أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - مشعل يسار - تفكك «سيريزا» والمحاولة الجديدة لخداع الجماهير في اليونان















المزيد.....

تفكك «سيريزا» والمحاولة الجديدة لخداع الجماهير في اليونان


مشعل يسار
كاتب وباحث ومترجم وشاعر

(M.yammine)


الحوار المتمدن-العدد: 4931 - 2015 / 9 / 20 - 12:32
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


بما أن الانتخابات البرلمانية في اليونان بدأت اليوم الموافق فيه 20 ستمبر/أيلول الجاري بات لزاماً نشر هذه المقالة الهامة والراهنة وهي تحت عنوان:

تفكك «سيريزا» والمحاولة الجديدة لخداع الجماهير في اليونان
http://rkrp-rpk.ru/content/view/13319/1/


بقلم أينور كورمانوف
جاءت استقالة حكومة «سيريزا-أنيل» "اليسارية" في اليونان استمراراً منطقياً لسياسة تسيبراس في مصلحة البرجوازية الأوروبية واليونانية. فحل الحكومة تم فقط بعد أن وافق "الراديكاليون اليساريون" على توقيع المذكرة الثالثة الأكثر صرامة في شأن تدابير التقشف، وإصلاح نظام التقاعد والخصخصة بالجملة.
فما هي الأسباب التي أدت إلى حل "حكومة اليسار" بقيادة "سيريزا-آنيل"؟
من الواضح أن لعبة الانتخابات المبكرة تلزم كبار «سيريزا» الآن لانقاذ أكثر ما أمكن من نسبة دعم الجماهير لها، قبل أن تواجه هذه الأخيرة كل "سحر ومفاتن" التدابير المتخذة من قبل هذا الحزب. إذ من المتوقع أن تدخل الإجراءات الجديدة حيز التنفيذ فقط مع إطلالة منتصف الخريف. وبالتالي، فإن هذه الاستقالة كان يمكن التنبؤ بها وتوقعها.
في رأي تسيبراس ورفاقه أن حزب سيريزا يمكنه الفوز مرة أخرى في الانتخابات البرلمانية، مع تحقيق أغلبية صافية في نفس الوقت. وقد أعرب عن مثل هذا الرأي بالمناسبة عضو بارز في الحزب هو بانوس سكورليتيس في مقابلة مع محطة التلفزيون المحلية "ميغا TV". وفي الواقع، يحاول قادة «سيريزا» تكرار مفعول الاستفتاء، على أمل أن ليس أمام الجماهير بديل آخر، فتصوت لهم مرة أخرى.
وقال سكورليتيس، وزير الطاقة السابق في حكومة «سيريزا»، إن اليونان يجب أن تتجنب الجمود وجولةً ثانية من الانتخابات - وهو السيناريو الذي يبحثه الساسة الآن. وينطلق جزء من البرجوازية اليونانية التي كانت قد استخدمت «سيريزا» لتنفيس سخط الجماهير في فترة تعمّق الأزمة، ومعه قادة الحزب، إلى وعد كاذب بأن تسيبراس لا يزال سياسياً ذا شعبية وهو القادر على التفاوض مع الدائنين وإبقاء البلاد في منطقة اليورو.
قادة «سيريزا» أنفسهم يستبعدون في تصريحاتهم للصحافة إمكانية التعاون في المستقبل مع حزب اليمين الليبرالي "الديمقراطية الجديدة"، أو حزب "بوتامي" (Potami") أو حزب الباسوك، وتشكيل حكومة ائتلافية معها. ولكن الممارسة الفعلية تدحض هذه الكلمات. ذلك أن تسيبراس احتاج لاعتماد الحزمة الكاملة من التدابير إلى أصوات هذه الأحزاب في البرلمان، في حين أن 43 نائبا من أصل 149 من نواب كتلته، عارضوا بوضوح مهلة الإنذار من قبل الاتحاد الأوروبي. وكان بين المعارضين رئيس البرلمان زوي كونستانتوبولو Konstantopulu ووزير المالية السابق يانيس فاروفاكيس Yanis Varoufakis.
ولم تخفَ على أحد حقيقة أن «سيريزا» انحرفت في سياستها الفعلية منذ فترة طويلة نحو اليمين إلى الوسط، ولم تكن أبدا حزباً دؤوباً وثابتا على مواقفه، وان تسيبراس في نظر الكثيرين من أنصاره استسلم ببساطة وقبل متطلبات البنك المركزي الأوروبي وصندوق النقد الدولي والاتحاد الأوروبي في شأن تطبيق تدابير التقشف الجديدة والإصلاحات الاقتصادية في مقابل قرض بـ86 مليار يورو لبرنامج المساعدات الثالث.
بالإضافة إلى ذلك، اقرت "الحكومة اليسارية" منذ قيامها التدابير السابقة والمذكرات التي وافقت عليها الحكومات السابقة بما في ذلك حكومات "الديمقراطية الجديدة" وباسوك، فضلا عن الدين نفسه، دون أن تمتلك حتى الجرأة للتلميح بإلغائها. وكان المسمار الأخير في نعش سمعة «سيريزا» تعاونها مع الإمبرياليين، كمثل القرار بشأن نشر القاعدة الجديدة للولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي (في جزيرة كارباثوس)، والتصويت لصالح فرض عقوبات ضد روسيا والتدريبات المشتركة مع الجيش الإسرائيلي.
لذلك تحتاج قيادة «سيريزا» ومعها أسيادها الغربيون إلى تلك الضجة وذاك الحراك حول انتخابات مبكرة من أجل تأمين بقاء الجزء الأكثر تخلفا من المؤيدين والناخبين معها، قبل فوات الأوان، وابعاد خصومها إلى أقصى حد ممكن وعدم السماح بتعزز مواقع القوى اليسارية الأخرى وفي المقام الأول الحزب الشيوعي اليوناني.

"يسار راديكالي" جديد أو سيريزا 2№-;-؟
لم تكن «سيريزا» يوماً حزباً في بالمعنى التقليدي للكلمة، إذ هي تجمع يضم جماعات وجمعيات إصلاحية واشتراكية ديمقراطية مختلفة. ولذلك، لم يكن مستغرباً الانقسام داخل هذه الكتلة أبدا، ولكن ظهور التشكيل الجديد في شخص حزب "الوحدة الوطنية" من عداد أعضائها السابقين أثار العديد من التساؤلات والشكوك.

الانفصال حدث فور قرار حل الحكومة، عندما أعلن 25 نائبا من «سيريزا» استقالتهم وإنشاء حزب جديد هو حزب "الوحدة الوطنية". وقد تحدر معظمهم من ما يسمى "منبر اليسار" داخل الحزب، وأعربوا عن دعمهم للحكومة على الرغم من أنهم صوتوا ضد المذكرة، وجلسوا في صمت، رافضين الانقسام، في انتظار قرار حل الحكومة.
وهذا في حد ذاته يثير الكثير من الأسئلة. على سبيل المثال، لماذا لم يتحول "المنبر اليساري" إلى حزب مستقل مباشرة بعد الإقرار المشين للمذكرة الثالثة؟ وبالإضافة إلى ذلك، تبين أن عصب وقيادة الحزب الجديد هم من الأعضاء السابقين في الحكومة، مثل باناجيوتيس لافازانيس Lafazanis، الوزير السابق لإعادة الإعمار الصناعي والبيئة والطاقة في الجمهورية اليونانية.
والمتاع الأيديولوجي والسياسي لحزب "الوحدة الوطنية" ليس هو الآخر بعيداً جدا يساراً من «سيريزا»، فيما الفرق الرئيسي الوحيد هو مطلب خروج اليونان من منطقة اليورو، مع احتمال عودة العملة الوطنية. هذا كل ما لديهم من "النزعة اليسارية"! فلا كلمة واحدة عن تغيير جذري في النظام الاجتماعي والاقتصادي والسياسي.
بدلا من ذلك، نسمع من أفواه "الراديكاليين" أفكار الكينزية حول "التنشئة الاجتماعية للبنوك، بما يفضي إلى التنمية" ودعم "الصناعة المحلية". كما يمكن أن نسمع دعوات لتطوير الاقتصاد مع التركيز بشكل خاص على الزراعة والمواد الخام والصناعات التحويلية. فبدلا من أن تركز "الوحدة الوطنية" في الاقتصاد على الخدمات والسياحة، كما في الماضي، فهي تريد التركيز على إنتاج منتجات حقيقية.
اليورو ليس بـ"الملاذ الآمن" - قال النائب السابق في سيريزا كوستاس لابافيتساس Lapavitsas الذي هو الآن عضو في الحزب الجديد "الوحدة الوطنية" وواحد من أشد المؤيدين للعودة إلى الدراخما منذ بداية الأزمة، مضيفا في مقابلة مع تلفزيون "ميغا" "إن العودة إلى العملة الوطنية ليست حلا، بل هي وسيلة لتحقيق الهدف". ولكن هذا الهدف ليس بعد واضحاً البتة، حتى لقادة الحزب أنفسهم.
فما هو إذا الفرق بينهم وبين حزب "الفجر الذهبي"، الذي يعمل بحماس من أجل مصالح البرجوازية الوطنية ودفاعاً عن "المنتجين المحليين"، وكذلك من أجل عودة الدراخما؟ يبقى السؤال هذا مفتوحا، بسبب عدم استقرار وثبات "التشكيل اليساري" الجديد الذي يلجأ أكثر فأكثر إلى الشعارات الشعبوية بغية إجراء إصلاح جذري لتحسين النظام الرأسمالي الحالي، وليس أكثر من ذلك.

صحيح أن حزب "الوحدة الوطنية" أعلن في 21 أغسطس الإفراج عن برنامجه، في محاولة لاستخدام كامل حقيقة أنه بات الحزب الثالث في البرلمان، بعد أن استوعب 25 نائبا من فصيل «سيريزا». في هذا اليوم، أصدر باناجيوتيس لافازانيس تفويضا للقيام بحملة من أجل إنشاء حكومة ائتلافية جديدة، وهو ما ينص عليه الدستور اليوناني. واستخدم بأكبر قدر ممكن الثلاثة أيام التي خصصت لهذا الإجراء من قبل التشكيل الجديد للدعاية لنفسه على شاشات العديد من القنوات التلفزيونية.
وفي 26 أغسطس حصل انقسام آخر في الحزب هذه المرة في اللجنة المركزية لسيريزا، حيث غادرها 53 عضوا، بما في ذلك النائب في البرلمان الأوروبي نيكوس هونتيس Huntis الذي أعلن انضمامه إلى حزب "الوحدة الوطنية". وقد استخدم أنصار المنبر اليساري والحزب الجديد هذا الاجتماع للجنة المركزية لـ«سيريزا» المنبر ليصدروا نداءهم "بوصفنا أعضاء في اللجنة المركزية، ونحن لا يمكننا أن نخدم المذكرة الجديدة ... التي ستوجه ضربة قاضية للأمة المدمرة أصلاً."

بعد ذلك، بدأ أفراد من الأحزاب اليمينية إلقاء اللوم على تسيبراس ولافازانيس متهمين إياهما بالتواطؤ وقسمة الحزب قسمة متعمدة لاستبقاء تأييد الناخبين لهم. نحن لا نؤمن ولا نلتزم الأنواع المختلفة من نظريات المؤامرة، ولكن في هذه الحالة، يمكن أن نأخذ بالحسبان عناصر هذا التواطؤ من اجل الحفاظ على انصار سيريزا الأكثر راديكالية تحت السيطرة، أولئك الذين يمكن أن يذهبوا إلى تأييد القوى اليسارية الأخرى، وعلى وجه الخصوص إلى الحزب الشيوعي اليوناني.
فقد بات من الواضح بالفعل أنه لم يكن من الممكن رص صفوف "الوحدة الوطنية" وغيرها من القوى اليسارية التي كانت في السابق خارج «سيريزا». وعلى وجه الخصوص، رفضت أغلبية اتحاد "أنتارسيا" Antarsya الانضمام إلى الحزب الجديد. وبعد الحيل البيروقراطية لانتخاب قيادة جديدة للـ"الوحدة الوطنية"، بقي خارج اللعبة حلفاؤها الأقل شأناً الذين حاولوا جاهدين مغادرة هذا التشكيل، وهذه العملية لا تزال جارية.
الواضح هو أن حزب "الوحدة الوطنية" يكرر أساسا مسيرة تطورحزب «سيريزا»، وهو الذي يتكون من عدد من القوى الإصلاحية والانتهازية التي كانت جزءا من الحزب نفسه. والحقيقة هي أن هذا التشكيل المولود حديثا قد هرعت لدعمه أحزاب "يسارية" من نفس طينته في ألمانيا وفرنسا وأوروبا الشمالية، وبعضهم زاد حتى بالقول أنه الحزب الشيوعي اليوناني محسناً ومحوَّلاً. فهل ثمة أكثر من هذا كذباً ومحاولة خداع؟!

ولذلك، نميل إلى دعم استنتاج الشيوعيين اليونانيين أن حزب "الوحدة الوطنية" الجديد هو«سيريزا №-;-2» لأجل أن يخدع مرة أخرى الجماهير والناخبين العاقدين العزم على التحرر من "سيريزا" والذين سبق لهم أن استسلموا لأوهام حول تسيبراس وحكومته. بالإضافة إلى حملة الدعاية للدراخما المفيدة بشكل واضح لأجزاء واسعة من البرجوازية الوطنية التي لديها أيضا خطط لإنشاء نظام مالي جديد.
ومن الواضح أن الجمود الحاصل يهدف إلى توجيه مسار الاحتجاجات اليونانية ضمن قنوات ضيقة ومحدودة، وخاصة لدى أولئك الذين ابتدأوا يتكلمون ضد النظام الرأسمالي ذاته. فوفقا لاستطلاعات الرأي هناك أكثر من 20 في المئة من الذين شملهم الاستطلاع لا يعارضون الإصلاحات الاشتراكية فورا، ورفض الديون الخارجية، وإدخال عناصر من الاقتصاد المخطط.

ما هي التوقعات يا ترى؟
في الأسبوع الماضي، كانت الصحف مليئة بالتوقعات حول انتخابات مبكرة جديدة. وبالمناسبة، أصر ممثلو القوى السياسية الجديدة على تاريخ 27 سبتمبر/ أيلول موعداً لها لكي يكون هناك المزيد من الوقت للدعاية الحزبية ولشرح جوهر تدابير التقشف المعتمدة. ولكن المناخ السياسي اليوم مكهرب لدرجة أن العديد من المحللين والسياسيين ينتظرون فضائح وأزمات جديدة، حتى خلال الحملة الانتخابية.
وبطبيعة الحال، يبدو التنبؤ في ظل الوضع الحالي غير مجدٍ. لا سيما أن استطلاعات الرأي ليست سوى أداة للدعاية البرجوازية، وأن المؤسسات والمنظمات الرائدة في مجال إجراء استطلاعات الرأي هذه هي في أيدي جماعات معينة من الرأسماليين اليونانيين أو أصحاب الأعمال الكبار الأوروبيين. وكما كان الحال في استفتاء يوم 5 يوليو/تموز سيحاولون جهدهم للتأثير بتوقعاتهم الكاذبة على رأي الناخبين المسيسين.
وبالتالي فإن أول استطلاع للرأي العام أجرته شركة «Metron Analysis»، ونشرت نتائجه في صحيفة "Parapolitika" يظهر ما يقرب من التعادل بين حزبي «سيريزا» و"الديمقراطية الجديدة" وكذلك دخول ممثلي ثمانية أحزاب إلى البرلمان المقبل. وبين هذه الأحزاب اثنان جديدان على البرلمان اليوناني هما حزب "الوحدة الشعبية" بقيادة باناجيوتيس لافازانيس و"اتحاد أحزاب الوسط" بقيادة فاسيليس ليفنديس Levendis.
ومن المفترض حسب هذه الاستطلاعات أن يذهب إلى التصويت لصالح حزب سيريزا 22.2٪-;- من أفراد العينة المأخوذة، ولصالح "الديمقراطية الجديدة" - 21.2٪-;-. والحزب الثالث – أيا يكن الأمر غير سار، ولكنه ليس مفاجأة، سيكون حزب "الفجر الذهبي" الذي سوف يصوت لصالحه 6.4٪-;- من المستطلعة أراؤهم. ويليه حزب بوتامي ونسبة 4.5٪-;-، وحزب الباسوك - نسبة 4.1٪-;-. أيضا. ووفقا للاستطلاع سيدخل البرلمان حزب "اتحاد قوى الوسط" برئاسة فاسيليس وحزب لفنديس Levendis - - 3.8٪-;- وحزب " الوحدة الشعبية" برئاسة باناجيوتيس لافازانيس 3.1٪-;-.
حزب "اليونانيون المستقلون"، على ما يبدو، سيبقى دون مقاعد في البرلمان بحصوله على 1.7٪-;- فقط من الأصوات. ولم تقرر نسبة 11.2٪-;- من أفراد العينة بعد لمن ستصوت. ولسبب ما، لم تقل هذه الشركة المستطلعة آراء الناخبين شيئا عن نسبة التأييد للحزب الشيوعي اليوناني، الحزب الذي تتجاهله عن عمد "استطلاعات الرأي" هذه. فالشيوعيون أنفسهم قد اتخذوا منذ البداية موقفاً مبدئياً ضد «سيريزا» ثم ضد "حكومته اليسارية" وعقدوا في وسط أثينا سلسلة تجمعات جماهيرية ومظاهرات ضد سياسات التقشف والاتفاق مع الترويكا.
نحن نعرف الآن شيئا واحداً ألا وهو أن نسبة كبيرة من المواطنين لم تقرر بعد لمن ستصوت في الانتخابات المقبلة، فضلا عن أولئك الذين يشعرون بالاحباط وهبوط الروح المعنوية بعد ما قام به تسيبراس و«سيريزا» والذين يمكن أن يذهبوا إلى لا مكان. فعلى خلفية أزمة النظام السياسي البرجوازي وسياسة "البيع والشرا" لـ"حكومة اليسار" سيكسب حتما بعض قوى اليمين المتطرف وخاصة حزب "الفجر الذهبي"، والذي يقف أيضا مع عودة الدراخما، ويطالب باستخدام الجيش ضد اللاجئين من سوريا والعراق وليبيا.
وستتعزز في بيئة اليسار المتطرف مواقع مختلف الجماعات الفوضوية التي هي كثيرة تقليديا في اليونان، ولا تشارك عادة في الحملات الانتخابية. واشتباكات الشوارع معهم بالذات استخدمتها "حكومة اليسار" ذريعة لتفريق المسيرة السلمية ليل 12 إلى 13 يوليو/تموز ضد إقرار المذكرة الثالثة في البرلمان. وبالتالي، فإن عامل معارك الشوارع والتحركات الغاضبة، وكذلك النشاط السياسي نفسه في الشارع، يقوى الآن بشكل كبير مثلما يزداد عدد الإضرابات.
شيء واحد واضح وهو أن أي استقرار سياسي لا يمكن أن يستتب في ظل النظام السياسي الحالي والفشل الكامل للنموذج الرأسمالي في اليونان. وإن جميع الأحزاب البرجوازية فقدت مصداقيتها أخيرا بشكل نهائي مثلما "اليسار الراديكالي" الذي تحول في الواقع إلى أعداء للعمال وجزء من المؤسسة البرجوازية القائمة. وأيا تكن نتائج الانتخابات المبكرة، فإنها لن تغير الوضع الذي يكتنفه اليأس والجمود الكامل من حيث المبدأ.
وثمة إدراك واضح لدى الكثيرين بالفعل لحقيقة أن قرض الـ 83 مليار يورو سيؤخر فقط لمدة عام أو اثنين سداد الديون ولن يؤدي إلا إلى زيادتها عدة أضعاف خلال هذه الفترة. لا سيما أن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والمدير العام لصندوق النقد الدولي كريستين لاغارد أوضحا في الأيام القليلة الماضية أن أي تعديل في مسألة الديون اليونانية سيمس فقط تمديد الوقت لدفعها، لا شطبها أو تخفيض سعر الفائدة المترتبة عنها.
ولسوف يكون على منظمات العمال، والعاملين لحسابهم الخاص، والعاطلين عن العمل في اليونان، هؤلاء الذين وصل عددهم بالفعل إلى 30 في المائة من السكان، وعلى الطلاب والمتقاعدين أن يقرروا مصير البلاد وليس الأحزاب البرجوازية الفاسدة. ونحن سنستمر في دعم نضال العمال والطبقات المضطهدة في اليونان من أجل تحررهم. ولمن دواعي سرورنا أن الجماهير هناك، على الرغم من كل خداع وأكاذيب الساسة البرجوازيين ومأجوريهم، يتغير وعيها السياسي، وهي تستفيق من الأوهام الإصلاحية.
واستقالة "حكومة اليسار" الحالية، وكذلك الانتخابات المبكرة ليست نهاية المطاف على صعيد تنامي الاستياء، ولكنها فقط حلقة من حلقات الدراما الجارية. فخُلد التاريخ يحفر ويحفر!

عن الموقع الإلكتروني لحزب العمال الشيوعي الروسي
ترجمة مشعل يسار



#مشعل_يسار (هاشتاغ)       M.yammine#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -الأله كوزيا- كمرآة للسوق الروسية
- سيل جديد من أكاذيب قديمة
- -سيريزا رقم 2» محاولة جديدة لخداع الشعب
- انتفاضة لبنان: اليأس أم الإصرار؟
- مشروع الرئيس بوتين تعزيز دكتاتورية الطبقة البرجوازية
- ميرتنز ليس مارتنز - من حزب شيوعي ذي تاريخ مجيد إلى حزب تحريف ...
- حقائق تفضح الكذب
- محاربة الستالينية جزء أساسي من حملة مكافحة الشيوعية
- دفاعاً عن النظرة التاريخية
- نضال النساء التركيات تحت راية الحزب الشيوعي
- الفاشية وليدة شرعية ل-الديمقراطية الغربية- في عصر الأزمة
- في الدكتاتورية والديموقراطية


المزيد.....




- حوار مع الرفيق فتحي فضل الناطق الرسمي باسم الحزب الشيوعي الس ...
- أبو شحادة يدعو لمشاركة واسعة في مسير يوم الأرض
- الوقت ينفد في غزة..تح‍ذير أممي من المجاعة، والحراك الشعبي في ...
- في ذكرى 20 و23 مارس: لا نفسٌ جديد للنضال التحرري إلا بانخراط ...
- برسي کردني خ??کي کوردستان و س?رکوتي نا??زاي?تيي?کانيان، ماي? ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 28 مارس 2024
- تهنئة تنسيقيات التيار الديمقراطي العراقي في الخارج بالذكرى 9 ...
- الحرب على الاونروا لا تقل عدوانية عن حرب الابادة التي يتعرض ...
- محكمة تونسية تقضي بإعدام أشخاص أدينوا باغتيال شكري بلعيد
- القذافي يحول -العدم- إلى-جمال عبد الناصر-!


المزيد.....

- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي
- بصدد الفهم الماركسي للدين / مالك ابوعليا
- دفاعا عن بوب أفاكيان و الشيوعيّين الثوريّين / شادي الشماوي
- الولايات المتّحدة تستخدم الفيتو ضد قرار الأمم المتّحدة المطا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - مشعل يسار - تفكك «سيريزا» والمحاولة الجديدة لخداع الجماهير في اليونان