أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عماد عبد اللطيف سالم - حدثَ ذلكَ .. في السويد














المزيد.....

حدثَ ذلكَ .. في السويد


عماد عبد اللطيف سالم

الحوار المتمدن-العدد: 4926 - 2015 / 9 / 15 - 21:59
المحور: كتابات ساخرة
    


حدثَ ذلكَ .. في السويد

قابلْتُ صديقي هذا اليوم ، وكان مُحبَطاً ، و غاضِباً ، و مهموم الخاطر ، ومشغول البال .
قال لي : أتدري يا فُلان ؟ .
قلتُ لهُ : لا والله .. لا أدري يا فُلان .
قال لي : لقد بلغتُ السنّ القانونيّ للتقاعد ، و ليست لديّ خدمةً تقاعديّةً كافيةً .. يا فُلان .
قلتُ لهُ : كيف حصل هذا يا فُلان ؟ . أليسَ صديقكَ فُلانٌ ، كان قد هاجر إلى مملكة السويد السعيدة ، في ذات اليوم الذي هاجرتَ فيهِ إلى جمهورية ليبيا الأشتراكية العظمى .. وهو قد عاد مثلك الى العراق بعد9-4-2003 ، وحصلَ على مستحقّاته التقاعدية كاملةً غير منقوصةٍ .. يا فُلان .
قال لي : نعم . هذا صحيح . لأنّ فُلان كان كلّما عَلِمَ بأنّ " ذاكَ الرجّال " يزورُ السويد ، ويتمشّى في شوارعها الفسيحة التي يكسوها الثلج ، قام بسحبِ بندقيته الآليّة عيار 7.62 ملم .. و بدأ باطلاق النار عليه . وفي أحدى المرّات كاد أن يُصيب " ذاك الرجّال " في رقبته إصابةً قاتلة ، لولا أنّ " ذاك الرجّال " ( حفظه الله ورعاه ) قد قام بالأنبطاح على العُشب في الوقت المناسب !!!! .
قلتُ لهُ : لا يمعوّدْ .هذا صديقكَ فُلان إنسانٌ مُسالِم . وطيلة عمره لم يقم بإشعال عود ثقاب لـ " يجوي " به نملة . فكيف جعلتَ منهُ مقاتلاً شَرِساً في شوارع السويد وساحاتها .. يا فُلان ؟ .
قال لي : ولكنّهُ عاد الى بغداد بعد 9 – 4- 2003 ، وقصّ على الحكومة تفاصيل تاريخه " القتاليّ " . و قد صدّقتهُ الحكومة . وأوعزت الى هيئة التقاعد " الوطنية " بأحتساب " معاركه " في السويد خدمةً تقاعدية . و بعد ان نال حقوقه التقاعدية كاملةً غير منقوصة .. عاد الى السويد هاديء البال ، ليشرب " الجنّ " مع " المُقاتلين " القُدامى ، في ليالي الشتاء الطويلة .. يا فُلان .
قلتُ لهُ : ولماذا لم تقُم أنتَ بأخبارهم ، بأنّكَ فعلتَ الشيء ذاته في جمهورية ليبيا الأشتراكية العظمى ، وكدتَ أن تقتلَ " ذاك الرجّال " .. عندما كان جالساً مع " الأخ القائد " حفظه الله و رعاه ، في خيمته الصحراويّة الشاسعة ؟ .
قال لي : لقد أخبرتهُم بذلك .. فسخروا منّي . وقالوا لي انّ روايتك للأحداث لا تُصدّق . فمن كان يستطيعُ الأقتراب من ضيوف " الأخ القائد " في الصحراء الليبية العظمى .. يا فُلان ؟ .
قلتُ لهُ : و ماذا أنتَ فاعِلٌ الآنَ ، و ما الذي ستفعلهُ غداً .. يا فُلان ؟ .
قال لي : سأهاجرُ هذه المرّة إلى السويد . و عندما أرى " ذاك الرجّال " يتمشّى هُناكَ ، على الثلج ، سأقومُ بإطلاق النار عليهِ فوراً ، ودون تردّد . و لن أمنحهُ الفرصة لينبطِحَ أرضاً في الوقت المناسب . و سأصيبهُ في رقبتهِ في مقتل من أولّ رصاصة . ولن يعود بعدها حيّاً أبداً. عندها سأعودُ الى العراق لإنجاز معاملتي التقاعدية ، وسأحصلُ على تقاعدي ، و حصّة عائلتي من الضيم .. يا فُلان .
قلتُ لهُ : و نِعمَ الرأي يا فُلان . إذهبْ وقاتِل في السويد من جديد .. ونحنُ هنا في إنتظار نصركَ المؤزّر على الأعداءِ . وسنحتفل بالراتب التقاعديّ معاً .. يا فُلان .
قال لي : هذا اذا لم تُصدِرْ حكومتنا الرشيدة " حزمة " الأصلاحات " الرابعة ، و تلغي من خلالها رواتبنا التقاعدية ، بعد 45 عاماً من خدمتنا الوظيفيّة " غير النضاليّة "،في دوائر دولة العراق العجيبة .. يا فُلان.



#عماد_عبد_اللطيف_سالم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أمّي .. قالَت
- اسئلة الهجرة الى الليل
- الهجرة .. الى العراق
- في كلّ اسبوعٍ .. يومُ جمعة
- مفيش فايدة .. شدّي اللحاف ي صفيّة
- عندما تعودُ مُتعَباً الى البيت
- في هذه الظلمة الشاسعة
- عمّي .. على كيفكُم ويّانه
- التخفيف من الفقر في العراق : محاولة لأعادة ترتيب الأولويات ف ...
- حملة الأحتجاجات الحالية ، و مأزق ترتيب الأولويّات المطلبيّة
- خرابٌ خاص .. خرابٌ عام
- عندما يأكل المسؤولُ .. كلّ الدجاجة
- رسائل .. ليست شخصيّة
- عندما تنامُ النواطير ، تأكلُ الثعالبُ .. دجاجةَ السُلْطة
- نهايات هادئة
- حُزَم الأصلاح .. والفخر الرازي .. و ايمان العجائز
- الرحيلُ .. إلى الحبشة
- مساء الثلاثاء .. يا شجرتنا الوحيدة
- الأصلاح والمناصب : ريع الفساد .. و ريع الراتب
- عن وزارة المرأة .. العراقيّة


المزيد.....




- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...
- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عماد عبد اللطيف سالم - حدثَ ذلكَ .. في السويد