أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - غسان المفلح - إعلان دمشق للتغيير الديمقراطي لحظة توافقية ناقصة التباسات















المزيد.....


إعلان دمشق للتغيير الديمقراطي لحظة توافقية ناقصة التباسات


غسان المفلح

الحوار المتمدن-العدد: 1355 - 2005 / 10 / 22 - 05:32
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


ـ إلتباسات ـ
وضوح النص من دلالة الحدث ولغته المباشرة من الاحتياج السوري لاستمرارية الحدث الديمقراطي المدني :
إنه الحدث السوري كما قلنا سابقا والحدث الذي يجب أن يجمع كل السوريين على برانامج الحد الأدنى دون أن يعني ذلك موافقة على كامل مضمون الإعلان , وعلى هذا الأساس سنحاور النقطة الأخطر في هذا الإعلان والتي جاء فيها [الإسلام الذي هو دين الأكثرية وعقيدتها بمقاصده السامية وقيمه العليا وشريعته السمحاء يعتبر المكون الثقافي الأبرز في حياة الأمة والشعب . تشكلت حضارتنا العربية في إطار أفكاره وقيمه وأخلاقه ، وبالتفاعل مع الثقافات التاريخية الوطنية الأخرى في مجتمعنا، ومن خلال الاعتدال والتسامح والتفاعل المشترك ، بعيداً عن التعصب والعنف والإقصاء . مع الحرص الشديد على احترام عقائد الآخرين وثقافتهم وخصوصيتهم أياً كانت انتماءاتهم الدينية والمذهبية والفكرية، والانفتاح على الثقافات الجديدة والمعاصرة. ] هذا المقطع الفخ .
الفخ لأننا في الواقع لم نعرف ما الذي استدعاه لهذا الإعلان .؟ هل الثقافة الإسلامية في سوريا بحاجة لهذا التأكيد ..؟ إن مجرد النص في الإعلان على أن الإسلام هو المكون الثقافي الأبرز في حياة الأمة ..الخ يؤكد بما لايقبل الشك أن هنالك إشكالية عند الذين أعدوا الإعلان بصيغته النهائية ..ولولا إحساسهم بهذه الإشكالية لما أتوا على ذكرها في النص .. وهذا الإحساس نابع من وجود كتلة من الشعب السوري لاتنتمي لهذه الثقافة العقيدية .. كالمسيحيين .. وأيضا الأقليات الإسلامية الأخرى لديها نفس الإشكالية تجاه هذا النص لأنه يرمز إلى النسخة السنية من الإسلام.
ورغم أنني من الداعمين لهذا الإعلان والذين وقعوا على تأييده .. وبالطبع هذا لايعني موافقتي على كل ماجاء فيه : لأنني أعتبر أن سوريا اليوم بحاجة ماسة للحظة توافقية ولازلت أرى في الإعلان بداية ناجحة نسبيا, للوصول إلى هذه اللحظة التوافقية , ولأنني أرى أن اللحظة التوافقية هي : برنامج الحد الأدنى للقوى السياسية الديمقراطية والوطنية السورية .. التقاطع البرنامجي
على أرضية التاريخية السورية , ورغم رؤيتي لمجموعة من الالتباسات التي هي بحاجة للمراجعة النقدية ولكن من داخل فضاء الإعلان نفسه ..وليس من خارجه .. وهنالك فارق لاحظت أن الكثيرين من المناضليين والمثقفين ..سواء من المدافعين عن الإعلان أو الذين رفضوا الانضمام إليه , فارق لايرونه : بين التقاطع البرنامجي والذي سيمر بالضرورة عبرتجاوز الذاتية البرنامجية لكل القوى الموقعة عليه .. وبين العقلية التي تريد التوافق نسخة من فهمها هي, وهذا ينطبق في الحقيقة على الكثير من الأصوات الداعمة وغير الداعمة للإعلان .. وعلى أرضية هذا الفهم النسبي للحظة التوافقية : أتقدم بهذه الرؤية النقدية لما جاء في هذا الإعلان من التباسات خطيرة على مستقبل ما يطمح الإعلان لتحقيقه , قبل أي شيء آخر ..
1ـ الالتباس الأول :
الثقافة الإسلامية للغالبية من الشعب السوري لاعلاقة لها بهذه التعميمية : العقيدية أو العقائدية ـ من تحت الدلف لتحت المزراب ـ فالفارق واضح وبين , بين المكونات الثقافية لشعب من الشعوب وبين النص على أن إحدى هذه المكونات تشكل عقيدة سياسية .. حتى لو حاولت أن تضيء ذاتيتها ديمقراطيا بعبارات : من مثل ـ تدعو للتسامح وتنبذ التعصب والإقصاء ..الخ ـ لايوجد عقائدية في العالم المعاصر ديمقراطية وخصوصا إذا ـ ربطت بالمكون الديني والذي هو مكون فردي محض ـ وبالتالي لوكانت العقيدية هذه تسامحية لماذا لم تنص أيضا على : المكون الثقافي المسيحي ودوره في نسيج الأمة ..!!!؟ كما أنها لم تنص على أن الثقافات الأقلاوية هي أيضا مكونا من مكونات هذا النسيج .. وعدم تسميتها لايغفر للإعلان التنويه بمفردة التفاعل :
لأن السؤال سيكون عندها : ليجيبنا أصحاب هذا النص عليه هو : أين يرون هذا التفاعل بين المكون المسيحي مثلا والعقيدة الإسلاموية بنسختها السنية في سوريا .؟ لأنني أظن أن بعضا من أصحاب هذه
العقيدية : في مكونهم الثقافي يعتبرون أن الانجيل الحالي هو صناعة .. وليس كتابا مقدسا ..كما يعتقد المسيحيون في العالم .. وقبل المضي في الحوار حتى نهاياته المنطقية لابد لنا من التأكيد ان هذه التوافقية كلحظة تاريخية تحتاج لوضوح مباشر ودون دبلوماسية ـ باطنية ـ واللعب على موازين القوى على حساب مبدأ التعددية الثقافية والسياسية والأيديولوجية .. وفي اعتقادي الشخصي أن أصحاب هذا الطرح وإصرارهم عليه .. ـ لكوني كنت مطلا على جزء من حيثيات بعض المدوالات التي كانت تتم وهذا ليس سرا ـ هونتاج إحساسهم : بأن هذه العقيدية الإسلاموية هي ليست كذلك بالنسبة للكثيرين الكثيرين من أبناء شعبنا السوري .. وخوفهم من سقوط الورقة الأخيرة لمبررات وجود حزب إسلامي ـ سيأخذ بالضرورة التاريخية السورية بعدا طائفيا ـ وأظن أنهم يسمحون لي ومن موقع المعلن والجواني من الإعلان ..أن أدفع بالحوار حتى وضوحه النهائي كي نصل فعلا لما نريده من هذا الاجماع الوطني الديمقراطي ..هذا الخوف هو الذي يدفع مثل هذه الطروحات لتكون جزء برنامجيا للحركة الديمقراطية السورية .. وهنا لابد من سؤال افتراضي ومهم جدا :
لو لم يكن هنالك في سوريا أقليات دينية كالمسيحية .. وأقليات طائفية كالاسماعيلية والعلوية والشيعية والدرزية والجعفرية والمرشدية والبهائية , وأقليات قومية كالكردية .. هل كان الأمر والوضع عندها يستدعي التأكيد على أن الثقافة الإسلامية هي عقيدة الأغلبية ..؟وبالتالي لولا الإحساس بالمشكلة الطائفية وخطورتها , لما جاء النص هذا وعلى هذه الشاكلة ..؟ لنص هو بمواجهة الآخر السوري الذي ليس مسلما سنيا .. شاء القائمين على هذا النص أم آبو ..؟ إذن هو نصا طائفيا سوريا بامتياز ..لست حزبا كي أوافق على هذا الأمر كي يكون برنامجا سياسيا للمستقبل السوري ..؟ وتعالوا إلى ماقرأت سأعدد كي نوضح فقط وليعذرني القارئ :
نضال نعيسة كتب [ إعلان قندهار ] و[ نور الدين بدران كتب [إعلان التغيير الديمقراطي أم الإسلامي ] وكتب أسامة نعيسة [ إعلان قندهار ] وكتب كمال خوري [ مع عدم الموافقة على إعلان دمشق لأنني اشتم به رائحة ما ] .. وكتب أيضا نايف سلوم .. وتصريحات الرفيق فاتح جاموس عضو المكتب السياسي لحزب العمل الشيوعي في سوريا لقناة العربية, وكتب أيضا كثيرون.. وهذه عينة البداية .. وأغلب الذين كتبوا هم مناضلين أو أومثقفين وطنيين من الأقليات الدينية والطائفية .. وهذا يفسر الوجه الآخر للخوف المنبث في سوريا : من سطوة الغالبية الطائفية على المشهد السوري .. كسطوة لاديمقراطية .. وبنفس الوقت لايعني هذا الانجرار أيضا وراء الهاجس الأقلياتي لدرجة اللاموضوعية في تناول تاريخ جماعة الأخوان المسلمين ومواقفهم كقوى وطنية سورية .. ولم يكن حواري مع الجماعة ونقدي لطروحاتهم إلا استعداد لهذه اللحظة التي كنت ولازلت ارى أنها : ستفجر أي عمل ديمقراطي موحد للمعارضة السورية .. والحوار هنا لتدارك المستقبل بالطبع مستقبل الإعلان نفسه .. وربما تبدو من المفارقات أيضا أن الإعلان لم يأت على ذكر لقضية المرأة وحقوقها ..كما قرأته .. وهذا يدل على اعتبارها مشكلة ثانوية بينما التأكيد على العقيدية الإسلامية في الديباجة الأولى يؤكد المنطق التحليلي الذي نسير فيه .. هنالك إذن إشكالية تواجهها العقيدية الإسلامية في سوريا كما هي مطروحة عند الجماعة ..وليس كدين لأكثرية المجتمع السوري .. واظن أن الفارق واضح بين هذين الحدين : ببساطة شديدة لأن ـ الدين لله والوطن للجميع ـ وهذا الإعلان هو شأنا وطنيا بالدرجة الأولى ..شأنا للنسيج السوري كاملا وليس للسنة السوريين فقط .. لنخرج الهوية العربية السورية من هذا النفق .. كهوية لمتحد متنوع الأديان والقوميات والطوائف .. وليس على مبدأ لنتحد وأنا الأكثرية فورا ومسبقا في مصادرة عقيدية ودينية على المطلوب الديمقراطي في سوريا .. ليس وضعية الإسلام كمكون ثقافي هي الإشكالية .. بل محاولة تمثيل هذه المكون في حزب سياسي لا يتلاءم مع طموحات وواقع المتحد الاجتماعي السوري .. وبالتالي : الإصرار على أن الجماعة هي من تمثل هذا المكون سياسيا .. ولهذا اقتضى الأمر التأكيد على هذه العقيدية في ديباجة الإعلان ..
2ـ الالتباس الثاني ثقافة الخوف وعلى حد السكين :
مضطرين لاستخدام مفاهيم توصيفة ذات حساسية وجدانية غير محبذة للتمييز الإجرائي في توضيح رؤيتنا في هذه الفقرة التالية ..
وهو هنا يتجسد في موقف غالبية مثقفي الاقليات في الواقع الذين كتبوا عن هذا الأمر .. سابقا وحاليا .. على مثقفي الاقليات الاقتناع أن المشروع الديمقراطي في سوريا يجب العمل عليه :
كي يكون مشروع الأغلبية العربية بمعزل عن التشكل التاريخي الديني والطائفي لهذه الأغلبية .. لأن المشروع الديمقراطي السلمي كما هو مطروح في الإعلان وفي برامج الأحزاب , وفي سياق النضال من أجل فصل الهوية العربية لسوريا عن العقائدية الدينية عموما لن يكتب له النجاح مالم يتحول إلى مشروع الأغلبية العربية أولا أو بالتوافق مع القومية الثانية في البلاد والتي هي القومية الكردية والتي سنأتي على مناقشتها في الالتباس الثالث .. وهذه القضية يجب أن تتحول إلى قناعة حقيقة للديمقراطيين من أبناء الشعب السوري على اختلاف انتماءاتهم
القومية والدينية والطائفية .. الخ وبالتالي بنفس الوضوح والصراحة مع جماعة الأخوان المسلمين علينا التوقف عند المعترضين من مثقفي الأقليات :
في الحقيقة هنالك إشكالية في انتقاد الجماعة والدين الإسلامي لدى بعض مثقفي الطوائف عموما والطائفة العلوية خصوصا , وللتدليل على هذا الأمر : لم نجد مثقفا علويا واحد ـ معذرة على
هذه التسمية الأجرائية ـ ينتقد الديانة العلوية في شيء .. لكونه مثقفا علمانيا ..!! وهذا يدعو للوقوف مليا أمام هذه الظاهرة .. وهذا أيضا ينطبق على مثقفي الأقلية الاسماعيلية والدرزية #1..ـ معترضة هنا : كلنا يذكر ما جرى مع الروائي المتميز ممدوح عزام عندما نشر روايته قصر المطر بعد مجموعته القصصية الولى معراج الموت, على ما أذكر في نقديته الرائعة للعلاقة الدينية والسلطوية داخل الطائفة الدرزية احتج مشايخ العقل وأرسلوا كتابا لرئيس الوزراء وقتها لمصادرة الرواية ومنعها.. لكن الحكومة في عهد الزعبي لم تستجب لهذا الطلب .. ـ
لم نجد انتقادا للإسلام بنسخه العلوية والدرزية والاسماعيلية ..؟ وهذا مثير أيضا للتساؤل ويشتم منه رائحة ما .. أما الأقلية الدينية المسيحية فقد أراحها الغرب من هذه المسألة وعلمنها .. ولو أن الانتقاد عند بعض مثقفيها للإسلام أيضا يأتي من أصولية مسيحية ..!! ولكنها أخف وطأة بكثير على الثقافة الديمقراطية الحقيقية .. وبالعودة لمثقفي الأقليات الذين احتجوا على عبارة فئوية النظام ... المعادلة بسيطة وواضحة ولكن حجم التواطئ عليها لايصدق في الحقيقة : إن الأصولية الطائفية للنظام السوري مايمنع ظهورها نصا ليس عدم وجودها : بل باطنية التعاليم الطائفية وسريتها : هذه السرية التاريخية التي باتت على مر الزمن جزء من المقدس الديني الطائفي .. وبالتالي لم يجرأ أي مثقف عربي سوري [علوي] : ان يجادل في هذه النقطة .. أو يحاول أن يناقشها بموضوعية من جهة وينقدها بوصفها : عقيدية طائفية ودينية أيضا ..!! وبالطبع ليست علمانية .. أم أن هنالك شك في هذا الأمر .. لدينا مشايخ [علوية] ..لم اسمع أحدا تعرض لسلوكها بالنقد أو لثقافتهاـ أبو علي ياسين رحمه الله ـ .. بينما عندما يتحدث شيخ سني بقضية ما. تقوم الدنيا ولا تقعد .. ويصبح جماعة الأخوان المسلمين : طالبان .. أظن أن على بعض المثقفين [ العلويين ] الديمقراطيين أن يقفوا أمام أنفسهم قليلا.. ويفتشون جيدا في حمولتهم النقدية .. وعدتهم الإجرائية ..
مثال آخر يتم التواطئ عليه والذي يتعلق في الحقيقة بقضية حساسة جدا وهي قضية المرأة : للتأكيد على ما أرمي إليه .. والذي لن نفتحه للنقاش حاليا ولكن سنطرحه عبر سؤال : ما وضع المرأة [ العلوية ] في النسق الإسلامي العلوي ..؟ حتى لانبقى في حالة مزايدة ـ على وضعية المرأة المسكينة لدى الإسلام السني والشيعي ـ ..؟ معلوماتي غير الموثقة وغير المؤكدة تشير : إلى أن وضعية المرأة مرتبطة : بحيضها !!.فقط أولا وأخيرا .. لهذا لا يحق لها أبدا أن تأخذ أي مكانا دينيا داخل هذه التعاليم .. وأظن المعنى واضح ...وبالتالي الحديث عن تحررية .. في مزايدة شكلانية هو حديث ...غير حقيقي .. فتاريخية المرأة .. انها كائن لاتاريخي بمعنى أنها ليست ذات أهمية ـ رغم أن هذه القضية تحمل وجها إيجابيا بأن المرأة هنا ليست سوى أنثى للتناسل فقط مما يجعلها خارج أية جاهزية دينية وبالتالي عقائدية وهذا بحد ذاته ما يجعل وضعية المرأة مرتهن لسلطة الزمان ـ وهو أمر جيد في الزمن المعاصر ـ .. وأرغب حقيقة وجديا بمن يصحح لي بالشواهد والنصوص الفعلية المكتوبة وليست المصدرة للطباعة.. عكس ذلك ...؟ والسؤال الهامشي الآخر : كيف يقبل شيخا [علويا] زكاة من ضابط استخبارات يعلم هذا الشيخ أنها أموال مسروقة من الدولة ومن الشعب السوري ...؟ أليست دمشق دار حرب ..؟ لأنها غنيمة من أهل السنة ... لإنها الثقافة الطائفية أيضا وجه العملة الآخر للعقيدية الإسلاموية سوريا ... لأننا لم نسأل أنفسنا سؤالا على غاية من الأهمية وهو عن التفاعلية بين السلطة والطائفة وجدلية هذه التفاعلية على مدار أكثر من أربعة عقود تقريبا . وسأنطلق من مسلمة كما يتم الحديث عنها دوما ـ كمسلمة مع أنها غير ذلك تماما ـ والتي مفادها أن السلطة استخدمت الطائفة , والطائفة مثلها مثل بقية الشعب السوري مضطهدة .. تضطهد عدديا ـ أي الأعداد التي تقف في معارضة السلطة ـ ولكن التفاعلية المتبادلة مصلحيا وعلائقيا وطائفيا كمرجعية والتي هي الفاعل الحقيقي داخل الطائفة وفي القنوات التفاعلية بين السلطة السياسية الأمنية العسكرية وجمهور الطائفة والمؤثرين فيه.. عندها يتم الحديث عن علاقة الفاعل الديني والسياسي ـ رموز عسكرية ومشايخ ..الخ ـ بالسلطة وبالتالي وزن المعارضة المدنية العلمانية عدديا ومدى تأثيرهالايذكر مقارنة بوزن الفاعل السلطوي طائفيا على المستويين : العسكري والديني داخل الطائفة, وبالتالي داخل الفعل الطائفي في سوريا وجدلية حضوره السلطوي .. وهنالك فارق بين اضطهاد في بنية تسلطية عامة وبين تفاعل القسم الأهم من هذه البنية مع السلطة التي استخدمته بداية لتنجدل العلاقة لاحقا بتعقد المصالح والرؤى والخوف من الآخر الأكثري أو الأقلوي .. لأنها بنية مرتكزة على : الحد الأقلاوي المنغلق .. فما بالنا أن الموضوع تجادل مع دم ونهب .. فيصبح الخوف مضاعفا .. وفي الجهة المقابلة يصر الأخوان المسلمين ومعهم الكثير من القوى على الإبقاء على البعبع الأكثري سنيا في ثقافة وحد يجعل الأقليات الدينية والطائفية في حالة من الانكماش والشك بجدية الطرح الديمقراطي المدني والتعاقدي .. هذا هو الوضع السوري المعقد ... كيف يشعر الجميع بالأمان وأن عملية التغيير الديمقراطي لاتستهدف أحدا على أسس دينية أو قومية أو طائفية .. هذا هو السؤال .. وعلى الأخوان المسلمين .. والقوى الطائفية الأخرى الإجابة عنه .. فليخرج هذا المدفون .. ذو الروائح الكريهة من عند الجميع وليس من عند القوى الموقعة على إعلان دمشق , لتخرج كل القندهارات .. والطالبانيات .. الخ من عند كل القوى الحية في الشعب السوري والتي لها مصلحة في سورية حرة مدنية ديمقراطية لكل أبنائها .. في روحية تسامحية ..لا تستثني أحدا حتى رموز النظام ـ بشرطين صغيرين الموافقة على التغيير الديمقراطي , واسثمار أموالهم في سوريا ـ ....
وهذا النقد لايعني التبخيس بالنقدية التي قدمها الجميع ولكن حتى تتمتع هذه النقدية بمصداقية ديمقراطية حقيقية علينا أن نتحدث أيضا عن طالبان السلطة بنسختها العلوية ...!!!! في الواقع ترددت كثيرا في الدخول على هذا الخط الساخن لكنني وجدت أيضا أن الحالة الدينية والطائفية في سوريا تستدعي ـ فتح الحوار على مصراعيه ـ هل نريد دولة علمانية تطبق فقط على الأخوان المسلمين أم دولة علمانية ومدنية للجميع وعلى الجميع ..؟ ربما الاقتراب من هذه الحساسيات الطائفية يعد أمرا خطرا .. ولكنه معبرا لابد منه كي نجد الثقافة السورية المدنية لكل السوريين .. وهذه النقدية في الحقيقة تبحث عن مزيدا من التقاطعات لانتاج الصيغة المدنية للدولة السورية المعاصرة .. وليس الاستفادة من وضعية ما من أجل نقدية للمنظومة المجتمعية أو جانب منها .. أو لطرف منها دون الطرف الآخر .. مما يشكك في صدقية العملية النقدية .. كما لمست ايضا خلطا في الحقيقة بين نقد الدينية والدين وبين نقد الدين حاضرا في العملية السياسية .مع أنني أمارس الحقلين لكن في فصل تام في الحقيقة بين الحقلين .. ومثال ربما يبدو خارج السياق لكنه في صلبه : فأنا عندما انتقد الدولة الدينية في إسرائيل لايعني مطلقا ..أنني لا أؤمن بحق الشعب الإسرائيلي بالعيش في دولة مدنية حقيقة .. وبالتالي نقد الدين اليهودي بحث مختلف عن نقد اليهودية الدينية في صياغة السلوك السياسي .. وهذا لايمكن تمييزه في الحقيقة إلا في ظل دولة علمانية مدنية .. والتي هي هدفنا الحقيقي والذي نعمل منذ زمن بعيد من أجله قبل أن تتحرك الحرب الطائفية في سوريا بين السلطة والأخوان 1978.. وعندما كانت أمريكا حليفة للإسلاميين .. وليس دخولا على خط الموضة الحالي .. سواء عند الليبرالية الجديدة .. أو عند غيرها ..من القوى الأخرى ..
ولنخرج ما هوموجود تحت الطاولة أو تحت الرماد .. كجمر يمكن ان يشتعل بلا سابق انذار .. لااحد سيخرج منه منتصرا .. وهذا موجه لجميعنا كسوريين .... نحو سوريا شفافة وحنونة وتسامحية .. ومع ذلك على جماعة الأخوان المسلمين أن يغيروا اسمهم .. ويكونوا حزبا ديمقراطيا حقيقيا لجميع من يرغب من السوريين على اختلاف انتماءاتهم المذهبية والدينية بدون استثناء ..كما يدعون ...!
3ـ الالتباس الثالث :
والالتباس هنا يتعلق بالنقد الذي وجه للإعلان من قبل حزبي يكيتي وآزادي الكرديين في سوريا .. سأكثفه في كلمات لأنني سبق وتعرضت لهذه القضية في سوريا كثيرا عبرعدة مقالات ..
القضية الكردية في سوريا ليست قضية أرض محتلة , بل هي قضية أقلية قومية مطضهدة الحقوق سياسيا وثقافيا .. ومع ذلك قبل الإعلان عن أي موقف لابد من توضيح الأرضية التي
يصدر عنها هذا الموقف : حق الأقلية الكردية في أرض الجزيرة السورية المتعددة الساكنيين حاليا وتاريخيا هو حق مستقى من لحظة راهنة سياسية وميزان قوى .. يعتقد بعضهم انه سيدوم للأبد .. وليس حقا مستندا إلى جملة تاريخية حقيقية كالوضع العراقي .. ومع ذلك لاتريدون العيش داخل المتحد السوري : أعلنوا هذا الأمر وأعملوا عليه .. ولكن دون نغمة الشطارة وموازين القوى في الحديث عن تعايش مع هذا المتحد .. إذا رفضت الأقليات الآشورية والسريانية والعربية في الجزيرة السورية الانفصال ... فهل يحق لكم بعدها الحديث ـ في مزايدة محاكاتية للوضع العراقي واللحظة الأمريكية , والتي لم تقرأوها ديمقراطيا بشكل صحيح وهذا هو المأساوي بل قرأت فقط كميزان قوى آني لا أكثر ولا أقل ..ـ عن القضية الكردية كقضية أرض ؟..لأنها قضية شعب وقومية ثانية .. وحقوق سياسية وثقافية .. وهذا صحيح .. لأن الحديث وفق منطق أرض محتلة يجعل أكراد الشام ومدينة حلب الذين يبلغون أكثر من ثلث سكان سوريا من القومية الكردية .. عرضة للتهجير إلى أرضهم .. وفق نفس المنطق ..!! لنخرج كما قلت سابقا هذه القضية من الطابو العقاري ...! وفي الحقية كان لدي ولازال رهانا على اليكيتي بالذات : ان يكون أول حزب كردي يتحول باتجاه أن يصبح أحد الأحزاب المفتوحة الأبواب لكل السوريين من آشور وعرب ..الخ لأنني أرى فيه حركة متجددة دوما في الفكر والممارسة السياسية ..
الالتباس الرابع :
يتعلق بمعارضة الخارج وعلاقتها بمعارضة الداخل .. دعونا من الاتهامات والاتهامات المتبادلة ..فمن منكم بلا خطيئة .. ومن منكم لايريد الزعامة ..فليرمنا بحجر ... لأننا نعمل جميعا على التناقضات الأساسية والتي بؤرتها الداخل والرؤية العامة لمعارضة الداخل ... ومن هنا على معارضة الداخل أن تعمل على وجود معارضة ديمقراطية سورية واحدة .. دون هذه الجاهزية من الانقسام بين الداخل والخارج .. وهذا مالمسنا بدايته الصحيحة في إعلان دمشق للتغيير الديمقراطي ..
5ـ الإلتباس الخامس :
للمرة الثانية على القوى الأساسية الأجابة بوضوح وبلا مواربة : لماذا تم استبعاد حزب العمل الشيوعي ؟ وغيره من تنظيمات المجتمع المدني والحقوق إنساني ؟ هذا السؤال مقلق ومحير بالنسبة لي في الواقع ولم استطع اقناع الأخرين ..كما أنني عاجز عن تفهم هذه القضية ..لقد تسرب لي الكثير من المواقف لكنني لن أعتمد إلا على ما أقرأه من توضيحات وعدنا أن تصدر لاحقا حول الكثير من الأسئلة.. التي تترك العمل في محل تساؤلات لانريدها في هذه المرحلة .. كما أنني لاحظت قضية أخرى أن حزب الإصلاح أعلن انضمامه للإعلان كبقية القوى .. لكنني لم أجد أية إشارة لهذا الأمر في مواقع القوى الموقعة على الإعلان أقصد الرأي .. وموقع جماعة الإخوان المسلمين .. مع أنني قرأت بيان المجلس الوطني السوري والذي مقره واشنطن ايضا ..؟ وبيان تود ؟ وبيان الجبهة الديمقراطية ..الخ وهنا لا أقارن أحد بأحد ولكن أسئلة بحاجة إلى توضيح ..
1ـ ملاحظة هامة : ربما لازلت مثل الجميع أعاني من حمولة عصبوية قوميا .. وطائفيا .. وهذا لايفاجئني .. وحواري دوما هو للتخلص أولا من هذه الحمولات اللاواعية عبر الحوار مع الجميع بدون استثناء فنحن السوريين معنيين ببعضنا .. ولن ياتي أحدا من الخارج ليرينا أمراضنا الجماعية والفردية على هذا الصعيد ..فالحوار مع الجميع هو حوار يجب أن يكون أولا لمعرفة الذات في سقراطية نحتاجها كثيرا في هذه المرحلة من عمر الوطن , ومعرفة الآخر واكتشافه من أجل متحد سوري شفاف ...
2ـ ملاحظة أخيرة : قبل أن تطالب المعارضة السلطة بالشفافية عليها أن تقدم نموذجا لهذه السلطة .. والنقدية .. والحوار المفتوح وتقبل الآخر والتقاطع معه كما هو لا كما نرغب أن يكون ..
وحواري الآن هو ادعاء مبني على هذا الأساس .. وفقت أم لم أوفق .. تصحيح الرأي ليس شتيمة وليس عيبا .. لأن الهاجس أكبر من ذلك بكثير : إنه سوريا في خطر داخلي .. وخارجي ...!
وهذا ما يجعل لغتنا تبدو وكأنها لغة من يريد رمي نفسه في التهلكة وهذا بالطبع غير صحيح فنحن نحب الحياة لنا ولغيرنا .... واكيد سيكون للحوار متابعة ...
غسان المفلح ـ كاتب سوري
سويسرا



#غسان_المفلح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حزب العمل الشيوعي في سوريا نغمة ضيقة وأفق رحب
- أمريكا في الشرق الأوسط الجديد
- على السلطة أن تدعو لمؤتمر وطني عام ..
- رسالة إلى إعلان دمشق للتغيير الديمقراطي
- موت كنعان وولادة اليقين ..كآبة الوزراء ترسم مصير سوريا
- التجمع الوطني الديمقراطي في سوريا بين أمريكا السلطة في الداخ ...
- الهوية العربية بين حقوق الإنسان وحقوق الأقليات القومية والدي ...
- ما الذي تريده حماس؟ رأي
- إلى الشعب اللبناني الجار تيمنا بجبران تويني
- الأمركة والنموذج العربي
- لماذا تيسير علوني بالذات .. ؟ كان الأجدى الدفاع عن القاعدة
- السنة العرب في العراق بين الدم الشيعي والفتوى الزرقاوية
- إيران السؤال الصعب على العرب ألا يخافو من إيران كثيرا
- الأخوان المسلمين في سوريا الجماعة بأل التعريف أم بدونها دع ...
- عذرا سيدي إنها دعوة للقتل
- إلى السيد جورج بوش العالم بين قاعدتين
- الخروج السوري من لبنان والدستور العراقي والانتخابات المصرية ...
- إلى هدى أبو عسلي مع الاعتذار لكل نساء سوريا
- الحركة الكردية في سوريا بين الواقع والطموح
- ميليس والانهيار الأخلاقي


المزيد.....




- الرفيق حنا غريب الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني في حوار ...
- يونس سراج ضيف برنامج “شباب في الواجهة” – حلقة 16 أبريل 2024 ...
- مسيرة وطنية للمتصرفين، صباح السبت 20 أبريل 2024 انطلاقا من ب ...
- فاتح ماي 2024 تحت شعار: “تحصين المكتسبات والحقوق والتصدي للم ...
- بلاغ الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع إثر اجتماع ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 18 أبريل 2024
- الحوار الاجتماعي آلية برجوازية لتدبير المسألة العمالية
- الهجمة الإسرائيلية القادمة على إيران
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...
- من اشتوكة آيت باها: التنظيم النقابي يقابله الطرد والشغل يقاب ...


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - غسان المفلح - إعلان دمشق للتغيير الديمقراطي لحظة توافقية ناقصة التباسات