فاهم إيدام
الحوار المتمدن-العدد: 4892 - 2015 / 8 / 10 - 12:31
المحور:
الادب والفن
يعترضوني ساعة أدخل عالم الشارع
باحثاً عن صبيّ هاربٍ من المدرسة
الى الحياة..،
كأنهم الجمادات التي يعيش عليها مالكيها،
مكائنٌ صدئة.. وإطاراتٌ.. ومشاجب أسلحةٍ صغيرة متحرّكة..
يعترضوني لكي يكشفوا حقيقتي،
يقولون بعصبيّةٍ بالغة ما هي بغيتك
أما علمتَ أيها المزيِّف للنهار بوصفه ستر اللصوص
بأننا نأخذ فقط حقّنا تحت ضوء الشمس..؟
وفجأةً ينفجرون بالضحك
من معطفٍ مرتّقٍ يمر على الرصيف
ولا يلتفت.
وأصفع عنهم قهقهاتهم بتكرار قولي :
لنا لقاءٌ في جنون الليل
عندما لا يكون بيني وبينكم ستر
وعندما يغفو ذلك الخائن الكبير لذاته
الذي يُدعى النهار.
*
هكذا ببساطة ـ
كبساطة أن تجد بركة من زيت المحرّكات وسط مقهى ـ
ثمّة من أكل من ألعاب الطاعات التي لا تُحصى
وشرب من أصوات النعي والرثاء أرذَلها..
حتى صار بحجم وصوت الجرّار
وأنا لا أستطيع الجلوس في مقهى
رواده من الجرّارات الهاربة من حراثة الأرض.!
يطردون المسّ، كما يقولون، بالهذر
ويحذّروني من الصمت وعدوى الخيال
وأنا فاشلٌ بالكلام..، لا يخشاني بشر،
أجادل بحرقةٍ وتنتفخ عروقي
فقط عندما أكون وحيداً
وأجمع صراخي الى عطلة نهاية الاسبوع
أحمله على جناحي المخفيّ إلى الوهاد..
إلى الامتلاء بالأساسيّ مما يحيا.
حيث لا يستطيع ساكني ذلك المكان تفهّم ما أفعل
ولا يراني أحدهم إلا على هيئة خطر.
***
25 6 2015
#فاهم_إيدام (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟