أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد الذهبي - عالم بخرائط














المزيد.....

عالم بخرائط


محمد الذهبي

الحوار المتمدن-العدد: 4900 - 2015 / 8 / 18 - 13:27
المحور: الادب والفن
    


عالم بخرائط
محمد الذهبي
منذ فترة طويلة لم يلج الى حديقة نادي اتحاد الادباء في بغداد، وبعد معاناة طويلة مع الذات وجلدها وتأنيبها والغوص في ادق تفاصيل عذاباتها غير المنتهية، قرر وكعادته بين فترة واخرى، ان يعلن انتفاضته على القيود الاسرية والمجتمعية، وتديّن زوجته غير المجدي، ويحمل خطاه المتهالكة مع خمسين الف دينار يضعها في جيب قميصه، وهوية الانتماء الى الاتحاد، وابنه الذي اصر ان يأخذه الى الطبيب ، بعد ان رآه يتهالك ويشعر بالحزن الشديد، فكان ان خيّره بين الطبيب وساحة الاندلس، فاختار ساحة الاندلس، حيث يرقد اتحاد الادباء، بصورة الجواهري الكبيرة، والنخلة الفارعة المحترقة.
كان يحاول فك اشتباك الاحداث الذي يدور في رأسه، وهبط في ساحة الاندلس ، وكله امل ان يغسل بعض ماعلق به من ادران الصحو خلال هذه الفترة الطويلة من الزمن، تفاجأ ان النادي مقفل، خف الى الحارس يسأله: ما الامر؟ لماذا النادي مقفل؟، هو فسحتي الوحيدة في بغداد، تعجب الحارس، انه مقفل منذ زمان، الم تسمع الاخبار؟.
كأنه خجل وهو الذي يدعي الثقافة من متابعة امر مهم كهذا، فراح يصلح خطأه وهو يردد: (لا سمعت، لكن قلت احتمال اعادوا تصليح الاضرار، وفتحوه ثانية)، اراد الهروب سريعا من عيون الحارس التي قرأت الكثير عنه، كيف كان وقع مقالتي في تلك الصحيفة في 2010 عندما كتبت عن نوري السعيد وهو يرفض اغلاق النوادي الليلية والبارات، وكانت المناسبة الهجوم على نادي اتحاد الادباء وغلقه، كنت حينها مواكبا للاحداث واستحضرت حكاية طريفة، حين اصر النواب في العهد الملكي على اغلاق النوادي، فتصدى لهم نوري السعيد، وقام بدعوتهم الى داره وهيأ الشراب والطعام وقام بصرف الخدم واقفل الحمامات.
لم تمر الا ساعة، حتى هرع النواب يبحثون عما يفك ضيقهم ، فوجدوا الحمامات مقفلة واستنكروا الفعل، وراحوا يعيثون فسادا وفوضى في حديقة المنزل الكبيرة، ورئيس الوزراء يضحك وهو يهيىء المفاجأة، هذا ماتريدونه، تريدون اغلاق البارات والنوادي لتتحول بغداد الى بار كبير، وتنتشر القناني الفارغة وتصبح الساحات والحدائق خرابا كبيرا، ولا تسلم حتى الازقة الضيقة، عندها فقط تنازل البرلمان عن قراره وتراجع عنه، لم يمض الا القليل، حتى اتصل بصديقه الكاتب، وشرح له انه في باب الاتحاد يرجو النجدة ويستغيث، اصطحبه صديقه الى مكتب في الطابق الرابع في احدى العمارات.
انهكه السلم الكبير والمتشعب، وازعجه انطفاء الكهرباء في كل حين، هذا المكتب اردت ان اعمل منه وكالة انباء، ولكنني لم استحصل الموافقات بعد، اتصل بصديقه صديق آخر يريد الحضور، فاستفهم من عندك في المكتب؟ فقال: فلان، فرد الصديق عبر الهاتف : لا اعرفه، لم يجد ان الامر يستحق العناء، تناول كأساً واحدة من العرق ، وغادر مسرعاً، مع ابنه الذي الح على التسكع في شوارع الكرادة، وهو يعلم عن اي شيءٍ يبحث ابوه وهو يفتش في الوجوه، فاصطحبه الى مقهى البغدادي، وجد صديقا غير حميم، استغرب من طريقة استقباله الباردة، فاقترح على ابنه الذي نصحه ببناء عالمه الخاص، العودة، عليّ فعلاً ان ابني عالمي الخاص، ساصنعه بنفسي.
هذا العالم الحالي لم يعد صالحاً للعيش، ولا حتى استذكار الماضي، وكما يقول الشاعر سعدي يوسف في احد اللقاءات: لم ارتح من حنيني الا بعدما قتلته، وانسجمت مع غربتي، فكان الابداع والحرية، لم اقل اني ساغادر العراق، فلم يعد هناك متسع للوجد ولا متسع من العمر، لكني ساجعل البيت النادي الذي افكر فيه، واجعل من كتبي اصدقاء لي وندامى، عليّ ان ابني عالما بخرائط، لا كما يريد عبد الرحمن منيف، عالما بلا خرائط، وعندها من الممكن ان اقتل حنيني وانشغل بعالمي الجديد، نعم هذا هو الحل الوحيد الذي يناسبني قبل توديع هذه الحياة، لم يستسلم للصحو على كل حال، ولجأ الى كبسولة وضعها للطوارىء وخلد في نوم عميق.



#محمد_الذهبي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اوزع في النار وصاياي
- وطن يعبر الحدود
- انا القصبة
- الانسان الاول والانسان الاخير
- عاشق
- لم يبقَ منكِ سوى قصيدة
- كلنا بانتظار غودو
- خمّارٌ جديدْ
- ماذا سافعل بالشمال وبالجنوب وبالوسط
- الغراب الاسود في البيت الابيض
- معاناة وكيليكسية
- ولاجل حبك قد هجرت صحابي
- الحصان
- انكيدو في اوروك لم يمت بعد
- سافتح ازرار الوقت
- القمر الاحمر
- قيثارة الشمس
- الاساور المدفونة
- اريد ان اطير
- نص صوفي وجد على اعتاب ضريح عارف كبير


المزيد.....




- السلطان و-الزواج الكبير- في جزر القمر.. إرث ثقافي يتوّج الهو ...
- -مكان وسط الزحام-: سيرة ذاتية لعمار علي حسن تكشف قصة صعود طف ...
- السعودية.. الفنان محمد هنيدي يرد على تركي آل الشيخ وتدوينة ا ...
- المخرج علي كريم: أدرك تماما وعي المتلقي وأحب استفزاز مسلمات ...
- وفاة الممثلة كيلي ماك عن عمر ناهز 33 عامًا بعد صراع مع السرط ...
- ليدي غاغا تتصدر ترشيحات جوائزMTV للأغاني المصورة لعام 2025
- عشرات الإعلاميين والفنانين الألمان يطالبون بحظر تصدير السلاح ...
- بين نهاية العباسي وأواخر العثماني.. دهاليز تظهر أثناء حفر شا ...
- ظهور جاستن ببير مع ابنه وزوجته في كليب أغنية Yukon من ألبومه ...
- تونس: مدينة حلق الوادي تستقبل الدورة الرابعة لمهرجان -نسمات ...


المزيد.....

- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد الذهبي - عالم بخرائط