أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد طه حسين - ذات تتقنع........ذات تحن الى طفولتها!!















المزيد.....

ذات تتقنع........ذات تحن الى طفولتها!!


محمد طه حسين
أكاديمي وكاتب

(Mohammad Taha Hussein)


الحوار المتمدن-العدد: 4454 - 2014 / 5 / 15 - 00:48
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


التحدي و العناد كموقفان في الصراع البنائي سمتان بارزتان في شخصية الفرد القوية التي تتعالى على خمولها و تجنح الى ارادتها صوب الاهداف المحددة، المتحدي هو الفاعل لفعل صناعة الحياة على هواه، و هو المفكر لايجاد نوع من التلائم و التكيف المعقولان مع المحيط. و العنيد متلازمة المتحدي في وجهه المتحرك الايجابي، فالعنيد ما لا يرضخ لنمط معين و محدد من اشكال و اساليب الحياة، حيث يفعل فعله و يسوغ عناده بالارادة لحياة يتلائم مع ميوله و اتجاهاته و رغباته و حتى مع نسبة كبيرة مع غرائزه.
يقول ارنولد توينبي في كتابه بحث في التأريخ : ان ظهور كل مشكلة انما هو تحدي يلزم معاناة الامتحان. الامتحان لاجتياز المشكلة أو في المقابل البقاء للفرد لا حول له و لا قوة امامها، القصد هنا هو كيفية حل المشاكل التي تواجه الفرد او الجماعة في لحظات حدوثها و ايجاد سبل الخلاص للانتقال الى مواقف اخرى و هذا يراد له الارادة و الاصرار النفسي و تفعيل الذات في مواجهة المواضيع الموجودة خارجها، مواجهة الموضوع يعني الدايناميكية و التفاعل و اثبات لكينونة الفرد في مواجهة الموجودات المحيطة.
الحياة على النمط البدائي و قبل الحضاري كانت تتصف بالمسايرة اكثر ما وصفت بالايجابية في البناء سواء اكانت البناء النفسي للفرد او البناء الفيزيكي لما سميت بالحضارة، لان المخيلة الانسانية آنذاك او بالاحرى الخيال البشري لا يمت الى المكان بصلة اكثر ما يمت الى الحاجات الاساسية للعيش و الاستمرار ككائن عضوي بايولوجي فقط، المكان في ذهنية الانسان البدائي خلفية صورة تظهر من خلالها كشيئ ليس الا. عندما يتخيل الانسان المكان الآمن بمعنى انه تحول الى مرحلة البناء للعش او البيت وفق ما يتصوره غاستون باشلار حيث يقول في كتابه جماليات المكان : الانسان يشعر بالامان و الاحتواء و الالفة حينما يتخيل البيت. البيت هنا هو الحاجة الى الامن و التخلص من التهديد الطبيعي الانعكاسي.
التعلق بالمكان و الاصرار في البقاء فيه هو الحالة السايكولوجية التي تولدت منها الارتباط الروحي به و من ثم بناء العش الباشلاري عليه، و الفصل او التحرر ان جاز التعبير من أغلال القانون الطبيعي و عدم عبادته الى الابد.
ان العناد من هنا يبدأ حيث يصر البشر ان لا يتحرك وفق هوى الطبيعة و يبدأ من هنا التفكير في غزو الطبيعة و احتلال المكان و التسلط عليه. اذا كانت الحاجة ام الاختراع و المقولة هذه شائعة في ادبيات العلوم المختلفة ، فان للاختراع أبا و هو العناد على حد قول توينبي في استرساله للحراك و حيوية الحضارات، العناد يعطي البشر عزما و اصرارا على الاستمرار في العيش في احوال معاكسة دون ان تتجنب ما يلحق بك من خسائر فتذهب الى حيث العيش ايسر و اسهل، التعاند مع الشيئ بمعنى التفاعل معه وفق ثنائية الذات و الموضوع كون الاطياف العلائقية بين هذين القطبين تظهر منها الى الوجود البناء الفكري و المادي للحضارة و التمدن و الثقافة.
نحن كنا مستجيبين شرطيين للمثيرات البيئية و انعكاسيين في الرد عليها، ليس هذا مغالاة في التفسير و لا مبالغة في التعبير بقدر ما هو حقيقة نحس بها و نراها في الجوانب المختلفة في الحياة. اذا لم يكن كذلك فلماذا البقاء لحد الآن في طور البناء المكاني سواء المكان بالمعنى الاجتماعي او المجتمعي او المكان بالمعنى السياسي للكلمة؟. نحن لم نكن يوما ما تحدينا الطبيعة و ظواهرها العادية، سايرنا ارادة و قوانين الطبيعة و تحركنا وفق تحولاتها، بنينا المكان موسميا حيث الغضب المناخي و الطبيعي له دور اساسي في التحكم ببقائنا هنا او هناك.
المكان الكوردي للعيش اقرب الى التعامل الصوفي مع الارض منه الى التعامل العلائقي و العقلاني، الصوفية بالمعنى الكوسموبوليتي و ليس الديني او العمق التحليلي للكلمة. الاحتماء بالطبيعة و طوبوغرافيتها هو الآلية او اصدق ان نقول الاستراتيجية الافضل للبقاء.
حركة الكورد على المكان تحددها الفصول و المناخ كرحلة الشتاء و الصيف فهم يحملون كل ما لديهم معهم ، و بهذا فوتوا فرصة الاستقرار في المكان و هذا انعكس على الاستقرار النفسي لهم حيث القلق الازلي فيما يتعلق ارتباطهم بالارض. التجمعات الرحل لا تستطيع ان تبني الحضارة و البناء الفيزيكي لمكان العيش الدائم، فالجماعات التي بدلت اساليب حياتها و ارتبطت في علاقة وشائجية و حميمية بالمكان تمكنوا في السيطرة و بناء البيت الباشلاري عليها.
نحن كنا لم نكن نمتلك الحد الادنى من الادراك الذاتي حيث الذات لم تزل مغادرا العقل و الجسد و لا يمت بالانا اللحظية للفرد الكوردي بشيئ. ان لم تكن كذلك فلماذا لم نجد لحد الآن اثر العقل الكوردي في المكان و لا نرى منتجات عقلنا في الابعاد المادية للحضارة؟. ادراك الذات هو البداية للتصالح مع العقل الذي تمرد و تشرد من الجسد الكوردي كباقي الاجساد من المجتمعات و القوميات الآسيوية الاخرى، الذات لم تكن موجودة بالمعنى السايكولوجي للكلمة كون التكوين الذاتي وفق المنهج الظاهراتي النفسي هو ما توجد (الآن) زمنيا و (هنا) مكانيا حيث ما تنتج عنها سلوكيا هو نتاج التفاعل الوجودي بين قرارات النفس و الموجودات الخارجة عنها في العالم الخارجي، و كذلك الذات اللحظية هي المحور الاساسي و الروح المحركة للجسد و ما تنوي ان تتلائم و تتكيف معها في المحيط.
ان الذات الكوردية على امتداد هويتها الانسنية و القومية ادركت نفسها من خلال خارجها، الخارج المجتمعي و الديني و التراثي يعيد تعريف هذه الذات و تسميها وفق مسمياتها، الكل الثقافي لم تمنح الفرد فرصة الغوص في الداخل كي تترجم بعضا من مكنوناتها و لو الى اقوال او كتابات و ليس الافعال. الاستلاب الازلي للذات قمع ميل التحدي و وأد لها نزعة العناد، و بهذا تجلت الى السطح دائما ذاتا كسولا ذهنيا بحيث تعمل باستمرار باتجاه مسخ وجودها.
يقول اريك فروم عن الذات بان المرء يجب ان يضغي دائما الى نفسه فالاصغاء الى الذات هو عملية صعبة للغاية لان هذا الفن يقتضي قدرة اخرى نادرة ما توجد هذه القدرة حتى في الانسان الحديث و هي القدرة على ان ينفرد الفرد بذاته. نحن في الحقيقة و الكلام لحد الآن لفروم قد انشأنا رهاب الانفراد و نفضل اتفه صحبة أو حتى ابغضها و اكثر النشاطات خلوا من المعنى على ان ننفرد بانفسنا.
الاصغاء الى الذات بمعنى البدء في الحوار معها الحوار البناء و العاقل بين الانا و الذات كون الانا هو وليد اللحظة الراهنة و هو الشعور بكليتها و الذات هي التأريخ الطويل و العمر النفسي و الاجتماعي للفرد و كذلك هي الشعور و معه اللاشعور ايضا مثلما يراها كارل كوستاف يونك.
معرفة الذات لقدراتها و تقييمها لنفسها تبدأ من الحوار البناء بين الموجودين المتحدين مع بعضهما البعض (الذات و الانا). ذات غائبة عن الانا و انا لا يعير اي اهتمام للذات، الفصام الازلي بين الكائنبن النفسيين يرجع الى الفصام الحقيقي و الوجودي الذي انكب به البنية السايكولوجية للوجود الانساني و ذلك بفعل الفم الفاغر المفتوح المتحير للاحداث المحيطة و اسئلة العقل. الذات كانت وهما دائميا لدى هذا الكائن المغادر وجوده الى الاعالي و الغياهب و لهذا ليس من المستغرب ان نكتشف هذه الذات كانها كائنا طبيعيا تتعامل و تسلك وفق المعادلة السلوكية الكلاسيكية اي المثير و الاستجابة.
الذات من هذا النوع لن تطفوا الى السطح منذ ان نظمت نفسها وفقا للايقونات التي سلمت اليها حريتها و الانا الشعورية لديها لا يصغي الى الشياطين!! التي تناديه الى الخطيئة كي يواجه بفعله الى المواجهات المصيرية و يخرج من الاطاعة الابدية. الانصياع التي تأخذ منك كل شيئ و لا يعطيك غير الوعد اليوتوبي يأتي نتيجة الخروج الخاسر من الصراع بين الانا و الذات القابعة في الظلمات، ان الانسان اذا تطهر ابديا من نزعة المصارعة مع القوى المختلفة الداخلة و الخارجة له، فانه ينسلخ من الوجود الحقيقي و يبقى و هو دون القدرة على الاقدام نحو مجاهيل القوى المحركة للانسانية الحقة.
الموت الذي اعلنه ميشيل فوكو للانسان كان باعتقادي اعلان جريئ للخروج من البؤس الوجودي الازلي هذا و البحث عن اطار جديد و لانسان جديد يقوم قبل كل شيئ باعادة صياغة وجوده و علاقاته و ارتباطاته و كذلك انماط تواصله مع داخله و من ثم مع المحيط الفيزيكي و البشري له و كذلك مع العالم ككل. التوجه هذا لن يكون غريبا عن التوجه الفرومي حول نزوع اعادة تأسيس التاريخ البشري من جديد لكي نعيد بواسطته رسم الخريطة العلائقية له سواء مع نفسه او مع الايقونات التي سلمت لها اراديا او لا اراديا حرياته.
كل هذه النهايات التي تتحدث عنها الادبيات الحداثوية و ما بعد الحداثوية في الآونة الاخيرة لا تعطينا غير التصور و البعد التحليلي للطروحات التي تقدم الحلول الراديكالية لاعادة تاسيس الوجود الانساني.
اذا كانت التصورات الماورائية الفكرية تلك تعطي البدائل لنهاية النموذج الحالي للانسان و كان الفلاسفة الذي قدموا هذه الافكار أسسوها على الاحباط الناشئ لهم عن الانسان الاوروبي و المجتمعات الغربية، فماذا يقولون عن الفرد العراقي او الكوردي بشكل خاص و انه قابع في ظلمات الجهل بكافة اوجهها؟.
الانسان الغربي و منذ بداية التنوير و الادق ان نقول منذ بداية الحداثة يخطوا بخطوات مبرمجة وفق الانظمة و الدساتير العلمانية و الديموقراطية ، فالسلبيات التي جذبت الفكر الفلسفي و الاجتماعي و الثقافي لمفكريهم هي من فرط السلوك الحداثوي و لهذا نتجت عنها الافرازات التي هم يعتقدون بانها من سلبيات الديموقراطية. فالناتج السلبي هذا قيد الفرد الغربي بشكل آخر و جعله عبدا للشيئ و الآلة بدل ان يبقى عبدا للقوى الترسندنتالية.
فالعبودية تلك هي التي تحتل ذات الشخص و تحتكرها لغرض التحرك بها باتجاهات غير التوجه الانساني الخالص. فنهاية الحقبة الكوردية لتأريخ الذات يجب ان تكون نهاية لخداعها لنفسها اولا ثم الخلاص من الارث المزيف و المسخ المستمر لهذه الذات. كل هذه التصورات التي قدمناها عن الذات المقنعة الكوردية بأقنعة غيرها تثبت لنا حالة الاغتراب المتعدد الاوجه، فالانا الفوقية و الخارجة عن النفس بدل التوافق و الانسجام مع الميول و الرغبات و بعض الغرائز المحركة للسلوك دخل حربا طويلة الامد مع الذات افرزت بفعلها ذاتا مزيفا غادرت داخلها و دخلت في خصام محتشم و ضروس لا نهاية لها و لا افقا للخلاص.
اغتراب الذات الكوردي عن نفسها بكل وجودها سلب منها حس و شعور و روحية الانتماء الى دائرة الذات الضيقة لها اولا و من ثم الى الايقونات المؤسسة للبناء المجتمعي ثانيا و الى الارض ثالثا و الى الحضارة رابعا. هذه الحالة من الاغتراب تولد عصابا خطيرا و هو عصاب القلق الاساسي و الناتجة من الانفصال الشبه التام مع المواضيع التي يجب مواجهتها بشكل فعال و طبيعي و ديناميكي.
لاعادة الانتاج الشكلي و المضموني للذات و التي تظهر دائما بردائة عقلية و مساهمات بالية في الكيان المجتمعي.
الكل ا لمجتمعي المتجسد في الوجود الثقافي يعطي الدرجات العالية و القداسة المطلقة للقيم التي تنتج الانسان وفق الانماط البالية المغتربة باستمرار و المزيفة و المنحرفة عن الاصل و التي بدورها تطغي و تترسخ سمة الخضوع و المازوخية في هذه الذات. الشيئ الاكثر بؤسا للانسان المنفتح على نفسه و على خارجه هو الافتخار المزيف و المغلف للسلطات التي تنتجها المجتمع بهكذا نوع من الذات و الانسان المنسلخ .
السلطة الثقافية المتمثلة في الاعراف و التقاليد و كذلك من المؤسسات الواجهة للثقافة هم من مروجي النموذج المطيع و المسلوب ذلك و لهم باع جدي و فعال في صناعته و انتاجه، الهزال الفكري غير المنسق و غير المنظم و المتبين من الاصدارات المبتذلة و المنشورات البالية لا تؤدي غير ما تؤدي الى تعميق روح الاغتراب و الفصام التي ابتلت بها العقل الكوردي.
السلطة الدينية المتمثلة في البنيان التديني للانسان الكوردي و كذلك من المؤسسات و المنظمات و الاحزاب الدينية قولبت سياساتها و ستراتيجياتها للانتاج البالي للانسان المسلوب و ذات التوجه التلقفي و الذي يرى بان مصدر كل الخير هو في الخارج و يعتقد ان السبيل الوحيد الى الحصول على ما يريد مثل ما يشير اليه اريك فروم سواء اكان مادة ام عاطفة ام حبا ام معرفة ام لذة هو ما يتلقفه من الآخرين، انهم بحاجة الى ايادي كثيرة خارجهم ليشعروا بالامن فينبغي ان يكونوا موالين لخارجهم من حيث التفكير و كذلك العمل. الجرم الذي تقترفه السلطات الدينية و خاصة الدين السياسي بحق الفرد الانسان في مجتمعنا هو اعادة انتاج الماضي بكل اشكالها و الوانها و كذلك محاولتها تأصيل كل جديد تدخل عنوة الى جغرافية المجتمع و الكيان السايكولوجي للفرد، و هذا يبرر الشلل التفكيري و الذهني و استحالة جعل الافراد ان يراوغوا وسط الحراك العقلي العالمي الذي يطغي على الاسواق الثقافية و الاجتماعية و السياسية و الاقتصادية.
عدمية الذات الكوردي بالمعنى الهايدغري للكلمة تأتي نتيجة الغياب الذاتي في نفسها و كذلك في الاشياء ما حولها ، و هذا الغياب ما تطرق اليه فروم في مسألة الاغتراب و الذي يصبح الفرد دائما مزيفا في اظهار ما هو كامن في اعماقه الداكنة و يتجه نحو التشيئ المجرد من الفعالية الذاتية. نفس الحالة الاغترابية نستنتجها من غياب التفكير بين العمليتين العقليتين المدخلات من المعلومات الخامة و المخرجات من الكلام و التخاطب السطحي الفوقي ، بين هاتين العمليتين تغيب التفكير و التأمل و الذي يظهر من خلالهما الابداع المعرفي.
غياب التفكير في هذه الحالة يضعنا في الشك الدائم و التسائل الجدي ( هل ان الفرد بغياب العملية العقلية تلك تعتبر موجودا فعلا؟)، بمعنى ديكارتي اوضح ما لم يفكر الفرد من هذا النوع هل هو موجود و فاعل اساسي ام هو منفعل بتاثير المثيرات المحيطة؟.
حيوية الانسان تأتي نتيجة احياء الذات من جديد مثل ما يتصور المفكر الايراني الحداثوي داريوش شايغان حيث يقول في كتابه (الاصنام الذهنية و الذاكرة الازلية) بان تعليم التفكير تؤدي جدليا الى احياء الذات من جديد. احياء الذات بعدما سلبت من اصالتها و انسلخت من حقيقتها بتاثير النمطية البالية الموروثة اساسا من الارث الوضيع للانسان الذئب.
عندما يبدأ الانسان بالتدريب على التفكير و تعليمه بمعنى يستيقظ من غفلته و سباته و نومه الازلي و قرر ان يكون موجودا من النوع الرفيع العاقل الخارج عن الكائن العضوي الانعكاسي الاشراطي ، لحد الآن لم يقرر الذات الكوردية ان يفكر كذات مستقلة لها محوريتها في القرار، بل انها مرتبطة بايقونات مقدسة و شبه مقدسة و انهم في العلى يقررون مصيرها و وجودها. كائن من هذا النوع لا يستطيع ان يساهم و لو بشكل متواضع في جدلية الحراك الحضاري و لا يمكنه وضع حجر على البنية التكوينية لهذه الجدلية.
اقرار الذات ان تتعرف على نفسها واقعيا و كما هي و ليس كما تتراءى لها هذه الذات و هذه هي رؤية شايغان للفرد المتحرر هي الطريق الاصح للخلاص من هذه المعضلة الوجودية، هل يا ترى انضجت مثل هذه الارضية الخصبة للذات الكوردية لان تتحول جذريا ام تستحيل عليها الحركة وسط هذه الاغلال الدوغمائية و القيود الاصولية تلك؟.
بكل اسف نستنتج من التنظيرات تلك التي استرسلناها ان الفرد الكوردي قبل ان يكون اسير الخارج كان و لا يزال اسيرا لداخله ، الداخل يحجمه و الخارج يلجمه ، فيا ترى من هم المسوؤلون الاساسيون لصناعة ذات غير مقنعة و اصيلة تعيش كما يترائى لها و لا تبقى نكوصية دائما.

• كاتب و اكاديمي /اربيل-العراق



#محمد_طه_حسين (هاشتاغ)       Mohammad_Taha_Hussein#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مالك الدم الحزين!!
- الاصل الميتافيزيكي و السيبرنيتيكي للذات
- الذات المثقفة و الذات الاكاديمية
- اننا محكومون بأن نتلقى أكثر مما يعطي!
- أنانا لا يساوي ذاتنا
- ذاتنا و القلق الاخلاقي
- نحن كائنات المآزق
- مجتمع من الجماجم...مقبرة للتماثيل....حديث عن الديموقراطية و ...
- اطلاق التسميات في العراق ...هلاوس ام جهل معرفي؟.
- لماذا فشلت الديموقراطية كسابقتها الشيوعية في الشرق؟!!
- قلق الجغرافية....جغرافية القلق


المزيد.....




- مستوطنون يقتحمون مدنا بالضفة في عيد الفصح اليهودي بحماية الج ...
- حكومة نتنياهو تطلب تمديدا جديدا لمهلة تجنيد اليهود المتشددين ...
- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...
- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد طه حسين - ذات تتقنع........ذات تحن الى طفولتها!!