أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - يسرا محمد سلامة - فن التعامل مع الغير














المزيد.....

فن التعامل مع الغير


يسرا محمد سلامة

الحوار المتمدن-العدد: 4718 - 2015 / 2 / 12 - 21:02
المحور: مقابلات و حوارات
    


يقول المثل الشعبي "تعرف فلان؟ .. آه أعرفه .. طب عاشرته؟ .. لا ما عاشرتهوش، فتكون النتيجة يبقى ما تعرفوش"، حقيقة واقعية لخصها مثل شعبي توارثته أجيال عديدة عن صعوبة – بل استحالة – معرفة شخص بشكل جيد قبل التعرف عليه عن قرب، ومعرفته بشكل كامل وصحيح فيما يخص عاداته وطباعه وسلوكه وأخلاقه، ونظرته للأشياء، وطريقة تفكيره.
في عالمنا هذا، أصبح التعامل الافتراضي هو الوسيلة الوحيدة للتعرف على الشخص، وهى أيضًا الوسيلة المُثلى لقضاء معظم الوقت معه، والتحدث، لكن مع الأسف برغم طول الوقت، وبرغم كثرة المحادثات، وبرغم تيقنك الشديد من معرفته بشكل لا يساورك أى شك فيه، وقد تُجادل من يُخالفك الرأى عنه، تكون المُحصّلة النهائية، صدمة كبيرة عندما تجد نفسك أمام سقوط القناع الأخير، فتتفاجئ بما يُخبئه لك القدر عن هذه الشخصية.
حتى في التعاملات اليومية، زملاء العمل، زملاء الدراسة، هناك دائمًا شئ خَفى قد يقلب الطاولة رأسًا على عقب، ويُغير مفاهيمك وحساباتك تجاههم ، لأنك ببساطة لم تُعاشرهم، لم تعرفهم بشكل مُقرب، لم تُشاركهم الكثير من الاختبارات الحياتية، لتنكشف لكَ حقيقتهم، إذن فالعيب فيك – نعم فيك – لأنك تهاونت في حق نفسك عندما سمحت لهم بالتقرب منك، سمحت لهم بالدخول إلى عالمك، سمحت لهم باختراق تفكيرك وشغله بأمورهم، سمحت لنفسك بالاهتمام بهم، دون أن تُفكر ولو للحظة واحدة، هل أنا في حياتهم فعلا؟!، هل أشغل مساحة ولو قليلة من تفكيرهم؟!، هل أمري يهمهم؟!، أسئلة كثيرة لو كان في استطاعتك الإجابة عليها قبل فوات الأوان، لما حدثت الصدمة، بل ستتحكم وقتها في جميع المفاتيح التي تجعل علاقتك بهم متوازنة، فلا ضرر ولا ضرار، تلك هى المعادلة الصعبة، فعلى قدر فهمك، تكن سعادتك في التعامل مع الآخرين، وعلى قدر طيبتك، يحدث لك ما يحدث من إهمالٍ وتحقير، واعتمادٍ عليك في كل الأمور صغيرها وكبيرها، حتى أنك قد تتحمل مسئولية أشياء لم تقم بها، لمجرد أنك تحميهم أو تُغطي عنهم، فهى حماقة منك، لكنها الطيبة، التي قد تفعل أسوأ من ذلك، وتجعلك لا ترى بواطن الأمور وحقيقتها.
إذن ما الحل؟!!، الحل أن تجعل بينك وبين من تتعامل معه المساحة، التي لا تسمح أن تُدمر بها نفسك، أن تجعلك ذو قيمة في عينه، فلا يُمكنه أبدًا التخلي عنك، ويضعك في منزلة تستحقها أنت، هذه هى الخلاصة في فن التعامل مع الغير، وهى في نفس الوقت نصيحة غالية من شخص جعلته التجربة يُدرك أن الحياة ليست سهلة مثلما كان يعتقد، وأن "قلوب الناس ليست الجنة، فلا تتعب نفسك من أجل البقاء فيها".



#يسرا_محمد_سلامة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- للعدالة وجوه كثيرة
- بين التاريخ والدراما .. متى اللقاء؟!!
- سيناء .. مصرية
- الاقتصاد ولعبة السياسة
- الغيرة القاتلة
- فاتن حمامة .. مدرسة الفن الجميل
- التقدير
- العيب فينا
- حصاد 2014
- عن معنى الثقة أتحدث
- الحقيقة التائهة


المزيد.....




- صناعة السيارات الكهربائية الصينية تستعد لغزو العالم.. هل أمر ...
- صناعة الساعات.. هل لها مكان في القرن الـ21 أم هي من الماضي؟ ...
- مرحباً بكم في أول سباق من نوعه.. -سباق الحيوانات المنوية-
- -بشروط-.. الإمارات تلغي حظر السفر على مواطنيها إلى لبنان بدا ...
- -الطريق إلى اتفاق أو حرب مع إيران يمر عبر السعودية- - هآرتس ...
- الحوثيون يستهدفون مطار بن غوريون بصاروخ باليستي، وإسرائيل تت ...
- مقتل شخصين في الفلبين إثر اصطدام سيارة بممر رئيسي في مطار ما ...
- استهداف مطار بن غوريون.. إسرائيل تهدد الحوثي بالرد -بسبعة أض ...
- موقع -واللا- العبري يكشف حقيقة دور تركيا بإلغاء زيارة نتنياه ...
- أردوغان: إسرائيل تتغذى على الدم والفوضى وخطواتها في سوريا ته ...


المزيد.....

- تساؤلات فلسفية حول عام 2024 / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي / محمد الأزرقي
- حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش. / عبدالرؤوف بطيخ
- رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ ... / رزكار عقراوي
- ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث ... / فاطمة الفلاحي
- كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي ... / مجدى عبد الهادى
- حوار مع ميشال سير / الحسن علاج
- حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع ... / حسقيل قوجمان
- المقدس متولي : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- «صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية ... / نايف حواتمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - يسرا محمد سلامة - فن التعامل مع الغير