المتعصبون هم أطفالٌ لا يلهوون

عندليب الحسبان

الحوار المتمدن-العدد: 4921 - 2015 / 9 / 11 - 11:47
المحور: الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
    

الانتماء إلى القبيلة والمذهب والعرق واللون , انتماءات قسرية , نرثها دون اختيار, وتمارس أثرها على رؤانا وسلوكنا أيضا قسرا , ومس هذه الانتماءات حتى لو كان بنيّة المداعبة لن يعني إلا الخدش , فهي ليمفاوية التركيب والوظيفة دائما مستفزة متأهبة لأي نفس غريب , لا تعرف إلا الدفاع عن الذات المتخيلة .
الحديث عن القبائل والمذاهب والأعراق والجناس بمنطق النصح والارشاد , وبلغة الوعظ والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لا يجدي سلما ولا يقيم أمنا , بل يستفزأكثر رد الفعل الدفاعي لهذه اللمفاويات فيأتي الرد في أغلب الأحيان كاسرا من طبيعة قسريتها , خاصة إذا كان الجسد الاجتماعي مسرطنا بالجهل والفقر والاستبداد , حينها يبدو أي مس لها وكأنك تأخذ خزعة من خلية سرطانية فتهيجها وتجننها وقد تفقد السيطرة على حركتها وانفعالها فتنثر خلاياها الانشطارية المجنونة في الجسد كله .......,
الانتماءات القسرية هذه طفولية لا تُحاكى بالقسر ولا تعامل بالكسر , فهي لا تفهم المنطق الرياضي العقلي بمقدماته واستنتاجاجاته واشتقاقاته , ولا تملك مهارات الادراك الحسي , لأنها أصلا انتماءات متخيّلة غير واقعية , وغير محسوسة ,وتملك قدرا فائقا من مهارات تجاوز الواقع بزمنه ومكانه ومعانقة جدود الماضي ,ومسامرتهم كأنهم حاضرون اللحظة بكل انفعالاتها وأحاسيسها .
الانتماءات الطفولية هذه, لا تفهم الكلام ولا تستوعب التجريد , هذه تناغى بالصوت والصورة , وبالحركة والايماءة , تهدهد بالموسيقى , وتشتت بالألوان , .....وتضبط حركتها بالرياضة واللعب .....
مهما فتحنا مدارس وجامعات , ومهما طبعنا كتبا ومجلات عن السلم الاجتماعي , ومهما بنينا مساجد ورفعنا أذانا وذققنا أجراسا , مهما قدمنا برامج توعوية تلفزية واذاعية ,..مهما ومهما ...لن يوقف هدير هذه المجاميع المستفزة في مخيلتها إلا اللعب واللهو , .....فالأطفال يحبون الانطلاق, يحبون الحدائق الخضراء والملاعب الواسعة ويعشقون دمى المسارح ..........

#عندليب_الحسبان (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل