أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فضيلة مرتضى - جامعة العلب














المزيد.....

جامعة العلب


فضيلة مرتضى

الحوار المتمدن-العدد: 4898 - 2015 / 8 / 16 - 20:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


جامعة العلب
فضيلة مرتضى
بين أكوام النفايات تنحني لتلتقط العلب الفارغة والقناني وقطرات العرق تصب من الراس وتزحف الى جانبي الوجه الأسمر الملئ بالخضون السوداء ليلتقون في حافة الحنك المرتجف لتسقط على فوطتها السوداء كحظها الأسود وسرعان ما تحولها حرارة الصيف المحرقة الى بخار يختفي مع وهج الحر لتستلم الفوطة زخات أخرى من العرق المالح . الجسد يبكي عرقآ وينزف مياهآ وأكوام من الخرق الأسود البالي الكالح يلفه , تجر جامعة العلب قدميها جرآ بوهن شديد وتستند على حدائد أحد الشبابيك القديمة أكلها الصدأ وجعلها حر الصيف جمرة ,تلف حول الحديد أصابع مرتعشة وتبكي حالها . أمرأة سبعينية مهيضة أتعبها ظنك العيش والوحدة وفراق الأحبة في وادي الوحوش الضارية وفي زمن إنعدام الحس الأنساني والشعور بالمسؤولية أمام محنة الآخرين .
في بيت قديم أنخر الزمن حيطانه وحفر أرضيته وأخلع بابه الأرهاب والتسلط تعيش تلك المرأة البائسة وبقطعة قماش وسخة وممزقة تسد باب البيت لتحتمي وتختفي عن أنظار المتطفلين وتخرج كل يوم منذ طلوع الفجر لتجمع القناني الفارغة لتبيعه الى المتعهد وتستلم منه 5000 دينار عراقي لاتسد حاجة يومية لفرد واحد .تعود من رحلتها اليومية مساءآ بعد أن تملأ الشوال{الگونية باللهجة العراقية الشعبية}، تعب وبحث بين النفايا في مناطق مختلفة وأرهاق وفي النهاية 5000 دينار هذا إذا أمتلأ الشوال. وهذه المهنة بات الكثير من العراقيين يمتهنوها لأنعدام فرص العمل وكثرة الأرامل والأيتام في وطن في باطن أرضه الكنوز ولكن يستولي عليها الحيتان الجائعة وسراقي الأوطان.
لم أتمالك نفسي, بكيت بحرقة لحال هذه المرأة العراقية البائسة...أي بلد تعيش؟! .. اليست أبنة بلاد الرافدين؟ أم أنا متوهمة ؟ وأين ساسة البلد المجرمون بحق الناس؟ يملئون كروشهم بما لذ وطاب دون تعب وارهاق ولانزف للعرق , أي عدالة هذه؟ ينامون على ريش النعام ويسبحون بالمياه العذبة ويشربون أطيب العصائر والمشروبات الباردة ويتمتعون بنور الكهرباء ونعمه ولاتنعمي عيونهم على ضوء الفوانيس في الخيام والأكواخ {الله لايوفقهم} ويعيشون في القصور المترفة والشعب تعبان وجوعان ومهان ناهيك عن الأرهاب والقتل والسلب والذبح على الهوية والهجرة والقائمة تطول {وكلها بأسم الله والرسول} . أرحلوا كافي بعد أيها المجرمون السارقون والفاسدون والمخاعون وأتركوا هذا البلد لشعبه المخلصين ولشبابه المتحمسين لبناء وطن للجميع . ألم تشبعوا {السم الهاري} في بطونكم . أرحلوا أرحلوا
16/08/2015



#فضيلة_مرتضى (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- راهنوا عليهم ولكن خسروا الرهان
- تراتيل الأنثى والذكر
- شد على الضلع الغضب
- عدت اليك
- رسالة من أم موجوعة
- مرايا الذكريات
- مختارات شعرية
- المطر الباكي
- فراشات تدور حول نار آلامها
- هزيز الشعور
- أحبك
- المرأة العاملة في العالم العربي
- المحطة الثانية
- الذي قلته البارحة لايتفق مع اليوم
- على أبواب الأحزان
- دموع بين اكف الثلج
- قالوا جئنا فأبشروا
- كفاك عذرآ وتعال
- ليلة هروب الملائكة
- كأس حواء وخيط آدم


المزيد.....




- النجمات العربيات يحوّلن ألبومات صيف 2025 إلى لحظات موضة وجما ...
- -أموله بنفسي-.. ترامب يعلق بشأن تخطيطه لتجديدات -قاعة الرقص- ...
- القطاع المنهك يواصل المعاناة.. انقلاب شاحنة مساعدات يودي بحي ...
- الصين وروسيا تجريان مناورات بحرية مشتركة في بحر اليابان
- حريق هائل في جنوب فرنسا يلتهم 10 آلاف هكتار من الغابات والمن ...
- ويتكوف يصل موسكو للقاء مسؤولين روس قبل أيام من انتهاء مهلة و ...
- الاحتجاجات تجبر إسرائيل على إجلاء موظفي سفارتها باليونان
- أفريقيا تتطلع إلى حلول ملموسة في قمتها الثانية للمناخ
- شعب العفر.. بين التضاريس القاسية والمطامع الإقليمية
- كيف تؤثر مشاركة المرتزقة الأجانب في تفاقم الحرب بالسودان؟


المزيد.....

- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فضيلة مرتضى - جامعة العلب