|
هذيان حوا 8 والاخيرة
مارينا سوريال
الحوار المتمدن-العدد: 4939 - 2015 / 9 / 28 - 08:24
المحور:
الادب والفن
علمت ان عليها ان تقدم اضحيتها ..لن يتوقف الموت سوى بالموت انه يتلذذ ان يحضر اليه المزيد كانت حوا تدور وفى يدها عصفور..عصفور صغير هل كان يبكى فى يدها لم تهتم ..كانت تدور ممسكه بعنقه تضغط عليها برفق تفتح عيناها مرات قليلة لتراقب دوران راسه وصوته الذى بدا فى الخفوت ...كانت تدور فى نشوة صدرها يعلو ويهبط ينتشى بشدة لم تعد تستطيع ان تتحكم فى انفاسها ..هل مات العصفور؟.. لم تشعر بمثل تلك السعادة من قبل !... كانت كاهنة المدينة ومقدسها دفن الاهالى موتاهم وخرجوا من خلفها ينشدون انشودتها الصافية ..كانت السماء صافية قد تخلصت من امطارها ولم يعد سوى ريح خفيفة حاملة معها رائحة الامطار شعروا بالسكر والنشوة وهم يسيرون تياعا حتى نهاية المدينة لم تحتمل الكاهنة قلبها اختارت الطرف لتحيا عليه قالت انها اوامر السيدة ولابد ان تطاع لم يجادلها احدا من اهل المدينة لايزال وجه الاطفال وهم موتى فى خيال من تبقوا احياء ... قالت لهم ان المعركة الكبرى قادمة وعليهم الاستعداد كانت تنشد انشودة السيدة التى حفظها الصغار واخذوا فى ترتيلها ..كانت قلوب النساء معلقة بها بينما شاخص الرجال باعينهم معركة انها تتحدث ولكن عن معركة كبرى لن تكون بين المدينة واهلها فقط بل ستدخل بها كل المدن وتتصارع سيصبح الاحبه فريقان ولن يعرف من منهما الصواب من الشر ومن الخير سيموت الفريق الاضعف وينتصر فقط فريقا واحدا صرخت الكاهنة فى قلب اهل المدينة استعدوا السيدة ستدخل بكم ارض المعركة لن تخذلوها وتسيروا من خلف سيد الاشباح انه شرير يريد خداعكم فقط سيسرق قلوبكم ولن يعيطكم سوى الخيبة والسراب لا حقيقى فيه اتفهمون لقد خدع قلب عبدة السيدة من قبل ولكنها تعطفت عليها فى النهاية وقبلت الصفح عنها لتنفذ مهمتها الكبرى ..لقد نجوت لاجلكم يا اهل المدينة فاطيعونى ...انظرةا لتلك السحابة عيناها من فوقكم تحلق ..لا اكثر مدعاه للحسر ممن لا يصدقون فى السيدة ...سمع صراخ الاطفال يشتد السيدة سيدتنا انها قادمة تقف فى عون رجال مدينتا وتقوى شكيمة نسائنا انها تفعلها ونحن معها ندخل قلب سيد الاشباح ونفرغه من الظلمات ترتفع السحب من جديد راضية باتباعنا السيدة انها لن تبخل علينا بزرع ولا كرم السماء ..غضبها من يريد تذوق غضبها من يجرؤ على الفناء ...رددت النسوة النشيد من فم الاطفال لقد حفظوه سريعا من قلب كل طفل كان يردده فى صحوه ومنامة وهن من خلفهم يرددون..صرخت الكاهنة لما يتشكك الباقين .سمعت تذمر عجوز قالت من انتايها العجوز ألام يكفيك الموت ؟ابتعدوا عنه روح سيد الاشباح سكنت جسده لقد رحل منذ وقت طويل...تراجع الرجال والنساء صرخ الاطفال:السيدة السيدة قادمة ايها الشرير انها تدور وتحشد الجيوش من انت لتنتصر على السيدة !!!انقض الرجال على العجوز يضربونه بالاحذية حكمت ان يضرب مائة مرة بها ...لم تسمع عويل طفلة بالخلف تبكى:جدى..جدى... صرخوا الزرع قد تلف لم يعد لنا طعام تخلصنا من وطئه الحرب لنموت من الجوع ..ارتفع صراخ الاطفال حينما تختبر السيدة فان كل شىء محال مباح من يصمد له الجائزة من منكم يفعلها من يموت لاجل روح السيدة ..كانت الكاهنة تنام فى حضن غرفة صنعوها خصيصا لها كانت تسهر الليل يقولون تردد الا سيد الاشباح لست عبدته انا لست عبدته ترددت الالسنه كانت زوجته المحبوبة وقد هجرته وذهبت لعدوته اللدود للتأمر على قتله وعندما عرف لم يستطع قتلها لانه احبها كثيرا كانت تصرخ وتغضب تلقى اللعنات عندما يصل اليها هذا الحكى تصر ان السيدة اتت عليهم بالجوع لانهم غير مطيعون لها وستسمر بالعقاب تضورت بطون الاطفال جوعا ولم ياكل سوى خدام الكاهنة الصغار والفتيات غير البالغات لقد كانت تكره الرجال والنساء البالغين تقول انه ملعونين وفاسدين علينا ان نكون دائما مثل الاطفال ..من منكم يبقى مثل الاطفال ؟ من منكم كاذب يخفى تذمره ولكن على من يخفى ايها الملاعين انها ترى وتنظر الى كل شىء انها هنا ولن ترحل ابدا ولكن انتم من تتبعون سيد الاشباح بافعالكم التى تغضب السيدة ...السيدة تصفح عن من تريد وليس كل ما يريد !!!هكذا علقتها النساء على صدورهن وهن يتحضرن للمعركة الكبرى القادمة من كل حدبا وصوب ... كانت الصغيرة تركض من خلف الدجاجات الصغيرة المتبقية كانت سعيدة لانها ابنة امهاواستطاعت وحدها الحفاظ على صغار دجاجها من الموت ولم تستمع الى كلمات الكاهنة فى السر..حتى وان كان سرا انها تشعر بالفخر تذكر ان امها كانت تمقت ملوك المدينة ولم تدافع عنهم سوى فى العلن حتى تحصل على حصتها من الحبوب ...والان ..لم يعد هناك حبوب بل كاهنة..ورثت كره الكاهنة من امها ..هل عرفت الكاهنة بما فى قلب امها حتى تطلب اضحية المدينة قالت البالغين ملعونين انهن غذاء للمدينة تكفيرا على جحودها فى حق السيدة انهم اتباع سيد الاشباح بالفطرة اجسادهم مالت لتصديقه قبل عقولهم انهم ارواح ملكه ويجب التخلص منهم ..لن نبقى بالغين وسط المدينة يدنسونها ...لن ندس اخر حجر باقى لنا هنا لن نذهب أسرى سيد الاشباح...عندما اعدموا امها على خاذوق كانت هناك فى الصفوف الاولى تودعها وتبكيها تلاقت عيونهم حملت منها نظراتها الاخيرة ...نظراتها التى تحاوطها فى الليل ..كانت تستمتع بالنظر الى الدجاجات تتكاثر تجمع لها مزيدا من العشش تخبئها بداخلها ..تهمس لها ان تخفض صوتها السيدة تكره صوتها ..عم الجوع المدينة فكان الاطفال يأتون سرا لشراء البيض لسد الجوع ...مات من مات ونجا من نجا بفضل الفتاة ..الفتاة لم تستطع ان تطلب المال او الطعام المقابل فلم يوجد قالت احفظوا لى واحدة..كانت تنظر فى عين كل صغير وتقول لاتنسى ابدا لقد اطعمت امك قبل الموت ووالدك لا يزال قوى بفضل الفتاة ..لاتنسى انهما هنا وانت لست خادما للكاهنة بعد ..كان الصغير يبتسم يركض خوفا من ان تراه السيدة او الكاهنة قيل ان للكاهنة ازواج من الاعين تراقب وترى كل شىء وتصبر على كل شىء حتى النهاية ولكن فى النهاية ياتى العقاب ...العقاب دوما ياتى ... عندما لا تطيعون اول مرة سيد الاشباح ذلك اللعين يتثأب فى مكر واستهزاء بكم ..حرب السيدة معه انها حربكم انتم ..كانت الفتاة تتجول بين الجموع غاضبة تحاول ان تكون جامدة عابسة تتلقى خطاب تلك الكاهنة المجهولة ...من اين اتت ؟كانت تتجول وسط الذاهلين وهى تهمس كانوا شاردين يستمعون لصراخ الكاهنة حتى بدأت تضرب الدفوف وبدأ الجموع فى الرقص كانت تدور الفتاة فى وسط صفوف النساء تدورمن حولهن وهى تهمس لما علينا طاعتها ؟كم اما قتلت لما تقتل امنا ألم تقل انها من قبل السيدة ولكن كيف تقبل السيدة بقتل الامهات فى حين ان اباء القرية لايزالوا احياء!!!كانت النسوة شاردات لم تعرف الفتاة افى كلماتها ام كلمات الكاهنة ولكن احدى الصغيرات شردت عن النشيد وهى تردد لما قتلت امى ؟؟حينها توقف الجموع عن الرقص وكأنها قد صرخت ولكن اذن الكاهنة وازواج اعينها فعلت وعرفت تقدمت بالصغيرة..كان صوت النيران تاكل الحطب صرخت الكاهنة ألهذا طلبت منكم ان لاتتوقفوا عن النشيد وعاقبت السيدةكل ام تخطىء لانها المسئولة الاولى عن كل تلك الاخطاء ...عم صوت صراخ الصغيرة اذان اهالى المدينة وصم اذنى الفتاة ....
#مارينا_سوريال (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
اعمل ما لا احب
-
هذيان حوا 7
-
اعترافات
-
هذيان حوا 6
-
خارجة عن القانون
-
هذيان حوا 4
-
هذيان حوا 5
-
هذيان حوا 3
-
لقد سرقت..مارجريت
-
هذيان حوا 2
-
نادى النساء
-
هذيان حوا 1
-
لا اهتم لظلام الليل
-
ثورة الصعاليك 17
-
ثورة الصعاليك 18 الاخيرة
-
امراة من الشرق...انديرا
-
ثورة الصعاليك 16
-
ثورة الصعاليك 15
-
جنون الغجر
-
ثورة الصعاليك 14
المزيد.....
-
غزة في المسابقة الرسمية لمهرجان فينيسيا السينمائي
-
السلطان و-الزواج الكبير- في جزر القمر.. إرث ثقافي يتوّج الهو
...
-
-مكان وسط الزحام-: سيرة ذاتية لعمار علي حسن تكشف قصة صعود طف
...
-
السعودية.. الفنان محمد هنيدي يرد على تركي آل الشيخ وتدوينة ا
...
-
المخرج علي كريم: أدرك تماما وعي المتلقي وأحب استفزاز مسلمات
...
-
وفاة الممثلة كيلي ماك عن عمر ناهز 33 عامًا بعد صراع مع السرط
...
-
ليدي غاغا تتصدر ترشيحات جوائزMTV للأغاني المصورة لعام 2025
-
عشرات الإعلاميين والفنانين الألمان يطالبون بحظر تصدير السلاح
...
-
بين نهاية العباسي وأواخر العثماني.. دهاليز تظهر أثناء حفر شا
...
-
ظهور جاستن ببير مع ابنه وزوجته في كليب أغنية Yukon من ألبومه
...
المزيد.....
-
نقوش على الجدار الحزين
/ مأمون أحمد مصطفى زيدان
-
مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس
...
/ ريمة بن عيسى
-
يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط
...
/ السيد حافظ
-
. السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك
...
/ السيد حافظ
-
ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة-
/ ريتا عودة
-
رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع
/ رشيد عبد الرحمن النجاب
-
الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية
...
/ عبير خالد يحيي
-
قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي.
/ رياض الشرايطي
-
خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية (
...
/ عبير خالد يحيي
-
البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق
...
/ عبير خالد يحيي
المزيد.....
|