أديب كمال الدين
الحوار المتمدن-العدد: 4894 - 2015 / 8 / 12 - 05:48
المحور:
الادب والفن
حينَ مشيتُ في الغابة
اخترتُ الشرقَ، دونَ قصدٍ، وجهةً لي
فالتقيتُ بشبابٍ حالمين
يثرثرون كثيراً بكلماتٍ جوفاء
ويرسمون للناس
ثياباً من ريشِ الطيور.
فاتجهتُ غرباً
فوجدتُ رجالاً ونساء يدخّنون بشراهة
ويشربون الكحولَ حدّ الثمالة.
يشتمون كلَّ شيء يرونه في الطريق
ويفحصون باستمرارٍ مدافعهم وبنادقهم.
ثمَّ اتجهتُ شمالاً
فوجدتُ أُنَاساً يرتدون السراويل الفضفاضة
ظننتُهم،
ولم أكنْ مُخطئاً،
قنّاصي فُرَصٍ ورؤوس.
فرجعتُ إلى الجنوب
فالتقيتُ بجمعٍ مِن الطيّبين حدّ السذاجة
لكنّهم لا يعرفون أيَّ لغةٍ كانتْ
سوى لغة الإشارة.
هنا آثرتُ أنْ أرجعَ إلى نقطةِ الصفر.
قلتُ بهذا إلى صاحبي
- وهو عليم بقَصِّ الأَثَرِ كما يدّعي-
فضحكَ منّي
وقال: الصفرُ أكذوبةُ الشرقِ والغرب
والشمالِ والجنوب.
واستمرَّ يضحكُ مِن حيرتي
حتّى اختفى.
قلتُ لنفْسي: ما العمل؟
إلى أينَ المسير يا نورَ عيني
والصفرُ لا وجود له في الخارطة؟
*******************
www.adeebk.com
#أديب_كمال_الدين (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟