أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد جمعة زبون - التكيّف السياسي الإجتماعي .. حلقة المبادئ المفقودة.














المزيد.....

التكيّف السياسي الإجتماعي .. حلقة المبادئ المفقودة.


احمد جمعة زبون
أستاذ أكاديمي وسياسي عراقي

(Ahmed Jumaa Al-bahadli)


الحوار المتمدن-العدد: 4929 - 2015 / 9 / 18 - 01:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


للسراق والمفسدين ...

التكيّف ما بين السياسي و الاجتماعي، شرط من شروط إدامة كل منهما في دائرة حضور الآخر، وإن كان التكيّف السياسي يعني: "سيرورة ترسيخ المبادئ والافكار العامة لترسيخ السلطة في بنية المجتمع"، فهذا يعني أن رهان المرحلة على الأقل في العراق المعاصر قد فقد الكثير من مقومات بقائه، خصوصا وأن النظرة السياسية في الأعم الاغلب وكما هي في حركتها التاريخانية قد ارتبطت بالشخصيات السياسية نفسها، بل ولا يوجد هناك سياسي ما مجرد عن سلسلة من المبادئ والقيم يؤمن بها ومنها تخرج الافكار العامة لمشروع ترسيخ السلطة السياسية.

والعلاقة فيما بين "القائد السياسي" و"الفئة الاجتماعية" تحكمها بالضرورة تلك "المبادئ والأفكار العامة" . فكلما كان إيمان القائد بتطبيقها عملياً .. متطابقاً مع قيد النظرية السياسية، كلما تاكد مفهوم ترسيخها في الذهنية الجمعية أكثر فأكثر، وكلما قل الايمان وجاءت التطبيقات بعكس ما يفترض أن يمثل النظرية، كلما تحفزت الذهنية الجمعية لتشخيص الخلل في الاداء. واحياناً يتحرك (الاجتماعي) وبمختلف الطرق للتعبير عن رفضه لهذه التطبيقات المغلوطة، وبعدم الاستجابة، سيتحرك لتغيير (القائد)، والنتيجة تعني تغيير المشروع (السياسي). ولا يمكن أن تمضي سيرورة التكيف السياسي الاجتماعي وهي خاضعة لمطلب مزدوج. والقرآن الكريم أوضح مثل هذه المعادلات الاجتماعية، إذ قال: (كبر مقتاً عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون).

واقع الحال يؤكد وجود خلل في شخصية (السياسي)، وهنا لا اتحدث عن الجميع، بل اتحدث عن نماذج خاسرة، فقدت مصداقية التواصل في مشروع (ترسيخ السلطة)، فبينما تؤكد النظرية السياسية لاي قائد سياسي على التظامن مع الحقل (الاجتماعي)، نجد سلوك البعض منهم وللأسف أخذ ينسلخ عن الجماعة ليؤكد ذاته التي ما ظهرت إلا بعد أن محت بممحاة التأويلات والمخاوف أسسه ومبادئه وأفكاره كقائد وكسياسي. وهذا وحده كفيل بأن يكون مدعاة لنزع فكرة الانتماء، والتخلي عن حسنة الانقياد.

فالتكيف بمعناه الابسط: علاقة متبادلة إلتزامية، لها حقوق وواجبات، تفرض على الحاكم (السياسي)، كما تفرض على المحكومين في الحقل (الاجتماعي).

وما يفرض على السياسي ومن اول الطريق هو تبرير شرعي او قانوني او اخلاقي لطرق ممارسته للسلطة، فمن شأن ترسيخ هذه التبريرات أن تُحقق وبشكل كبير فكرة الانتماء وفكرة الطاعة. وإلا فإن أي سلوك سياسي خارج تلك الاطر الشرعية والقانونية والاخلاقية ستكون محطة من محطات إشاعة القهر السلطوي، كما ان اول مهام السلطة يجب أن يرتكز على رفع (القهر)، لكنه إن كان على السياسي أن يستعمل القهر من أجل فرض الاحترام على الانحراف الذاتي كحالة مستجدة وليست من تلك الاصول النظرية الفكرية، فإنه يجب الايمان بنهاية الطريق والاندثار، كما تبين ذلك سنن التحولات الفكرية في انظمة المشروع السياسي ما بين (الحاكم والمحكومين)؛ لانه لن يبقى إلا الاختيار بين الاستسلام للتسامح المفرط وفي مجمل القوانين جراء ضغط الحراك الاجتماعي، او إقامة نظام صارم لإخافة كل المناهضين المحتملين. وفي الحالتين يجب أن يعترف السياسي بأن المشروع الاول الذي جاء من خلال الايمان المتبادل قد إندثر، وحل بديلاً عنه تساهل مفرط، او إكراه مفرط.

فالنهاية قد لا تكون نهاية تكوينية، وإنما هي بداية جديدة لكتابة محاور في (السيرة الذاتية)، سيقرأها التاريخ على انها تمثيلا لمبادئ مفقودة إحتواها التنظير وأكوام الورق والمؤلفات، كما ان هذا التحول في السيرة السياسية إما هو مع الايمان ولم ينتفع منه، وإما من من دونه أساساً، وفي الحالتين (لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيراً).


د. أحمد جمعة زبون البهادلي
بغداد .. 18 / 9 / 2015



#احمد_جمعة_زبون (هاشتاغ)       Ahmed_Jumaa_Al-bahadli#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الظاهراتية:(الفينومينولوجيا).. فلسفة أم ماذا؟
- التظاهرات مؤشر لمرحلة (القوة) في المسار الديمقراطي - العراق.
- نص الحوار المتلفز الذي أجري مع المتحدث باسم تيار الاصلاح الو ...
- الفكرة النّظرية لمفهوم ما بعد الحداثة.
- السجن والمعتقل بين سطوة التعذيب وسلطة الخلود.
- الاهداف العامة لصناعة التطرف في المنطقة العربية والإسلامية.
- هل تملكون قائدا مثل الجعفري؟
- مؤشرات إصلاحية عامة حول توالي الدورات الانتخابية وتعاقب الحك ...
- قانون الاحزاب العراقية .. مقدمة واجبة لتحقق الديموقراطية.
- الأخلاق الثالثة .. تطور في جغرافيا السلوك المتطرف.
- الشباب وأزمة تفعيل الخطاب الفني والثقافي.
- استطيقا صورة (الجسد) : الظاهرة (الانطولو - ثيولوجية)
- انطباع وتساؤلات .. خارج حدود المنهج .
- صورة الجسد الجمالية في فن الفوتوغراف (photography)
- سكسيولوجيا الجسد، حفر أركيولوجي للمفهوم
- الجسد والانطولوجيا – مفهوم وتساؤلات
- مفهوم الخطاب والخطاب الجسدي
- نظام الأنظمة .. عبارات في الدلالة والصورة والمعنى.
- ( العِلمُ ) .. المفهوم والتفسير.
- المنطق والمعرفة ، والحاجة الراهنة .


المزيد.....




- طبيب أمريكي كان في غزة 6 مرات يوجه رسالة مؤثرة عند سؤاله عما ...
- -تصعيد خطير ضد مؤسسات الدولة-.. الرئاسة السورية تدين الهجوم ...
- رأي.. عمر حرقوص يكتب: سوريا بين الساحل العلوي والهجمات ضد ال ...
- بوتين يؤكد عدم حاجته إلى منبه للاستيقاظ في الصباح
- القوات الروسية تدمر 10 زوارق مسيرة أوكرانية في مياه البحر ال ...
- علماء روس يرصدون تفكك المذنب -إيستر-
- خبير لا يستبعد مشاركة عسكريين من كوريا الشمالية في معارك دون ...
- تايلاند تطلب دعم روسيا للحصول على العضوية الكاملة في مجموعة ...
- الحوثيون: العملية العسكرية في حيفا نفذت بصاروخ باليستي فرط ص ...
- زعيم فيتنام ينطلق في زيارة لروسيا وبيلاروس وكازاخستان وأذربي ...


المزيد.....

- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد جمعة زبون - التكيّف السياسي الإجتماعي .. حلقة المبادئ المفقودة.