أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - يسرا محمد سلامة - بلاغ إلى من يهمه الأمر














المزيد.....

بلاغ إلى من يهمه الأمر


يسرا محمد سلامة

الحوار المتمدن-العدد: 4814 - 2015 / 5 / 22 - 16:11
المحور: مقابلات و حوارات
    


"اطلبوا العلم ولو في الصين" حديثٌ دارج يُحفِّز طالب العلم على الارتقاء بعلمه وطلبه حتى لو سافر إلى أماكن بعيدة، وهو الأمر الذي فعله الزميل الباحث عبد الله السعدني عندما قرر ترك أهله وذويه، والسفر إلى روسيا وتحديدًا إلى سان بطرسبورج من أجل طلب العلم والحصول على درجة الدكتوراه في التاريخ الحديث والمعاصر، باحثٌ في دار الكتب المصرية، تم ابتعاثه إلى روسيا من أجل استكمال دراسته، في منحةٍ يتقاضى مصاريف شهرية عنها 500 دولارًا – ورغم أن الرقم ضعيف ولا يَرقى للمبالغ التي يتقاضاها المبتعثون من الدول الأخرى، ولا المبتعثون المصريون في التخصصات الأخرى في روسيا – إلا أنه حاول العيش بهذا المبلغ في مدينةٍ مشهورة بغلاء الأسعار، لكن المسئولين في دار الكتب كان لهم رأى آخر عندما قاموا بتخفيض هذا المبلغ إلى 250 دولارًا – مع أنَّ لجنة البعثات وافقت على صرف الـ 500 دولار وذلك مُثبت في الأوراق الرسمية – ومما زاد الطين بلة كما يقول المثل أنه لم يكتفوا بذلك بل قاموا بصرف هذا المبلغ له كل ثلاثة أشهر وليس شهريًا كما هو مُقرر، الأمر الذي أثَّر على الباحث نفسيًا وجسمانيًا وعلميًا أيضًا، فكيف لباحثٍ في الغربة أن يعيش بهذا الشكل، ألم يعِ هؤلاء المسئولين أعباء البحث العلمي؟!، ألم يكونوا هم أنفسهم باحثين يسعون للحصول على درجاتهم العلمية مثلهم في ذلك مثل الزميل الفاضل؟!، والأدهى من ذلك أن من قام بابتعاثه وتقديم المنحة له وزير الثقافة الحالي الدكتور عبد الواحد النبوي الذي كان رئيسًا لدار الكتب وقت منحة عبد الله، لذا فهو يعلم جيدًا قدرات الباحث وإلا لما ابتعثه فكيف يكون طالب علم غير متفوق ويتم منحه بعثة في بلدٍ مثل روسيا، بلد لغتها غريبة عنَّا فاللغة الروسية ليست اللغة الأم على مستوى العالم، لكنه كافح ودرسها، طوال ستة أشهر بجانب دراسته في جامعة سان بطرسبورج المرهقة المُكلفة، كل هذا وأهله يتحملون معه مصاريفه كاملةً، رغبةً منهم في مساعدته والوقوف بجانبه، وهم وطنه الأصغر، فهل سيقف معه وطنه الأكبر أم يتركه يتخبط في دروب مَشقة العلم وتيه الاغتراب وحده؟!!
الحقيقة هو لن يصمد كثيرًا في هذا الوضع الغريب الشاذ، بل سيجمع شتات نفسه ويلم ما بقى من كرامته التي أُهدرت بين أوراق الروتين ونفوذ من لهم الأمر والنهى في هذا الموضوع، وسيعود مرة أخرى إلى مصر، ليبقى وسط أهله، لكن السؤال الذي يفرض نفسه على كل ما حدث هل سيستطيع هذا الباحث الشاب النابغة في تخصصه أن يُكمل دراسته في بلده، أم سيندم أشد الندم على مجرد فكرة استكماله لدراساته العليا، ويقول يا ليتني ما أقدمت على مثل هذا العمل؟!!، خسارة لن يندم عليها هو بل وطنه الذي ضحَّى به في مقابل حِفنة من المال لا تُساوي شيئًا أمام ما كان سيكسبه في حالة لو استكمل هذا الباحث دراسته هناك.
البحث العلمي صعب جدًا ومُكلف ليس في المال فقط، بل ذهنيًا ونفسيًا وجسمانيًا فهو يستنفذ كل ما لدى الباحث من قدرات، وكل من يعمل في حقل البحث العلمي يعلم ذلك وعانى منه الأمّرين عندما خاضه، فلماذا لا تُراعون ذلك يا أولي الأمر، كنت لا أود أن أكتب مقولة العالم الجليل الدكتور أحمد زويل عندما قال "في الغرب يقفون بجانب الفاشل حتى ينجح، أما في الشرق يحاربون الناجح حتى يفشل"، وللأسف مضطرة اقتنع بهذه المقولة واعتبرها حقيقة صادمة، وإنّا لله وإنّا إليه راجعون.



#يسرا_محمد_سلامة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة إلى والدي في يوم ميلاده
- فارس المؤرخين العرب .. أ. د. عمر عبد العزيز عمر
- أمي .. في يوم مولدها
- تعريف الصداقة
- أمي .. الأم المثالية
- مصر التي في خاطري
- المصلحة
- نكبة فلسطين وإرهاصاتها
- فن التعامل مع الغير
- للعدالة وجوه كثيرة
- بين التاريخ والدراما .. متى اللقاء؟!!
- سيناء .. مصرية
- الاقتصاد ولعبة السياسة
- الغيرة القاتلة
- فاتن حمامة .. مدرسة الفن الجميل
- التقدير
- العيب فينا
- حصاد 2014
- عن معنى الثقة أتحدث
- الحقيقة التائهة


المزيد.....




- هاريس تدعو للتهدئة بالشرق الأوسط وتحذير أممي من اندلاع حرب ش ...
- ليس بالصبر الإستراتيجي وحده تحيا إيران الآن
- -ميلتون- المدمر يتسبب بسقوط قتلى ويقطع الكهرباء عن الملايين ...
- ماذا قال أوباما عن الرجال السود الذين سيصوتون لترامب بدلا من ...
- -وول ستريت جورنال-: دول عربية تبلغ واشنطن رفضها استخدام أراض ...
- بري: الأمريكيون يتواصلون معنا ويقولون إنهم مع الحل في لبنان ...
- ميلوني تعلن موعد انعقاد المؤتمر القادم حول أوكرانيا
- بوتين يصل إلى تركمانستان في زيارة عمل
- -واينت-: إسرائيل تعتقل صحفيا أمريكيا لكشفه الأضرار الناجمة ع ...
- -نيويورك تايمز- تتنبأ بموجة غضب شعبي عارمة ضد زيلينسكي بسبب ...


المزيد.....

- قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي / محمد الأزرقي
- حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش. / عبدالرؤوف بطيخ
- رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ ... / رزكار عقراوي
- ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث ... / فاطمة الفلاحي
- كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي ... / مجدى عبد الهادى
- حوار مع ميشال سير / الحسن علاج
- حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع ... / حسقيل قوجمان
- المقدس متولي : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- «صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية ... / نايف حواتمة
- الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي / جلبير الأشقر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - يسرا محمد سلامة - بلاغ إلى من يهمه الأمر