أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - مشعل يسار - انتفاضة لبنان: اليأس أم الإصرار؟















المزيد.....

انتفاضة لبنان: اليأس أم الإصرار؟


مشعل يسار
كاتب وباحث ومترجم وشاعر

(M.yammine)


الحوار المتمدن-العدد: 4913 - 2015 / 9 / 2 - 00:00
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


بدأت تظهر في أوساط المشاركين في التحركات الأخيرة والداعمين لها، وهي التي اعتبرها البعض ثورة، ربما لندرة الثورات الحقيقية في خلال القرن العشرين كله في بلادنا (طبعاً باستثناء "ثورة الأرز"-;-))) التي يمكن القول فيها "صنع في أميركا")، شكوك حول صحتها وصوابيتها ومدى "ثوريتها"، وتشرذم آراء وأهواء المشاركين فيها، والجدوى من المشاركة فيها.
وهنا نقول إن تظاهرات "طلعت ريحتكن" أول خطوة على الطريق الطويل، طريق الارفضاض عن الزعماء السياسيين البرجوازيين الذين يتكلمون طائفيا ويتسترون بالطائفية لا لأجل أن يعيش عيشا هنيئا أبناء طوائفهم بل ليصنعوا رأس مال سياسيا على ظهورهم ويستمروا في تقاسم جبنة الحكم ونهب الخزينة: لهم الكعكة ولأبناء طوائفهم ثقب الكعكة - كما قال شاعر الثورة الروسية ماياكوفسكي. لو كان هؤلاء الزعماء الأشاوس يريدون فقط حماية أبناء طوائفهم من الظلم لما كنا ضد الطائفية وكنا أعطيناها حقها وطالبنا بحماية حقوق الطوائف (رغم تخلف هذه الصيغة عن عربة العصر الحديث، حين صار العالم كله أشبه بقرية واحدة) في إطار مجلس ملل أو مجلس طوائف مثلا. ولكانت هذه مثلها مثل التحرر القومي من الاستعمار والظلم لها ما يبررها ومن يدعمها.
الآن انضم إلى هذا التحرك جمع كبير من الشباب خاصة ليعبروا عن استيائهم من الوضع القائم: لا عمل للجيل الطالع، لا خدمات عامة يقدمها جهاز الدولة المتضخم أصلا (حيث يستخدم التوظيف في ربط الناس بالزعماء السياسيين مقابل أجر لا يكاد يغني عن جوع)، لا مستقبل ينتظر المتخرجين من الجامعات والمعاهد المتوسطة، لا ضمان شيخوخة، لا بحر نظيفا يستجمون على شواطئه بلا مقابل (خصخصوا كل الشواطئ التي هي حسب الدستور ملك للشعب)، لا كهرباء إلا بثمن باهظ يدفع لمخصخصيها، لا ماء نظيفا (معظة الينابيع حتى بات ملوثا)، لا نقل متطورا يعفي العائلات من شراء سيارة وتحمل تكاليفها لكل فرد منها، لا حدائق عامة، لا ساحات للأطفال كما في البلدان المتقدمة (يلعبون على الطرقات تحت خطر الدهس بالسيارات)، لا تنظيم مدنياً كما يدّعون فصار لبنان كله أشبه بكمب... واللاءات كثيرة لا عد لها ولا حصر. وجاءت مشكلة لمّ الزبالة لتضحي مثابة الشعرة التي قصمت ظهر البعير، أو الصاعق الذي فجر الاستياء المزمن من جهاز بيروقراطي طويل عريض ليس له همّ سوى السرقة وتعبئة الجيوب، فيما هو لا يحرك عجلة الحياة قيد أنملة، بل يعرقل دورانها.
وإذا لم تلملم منظماتنا الشيوعية واليسارية قواها المتشرذمة الباقية على الوفاء لمبادئها، ولم تحزم أمرها، ولم تستعد تاريخها الثوري في النضال، ولم تتعود "على المشي" من جديد بعد كبوة الفكر الثوري الاشتراكي وانحساره أمام أسباب الترهل مع ترهل القادة السابقين عمراً وارتدادهم فكراً، وأمام التحريف بحجة التجديد، والانتهازية بحجة عدم نضج الظروف، والتوفيقية بحجة استقواء الخصم الطبقي، والانهزامية بحجة التعب، فمن سيقود هذه التحركات السليمة، ومن سيغتنم اللحظة الثورية الشعبية ودخول الطبقة الرأسمالية المتحالفة والمتماهية مع الإقطاع السياسي الطريق المسدود، ليوصل هذه التحركات إلى الغاية المنشودة. والغاية المنشودة يجب أن تكون أقلّه الآن تغييرا في النخبة السياسية لا يؤدي إلى ولادة نخبة فاسدة مثلها. وهذا ليس ممكنا في ظل النظام الرأسمالي الكومبرادوري الذي يتاجر بكل شيء بما في ذلك الوطن والشعب. ولكن هل يمكن أن تنفذ هذا الهدف السلطة القائمة؟ لن يعمل أحد ضد نفسه. ودورنا كشيوعيين وديمقراطيين أن نبين طريق النضال الصحيح للجمهور المنتفض وأن نتعلم منه أيضا. أن نتعلم كيف نقتلع هذا النظام العفن من تربة بلادنا. أنا مع الرفاق الذين لم ييأسوا. فأي تحرك وأي ثورة لن يكونا في البداية إلا موزاييكاً من القوى ذات المصالح المختلفة جداً بفعل نشأتها في ظل "النظام الحر" اقتصاديا وسياسيا، الحر بمعنى أن لا يموت الذئب بل يعيش أجمل عيشة ولا يفنى الغنم كله بل ما يلزم منه إفناؤه من أجل رفاه الذئب. يجب أن نتعلم الثورة كما تعلم البلاشفة من ثورة 1905 التي انهزمت وحلت بعدها فترة سوداء في حياة الثوريين ولم يقنطوا. ومن ثورة شباط /فبراير 1917 البرجوازية، ليصلوا بها من خلال شعاراتهم الصحيحة والتزامهم الفكر الثوري الماركسي كعلم يشبه باقي العلوم الفيزيائية والكيميائية وغيرها إلى ثورة أكتوبر 1917 البروليتارية المظفرة. وقد ظفرت لأنها عرفت كيف تلمّ حولها الفلاحين، هؤلاء البرجوازيين الصغار في قسم كبير منهم. ثورات الفلاحين عندنا في القرن التاسع عشر على أهميتها انتسيت تقاليدها، لا سيما أن كتاب التاريخ يعلم التلاميذ أن "الفلاحين نهبوا أرزاق المشايخ"، لا أنهم استعادوا للحظة من الزمن ما نهبه من كدهم وعرق جبينهم وكرامتهم هؤلاء "المشايخ" مدى قرون. يجب علينا كلنا بلا استثناء أن نتعلم صنع الثورة من جديد لأن القرن العشرين لم يشهد سوى ثورات ذات طابع طائفي، واستغلال المد الثوري واللحظة الثورية لقطف الثمرة المهترئة (النخبة الفاسدة) ورميها في مزبلة التاريخ لأنها تعيق شجرة الحياة عن النمو والعطاء المتجدد.
ما لم نتعلم الثورة من جديد، ونتهيأ لها نظريا استنادا إلى علمها الذي أسسه كارل ماركس وطوره فلاديمير لينين وباقي الثوريين وطبقه تطبيقا مبدعا يوسف ستالين، ونستند إلى هذا العلم في اكتساب خبرة الثورة في بلادنا إلى جانب أخذ تقاليدنا في الاعتبار، تلك التي لا يجب أن نعارض بها العلم، لأن العلم أقوى والتقاليد عابرة مهما تجذرت في النفوس، وما لم نخض غمار المعارك الطبقية وننتصر وننهزم، ونكبو وننهض، ونناقش رفاقنا في النضال ونقارع المترددين والمرتدين، فلن تحصل عندنا ثورة لا اليوم ولا غدا ولا بعد غد. وحتى لن يكون لنا حزبنا الموحد القوي الذي يولد يوميا في غمار النضال الثوري، وليس فقط المطلبي، الحزب المتمكن نظرياً والخبير في التطبيق.
نأمل أن تتلو هذه الخطوات الأولى خطوات وخطوات على طريق رفض العبد لعبوديته كي يصبح ممكنا تسميته: العبد الذي صار حراً!!!! وقد طال كثيرا انتظار هذه اللحظة، لحظة وعي الناس من كل الطوائف وكل الطبقات الاجتماعية المضطهدة، أن التطيف الفارغ لأجل تأمين حصة هذا الزعيم أو ذاك من جبنة السلطة لن يفيدها في شيء، وأن عليها أن تنهض معاً من أجل مصالح مشتركة بين الجميع بلا استثناء.



#مشعل_يسار (هاشتاغ)       M.yammine#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مشروع الرئيس بوتين تعزيز دكتاتورية الطبقة البرجوازية
- ميرتنز ليس مارتنز - من حزب شيوعي ذي تاريخ مجيد إلى حزب تحريف ...
- حقائق تفضح الكذب
- محاربة الستالينية جزء أساسي من حملة مكافحة الشيوعية
- دفاعاً عن النظرة التاريخية
- نضال النساء التركيات تحت راية الحزب الشيوعي
- الفاشية وليدة شرعية ل-الديمقراطية الغربية- في عصر الأزمة
- في الدكتاتورية والديموقراطية


المزيد.....




- أبو شحادة يدعو لمشاركة واسعة في مسير يوم الأرض
- الوقت ينفد في غزة..تح‍ذير أممي من المجاعة، والحراك الشعبي في ...
- في ذكرى 20 و23 مارس: لا نفسٌ جديد للنضال التحرري إلا بانخراط ...
- برسي کردني خ??کي کوردستان و س?رکوتي نا??زاي?تيي?کانيان، ماي? ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 28 مارس 2024
- تهنئة تنسيقيات التيار الديمقراطي العراقي في الخارج بالذكرى 9 ...
- الحرب على الاونروا لا تقل عدوانية عن حرب الابادة التي يتعرض ...
- محكمة تونسية تقضي بإعدام أشخاص أدينوا باغتيال شكري بلعيد
- القذافي يحول -العدم- إلى-جمال عبد الناصر-!
- شاهد: غرافيتي جريء يصوّر زعيم المعارضة الروسي أليكسي نافالني ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - مشعل يسار - انتفاضة لبنان: اليأس أم الإصرار؟