورق الموت
صغيرتي بين قدمي
وامراتي وابنتي تجلسان امامي في الارضية
وولداي يحيطان بامهما واختهما ،
يجلسان على حافة الزورق
كان بحر ايجه هادئا
لوحة ربانية زرقاء تسر الناظرين
لم آبه لبكاء الصغيرة وهي تمنعني من صعوده
كان هناك نداء من العمة ميركل
يصدح برأسي : هيا ايها المجنون
اقترب الى حرية لن تجدها في كل انحاء الارض
تعال الى المانيا ايها المجنون
سآخذك بالاحضان
سأعلم اولادك اللغة الالمانية
وعلوم صناعة البي ام دبليو
الزورق يسير ببطء شديد
كنا 49 انسانا اطفال ونساء وشباب وشيخين
كنت احدهما ..
الزورق يسر بماطور جديد حسب ما زعم
مهربو البشر
وجعلوا احدنا يقوده الى تلك الاعماق الغامضة
كانت اصواتنا تتعالى بالادعية وايات القرآن
وتتلاعب في ارواحناهواجس الخوف والرعب
علمت صغيرتي
ان تنظر الى الموجات التي تضرب جدار الزورق الواهي
لم تفقه اللعبة ، لان الرعب جمد عينيها الى وجه امها
زوجتي كانت تتطلع الى عيني
فتجدني ابتسم بافتعال وتصنع فتبتسم معي
هي تعلم انني اذا اعلنت خوفي ستصاب بالهلع
فأخذت الاطفها بابتسامات غبية
ابنتي الكبيرة الحزينة كانت تنظر الى الافق
وعندما دخلت الى عينيها
لم اجد الخوف الذي وجدته لدي ابني الاوسط ( 24 ) سنة
وكان ابني الاخر ( 17 ) سنة يغمض عينيه ويفتحمها
يبدو انه يحلم بفاتنة المانية
الزورق يسير بنا بهدوء
وكنا في الجانب الاخر من الساحل
نرى الجزيرة اليونانية
نظرت مرة واحدة الى تلال تلك الجزيرة
فشعرت بطول المسافة
وتساءلت كيف يمكننا
اختراق كل هذا البحر الذي يبدو انه لم يفقد اعصابه بعد
الرجل السوري الذي كان يجلس بجانبي
مزق طبلة اذني من جراء
قراءة سور القرآن بصوت عال ..
كان صوته جافا خشنا بلهجته الشامية
ومن النوع الذي لا يمكنك ان تألفه بسهولة
مرت الدقائق ثقيلة ونحن في صرة الموت
اخذت اسخر من نفسي ..
كيف اقتنعت ، ان اكون بهذا الشكل
من البلاهة واللامبالاة والسخف
بحيث اجرجر معي عائلتي الرائعة
الى حفلة الموت ..
زوجتي التي امضت ثلاثين عاما
وهي تداري مزاجي المتقلب
ومجوني والحادي وايماني
و صغيرتي التي يداعب صوتها اذني كل صباح
باغانيها العنطوطية
وولدّي المتفتحة ارواحهما للتو على الحياة
وابنتي الجميلة البكر التي تتدفق في روحها الاحلام
لكن الزورق مازال يسير بنا بهدوء
والبحر هادئ لم يفقد اعصابه بعد
ونداء المعتوهه ميركل يصدح براسي
واحلام اولادي تتدفق امام روحي ..
نصف ساعة مرت ونحن نسير الى المجهول
قال من قال ان خط التالوك قريب جدا
يقصد خط المياه الاقليمية اليونانية
عشرة دقائق ونعبر المياه التركية
يا لهذه العشرة دقائق
اغمضنا عيوننا ونحن نحلم بانقضاء
هذه الدقائق المتبقية
لكن .. لكن
ماذا جرى ..
ماذا هناك
موجة عاتية لانعرف من اين هبطت علينا
جاءت تلك الموجة المرعبة ، الغبية ، المفاجئة
التي جعلتنا نفقد صلتنا بالحياة
غرقنا .. غرق زورقنا المطاطي
غرقت احلامنا ..
ضاع صوت المعتوهه ميركل
ونحن نستنجد غرقنا .. غرقنا
انقذونا يا عالم
لا نريد الوصول الى المانيا
نكرهك يا ميركل
غرقنا حقا
ولكننا لم نمت بعد ..



#محمد_مزيد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ليست قصيدة
- قصة قصيرة جدا
- الجارة
- قراءة في رواية شاكر نوري ..- جحيم الراهب - .. التجديف خارج ا ...
- اعتراف بالحب
- المفوهون العرب
- دولة الاحزاب ام دولة المؤسسات
- قصة قصيرة
- الثقافة العراقية والتسييس المهمش
- رد على نقد
- الناشر والبوكر وحارس التبغ لعلي بدر
- صحراء نيسابور
- نجيب محفوظ .. الصانع الامهر
- كيف ينبغي قراءة نجيب محفوظ


المزيد.....




- البابا فرنسيس سيظهر في فيلم وثائقي لمخرج أمريكي شهير (صورة) ...
- تكريم ضحايا مهرجان نوفا الموسيقى في يوم الذكرى الإسرائيلي
- المقابلة الأخيرة للبابا فرنسيس في فيلم وثائقي لمارتن سكورسيز ...
- طفل يُتلف لوحة فنية تُقدر قيمتها بخمسين مليون يورو في متحف ه ...
- بوتين يمنح عازف كمان وقائد أوركسترا روسيا مشهورا لقب -بطل ال ...
- كيلوغ: توقيع اتفاقية المعادن بين واشنطن وكييف تأخر بسبب ترجم ...
- عرض موسيقي مفاجئ من مانو شاو وسط انقطاع الكهرباء في برشلونة ...
- مسقط.. أكثر من 70 ألف زائر بيوم واحد للمعرض الدولي للكتاب
- محاربون وعلماء وسلاطين في معرض المماليك بمتحف اللوفر
- إخترنا لك نص(كبِدُ الحقيقة )بقلم د:سهير إدريس.مصر.


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد مزيد - بحر ايجه