أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - يسرا محمد سلامة - الحقيقة التائهة














المزيد.....

الحقيقة التائهة


يسرا محمد سلامة

الحوار المتمدن-العدد: 4648 - 2014 / 11 / 30 - 00:22
المحور: مقابلات و حوارات
    


أُسدل الستار اليوم على محاكمة القرن، بحكمٍ أقل وصف له بأنه متوقع، لأسباب عديدة، أولها وأهمها – كما ذكر اليوم محامي حسين سالم متباهيًا في حديث إعلامي – الورق المُقدم للمحكمة لم يكن كافيًا لاتهام أى شخص مسئول وقت وقوع مظاهرات 25 يناير 2011 بجريمة قتل المتظاهرين، أو حتى اتهام أى من مسئولي النظام السابق بجرائم الفساد التي شهدتها البلاد على الأقل طوال العقد الأول من الألفية الثالثة.
والسؤال الآن – وهو بالمناسبة ليس له علاقة بقاضي النطق بالحكم – هل التهليل والتطبيل والفرح الذي ظهر على وجوه كل من كان في قفص الاتهام، أو حتى من المحامين الذين ترافعوا معهم حقيقي؟!!، بمعنى هل هم بالفعل فرحين ببرائتهم لأنهم لم يفعلوا هذا الجُرم؟ أم الفرح ظاهري فقط من أجل إثبات إدعائهم خلال الثلاث سنوات الماضية بأنهم لم يفعلوا شيئًا؟!!.
نعم الحقيقة لا يعلمها إلا الله، لكن المنطق يقول أن شهداء 25 يناير ومن سقطوا مدة الـ 18 يوم التالية حتى إعلان مبارك تنحيه بعد رضوخه لثورة الشباب، يقول بما لا يدع مجالاً للشك أن هناك من قتل ودمر وخرّب وانتهك ممتلكات، أما عن قضايا الفساد فحدث ولا حرج لأنها عديدة وواضحة والمسئول عنها معروف – غير مجهول – فمن الفاعل؟!!، ولماذا لم يُعلن عنه في حيثيات الحكم بالبراءة – مع تسليمنا بها شكلاً وموضوعًا – الأكيد أن هذا الشعب لم يقتل نفسه بنفسه، ولم يقم بالتخريب، وانتهاك الممتلكات، ولم يتصدر المشهد في قضايا الفساد، حتى نُنحي من دخلوا القفص متهمين جانبًا، ونُدخل بدلاً منهم هذا الشعب.
يُنادي الكثير الآن بوجوب وقوف المؤرخين في وجه هذا الحكم الظالم، وكشف الحقيقة كاملةً للتاريخ ولوجه الله تعالى، بل وذهب البعض إلى ضرورة إعادة كتابة التاريخ من جديد وإلغاء ثلاثين عامًا من حكم شخص – بل من الممكن أن نَقل نظام – عاش بيننا، ومع كامل احترامي لكل هؤلاء، إلا أنه لا تصح كل هذه المنادات، لسبب بسيط جدًا، أنه من المتعارف عليه عند كاتبي التاريخ أو الباحثين فيه، لا يجوز كتابة أى حدث إلا بعد مرور فترة كافية عليه، لا تقل في بعض الأحداث عن ثلاثين عامًا، وفي أحداثٍ أخرى عن خمسين عامًا، لكى تنكشف الحقيقة بشكل كامل، وتظهر المستندات والوثائق الكافية للكتابة بأريحية شديدة وبعيدًا عن أى هوى، وبموضوعية منطقية مُقنعة، إذن لا يجوز لنا أن نتسرع في إصدار الأحكام وتهييج الرأى العام على فكرة انعقاد محكمة التاريخ في اللحظة الآنية، التمهل هو المطلوب في مثل هذه المواقف، عندها سينكشف كل شئ وستستبين الحقائق والأمور أكثر وأكثر.
الحقيقة إذا اختفت اليوم وتاهت في دروب عدم كفاية الأدلة، والأوراق التي تشوبها ثغرات عديدة، والتي استطاعت الأسماء الكبيرة في عالم المحاماة اختراقها بسهولة وإظهار الثغرات لصالح موكليهم فيها، لا يمكن استمرار اختفاؤها لفترات طويلة، فدولة الظلم ساعة ودولة الحق كل ساعة، وإذا هم اليوم فرحون بحكمٍ شابهُ الكثير من علامات الاستفهام، لكن إنّ غدًا لناظره قريب، وسيعلم الذين ظلموا أىَّ منقلبٍ ينقلبون، إلى متى سيظل هذا الشعب مجنيًا عليه؟!! لا أدري، لكن كل ما أعرفه وكلي يقين به أن عدل الآخرة ليس بعده عدل، فصبرٌ جميل.

يسرا محمد سلامة
باحث دكتوراه /جامعة الإسكندرية





#يسرا_محمد_سلامة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- وزير دفاع أمريكا يوجه - تحذيرا- لإيران بعد الهجوم على إسرائي ...
- الجيش الإسرائيلي ينشر لقطات لعملية إزالة حطام صاروخ إيراني - ...
- -لا أستطيع التنفس-.. كاميرا شرطية تظهر وفاة أمريكي خلال اعتق ...
- أنقرة تؤكد تأجيل زيارة أردوغان إلى الولايات المتحدة
- شرطة برلين تزيل بالقوة مخيم اعتصام مؤيد للفلسطينيين قرب البر ...
- قيادي حوثي ردا على واشنطن: فلتوجه أمريكا سفنها وسفن إسرائيل ...
- وكالة أمن بحري: تضرر سفينة بعد تعرضها لهجومين قبالة سواحل ال ...
- أوروبا.. مشهدًا للتصعيد النووي؟
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة بريطانية في البحر الأحمر وإسقا ...
- آلهة الحرب


المزيد.....

- قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي / محمد الأزرقي
- حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش. / عبدالرؤوف بطيخ
- رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ ... / رزكار عقراوي
- ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث ... / فاطمة الفلاحي
- كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي ... / مجدى عبد الهادى
- حوار مع ميشال سير / الحسن علاج
- حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع ... / حسقيل قوجمان
- المقدس متولي : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- «صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية ... / نايف حواتمة
- الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي / جلبير الأشقر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - يسرا محمد سلامة - الحقيقة التائهة