أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - رسالة مفتوحة إلى السيد رئيس مجلس الوزراء العراقي حيدر العبادي














المزيد.....

رسالة مفتوحة إلى السيد رئيس مجلس الوزراء العراقي حيدر العبادي


كاظم حبيب
(Kadhim Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 4914 - 2015 / 9 / 3 - 19:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


السيد رئيس مجلس الوزراء العراقي حيدر العبادي المحترم
تحية طيبة وبعد،
حين مرَّت سنة كاملة على استيزارك ولم تفعل ما التزمت به واستمرار تدهور الأوضاع، هبًّ الشعب واصطف مطالباً بحقوقه المصادرة ومصالحه المغيبة وأموال خزينة الدولة المسروقة والمهدورة وتراجع الخدمات، ومنها الكهرباء والماء، وارتفاع نسبة الفقراء وتزايد عدد الأغنياء من السحت الحرام. وكان رد فعل المرجعية الدينية الشيعية تأييد تلك المظاهرات السلمية الهادرة وطالبت بالإصلاح الذي طالب بها المتظاهرون وإجراء تغيير جذري في طبيعة النظام السياسي الطائفي والمحاصة الطائفية المتعارضة مع الدستور العراقي ومصالح الشعب والوطن لإقامة مجتمع مدني ديمقراطي حر. عندها اتخذت بعض الإجراءات المهمة التي هلل الشعب لها وطالبك بالمزيد منها لأنها القاعدة التي يمكن أن يستقيم عليها وضع البلاد المشوه.
ولكن الأيام تمر مسرعة ورؤوس الفساد المالي والإداري وأولئك الذين سلموا الموصل وبقية المناطق المحتلة إلى عصابات داعش وقوى البعث المجرمة وغيرهم ما زالوا هم القوى الفاعلة والمؤثرة والمعرقلة لكل إصلاح يناضل من أجله الشعب. لقد كنت لفترة طويلاً مسؤول اللجنة المالية في البرلمان وتعرف حجم النهب والسلب ولديك كل القوائم ولم تفعل شيئاً ضد أولئك الكبار الذين سرقوا البلاد والعباد ونشَّفوا خزينة الدولة. أليس من حق الجميع أن يتساءل: لماذا لم يحصل ما ينبغي أن يحصل وأنت تتحدث عن الإصلاح والتغيير؟
أرى بأن الآليات التي تمارسها في تحقيق عملية الإصلاح والتغيير لا تحقق المنشود بل تخيب الآمال وتضعف زخم الحركة الجماهيرية، وبالتالي تقود إلى احتمال عودة، من لا يريده الشعب، إلى الحكم ثانية، وهي الطامة الكبرى التي تواجه الشعب والتي يمكن أن تفقده صبره. إذ يلوح في الأفق ذلك!
إن عشرات الآلاف من بنات وأبناء الشعب في طريقهم إلى المهجر ومن كل أنحاء العراق، بما في ذلك كردستان العراق، إلى الشتات العراقي. والمئات منهم يموتون، وهم في طريقهم إلى شم نسيم الحرية والديمقراطية والأمن والاستقرار، أما في البحر المتوسط أو في شاحنات نقل مغلقة لا يدخلها الهواء. إنهم يأسوا من احتمال الإصلاح والتغيير وضمان الأمن والاستقرار فغادروا العراق، فما العمل؟
أعرف أنك مقيد بعضوية حزب إسلامي سياسي طائفي، أغلب قادته الحاليين يناصبوك العداء ويساندون الخائبين نوري المالكي وعلي الأديب. ولهذا يفترض أن تدرك بأنهم سوف لن يتركوا لكَ وقتاً أطولَ لتحقيق إصلاح وتغيير السلطات الثلاث الفاسدة، كما إن الشعب غير مستعد للصبر أكثر بعد مرور أكثر من 11 عاماً على إسقاط الدكتاتورية ولم يتحقق لهم المنشود حتى الآن.
تقول في اجتماعاتك وعبر التلفزة: لا تراجع وسنحقق الإصلاح والتغيير! ولكن سؤال المتظاهرين وكل الشعب المستباح: متى وكيف؟ إن المشكلة تكمن في جوهر العملية السياسية الغلط، وهي التي تستوجب التغيير.
ينتابني الشعور بأنك تعيش بين مدينتي "نعم" و "لا"، بين راغب في التغيير وخائف منه، بين مدرك للكوارث الجارية والمحيطة بالوطن والشعب التي تستوجب التغيير، وبين ضغوط "الربع" والجيران التي ترفضه. ومثل هذه الحالة يجب أن لا تدوم، إذ لا بد من أن تحزم أمرك، فليس هناك من طريق آخر غير الاعتماد على الشعب الذي أيدته المرجعية بصراحة ووضوح.
لا بد من تشكيل لجنة متابعة شعبية وحكومية من رجال يتسمون بالاستقامة والديمقراطية لملاحقة تنفيذ قرارات الإصلاح، وأخرى تهيئ لك قرارات الإصلاح والتغيير الجديدة على مستوى السلطة التنفيذية والقضائية، إذ إنهما الجهتان المعرقلتان حالياً لكل إصلاح وتغيير، دع عنك مجلس النواب، الذي لم يفكر يوماً بمصالح الشعب، فهو غارق في مستنقع الدفاع عن مصالحه الجشعة وامتيازاته المذهلة.
إن قيمة القرارات الإدارية أو القوانين الإصلاحية الصادرة عن مجلس الوزراء أو مجلس النواب أو سلطة القضاء لا تكمن في مضامينها الجيدة على وفق مصالح الشعب والتقدم فحسب، بل وفي سرعة ودقة وسلامة وصدق تنفيذها وفي متابعة التنفيذ. فالثقة جيدة ولكن الرقابة أجود في أوضاع العراق الراهنة. إذ إن الفترة المنصرمة برهنت على تدهور القيم والمعايير الإنسانية والأخلاقية عند أغلب كبار المسؤولين بالعراق وشمل جسم الدولة العراقية. ولهذا لا بد لمن يريد الإصلاح والتغيير لصالح الشعب لا بد له من اتخاذ الإجراءات الكفيلة بمتابعة تنفيذ ما اتخذ ومواصلة إصدار القوانين والقرارات اللازمة لتحقيق التغيير وتنفيذها ومتابعتها. وبغير ذلك ستفشل العملية كلها وأعداء التغيير بالمرصاد لكَ وللشعب وطلائعه في آن واحد. ألا يجب أن نتعلم من تاريخ وتجارب العراق والعالم!!!
المواطن
كاظم حبيب



#كاظم_حبيب (هاشتاغ)       Kadhim_Habib#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما اللعبة الجديدة لمناهضي المظاهرات المطالبة بالإصلاح والتغي ...
- المغزى السياسي والاجتماعي لمشاركة الصدريين في مظاهرات الشعب
- رسائل متبادلة بين زميلين حول علوم الاتصال والإعلام والاقتصاد
- ألا يجب تغيير طاقم رجال الجمارك والأمن العاملين في مطار بغدا ...
- هل من تناقضات في قانون الأحزاب الجديد؟
- ماذا يريد المتظاهرون، وماذا يريد المناهضون لهم؟
- هل الإعلام الرسمي مؤهل لدعم أهداف مرحلة التغيير؟
- كيف يفترض مواجهة القوى المناهضة للإصلاح؟
- الإصلاح والسلطة القضائية بالعراق
- هل الحكام الإيرانيون يمارسون التدخل الفظ لوقف الإصلاحات بالع ...
- هل كان رئيس مجلس القضاء الأعلى أداة بيد صدام حسين ونوري الما ...
- هل يستحق هؤلاء المناصب التي احتلوها كنواب لرئيس الجمهورية؟
- كيف نعجل من زخم الحركة الشعبية المطالبة بالحقوق والواجبات؟ ك ...
- نظرات في كتاب -الخضوع السني والإحباط الشيعي- نقد -العقل الدا ...
- هل أدرك رئيس الحكومة الأبعاد الحقيقية لمطالب الشعب المتظاهر؟ ...
- هل من مصلحة إقليم كردستان العراق تعطيل الإجراءات الإصلاحية؟
- نحو تنفيذ وتكريس الإصلاحات بقوانين و آليات للتنفيذ - الوجوه ...
- نظرات في كتاب -الخضوع السني والإحباط الشيعي- نقد -العقل الدا ...
- ما الذي يحتاجه العراق للانتصار على الفساد والإرهاب؟ الفساد ن ...
- نظرات في كتاب -الخضوع السني والإحباط الشيعي- نقد -العقل الدا ...


المزيد.....




- ماذا دار في ‎أول اتصال بين السيسي ورئيس إيران بعد الهجوم الإ ...
- احتفالات مولودية الجزائر بلقب الدوري تتحول إلى مأساة وحزن
- بزشكيان لماكرون: العدوان الإسرائيلي دليل على أن خططنا الدفاع ...
- قبرص تعتقل مشتبها به في قضايا تجسس وإرهاب
- إيران تتعهد بتطوير صناعتها النووية بوتيرة أسرع بعد الحرب
- إيران تطلق الموجة 19 من هجماتها على إسرائيل
- رئيس إيران يعلن موقف طهران من التفاوض بشأن برنامجها النووي
- سوريا: إيقاف وسيم الأسد المتهم بالضلوع في تجارة المخدرات خلا ...
- إسرائيل حاولت زعزعة إيران فساعدت في توحيدها
- بانون يعارض الانضمام للحرب على إيران ويوجه تحذيرات لترامب


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - رسالة مفتوحة إلى السيد رئيس مجلس الوزراء العراقي حيدر العبادي