أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاطمة ناعوت - حزب النور، حاوي الحواة














المزيد.....

حزب النور، حاوي الحواة


فاطمة ناعوت

الحوار المتمدن-العدد: 4909 - 2015 / 8 / 29 - 21:39
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


كان الإخوان سُذّجًا مساكين. يتاجرون بـ"الدين"، أي بالإسلام. وكنا نمتعض من تجارتهم، ونكتفي بالضحك، ولا يصدقهم أحد.
لكن "حزب النور" أكثر ذكاءً ومكرًا. مجتهدون مثابرون، خرجوا من دكان الإخوان البسيط الضيّق، وافتتحوا لأنفسهم سوبر ماركت كبيرًا طوّروا فيه بضاعتهم وارتقوا سُلّم "الاتجّار" بدأب وحماس، حتى صاروا يتاجرون بـ"الأديان"، لا بالدين الواحد!
‫-;---;--‫-;---;--أيام موقعة "رابعة" التي احتلّ فيها الإخوان ميدان رابعة، سمعنا الأعجايب الهزلية التي لم يصدقها طفلٌ لفرط سذاجتها. هذا وهابيّ يُشبّه مرسي بالنبيّ يوسف عليه السلام الذي خرج من السجن إلى عرش مصر! فامتعض مَن سمع لصفاقة التشبيه، وهول المقارنة بين نبيٍّ عرفناه نابهًا ذكيًّا عادلا عفيفًا نقيًّا، وبين رجل تعس، لا أود الخوض في خصاله؟! امتعض مَن سمع لسخافة التشبيه. واكتفينا بالضحك، ولم يصدقهم أحد.
ثم جاء آخر، أكثر سخفًا، وحكى لمعتقلي رابعة الغافلين حلم منامه، أو رؤياه كما زعم، التي رأى فيها رسولَ الله محمد عليه الصلاة والسلام يطلب من الأخ مرسي أن يؤمَّ المسلمين، بمن فيهم الرسول، في الصلاة! فامتعض مَن سمع لصفاقة الزعم. واكتفينا بالضحك، ولم يصدقهم أحد.
وخرج آخر، أكثر رقاعة، يحكي حلمَه بأن الرسول قد نام واضعًا رأسه على ساق صاحبنا الحالم، فوضع الأخُ مرسي رأسَه العظيم على الساق الأخرى، كأنه ندٌّ للنبي. فامتعض مَن سمع لرقاعة الحلم. واكتفينا بالضحك، ولم يصدقهم أحد.
ثم جاءت أضحوكة رابعة حين أقسم المعتصمون الربعاويون أنهم رأوا بأمهات عيونهم الملاكَ جبريل وهو يهبط من علياء السماء إلى أرض رابعة الطاهرة لكي يؤيد الأخ مرسي ويدعو المعتصمين إلى المثابرة لأن نصر الله قادمٌ بعودة المعزول للحكم! فامتعض مَن سمع لركاكة الزعم. واكتفينا بالضحك، ولم يصدقهم أحد.
وقتها أطلق المصريون خفيفو الظل النكات اللاذعات قائلين في بعضها: "الإخوان بقالهم أكتر من 80 سنة. عمرنا ما سمعنا حد منهم شاف رؤيا ‘تحرير القدس"، وفي أيام قليلة، كلهم شافوا رؤيا ‘تحرير مرسي’"!
وزعم ظريفٌ آخر أن السيدة مريم العذراء قد ظهرت في "معتقل رابعة"، لتأييد مرسي المعزول بأمر الشعب، وأنها تطالب المسيحيين بالزحف لنصرته‬-;---;--! لكن الأقباط استقبلوا الكذبة بالضحك. وامتعض مَن سمع. واكتفينا بالضحك، ولم يصدقهم أحد.
ظل الإخوان يتاجرون بالدين الواحد (الإسلام)، ثمانين عامًا، ارتكبوا خلالها كل الموبقات والخطايا في حق مصر والمصريين، وأولاً في حق هذا الدين الذي شوّهوه بأفعالهم البعيدة عن منطق الله ومنطق الجمال والحق والعدل والتحضر، ومنطق العقل. وبعدما انكشفت سوءتهم أمام العالمين وسقط عنهم قناع الدين، ليظهر وجه النهم للسلطة والتعطش للدماء، انحسرت عنهم جموع المسلمين، فداروا دورتهم على المسيحيين من أقباط مصر لكي يتاجروا بالمسيحية (التي يكفّرون أتباعها جهارًا نهارًا)! لهذا راح الأشقاء المسيحيون يمزحون قائلين إنهم في انتظار تأييد بقية الرسل والقديسين للأخ مرسي، وعند تأييد السيد المسيح عليه السلام ذاته للأخ مرسي العياط، سيبدأون الزحف مع الزاحفين نحو رابعة.
في كل مزاعم الإخوان الساذجة، امتعض كلُّ مَن كان يسمع، وكنا نكتفي بالضحك. ولم يصدقهم أحد.
أما حزب النور، الأكثر مكرًا ودهاءً من بلاهة الإخوان، فكان له أسلوبه "العملي" الداهية. نجح، لسبب غامض، في اجتذاب بعض المسيحيين لينضّموا إلى الحزب السلفيّ، ففوّت علينا أن نطالب بحلّ الحزب بوصفه حزبًا دينيًّا مخالفًا للدستور. هنا، لم يمعتض مَن سمع. وتوقفنا عن الضحك. وصدقهم كثير من البسطاء.
كذلك، أيام الانتخابات البرلمانية السابقة، وقف "حزبُ النور" السلفيّ، في الأزقة والحواري وعلى نواصي الطرقات، يهتف في بسطاء المسيحيين من غير المتعلمين: "حزب النور، تبع العدرا أم النور. قرّب قرّب قرّاااااااب.” وانتخب العديد من بسطاء المسيحيين مرشحي حزب النور، وهم لا يدرون أنه الحزب الذي يكفّرهم نهارًا جهارًا، ويدعو عليهم في خطب المساجد بالويل والسبي وأن يريهم الُله فيهم عجائب قدرته. لم يدركوا أنهم انتخبوا الحزب الذي يجعل منهم أهلَ ذمة غير ذوي أهلية! وأن من أدبيات رجالات الحزب الأشاوس أن المسيحيين المصريين مستوجبون دفع الذمة مقابل عدم المشاركة في الدفاع عن وطنهم مصر في الحروب لأنهم ليسوا أهل ثقة، وغيرها العديد والعديد من آراء الانتقاص من حقوق مواطنتهم وجعلهم مواطنون من الدرجة الثانية كأنهم وافدون وليسوا أصحاب أرض!
أما جوهر الخدعة فجاء من الاسم الماكر "النور". فالسيدة العذراء البتول، مريم عليها السلام، من ألقابها في الأدبيات المسيحية: "أم النور"، لأنها حملت في أحشائها السيد المسيح رسول السلام. لهذا وقع في الفخ اللغوي بسطاءُ الناس، وانتخبوهم! ولست أدري من أين جاء هذا الحزب بالجسارة التي تجعله يسمي نفسه بالنور وهو ينادي بالرجعية والعنصرية والتباغض والظلام!!!
هكذا، كان الإخوان السُّذج يتاجرون بالدين الواحد، الإسلامي، أما أصدقاؤنا من حزب النور الأريب الماكر، فيتاجرون بالدينين، الإسلامي والمسيحي كما الحُواة الأذكياء. والعُقبى لليهودية، والبهائية والزرادشتية والطاوية والبوذية والكونفوشيوسية والأزيدية لكي يكتمل المسلسل الهندي الطويل.
أخفق الإخوان في المتاجرة بالدين ورحلوا عن سمائنا، لكن خطر حزب النور الذي يتاجر بالأديان كافة، ما يزال قائمًا منذرًا بالويل على باب البرلمان القادم. فاحذروا، واحذروا.



#فاطمة_ناعوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طاووس حزين
- هندوسٌ في الإمارات وأقباطٌ في مصر
- مَن يذكر -فرج فودة-؟
- قلب ابتهال سالم... عصفورة الجنة
- رسالة إلى نقابة المحامين.. نقابة العظماء
- الفارس -بدر عبد العاطي-
- جمال الغيطاني، ستعيشُ ألفَ عام
- سجّلْ يا زمان
- رئيس الغلابة
- قالت المحروسة
- قبطانةٌ على صفحة مياه القناة
- ماذا قال لي يختُ المحروسة؟
- هل تغفرين لنا يا مصرُ؟
- على متن يخت المحروسة
- هالةُ الأموات … تُجرّم نقدَ ما فات
- صخرتان من أرض القناة
- بلحةُ المحب... قضية
- نفرتيتي.... جميلةٌ أتلفها الهوى
- على شرف علي الحجار
- يقول الدواعش... يقول المصريون


المزيد.....




- السيد الحوثي: عداء اليهود الشديد للمسلمين يأتي للسيطرة على ا ...
- فرنسا: ترحيل إمام جزائري مدان قضائيا بـ-التحريض على الكراهية ...
- الحكومة المصرية تصدر قرارا يتعلق بالكنائس
- فرنسا ترحل إماما جزائريا بحجة -التحريض على كراهية اليهود-
- أحباب الله.. نزل تردد قنةا طيور الجنة الجديد 2024 وفرحي أولا ...
- حدث أقوى أشارة لتردد قناة طيور الجنة بيبي على النايل سات وعر ...
- هذا ما ينتظر المسجد الأقصى خلال عيد الفصح اليهودي الوشيك
- حامل ومعها 3 أطفال.. انقاذ تلميذة اختطفتها جماعة بوكو حرام ق ...
- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن استهداف موقع اسرائيلي حيوي ...
- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن استهداف قاعدة -عوفدا- الجو ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاطمة ناعوت - حزب النور، حاوي الحواة