أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - مشعل يسار - نضال النساء التركيات تحت راية الحزب الشيوعي















المزيد.....

نضال النساء التركيات تحت راية الحزب الشيوعي


مشعل يسار
كاتب وباحث ومترجم وشاعر

(M.yammine)


الحوار المتمدن-العدد: 4888 - 2015 / 8 / 5 - 00:20
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


شارك الحزب الشيوعي التركي في الانتخابات البرلمانية الأخيرة التي جرت في تركيا في 7 حزيران/يونيو 2015 رغم عدم وجود أي فرصة لوصول الشيوعيين الى سدة البرلمان. فهناك حاجز مرتفع جدا يحول دون هذا، إذ ينبغي الحصول على أكثر من 10٪-;---;-- من الأصوات، مما يجعل إمكانية دخول حزب غير الأحزاب التقليدية البرلمان أمرا صعبا جداً أو حتى مستبعداً كليا. ومع ذلك، قرر الحزب المشاركة في الانتخابات وترشيح 550 كلهم من النساء! وفي بيان له قال الحزب إن هذا الخيار ليس فقط دليلاً على المشاركة الفعالة للمرأة في النضال السياسي، ولكنه يؤكد أيضا أن النساء يمكن أن يصبحن رمزاً للتمرد على النظام الاجتماعي القائم على الاغتيالات اليومية والإذلال المستمر.
والنساء المرشحات عن الحزب الشيوعي هن تجسيد حقيقي للاحتجاج على النظام الرجعي لحزب العدالة والتنمية. ويعتقد الشيوعيون الأتراك أن المشاركة الفعالة للمرأة في الحياة الاجتماعية والسياسية لا يمكن أن تتحقق ببساطة عن طريق تمثيل متوازن في انتخابات برجوازية. فيجب على المجتمع التركي أن يدرك أن تحرير المرأة العاملة لا يمكن إلا أن يحدث إلا بفضل كون النساء يخضن المعركة ليس فقط ضد ظلم النساء أنفسهن، ولكن من أجل القضاء على نظام الاستغلال ككل. وإن هذا إلا مثال على كيفية استخدام الثوريين المشاركة في الانتخابات البرجوازية كأسلوب تكتيكي ناجح بعد فترة من الانتهاكات المستمرة للحقوق الاجتماعية والسياسية والإنسانية للمرأة من قبل الحزب الحاكم دامت 12 عاماً.
فقد طبقت تركيا تغييرات تشريعية رجعية في الدستور والقضاء، أدت إلى تقويض الطبيعة العلمانية للجمهورية التركية، التي تكفل للمرأة والرجل، على الأقل على الورق، حقوقا متساوية.
فقد فتح الرئيس التركي رجب طيب اردوغان الباب على مصراعيه للتعصب والتمييز ضد المرأة، عندما راح يشرح السبب في كونه لا يعتقد أن الرجال والنساء يجب أن يكونوا متساوين.
وهو قال متحدثا في اسطنبول في نوفمبر 2014 في المؤتمر الذي ناقش وضع المرأة في النظام العدلي إن الإسلام يرى أن قدَر المرأة هو الأمومة دون غيرها، على الرغم من أن ليس الجميع يمكنه أن يوافق على هذا. وأشار إلى نشيطات الحركة النسائية (féminisme) اللواتي، في رأيه، لا يعترفن بمفهوم الأمومة، مضيفا أن المرأة لا يمكنها أن تعمل مثل الرجل بالرفش، على سبيل المثال، إذ هي رقيقة وناعمة جدا لتفعل ذلك. ويعتقد الحزب الشيوعي التركي أن الرئيس التركي يخلط عن عمد بين مفهومي المساواة العضلية والمساواة الاجتماعية، عندما يتعلق الأمر بالنساء والرجال.
أما النائب في البرلمان عن حزب العدالة والتنمية وهو، يا للسخرية، رئيس لجنة حقوق الإنسان، ايهان سيفر أوستون فصرح أن الإجهاض جريمة ضد الإنسانية تجعل الطبيب الذي ينفذه أسوأ من أي مغتصب. وهناك أيضا تصريح فاضح آخر لكاتب مقالة في صحيفة موالية للحكومة، علق فيه على الاحتجاجات الجماهيرية في شأن اغتصاب وقتل فتاة في مقتبل العمر هي الطالبة أسغيسان أصلان في فبراير 2015، جاء فيه: "إذا كنتن تصرخن ليل نهار مطالبات بالحرية الجنسية، والنزعة الفردية، والوصول إلى المناصب والأنانية، فإن عليكن أن تجنين ثمار هذا". وليس من قبيل الصدفة أن انفجر في عهد حزب العدالة والتنمية العنف ضد المرأة. فبين 2003 و2010 ارتفع عدد جرائم قتل النساء بنسبة 1400٪-;---;--، والغالبية منهن قتلن على أيدي أزواجهن.
ووفقا لدراسة أجريت مؤخرا في البلدان الأعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية يتبين أن في تركيا أدنى مستوى لعمالة الإناث (أقل من 29٪-;---;--). ويعتبر حوالي 12 مليوناً من أصل 27 مليون امرأة تزيد أعمارهن عن 15 عاما في تركيا "ربات بيوت"، بينما تعمل ثلاثة ملايين امرأة في القطاع الزراعي. وتعتبر كل من هذه الفئات مثابة "عاملات من ضمن الأسرة غير مدفوعات الأجر".
إن منظري حزب العدالة والتنمية الرجعيين ليرون في المرأة فقط ماكنات للإنجاب، يجب أن يلزمن المنزل تحت رعاية رجالهن، ويُحرمن من فرص الحصول على التعليم العالي، ويشكلن في أحسن الأحوال مصدرا للعمالة الرخيصة في قطاع الخدمات. وقد صرح اردوغان مرارا أن المرأة التركية يجب أن يكون لها ثلاثة أطفال على الأقل، وأن من واجب الجميع محاربة الإجهاض الذي هو، برأيه، جزء من خطة متطورة لتدمير الشعب التركي. وتتحدد مهمة إعادة إنتاج اليد العاملة الذكورية الرخيصة لتلبية احتياجات سوق العمل، ومن أجل استغلال عملها في الجنة الرأسمالية النيوليبرالية التي تمثلها تركيا تحت راية حزب العدالة والتنمية، باعتبارها المهمة الأساسية للمرأة.
وقد صرحت واحدة من المرشحات عن الحزب الشيوعي التركي هي ناتاليا كويونصو المولودة في الاتحاد السوفياتي في عام 1979، والمتزوجة من مواطن تركي، والتي انتقلت الى تركيا في عام 2007، وهي كانت عضواً فعالاً في الكومسومول في شبابها: "لقد نشأت وبدأت في الذهاب إلى المدرسة في دولة اشتراكية. وعشت في ظل الاشتراكية. واليوم انا ناشطة سياسيا في صفوف الحزب الشيوعي لأنني أريد أن أسهم في استعادة الاشتراكية. وعلى سؤال الصحافيين من وكالات الإعلام المحلية "ما دامت الاشتراكية جيدة إلى هذا الحد، فلماذا سقطت" أجابت: "ما دامت الشيوعية سيئة إلى هذا الحد، فلماذا يكافح سادة العالم من أجل تدميرها ومنع عودتها؟".
إن النساء في تركيا لا تخضعن لضغوط حزب العدالة والتنمية، بل هن يقاومن وينظمن صفوفهن. ففي السنوات الأخيرة، عقدت في جميع أنحاء تركيا احتجاجات حاشدة حضرها الآلاف من النساء والرجال، وأدانت السياسة الرجعية لحزب العدالة والتنمية وتزايد العنف ضد المرأة. ورفعت شعارات من مثل: "الإجهاض شأني أنا، وأسلوبكم هو القتل" و "يا حزب العدالة والتنمية، ارفع يديك عن جسدي!". هذه الشعارات كانت الأكثر استعمالا خلال الاحتجاجات، وهي توضح طبيعة مقاومة المرأة.
لقد لعبت النساء دورا قياديا في انتفاضة ربيع عام 2013 الضخمة التي بدأت في اسطنبول في حديقة تقسيم غيزي، والتي صدمت ليس فقط الحكومة، ولكن أساس النظام بأكمله الذي يرتكز عليه حزب العدالة والتنمية. وكن في طليعة المقاومين على المتاريس، وصمدن في وجه مطلقي الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه من رجال الشرطة، ولم تستسلمن لإرهابهم. وهذا هو السبب في أن حكومة حزب العدالة والتنمية هي الآن خائفة جدا من النساء.
ولذلك، تجد النساء أنفسهن على خط النار. ولذلك أيضا يخاف حزب العدالة والتنمية من النساء اللواتي، مثل هاتي الـ550 شيوعية، لن يقاتلن فقط من أجل تحرير المرأة، ولكن أيضا ضد النظام ذاته، نظام القهر والاستغلال والظلم.



#مشعل_يسار (هاشتاغ)       M.yammine#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفاشية وليدة شرعية ل-الديمقراطية الغربية- في عصر الأزمة
- في الدكتاتورية والديموقراطية


المزيد.....




- -حرب شاملة- على النساء.. ماذا يحدث في إيران؟
- الشرطة الإيرانية متورطة في تعذيب واغتصاب محتجزات/ين من الأقل ...
- “بدون تشويش أو انقطاع” تردد قنوات الاطفال الجديدة 2024 القمر ...
- ناشطة إيرانية تدعو النساء إلى استخدام -سلاح الإنستغرام-
- شوفوا الفيديو على قناتنا وقولولنا رأيكم/ن
- دراسة تكتشف سببا غير متوقع وراء الرغبة الشديدة في تناول السك ...
- تجدد حملة القمع ضد النساء في إيران من قبل شرطة الأخلاق بسبب ...
- سوريا.. انتهاكات وقتل جماعي في مراكز احتجاز
- جانيت.. طفلة سودانية رضيعة تعرضت للاغتصاب والقتل في مصر
- بعد وفاة امرأة بالسرطان.. شاهد مفاجأة صادمة لعائلتها عند الق ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - مشعل يسار - نضال النساء التركيات تحت راية الحزب الشيوعي