غسان صابور
الحوار المتمدن-العدد: 4928 - 2015 / 9 / 17 - 13:28
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
من خمسة عشر قــرن وانتم تنتظرون ليلة القدر...
من خمسة عشر قرن وأنتم تصلون وتبتهلون وترتجون وتركعون.. وترددون " اللي بياخذ أمي.. بسميه عــمــي!!! "
وتماديتم بالأمل والانتظار والخنوع والمذلة... ولم تكونوا بأي يـوم من الأيام.. تعرفون من هو حقيقة أبــوكــم...
أهو الروماني أو العرباني أو العثماني... وكنتم كل صباح تصرخون أمام طواحين الهواء : نحن أفضل أمــة عند الله... وعمكم أو عمومكم يصرخون من مضاجع أمهاتكم : إخــرســـوا يا أولاد الـ.... وكنتم تصمتون.. وتعودون إلى الترديد الببغائي والابتهال.. وانتظار ليلة القدر........
مرة أخرى أناديكم.. لأذكركم... وأسمي القطة قطة... فهل تسمعون؟...
لما حذرتكم منذ سنوات من أخطار سرطان داعش.. نعتموني بالطائفية وتهشيم المقاومة والعنتريات العربانية العرجاء والشعور القومي... واليوم.. هل تــبــقــت لديكم قومية.. ونصفكم هاربون.. لاجئون.. شحاذون.. تطرقون أباب حدود العالم المغلقة.. حتى حماة الإسلام يرفضونكم لديهم.. بحجة أنهم مكتفون بما لديهم من عبيد.. ولكنهم حتى يربطونكم بديمومة التبعية لشريعتهم وحجابهم.. مستعدون أن يبنوا لكم جوامع للصلاة.. لا مدارس ولا بيوتا.. ليستمر جهلكم.. وتدوم جهالتكم.. فهل تستيقظون؟...
عبدتم حكامكم.. وطأطأتم رؤوسكم وأشياء عديدة أخرى.. وفتحتم صدوركم حتى لداعش وابناء داعش وأحفاد داعش... عندما كفرتم بحكامكم.. وها أنتم اليوم ضائعون بكل أصقاع الأرض, بلا هوية.......
وللحديث بــقــيــة... موعدنا بوادي الــطــرشــان.......
*********
تٍـــســـاؤل
من تساؤلاتي وما أرى كل يوم.. هو تكاثر الدعايات وانتشار توسعها, حتى حول مقالاتي المنشورة بهذا الموقع.. دعايات زواج.. مواقع لقاءات.. مواقع زواج إسلامية.. دعايات سياحية وتجارية.. وحتى سياسية لدولة إسرائيل.. أواجهها.. يصرعني ترديدها.. وغالبها لدولة إسرائيل.. أواجه هذه الدعايات يوميا على كل المنشورات والواجهات والصحف والنت في فرنــســا... ولكنني لم أنتظر ولم أتوقع مشاهدة هذا النوع من الدعاية التي تتضارب كليا ولا تلتقي مع أفكار وسياسة ومبادئ وعناوين موقع الحوار المتمدن (الــمــعــلــنــة)... ولكن هل لأننا نحن اليوم بقلب دوامة العولمة التي فقدت بوصلتها.. وبقي الدولار إلهها الوحيد.. يجب أن نصمت وألا نتساءل.. لماذا يباع ويشترى اليوم كل شيء.. ولكل شــيء ثــمــن... حتى جائزة نــوبــل.. أو جائزة أبن رشـــد!!!... وكل شــيء يباع ويشترى بأسواق الإعلام المفتوح.. وخاصة بأسواق السياسة والنخاسة!!!...
***********
عـلـى الــهــامــش :
ــ ذكــــرى
مــات البارحة الأربعاء 16 أيلول 2015 الشاعر والمغني الفرنسي, والمصري المولد غي بيار Guy Béart والذي بعد أن أنهى دراسة هندسة الأشغال العامة في فرنسا.. اختار الغناء باللغة الفرنسية طبعا.. وأشهر أغنياته : من يقول الحقيقة.. يــعــدم Et celui qui dit La vérité.. Il sera exécuté ! .........
إني أحـي هذا الإنسان الفنان البورجوازي الأناركي, والذي كتب عديدا من الأغنيات لأشهر المغنيات والمغنين الفرنسيين.. ثم مارس الغناء بنفسه... مــات البارحة على رصيف مدينة على أطراف باريس.. عندما كان قاصدا حلاقه المعتاد... ولم تستطع قوات الاسعاف إنقاذه... وكان عمره خمسة وثمانون عاما.. عاشها بقوة الصراحة واقتحام الحقيقة مهما كانت... إني أقدم كل تعزيتي لابنته الممثلة الرائعة …Emmanuelle Béart
ــ وتــمــر السنوات والأحداث.. وكم يندر اليوم وجود مثل هذا الإنسان في عالم الفن أو الإعلام.. وخــاصـة في عالم السياسة... وحتى الكلمة الــحــرة, مثل كلمات الشرف, الصدق, الكرامة, التهذيب, أصول المراسلة والأدب.. وحرية الإعلام ومصداقيتها... فقدت معانيها.. وأصبحت سلعة استهلاكية.. بأي دكــان في الــعــالــم...
أنظر إلى العالم وأحداثه...أنظر إلى الأصدقاء الذين عبرت معهم مشاوير الحياة والبلدان والأحزاب والسياسات المختلفة... العالم أصبح مثل مدينة امريكية بالقرن التاسع عشر.. أيام الكاوبوي والعصابات.. وغياب جميع المبادئ... واليوم كل هذا العالم يديره نفس الكاوبوي ونفس العصابات.. ولكن بتقنيات الأنترنيت...
لا أبكي عليه.. ولا أندب أي مصير... ولكنني أرى أننا عشنا عصورا متقلبة متغيرة, بعواصفها المتغيرة... وبقيت شعوبنا العربية والإسلامية.. لم تتغير ولم تتطور.. بقينا العالم الثالث؟؟؟... لا.. لا.. لا.. بقينا جرذان تجارب المخابر العالمية.. ولم نخرج من طور جرذان المخابر... والشعوب التي تمشي ملايينها.. تائهة خائفة ضائعة.. بحثا عن عالم آخر.. عن وطــن آخـــر!!!..............
من كان يصدق أن سوريا, هذا البلد المتحصن بقلب الشرق الأوسط, والذي يملك جيشا من أقوى الجيوش (حسب وسائل الإعلام العربية والغربية!).. كما يملك سبعة عشرة أجهزة ومؤسسات مخابرات, ذات سمعة وصيت وقوة ترهب بالداخل والخارج... كيف يمكن لأي مواطن بسيط تــائــه اليوم بظلمات وعتمات الهرب واللجوء داخل البلد وخارجه أن يفهم ما يصيبه.. لا يفهم كيف اغتصبت بلده جحافل عجيبة غريبة.. واستقرت وهيمنت وهددت واغتصبت حياة عائلته وحياته.. وكيف ضاع أهله وعائلته وبيته وعمله وكل آماله.. وأصبح مشردا لا يعرف أين يستقر هذا اليوم.........
ــ خــبــر مــفــرح
عن جريدة Le Monde ـ Le Huffignton Postالتي تصدر في العاصمة الفرنسية باريس... لما شاهد مدير مركز تأهيل مدربي كرة القدم العالمي الإسباني السيد Migel Angel Galan كيف أوقعت الصحفية الهنغارية المواطن السوري محمد لاروزي والذي كان يهرب من الشرطة الهنغارية حاملا ابنه زياد.. وعرف أنه مدرب كرة قدم كان يعمل مدرب نادي الفتوة في مدينة دير الزور السورية المنكوبة.. أرسل أليه عرضا مضمونا للانتساب إلى معهده, مع قبول لجوئه في إسبانيا, كما أرسل وفدا إلى اسطنبول حيث توجد بقية عائلته.. لتسفيرهم إلى مدريد على حساب المعهد.. مع تأمين سكن وراتب وقبول لجوء بإسبانيا لجميع أفراد عائلة اللاجئ السوري السيد محمد لاروزي بكاملها.
أما بقية الخبر, هو فصل الصحفية الهنغارية Petra Laszlo من عملها بالقناة الهنغارية التي تعمل فيها, نظرا لخروجها عن عملها الإعلامي, بإيقاع اللاجئ السوري محمد لاروزي هاربا حاملا طفله.. عمدا بضربه على رجله وهو يركض ويهرب.. صورة التقطها لها عديد من المصورين الموجودين أمام ألوف المهاجرين الذين تلاحقهم الشرطة على الحدود الهنغارية.
بصبوص نــور إنــســاني.. بعالم العتمة السائدة.......
ــ ســؤال مشروع
سؤال مشروع يجب أن يتكرر ألف مرة في اليوم.. لماذا يجب أن تتحمل أوروبا لوحدها عبء اللاجئين السوريين وغيرهم القادمين من البلاد العربية والإسلامية.. ولماذا لا تتحمل جزءا هاما من هذا العبء دول أبناء عمنا العرب المسلمين النفطيين الأثرياء.. والذين يوزعون غناهم وسخاءهم ببناء الجوامع.. وشــراء أغنى الممتلكات والمؤسسات المالية ونوادي كرة القدم بالعالم كله؟؟؟!!!...
نــعــم ســؤال مشروع يجب أن يطرحه اليوم كل مواطن عربي وكل مسلم في العالم...
بــــالانـــتـــظـــار...
للقارئات والقراء الأكارم الأحبة.. هـــنـــاك و هـــنــا.. وبكل مكان في العالم.. كل مودتي وصداقتي ومحبتي واحترامي ووفائي وولائي.. وأصدق تحية طيبة مهذبة.
غـسـان صــابــور ــ لـيـون فــرنــســا
#غسان_صابور (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟