أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد طه حسين - احزاب معدلة وراثيا!!!















المزيد.....

احزاب معدلة وراثيا!!!


محمد طه حسين
أكاديمي وكاتب

(Mohammad Taha Hussein)


الحوار المتمدن-العدد: 4903 - 2015 / 8 / 21 - 13:19
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


احزاب معدلة وراثيا!!!
محمد طه حسين
• ظهرت اخيرا في مجموعة بلدان اوربية و غربية خاصة في امريكا مجموعات ضاغطة متشكلة ضمن نقابات خاصة تناضل ضد انتشار فواكه و معلبات معدلة وراثيا و قد تبينت لهم بأن المنتوجات الزراعية تلك تشكل خطرا على صحة البشر و تشوه لديهم الارتباط الفيزيقي بالمناخ و الطبيعة بشكل عام ، علاوة على الاضرار التي تصيب المنظومة البايولوجية لاعضاء الجسم الانساني.
تزداد حاجات البشر كل ما حقق المزيد من المطالب التي تفرض عليه العقل من جراء البحث و التقصي في ما يحيط به و ما يضغط عليه الدوافع الانسانية و السايكوسوسيولوجية، المسألة الاساسية هي اللذة سواء اكانت آنية وقتية أم دائمية تحدد نوعية حياته باتجاهيها السعيدة و التعيسة ، السعادة لا تتحقق الا بسعي الانسان نحو التكامل و هذا ما نلتمسه من جراء ترجمة قدراته التي يمتلكها الى الاعمال و الاحداث بنوعيها الفيزيكي و العقلاني. وصل البشر في عصرنا الى مراتب عليا من المراوغات العقلية التطبيقية حيث لا يسعه المكان فأنه يتحرك متجاوزا له ليصل الى اللامكان و هو الفضاء السبراني . كل هذه الامور تحدد للانسان الجديد حاجات اخرى غير الحاجات بالمعنى البايولوجي للمفهوم بقدر ما هي حاجات ميتاعقلية مثل التلاعب بالجينات و من ثم بالدورة الحياتية لها. فالفصول (فصول السنة) لم تعد تحدد حركة البشر العاقل مثلما تكيف الانسان التقليدي سابقا مع الوقت و حركة الزمن بصورة انعكاسية، انه يتجاوز الترتيب الكلاسيكي الالهي و يتحول الى خالق من النوع الانساني كونه يبدع و في الابداع ينتصر الفرد على تفكيره التقليدي و يتجاوزه.
• اللذة الآنية عندما ترتبط من زاوية معينة بالسعادة، تأتي و تزول بفعل عوامل كثيرة و متداخلة مع بعضها البعض، بمعنى اللذات الآنية لا تقيس مستويات السعادة بالشكل النهائي بقدر ما تعطي اشارات بأن الفرد في اللحظة التي يمارس اللذة هو سعيد و يحس بنوع من الراحة منعكسة على جسمه و الحركات السلوكية التي يؤديها، من هذه العوامل تغيير المواسم في السنة و التبدلات المناخية التي ترتفع و تنخفض بتأثيراتها درجات الحرارة، و كذلك التركيبة الكيميائية للتربة في الفصول الاربعة للسنة ، العلاقة الفيزيقية بين تلك العوامل و التفاعل الطبيعي للفرد النساني تظهر لديه عادات سلوكية تؤطر بمرور الزمن ضمن ثقافة المجموعة التي توجد على المكان المحدد له للعيش.
التكوين الكيميائي للفرد في هذا المكان تكون بفعل هذه العوامل الفيزيقية و الاجتماعية و النفسية و لهذا قد نختلف نحن في ثقافتنا في نوعية التلذذ من فاكهة من الفواكه مع ثقافة اخرى في التلذذ بنفس الفاكهة (التين او العنب على سبيل المثال). بمعنى اوضح ان الكوردي يتلذذ من التين الموجود في ارضه و قد لا يتلذذ فرد تركي او انجليزي او.....الخ من نفس الموضوع، و العكس صحيح ايضا. بمعنى اوضح ان المكان بكل مكوناتها الفيزيقية و الكيميائية يتفاعل مع مكونات جسم الفرد و يتولد لديه نوع من اللذة قد لا تجدها عند افراد آخرين في مجموعات بشرية اخرى.
• الآن و في الزمن العولمي فقدنا المعنى الطبيعي للذة و نتعامل فقط مع نوع آخر من منها و هي لذة تعديل المنتوج وراثيا و هذا انجاز علمي كبير كي نجد الشيئ الذي نريده في اي وقت نريد و نتناوله. التعديل هذا له تاثير على التركيبة الكيميائية للمنتوج و قد يؤثر كما سبق لنا ذكره على البرمجة الجينية للبشر ايضا.
نأتي الى موضوع السياسة و نقيس الحالة الزراعية هذه بالعلاقة العضوية بين الافراد و المنظمات و الاحزاب التي تجمعهم اهداف يناضلون من اجلها.
الاحزاب بيننا على العموم لم تكن وليدة اللحظات السياسية المحلية و كذلك لا تحمل السماة الاساسية المجتمعية في طياتها بقدر ما استعيرت شكلا و مضمونا من ثقافات مختلفة حتى النخاع مع الراسمال الرمزي التي تفاعلت معها الذوات التي انتجها منذ غابر الزمان. مفهوم الحزب و العمل السياسي في هذا الاطار هو ناتج تفكير و عقل غربي ظهر من اثر التطور المرحلي و الشروط الجدلية و ليس ظهورا سحريا يملي على المجموعات التمسك به و التنظيم داخله وفق الاسس التي يحملها، هنا الحزب لا يعني مثلما يعنيه في منشأه الاصلي و لا يعمل مثلما يعمل هناك و لا يتطور ضمن المعايير الحديثة، انه كائن متملص من حقيقة وجوده العصري، يتحرك بقوة الروح الاسطورية التقليدية للاجداد، انه فعلا كائن غريب.
حزب يحمل عنوان كوسموبوليتي عريض و لكن الاعضاء المنظمين فيه لا يفهمون معنى و دلالة المفاهيم الاساسية التي توجد ضمن البرنامج الحزبي المؤسس عليها المبادئ، حيث تجد اعضاء من كل الطبقات و الفئات وفق التصنيف الاشتراكي للمجتمع، اناسا لا يجيدون لغة السياسة و النضال المدني ، اتى بهم القدر الى الحزب ارضاء لحالة انفعالية و عاطفية لا غير .
حزب آخر سمى نفسه اشتراكيا و يعمل على الطريقة القومية و يرفع شعارات بينها و بين الاشتراكية مساحات خيال و خيال، يغير الايقاعات الحزبية بين فينة و فينة، يعقد مؤتمرا و يخرج بلباس اشتراكي ديموقراطي و يسلخ قشرته العمالية عنه، يلعب لعبة حربائية احتمائية كيفما يشاء و كلما اقتضت الحاجة.
منظمة سياسية تحمل افكارا ديمقراطية و لكن لم تتجاوز الاعضاء فيها الى الآن ثقافة الصندوق و المراكز الانتخابية و القوائم و الحالة هذه ترتبط بالتعلم الشرطي البافلوفي اكثر منها بالدلالة القيمية و الاخلاقية لمفهوم الديمقراطية، لا يتحركون الا حسب اشارات المايسترو التي يقود الاصوات الخارجة عنهم.
حزب يحن الى الماضي و يرمز بيرقه بالايقونات المقدسة و يستقوي بالنصوص المنزلة و يسد ابواب التفسير و التاويل امام الكل كي يجبر الافراد على التنميط الشخصي الميتافيزيقي التي تغيب الفرد عن وجوده الفاعل الى الابد، اليس هذا هروبا من الواقع و نكوصا الى طفولة المجتمع البشري بالمعنى التحليلنفسي للمفهوم؟.
حزب آخر يغادر الحاضر و يتغنى بالمستقبل كي يزيل عن كاهله عبأ الواقع و يتحرر من الارتباط العضوي بمجريات الحاضر و العمل على تنظيم الحياة وفق الشروط و الاحداث التي نراها و نتأثر بها، ان لم تعني هذه السلوكات عالما ديستوبيا(عكس يوتوبيا) فما معناها اذن؟، المتأملون في الحياة ضمن المدن الفاضلة على الاقل يتخيلون التلذذ، و لكن الديستوبيا هي الاحباط المتكرر ضمن مسيرة الحياة.
كل هذه الاحزاب و المنظمات السياسية التي رسمنا خطوطها هي معدلة وراثيا بالمعنى البايولوجي للمفهوم و معدلة ثقافيا بالمعنى السوسيوسياسي.
هل ان التعديل جرى بالشكل السلس و المتوافق مع الحركة الطبيعية للمجتمع ام يجري باجبار الكل القومي على ان يعدل نفسه مع الاطار المستعار؟
هل الاحزاب المستعارة قد قننت ستراتيجيتها مع فلسفة المجتمع ام على المجتمع ان يتغنى على اللحن الجديد لاخراج صوت قد لا يعرفه و يستقبله الأذن الكوردي و دماغه؟.
كل هذه الحالات نحن نتعايش معها منذ قرن من الزمان و لم نجد منقذا الى الآن يرشدنا الى المناهل الحقيقية للفكر الكوردي و المستويات الطبيعية للمنتوج العقلي الذي يليق بنا.
بفعل هذه العوامل المذكورة و اخرى لم نذكرها تتجه الامة الكوردية الآن نحو التعديل الوراثي!! كما الفواكه و المعلبات التي نتناولها باستمرار حيث تضع عاجلا ام آجلا تأثيرات قاتلة على الاجسام، و الحالة هذه قد تفقدها اصالتها التراثية و القومية و تصيب الجسم الكوردي كأمة عريقة بالآيدز الثقافي حيث لا يقاوم اي شيئ و يستسلم امام اي مؤثر. و التسيس المعدل هذا يؤثر على البنية المجتمعية لنا و الفساد المستشري في الجسم المجتمعي خير دليل على التشويه الموجود، و كذلك الاحساس التملكي البدائي و الأنوية التي ثبتت في شخصية الفرد هي التي ابعدتنا عن وجودنا و كينونتنا الاصيلة .



#محمد_طه_حسين (هاشتاغ)       Mohammad_Taha_Hussein#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حديث عن فينومينولوجيا الذات
- ذاتنا المغتربة من منطلقات فكر اريك فروم
- الهروب من العقل .... الأدمان بالجهل!!!
- الذات السياسية و العودة الاسطورية
- أردوغان..... التقمص الفاشل لشخصية السلطان
- الهشاشة الوجودية... قراءة لخلفيات الآيدز النفسي و السوسيوثقا ...
- اللازمان و اللامكان الداعشي
- ما زلنا في حدود الذات.... ثالوث الذات ..القارئة و الكاتبة و ...
- ذات تتقنع........ذات تحن الى طفولتها!!
- مالك الدم الحزين!!
- الاصل الميتافيزيكي و السيبرنيتيكي للذات
- الذات المثقفة و الذات الاكاديمية
- اننا محكومون بأن نتلقى أكثر مما يعطي!
- أنانا لا يساوي ذاتنا
- ذاتنا و القلق الاخلاقي
- نحن كائنات المآزق
- مجتمع من الجماجم...مقبرة للتماثيل....حديث عن الديموقراطية و ...
- اطلاق التسميات في العراق ...هلاوس ام جهل معرفي؟.
- لماذا فشلت الديموقراطية كسابقتها الشيوعية في الشرق؟!!
- قلق الجغرافية....جغرافية القلق


المزيد.....




- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...
- سيبدأ تطبيقه اليوم.. الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول التوقيت ...
- مئات المستوطنين يقتحمون باحات الأقصى في ثالث أيام عيد الفصح ...
- أوكرانيا: السلطات تتهم رجل دين رفيع المستوى بالتجسس لصالح مو ...
- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...
- فيديو خاص عيد الفصح العبري واقتحامات اليهود للمسجد الأقصى
- “ثبتها الآن” تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah لمشاهدة ...
- بعد اقتحامات الأقصى بسببه.. ماذا نعرف عن عيد الفصح اليهودي ا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد طه حسين - احزاب معدلة وراثيا!!!