أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد طه حسين - اطلاق التسميات في العراق ...هلاوس ام جهل معرفي؟.















المزيد.....

اطلاق التسميات في العراق ...هلاوس ام جهل معرفي؟.


محمد طه حسين
أكاديمي وكاتب

(Mohammad Taha Hussein)


الحوار المتمدن-العدد: 4206 - 2013 / 9 / 5 - 11:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تقول هارولد لاسكي عن المسؤولين والمتنفذين السياسيين في البلدان النامية او ما كانت تسمى من قبل بالثالثة والآن بالثانية ( بأنهم جاءووا من كوكب آخر غير هذا الكوكب الذي نحن عليه الآن). هذا الاستنتاج الفكري الصادق جاءت من الاحساس الذكي لمن يراقب الاستراتيجية السلوكية والممارسة الادارية للاشخاص المنتمين الى الجنس الرابع!!! وهم المسؤولين.
افلا يختلف عين المسؤول عن اعين الناس العاديين؟ الا يختلف سمعه وبقية حواسه الاخرى عن الحواس الاعتيادية للناس الاعتياديين؟. لابد ان تختلف كل هذه الامور عن بعضها، والا كيف يرون اشياء ما لا نراه نحن، ويسمعون اصواتا ما لا نسمعه نحن، و يذوقون و يشمون اشياءً ما لا نذوقه و ما لا نشمه نحن عباد الله المتواضعين، و يلمسون اجساما و اجسادا بيننا و بينها مساحات وهم و خيال فقط.
يسمون الاشياء خارج اطر و استراتيجيات التسمية العادية، فالمسميات عندهم اشبه الى النمط الاعتباطي لبروز وظهور اللغة اول بروزها!.
الديمقراطية لديهم تقتصر فقط في القوائم و مافيها من اسماء الذين وضعوا اول خطاهم لان ينسلخوا عن جلدتهم ويصبحوا من الكائنات غير المرئية التي تظهر ومن ثم تسحر الناس بهم، وتختفي و لا يبقى لها من أثر.
وتقتصر ايضا في مراكز الانتخاب وصناديق الاقتراع والتي وضعت اصلا لقياس استجابات الناس على الطريقة الشرطية البافلوفية، اي السلوك المرتبط بمثيرات شرطية و من ثم الاحساس بالراحة عندما يرون بأن المثيرات الشرطية ( المراكز ، البطاقات، الصناديق، الابواق الاعلامية) قد اتت بثمارها الا و هي (لعاب الوعود الوهمية).
لا اقول متناسين او متجاهلين بل اقول بانهم لايعرفون ان الديمقراطية قد تجاوزت تعريفها الرمزي والاصطلاحي ورست في مرسى سايكولوجي و سوسيولوجي اي انها تأطرت في كونها متجسدة في منظومة من السلوكات و العادات التي تشكلت بنيانها من ممارسة الحياة بأسرها، بمعنى ان الديمقراطية اصبحت اسلوبا و نظاما للحياة تظهر رموزها و صورها الظاهراتية من الاستجابات والسلوكات اليومية الاجتماعية و النفسية و من ثم السياسية و الاقتصادية و في اطارها العام (الثقافية) للفرد الانساني.
بمعنى آخر ان الشخص الديمقراطي هو الفرد الذي يتبع خريطة سلوكية ديمقراطية و ان من سلوكه الذي يمارسه يعرف بانه تصرف ديمقراطيا و داخل محيط ديمقراطي ملائم لاظهار هكذا تصرفات.
ان قدرتهم العقلية لا تساوي القدرات المالية و الجسدية و الشهوانية لديهم، و لهذا ما زالوا هم على ضفاف الفكر لا يرون الا امواجه و نتائجه، هذا هو السبب الذي جعلهم يتلهفون وراء الاحداث التي لا يد و لاقدرة لهم في صناعتها، فالعاقلون و الذين يتعمقون في جحور ومتاهات و دهاليز الفكر هم الذين بأمكانهم صناعة الاحداث و معرفة الاتجاهات و الابعاد التي تتجه نحوها و يتخدونها.
السطحية في الفكر يجعل الفرد ان يرى فقط الوجه الخارجي و الشكل الماثل للعيان، ليس بمقدور الفرد من هذا النوع ان يستقرئ ويستنبط الامور والاشياء فالاليتان العقليتان (الاستقراء والاستنباط) تعطيان الفرد العاقل القدرة على الاستدلال و من ثم التعمق في التفكير و بعد ذلك الابداع في العمل سواء اكان العمل الذهني او العمل من الانواع الاخرى.
و بسبب الافتقار الى القدرة على التعمق و رؤية الماورائيات و تفسير الاحداث الظاهرة لا يعتب على السياسيين المتربعين على عروش السلطة كونهم مازالوا عند الرموز و تعريف المصطلحات و ليس لديهم القدرة على صناعة الاحداث ومن ثم توجيهها. فالديمقراطية كما اسلفنا ذكرها هكذا هي حالها لديهم، اما المصطلحات والمفاهيم الاخرى كالمجتمع المدني وحرية التعبير و التغيير والدستور والتجربة والازدهار الاقتصادي و الاصلاح السياسي تتلاعب بها الافواه والابواق كما تشاء فالبين شاسع جدا جدا بين الارضية التأريخية والمجتمعية والثقافية والاقتصادية لهذه المفاهيم والحروف المتبلورة في الكلمات المنطوقة كالديمقراطية والمجتمع المدني.... الخ. فالبرغم من انهماك الفرد العراقي عربه وكرده وتركمانه و....... الخ وانشغاله وراء الحصول على الاحتياجات البدائية والاولية اي (الاساسية) للحياة كي يبقى من حيث الوجود البايولوجي موجودا حيا يرزق فانه مايزال هو في حيز الحلم والخيال يطير فيطير فلا يصل الى المدينة الفاضلة او اليوتوبيا التي هو فيها موجودا متكاملا من حيث الوجود البايولوجي والوجود الروحي والنفسي اي في الاطار النهائي (الوجود المدني).
المدنية من حيث الشكل والمضمون تعني (الاختلاف) و العمل على أيجاد نظام و نسق من الدايناميكية للاشياء المختلفة، اي الشكل الذي توحد من الألوان المختلفة والحيز المتنوعة من الحياة ومن الوجود الانساني فالتوحد هذا لايعني المماثلة والصهر كما في المنظور الراسيستي والشمولي بل يعني توحد الموجودات المختلفة من حيث كون كل موجود هو مختلف عن الاخر شكلا وعقلا وفكرا وجنسا وعرقا ودينا ومذهبا واتجاها وميلا ورغبة ... الخ.

نرى هنا في العراق كما العقليات السابقة ان الاختلاف يتجه باتجاه وضع الدوائر الفاصلة بين كل لون وابراز الدائرة بلون محدد وفاصل تعبيرا عن الانا القوية المنعزلة فالافراد ينصهرون في بوتقه الكل الطائفي او العرقي او المذهبي وينسلخون من روح الانسان الفرد ويعطون القيمة الاعلى للكل الذي يتجه السياسي بها الى الهوس الذهني والاعتقاد بأنهم وحدهم لهم الحق بادارة الدولة واخذ زمام الامور، بمعنى ابراز اللون على اساس مخزونهم من القوة البشرية والايديولوجية.
فكيف يحبك السياسي الذي يدعوا زورا الى المدنية مابين الشعور والعقلية المتنامية هذه ومابين المدنية التي بنيت اساسا على اطلال هذه العقليات. نأتي الى الاستخدامات الخاطئة من قبل السياسي لمصلح (التجربة) والتي كثيرا ما ادخلت هذه الكلمة الى جمل وعبارات براقة كالتجربة الديمقراطية للشعب العراقي والتجربة الديمقراطية لشعب كردستان وكذلك للشرق الاوسط بأسره، فالتجربة بمفهومها التجريبي والتطبيقي، هي الظرف والوضعية التي يتخذها التجريبيون بحيث يضبطون المناخ لها كما ويضبطون العوامل المتفاعلة في التجربة ويراقبون عن كثب العوامل والمتغيرات الدخيلة لكي لا تؤثر سلبا على سير التجربة. فالتجربة العراقية تتفاعل فيها عوامل لاحصر لها ولا ارادة مرجعية سياسية عليها. ويتداخل فيها عوامل دخيلة المصالح والنفوذ الاتية من الجيران والجهات ذات العلاقة في الصراع. كثيرة هذه الانواع من العوامل فكيف تعطيك التجربة هذه نتائج صادقة وموثوقة وسط كل هذه المتناقضات والتجربة بيد جهات لايستطيعون بل لا يميلون الى ضبط وتهيئة المناخ الملائم لانجاحها والتوجه بها الى الديمقراطية اولا ومن ثم بناء المؤسسات المدنية ثانيا و.... الخ. اذا لاتتلائم ولاتنسجم التسميات التى يطلقونها عفويا على المفاهيم السالفة ذكرها، بهذا نبقى دائما عند الرموز والشعارات والهلاهل لها.
التسميات الدقيقة على المعطيات الموجودة تدل على الدقة في تحويل هذه المعطيات المحسوسة الى الادراك المنطقي والعقلي اي اعطائها المعاني التي نتعرف من خلالها على الاشياء كما هي. ولكن من الظاهر هنا في العراق تطلق التسميات كما تطلق الطلقات والقذائف وكما تنفجر العبوات دون ان تشخص الملامح والمضامين والاهداف، هذه الحالة اشبه الى الهذيان التي تصيب العقل والذهن وتشل قدرة الكائن البشري على معرفة الاشياء وادراك المحيط.
* كاتب كردى – اربيل – كردستان العراق



#محمد_طه_حسين (هاشتاغ)       Mohammad_Taha_Hussein#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا فشلت الديموقراطية كسابقتها الشيوعية في الشرق؟!!
- قلق الجغرافية....جغرافية القلق


المزيد.....




- شاهد رد مايك جونسون رئيس مجلس النواب الأمريكي عن مقتل أطفال ...
- مصادر تكشف لـCNN كيف وجد بايدن حليفا -جمهوريا- غير متوقع خلا ...
- إيطاليا تحذر من تفشي فيروس قاتل في أوروبا وتطالب بخطة لمكافح ...
- في اليوم العالمي للملاريا، خبراء يحذرون من زيادة انتشارالمرض ...
- لماذا تحتفظ قطر بمكتب حماس على أراضيها؟
- 3 قتلى على الأقل في غارة إسرائيلية استهدفت منزلًا في رفح
- الولايات المتحدة تبحث مسألة انسحاب قواتها من النيجر
- مدينة إيطالية شهيرة تعتزم حظر المثلجات والبيتزا بعد منتصف ال ...
- كيف نحمي أنفسنا من الإصابة بسرطانات الجلد؟
- واشنطن ترسل وفدا إلى النيجر لإجراء مباحثات مباشرة بشأن انسحا ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد طه حسين - اطلاق التسميات في العراق ...هلاوس ام جهل معرفي؟.