أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان المفلح - موت كنعان وولادة اليقين ..كآبة الوزراء ترسم مصير سوريا














المزيد.....

موت كنعان وولادة اليقين ..كآبة الوزراء ترسم مصير سوريا


غسان المفلح

الحوار المتمدن-العدد: 1349 - 2005 / 10 / 16 - 10:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لسنا هنا لتعريف القارئ بشخص المرحوم ولا بإنجازاته على كافة الصعد, بدءا بتسلمه فرع الاستخبارات العسكرية في مدينة حمص , ثم تسلمه الملف الأخطر : لبنان , ثم عودته ليكون المسؤول عن أمن سوريا السياسي قبل أن يتوج وزيرا للداخلية ..!! وكأول وزير للداخلية في سوريا يتم فيه خرق الترتيب الذي أعده الرئيس الراحل حافظ الأسد, والذي عود الشارع السوري أن وزير الداخلية السوري يجب أن يكون سوريا سنيا ..!! وبذلك يكون المرحوم أول عسكري من الطغمة العسكرية الطائفية !! هذا المؤشر كنا قد كتبنا عنه سابقا إنما يعبر عن التوجه الإصلاحي للسلطة
في سوريا !! بحيث تم إلغاء التحاصصية الطائفية الشكلية التي كانت سائدة على دور الرئيس الراحل .. فأصبح كل رؤساء الأجهزة الأمنية ووزارة الداخلية أيضا هي من إختصاص هذه الطغمة ..!
وبذلك أصبحنا أمام : نمطية خاصة من جيش عقائدي طائفيا أو جيش طائفي عقائديا .. وجهاز أمني يخدم هذه العقائدية السلطوية : وليست العقائدية البعثية وهذه قضية على خطورتها في سوريا وعلى سوريا إلا أنها غير معروفة أو يتم تجاهلها عند الحديث عن سوريا ..! وعن علمانية السلطة في سوريا لدى الغرب أو عن قومية الموقف السوري لدى المثقف القومي الراكض وراء وهم.
في هذه الحركية الخاصة جدا للسلطة التحديثية , ولملمة البيت السوري على هذه الشاكلة من الخوف والتقوقع طائفيا على المستوى الأمني والعسكري : خوف السلطة من الداخل السوري والسلطة عندما تصل إلى هذه الدرجة من الخوف , تدرك أن عدم شرعيتها يتطلب إجراء أكثر مركزية ومركزة للجهاز القمعي عموما والأمني خصوصا .. بيد رموز هذه السلطة , سواء كانت العائلية أو العشائرية أو الطائفية . وهذا ما حدث في سوريا : الإصلاح والتطوير والتحديث .. إذن في هذه الحركية جاء غازي كنعان من داخل البيت السلطوي وحافظ أسراره في لبنان وسوريا معا.
ولم يعد يهمني كمواطن سوريا قضية كشف الحقيقة في مقتل المرحوم رفيق الحريري , أو جورج حاوي , أو سمير في عمر العطاء الحر والديمقراطي . بل ما يهمني في الواقع أن هذا الانتحار أو النحر , كما يكتب بعضهم .. لم يأت في غفلة من السلطة بل في يقظة هذه السلطة التي باتت : لاتمتلك الجرأة في النظر إلى نفسها في مرآة .. والنكتة التي أتحفنا بها عماد فوزي الشعيبي أحد المقربين من القصر الجمهوري في سوريا على قناة الجزيرة : الكآبة سبب الانتحار ..!! دولة في ست سنوات ينتحر رئيس وزارئها , ثم ينتحر وزير داخليتها ..!! يبدو أنها نتيجة لحضور الضمير الأخلاقي في العمل الوزاري مما يسبب هذه الكآبة الانتحارية ..!! وتعالوا لنرى الفضاء الذي تم فيه هذا الانتحار :
بداية تقرير ميليس واستطالاته .. خوف السلطة وإرتباكها .. سوء علاقات سوريا إقليميا ودوليا وهذه أول مرة في تاريخ سوريا , حيث وصلت الأمور أن سوريا وحيدة مع سلطة أحادية .. حتى الاتصالات الجارية تجري في سرية تامة ..لأن الوسطاء لم يعودوا قادرين على تحمل تبعة العلاقة العلنية والعادية مع هذه السلطة .. كما كان يتوسط الرئيس الراحل حافظ الأسد بين العرب وإيران
في قضايا كثيرة .. هذا الفضاء الانتحاري يؤشر على ولادة يقين في الشارع السوري على تورط هذه السلطة ..!! حتى ولو لم تكن متورطة بشكل مباشر أو غير مباشر , ولكن كنعان رمزا عسكريا وأمنيا وطائفيا قويا في سوريا , واسما ترتجف ركب السوريين عند ذكره ..ينتحر هكذا ببساطة بسبب الكآبة كما أوضح لمشاهدي الجزيرة الدكتور عماد فوزي الشعيبي . عنوان يصلح لمقالة مستقلة : غازي كنعان انتحر لأنه مر في حالة اكتئاب ..! هذا التحليل هو الذي يقود الآن المواقف القومية للسلطة في سوريا ..!! وهو الذي يقود التحديث والتطوير , وهو الذي يؤسس لمرحلة سورية جديدة عنوانها : الوزراء السوريين والإكتئاب .. وبالعودة للمواطن السوري الذي يرتعد الآن خوفا على مصير بلاده بين يدي حفنة من السوداويين ــ المصابون بوساس قهري عصابيا !! ــ إنها النكتة المأساة ياسيدي .. إرحموا شعبا .. لكثرة الذل والكذب بات يصدق أنه أمام قدر أحمق الخطى كما يغني الراحل عبد الحليم حافظ .. !
لا أظن أن المرحوم كان من النوع الذي يمكنه أن يصاب بالكآبة . وهذا شك بالتأكيد .. لكنه أوصلنا إلى يقين كمواطنين سوريين : أن سوريا في خطر وتحتاج إلى حماية المجتمع الدولي ورعايته ..
كي لايصاب كل الشعب السوري بهذا الداء : الكآبة ..
بعد هذه اللوحة السريعة لايمكن إلا أن يصاب المجتمع الدولي والرأي العام العالمي بداء اليقين أن في سوريا الآن : خطر على سبعة عشر مليون سوري .. لأن السلطة متورطة حتى نقي العظم
ولا تهم بعد هذا الانتحار نتائج ميليس أو غيره من القضاة ..



#غسان_المفلح (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التجمع الوطني الديمقراطي في سوريا بين أمريكا السلطة في الداخ ...
- الهوية العربية بين حقوق الإنسان وحقوق الأقليات القومية والدي ...
- ما الذي تريده حماس؟ رأي
- إلى الشعب اللبناني الجار تيمنا بجبران تويني
- الأمركة والنموذج العربي
- لماذا تيسير علوني بالذات .. ؟ كان الأجدى الدفاع عن القاعدة
- السنة العرب في العراق بين الدم الشيعي والفتوى الزرقاوية
- إيران السؤال الصعب على العرب ألا يخافو من إيران كثيرا
- الأخوان المسلمين في سوريا الجماعة بأل التعريف أم بدونها دع ...
- عذرا سيدي إنها دعوة للقتل
- إلى السيد جورج بوش العالم بين قاعدتين
- الخروج السوري من لبنان والدستور العراقي والانتخابات المصرية ...
- إلى هدى أبو عسلي مع الاعتذار لكل نساء سوريا
- الحركة الكردية في سوريا بين الواقع والطموح
- ميليس والانهيار الأخلاقي
- الخروج السوري من لبنان والدستور العراقي والانتخابات المصرية
- صمت مريب وخدعة قديمة تتجدد أبو ديب طي النسيان
- الوعي بين السلطة والتاريخ
- إلى العرب والكرد والسنة تحديدا في العراق
- الهوية السورية دعوة للعيش إلى أبو ديب في سجنه


المزيد.....




- أسرة عبد الحليم حافظ تقاضي مهرجان موازين المغربي بعد ظهوره ب ...
- شكوك بعد تقرير استخباراتي أمريكي حول نتائج الضربات على المنش ...
- مسلم، تقدّمي، وابن مهاجرين... زهران ممداني يقترب من منصب عمد ...
- كنيسة مار إلياس.. بطريرك الروم الأرثوذكس يوحنا العاشر يازجي ...
- كيف حال قرار بريطاني دون أن تصبح دبي جزءاً من الهند؟
- السيارات الكهربائية في إسرائيل: قنبلة موقوتة أكثر فتكًا من ا ...
- إلزام الطلاب الأجانب بالعمل في الريف.. حل لأزمة نقص الأطباء؟ ...
- عاجل| أردوغان: التوتر العسكري الأخير بين إيران وإسرائيل عرض ...
- ترامب يعلن موعد استئناف المحادثات النووية مع إيران
- ميزر صوان.. السلطات السورية تلقي القبض على -عدو الغوطتين-


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان المفلح - موت كنعان وولادة اليقين ..كآبة الوزراء ترسم مصير سوريا