أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد طه حسين - قلق الجغرافية....جغرافية القلق














المزيد.....

قلق الجغرافية....جغرافية القلق


محمد طه حسين
أكاديمي وكاتب

(Mohammad Taha Hussein)


الحوار المتمدن-العدد: 2997 - 2010 / 5 / 6 - 17:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


اكثر الحالات المؤلمة لاغلبية الاكراد هى قلق الانفصال عن المكان، التعلق القوى بالمكان هو من السمات البارزة للشخصية الكردية ،التعلق ليس بالمعنى المرضى للمفهوم وانما بمعنى ان الكردي قد اشبعه محيطه البيئي، وجغرافيته الطبيعيه من كل شيئ ولم يبق له ميل او نزعة للتمادي على الحقوق الطبيعية للاخر العرقي لغرض تسديد حاجاته المتنوعة وابراز الانعكاسات العدوانية . الطبيعة الجغرافية لكردستان حققت للكوردي كل شروط الحياة والاستمرارية ولهذا انبتت لديه روحية التمسك والتعلق بهذه الطبيعة الغنية بكل معطيات العيش. كثرة النزاعات والصراعات بين القوى والمراكز السلطوية للامبراطوريات الشرقية تتحول بصورة متتالية الى غزوات واحتلال لمناطق النفوذ لبعضهم البعض ,لسوء الحظ ان كردستان بفعل موقعها الاستراتيجي الاهم تحولت دائما الى مناطق الاخذ والرد وجغرافية المساومة بين القوى المتصارعة وكانت ميدانا للشراسة العدوانية لهذه الامبراطوريات . ان اشكالية( ترك القرى والمدن والصعود والاختفاء في الجبال والترحيل والتنكيل ومحاولات الاقصاء وتغييرالهوية) جعل من الكردي ان يتخذ استراتيجية البقاء هدفا اسمى له. وهذه الحالة تولدت لديه قلقا مزمنا مع المكان، ويشعر دائما بانه انسان موسمي مثله مثل النباتات الموسمية تظهر فترة وتذبل عندما تنتهي الدورة الحياتية لها .عندما تصبح الجغرافيا مصدرا وموضوعا للقلق بمعنى ان الفرد توجه كل انتباهه الى المكان الذى يعيش فيه ويخاف دائما بان ينفصل عنه ويهجره .ان استمرارية الحياة مع القلق ومركزية الخوف المزمن هذا حوَل الخوف الى فوبيا المكان(خواف الجغرافيا).
ـ كيف ستمضي الحرب بين الامبراطوريات وعلى اية صيغة يتفقون ؟

ـ اذا انتهت الحرب العراقيةـالايرانية اين نصبح نحن والى يقذف بنا القدر؟
ـ اذا طرد الامريكان العراق من الكويت واكتفوا بهذا الاجراءماذا سيكون مصيرنا؟
ـ اذا انتهت المدة الزمنية المسموحة لعملية( توفير الراحة) هل تجددها البرلمان التركي وتسمح للامريكان محافظة شمال خط العرض 36؟
ـ اذا هاجم الجيش التركي او العراقي كردستان العراق ماذا نفعل واين نهرب ؟
ـ اذا استعمل صدام حسين السلاح الكيمياوي نتيجة مضايقة الامريكان له محاولة للقضاء عليه كيف نسلك ونتصرف؟
ـ اذا انسحب الامريكان من العراق كيف نواجه نحن الاكراد مصيرنا وباي شكل او اسلوب نتعامل مع مراكز القوى الطائفية والاتنيكية المختلفة في المنطقة؟
ـ هذه الهواجس والافكار تزيد باستمرار قوة القلق لدينا وتغذيها ,ولهذا اصبنا بداء القلق المكاني. وتحولت المنطقة نتيجة السمة العريضة المستمرة في شخصية اكثرية افراد المجتمع الى جغرافية مليئة بالقلقين الازليين . ان الجغرافية الاثنيكية للامة الكردية هي من اهم المناطق الاستراتيجية في الشرق الاوسط من حيث غناها الطبيعي وطوبوغرافيتها الخلابة ودورها كحلقة وصل بين مراكز القوى الامبراطورية والسلطوية قديما وحديثا . ولهذا لم يستقر الكرد اجتماعيا وسياسيا وثقافيافي مناطقهم الى الان.مرة بسبب محاولات السيطرة لهذه المراكز على اكبر مساحة ممكنة من الاراضي ، ومرة بسبب اعادة التوازن لتلك المراكز والجلوس على طاولة المساومات على الهبة الالهية وتقسيمها بينهم.
قلق الكوردي هو من المجهول ,خوف من شيئ او اشياء مبهمة,لا يسير النهج السياسي للعلاقات الدولية بشكل واضح نتيجة عدم وضع قضية الاكراد داخل دائرة الاستراتيجيات وابقائها فقط في الحيز التكتيكية والدبلوماسية. الدبلوماسية الدولية والقوى الكبرى لا تعير اهتماما بالبعد والعامل الديمغرافي والاثنيكي للامم والشعوب في المنطقة بقدر ما تهتم بالاشكال الكلاسيكية للتقسيم والمراكز التقليدية للقوى ، وابعاد التجارة والاقتصاد والحرب والافاق البعيدة للسيطرة الطويلة المدى ، ولا تهتم لحد الان بالتعامل مع الحقائق الاثنيكية والدينية والجغرافية والثقافية للمنطقة.
القوي دائما يضع الاضعف منه مفعولا به ولا يراه حليفا بقدر ما يتعامل معه كمادة جامدة .هذه النظرة الداريونية للعلاقات السياسية تصفع على القيم الانسانية والعقلانية وتعطي باستمرار الفرصة للقوي ان ينتج القوة ويستهلكها خارج وجوده الطبيعي.ان هذا القلق المزمن تحول بفعل كثرة التعايش معه والتكرار الدائم لدروسه وعبره الى حالة نفسية جماعية اصابت امة باسرها ولهذا نرى دائما اننا نثور جماعيا ونهدء جماعيا ونهرب جماعيا ونعود جماعيا ، نسلك جماعيا تجاه الاحداث والمؤثرات .......الخ.هذا السلوك الجمعي لا يعكس الجانب الايجابي للسلوك ,وانما يعني فقدان السيطرة الذاتية ومركز الضبط الداخلي للفرد . ان الارادة عندما تسلب من جماعة معينة تصبح عرضة لارادة المراكز الخارجية والسيطرة والضبط تكون خارجية وهذا هو من اسوء الخصال والعاداة التي تصاب بها جماعة معينة . هذا هوالمجهول الذي يواجهنا دائما، ونحن اصبحنا لسوء الحظ اكثر الجماعات انتظارا للمفاجئات نتيجة فقدان سيطرتنا وقدرتنا على صنع الحدث وتوجيهه.
عندما تضيع القدرة على صناعة الحدث ، بمعنى ان الفرد او الجماعة ليس بامكانهما اعطاء المعنى للحياة وادارة النظام الابستمولوجي الطبيعي للمعنى ، وعدم امكانية انتاج المعنى عندما يصيب به فرد او جماعة يجعله عرضة للاصابة بالفراغ الوجودي والذي دائما يحس الفرد في هذه الحالة بانه يتجه نحو المجهول والحياة ليست لها معنى وانه يدور في فلك الاخرين وانه ليس فاعل بقدر ما هو مفعولا به.



#محمد_طه_حسين (هاشتاغ)       Mohammad_Taha_Hussein#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- هذا ما قاله أبو عبيدة.. إسرائيل وحماس تتبادلان الاتهامات بعر ...
- في أول ظهور منذ مارس.. أبو عبيدة يتحدّث عن -معركة استنزاف طو ...
- البرازيل: المحكمة العليا تفرض على الرئيس السابق بولسونارو وض ...
- أكسيوس: إسرائيل تطلب من واشنطن إقناع دول باستقبال مهجّرين من ...
- هل تستحق مشدات الخصر كل هذا العناء؟ إليك 8 آثار جانبية محتمل ...
- روسيا تحكم بالسجن على 135 متظاهرا ضد إسرائيل بداغستان
- واشنطن بوست: الديمقراطيون يجرّبون الشتائم لمواجهة تأثير ترام ...
- أردوغان لبوتين: الاشتباكات في السويداء تشكل تهديدا للمنطقة ك ...
- غاليبولي الإيطالية تستضيف -حنظلة- قبل إبحارها لكسر الحصار عن ...
- صحفي يواجه نائبا جمهوريا بتصريحاته حول إبادة وتجويع المدنيين ...


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد طه حسين - قلق الجغرافية....جغرافية القلق