أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - يسرا محمد سلامة - وداعًا .. نور الشريف














المزيد.....

وداعًا .. نور الشريف


يسرا محمد سلامة

الحوار المتمدن-العدد: 4894 - 2015 / 8 / 12 - 17:00
المحور: مقابلات و حوارات
    


سيمضي عام 2015 حزينًا على كل المصريين ومُحبي الفن الراقي، فبعد رحيل الرقيقة الراقية فاتن حمامة، فاجأنا خبر وفاة العالمي عمر الشريف، وها نحن استقيظنا على خبر رحيل الكبير، المبدع، المميز بفنه وأخلاقه الرائع المحترم نور الشريف.
رغم أن بداياته الفنية كانت وسط جيل من العمالقة، إلا أنه استطاع أن يرسم لنفسه منهجًا فنيًا مختلفًا عن ما حوله، لمع اسمه بسرعة لا لموهبته الجميلة فقط، بل لصدق ما يقدمه، واندماجه الشديد في شخوص العمل، فهو يعشق الأدوار المركبة ذات الطابع الانفعالي التي تجعل المشاهد يظل ساكنًا في مكانه دون حراك، يحبس أنفاسه من أجل المشهد التالي الذي سيظهر فيه نور الشريف بأداء أفضل من المشهد السابق، فهو لا يُخيب أبدًا حُسن ظن الناس به، ممثل قدير بارع، لا يظهر في عمل إلا وقد حمل شهادة الجودة والتميز، فأعماله في مُجملها يُمكننا أن نُصنفها تحت بند "مشاهدة عائلية".
في السينما لا أنسى له ما حييت أفلام أيام الغضب، سواق الأوتوبيس – الذي يُعد واحدًا من أهم وأفضل أفلام السينما المصرية – هو وليلة ساخنة إخراج العظيم عاطف الطيب، حبيبي دائمًا، العار، زمن حاتم زهران، دماء على الأسفلت، كتيبة الإعدام – فيلمي المُفضل – دائرة الانتقام، الصرخة، أهل القمة، بئر الخيانة، جرى الوحوش، وغيرها من الأفلام الرومانسية أو التي تُعالج قضية ما.
أما في التليفزيون فحدث ولا حرج، إلا أن ثنائيته الشهيرة مع المبدعة عبلة كامل في مسلسل لن أعيش في جلباب أبي ستظل علامة فارقة في تاريخ الفن المصري وتاريخ الراحل نور الشريف، ما هذا الأداء؟!!، حرفية مُنقطعة النظير، تأخذك إلى عالم الرواية أو القصة المكتوبة دون أن تدري، فتجد نفسك مُرغمًا أسير للشخصية التي يُقدمها، ومُتابعًا للعمل ككل دون كلل أو ملل، وفي عائلة الحاج متولي الفانتازيا التي عرضها المؤلف مصطفى محرم بكوميديا راقية عالية المستوى، كان اختياره للمبدع نور الشريف مُوفقًا فلا أتخيل غيره من الممكن أن يكون الحاج متولي، وفي سعد الدالي كان الرهان الكبير الذي كسبه كل من اشترك في هذا العمل وعلى رأسهم الراحل الخلوق، فها هو يقدم من جديد شهادة إبداعه كواحدٍ من أفضل من أنجبهم الفن المصري على مر العصور، وفي الرجل الآخر كان لأدائه طعم مختلف، مثلما الحال في العطار والسبع بنات.
نور الشريف أو محمد جابر، لا يهم، فالفنان هنا لا ينفصل إطلاقًا عن الإنسان، كلاهما شخصية واحدة عظيمة معطاءة، مُحبة، تعشق ما تُقدمه، تتنفس الرُقى في شتى مناحي الحياة، فتلفظه في صورة أعمال خالدة، كان صابرًا على مرضه، راضيًا بقضاء الله، لم يتوقف عن عمله رغم المرض الذي كان ينخر في جسده يومًا بعد يوم، وبعد ما شهدناه من عام 2015 يُمكنني القول: نعم .. رحل آخر الرجال المحترمين، رحمك الله أيها القدير المبدع وجعل ما عانيته في أواخر أيامك في ميزان حسناتك إن شاء الله، فأنت باقيًا معنا رحلت بجسدك، وأعمالك وسيرتك الطيبة هنا نتوارثها جيل بعد جيل ونفخر أن كان بيننا فنان بقيمتك، بقيمة نور الشريف، وإنَّا لله وإنَّا إليه راجعون.



#يسرا_محمد_سلامة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هوس كليات القمة
- يا باغي الخير أقبل
- رمضان والسياسة
- بلاغ إلى من يهمه الأمر
- رسالة إلى والدي في يوم ميلاده
- فارس المؤرخين العرب .. أ. د. عمر عبد العزيز عمر
- أمي .. في يوم مولدها
- تعريف الصداقة
- أمي .. الأم المثالية
- مصر التي في خاطري
- المصلحة
- نكبة فلسطين وإرهاصاتها
- فن التعامل مع الغير
- للعدالة وجوه كثيرة
- بين التاريخ والدراما .. متى اللقاء؟!!
- سيناء .. مصرية
- الاقتصاد ولعبة السياسة
- الغيرة القاتلة
- فاتن حمامة .. مدرسة الفن الجميل
- التقدير


المزيد.....




- الحرس الثوري يُهدد بتغيير -العقيدة النووية- في هذه الحالة.. ...
- شاهد كيف تحولت رحلة فلسطينيين لشمال غزة إلى كابوس
- -سرايا القدس- تعلن سيطرتها على مسيرة إسرائيلية من نوع -DGI M ...
- تقرير للمخابرات العسكرية السوفيتية يكشف عن إحباط تمرد للقومي ...
- حرب غزة: لماذا لم يطرأ أي تحسن على الأوضاع الإنسانية للغزيين ...
- كيف تُقرأ زيارة رئيس الوزراء العراقي لواشنطن؟
- الكرملين: الدعم الأمريكي لكييف لن يغير من وضع الجيش الأوكران ...
- مسؤول إيراني: منشآتنا النووية محمية بالكامل ومستعدون لمواجهة ...
- بريطانيا توسع قائمة عقوباتها على إيران بإضافة 13 بندا جديدا ...
- بوغدانوف يؤكد لسفيرة إسرائيل ضرورة أن يتحلى الجميع بضبط النف ...


المزيد.....

- قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي / محمد الأزرقي
- حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش. / عبدالرؤوف بطيخ
- رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ ... / رزكار عقراوي
- ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث ... / فاطمة الفلاحي
- كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي ... / مجدى عبد الهادى
- حوار مع ميشال سير / الحسن علاج
- حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع ... / حسقيل قوجمان
- المقدس متولي : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- «صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية ... / نايف حواتمة
- الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي / جلبير الأشقر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - يسرا محمد سلامة - وداعًا .. نور الشريف