أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عماد علي - تحطيم سلم القيم الاجتماعية في العراق بشكل خطير














المزيد.....

تحطيم سلم القيم الاجتماعية في العراق بشكل خطير


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 4940 - 2015 / 9 / 29 - 16:25
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


من يعلم شيئا عن تاريخ العراق الاجتماعي سواء بمعايشته واقعيا او قرائته لما يتسم به من خلال البحوث و الدراسات و الكتب التي اصدرها العالم الاجتماعي الكبير علي الوردي، يعلم ان العراق كان يمتاز بمجموعة من القيم المرتبة وفق سلم جاءت نتيجة تقادم الزمن و من نتاج تاريخه العريق، رغم حدوث التغييرات الكبيرة فيها بمرور الزمن ففعلت التناقضات الموجودة في بنية المجتمع العراقي و سلوكهم امور اثرت على تراتبية القيم او تسلسلها او محتواها و ايمان الناس بها كما تكلم عنها السيد الوردي بالتفصيل في معظم كتاباته، الا ان العراق في المرحلة الاخيرة تعرض لمجموعة من العوامل التي يمكن تسميتها بالكسارة الكبيرة للقيم و محطمة لسلمها التي امتاز الشعب العراقي بها في كافة انحاء البلاد بمدنه و اريافه و جباله و اهواره و سهوله .
اما في المرحلة الاخيرة، نجد ان هناك من هذه القيم التي اندثرت او نزاحت او اقترضت بفعل التغييرات الجذرية التي حدثت و اثرت بشكل مباشر على حياة الناس و تفكيرهم رغم التزام البعض هنا وهناك على نسبة منها . الحرب بما فيها و التدخلات الكثيرة و اجتياح داعش و افعاله و ما جلبه و المصالح و المضايقات و الظروف الصعبة التي مر بالبلد اجبره على التغيير المحسوس في سمات و صفات الناس، و ان ظهر التغيير بشكل طفيف بداية و سوف تبرز اثار تلك التدخلات و التاثيرات و نتاجاتها بشكل بطيء على سلوك الناس و فكرهم وايمانهم بقيمهم و نظرتهم الى الحياة . اي الحروب و التغييرات الجذرية في البنية السياسية و الاقتصادية و الثقافية اثرت بدورها على التركيبة الاجتماعية الشكلية و الباطنية، و غيرت من السمات بفعل تغيير النظرة الى القيم المختلفة او اضطرارهم على التغيير للتكييف مع المستجد بشكل عام، و هنا لا نتكلم عن الاستثناءات التي قاومت و لازالت تلتزم بما كانت عليه ربما لبعده و انعزاله او تواصله في التحكم بالاواصر و العوامل التي تبقي على السمات والقيم و بدواعم ذاتية تنفض عن نفسها المؤثرات الخارجية التي جاءت بفعل التغييرات المختلفة ان تمكنت .
النزوح الكبير و الاحتكاكات والاختلاط المباشر بين الناس بجميع فئاتهم بشكل متكرر، هو العامل القوي الفاعل لتبادل الموجود من الناحيتين التحتية و الفوقية و ما تكتسبه العقول و تؤمن به حال تنقله بعد تلمسه المختلف الموجود حتى بين قريتين من الجوانب الكثيرة . الازمات المتكررة من المالية الى الامنية و دخول العرف و العادات التي لم تعرف بها اية فئة عراقية من خلال دخول المقاتلين سواء بشكل رسمي او من خلال اجتياح داعش وغيره و ما يتركبوا منه من الجنسيات المختلفة المتسمة بسمات و خصائص لا يمكن ان يبقوا منفصلين كيانا و فكرا و ان نتوقع انهم لايؤثرون على اي مكان يدخلونه ولو لمدة قصيرة جدا من كافة جوانب الحياة و منها القيم الاجتماعية المختلفة .
و عليه يمكن ان نقول بان العراق اليوم ليس بما كان عليه من الناحية الاجتماعية كما هي حاله من الناحية الثقافية و الاقتصادية، و لا يمكن ان نقيمه كما كان ايام الوردي ، و لا يمكن ان نجده و يمكن ان نتوقعه يعود الى ما كان عليه قبل الحروب و ما وصل اليه في الاونة الاخيرة ، و عليه لا يمكن ان نجد الشعب بقيمه و صفاته و سماته مهما دعى البعض عكس ذلك و من منظور عاطفي غير واقعي نابع من حنينه الى الماضي و ما كان عليه العراق ايام زمانه . انه حقا تحطيم كامل لسلم القيم الاجتماعية التي كانت تربط بين مكونات الشعب و كان لكل فئة خصوصيات الا انه كان هناك سمات مشتركة اخذت مداها و تعمقها خلال التاريخ الطويل لحياة الناس المشتركة، رغم وجود الاختلافات المنظورة بين الاعراق و الاديان و المذاهب بشكل واضح و جلي .
طالما امتدت الازمات و تمادت المدخولات من السمات الدخيلة و لقت ارضية لتزاوجها مع الاصيل اننا نجد سمات هجينة وُجدت من تفاعلهما و تداخلهما مع البعض و ربما نتج منه اشكال اجتماعية و قيم مغايرة كليا عما كانت عليه المجتمع العراقي من قبل التغيير .



#عماد_علي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل يتحقق مبدا المواطنة في العراق
- الشك في ما بين الحقيقة و الزيف
- اذا التقشف يكلفه حياته فما بالك بالاصلاح
- مابين القران الاصلي و المزيف
- كوردستان الجنوبية اكثر بؤسا من الاجزاء الاخرى !
- وشى بي في ايام الدكتاتور و ينتقدني اليوم على انتقادي لحزبه ا ...
- هل من الممكن ان تنهار التظاهرات في العراق ؟
- لماذا فتحت تركيا ابوابها امام نزوح النازحين مرة اخرى ؟
- هل تعيد روسيا التوازن الى المنطقة ؟
- هل تدعم السلطة الكوردستانية هجرة الشباب ؟
- هل تتلقفها تركيا من السماء
- كيف تنظر ايران الى العراق ؟
- لماذا يستقيل الشباب من اقليم كوردستان ؟
- الجماعات الاسلامية في كوردستان حائرة بين الحس القومي و الفلس ...
- لازال اردوغان ساريا على عقليته و توجهاته
- الاحتجاجات تكشف معادن المثقفين العراقيين
- لماذا اوصلوا الثورة في كوردستان الى هذه الحال
- الشعب هو الذي انفرد به ام هو الذي انفرد بالشعب ؟
- الوضع في كوردستان بحاجة الى احتجاجات عارمة
- لن تعيد روسيا تجربة افغانستان و لكن !


المزيد.....




- ما هي القاذفة الأمريكية الشبح -بي-2- التي تعول عليها إسرائيل ...
- رئيس الأركان الإسرائيلي: دمرنا نصف منصات إطلاق الصواريخ الإي ...
- تحمل اسم -باقري-.. العثور على حطام مُسيّرة إيرانية في جنوب ...
- إسرائيل.. حريق هائل وإصابات في استهداف صاروخي إيراني لمدينة ...
- فيديوهات الذكاء الاصطناعي تتنبأ بحرب عالمية ثالثة بطريقة ساخ ...
- إسرائيليون يفرون من القصف إلى الخارج عبر الأراضي المصرية
- الإعلامي السوري موسى العمر يعلن عن استثمارات ضخمة في جبل قاس ...
- حسّون في بلا قيود: إسرائيل من أقوى الدول النووية لكنها دولة ...
- خبير عسكري: إيران تستخدم صواريخ نوعية ومتطورة يصعب اعتراضها ...
- تمارين القوة.. سلاح ذكي لوقف زيادة الوزن المصاحبة لانقطاع ال ...


المزيد.....

- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عماد علي - تحطيم سلم القيم الاجتماعية في العراق بشكل خطير