حميد طولست
الحوار المتمدن-العدد: 4888 - 2015 / 8 / 5 - 20:29
المحور:
الادب والفن
لا تظلموا قلمي !!
يُعير البعض قلمي بأنه لا يتقن سوى كتابةَ الوجع أكثر من الفرح ، وأنه لمْ يذق يوماً وجعاً بقدرِ الذي يكتبه ، فيرد قلمي بأن آلام الناس وأفراحهم ، تأتيه وباقي الأقلام ، دون عوائق وبلا استئذان ، عبر شبكات الاتصال ، فتعذب من الأقلام من تعذب ، وتفرح منها من تفرح ، وتستوطن أحزانهم جوارحه ، وتصبح جزءًا لا يتجزأ منها ، وتثير في نفسه آلاما أكثر مما يثيره فيه فرحهم ، فيغص حلقه من مرارة مآسيهم ، ويهترئ قلبه من قاساوة أوجاعهم كلما حاول التخفف من احتدادها ، ورام إدخال البهجة في نفوس أصحابها .
قلمي ، وأنا أعرفه ، رغم لسانه الأحول ، فهو عَلَى خُلُق عَظِيم ، وطد نفسه على الصدق والاستقامة ورقي المشاعر ، وعودها قلبه على والحب والانتماء والولاء والوفاء ، فلا يهتم لما يقول عنه من يؤمنون بعبقرية القدم أكثر من إيمانهم بعبقرية القلم ، ولا ينحني أبدا مع المتملقين ، مهما انحنى المنحنين المداهنين ، ولا يبع ولا يشتري مع كل كذاب حَلَّاف مَهِينٍ منهم ، مهما باع من يبيع من المطففين ، واشترى من يشتري من الانتهازيين. لكنه قد يبتسم في تحــد ابتسامة الوقور وفؤاده من حر هموم وآلام الناس يتأوه ، كم هو صعب أن يبتسم القلم عـندمـا ينتـظر منه الجمـيع أن يبكي.
فطرة المولى -جلّ وعلا- فطره سبحانه عليها ، كأنبل سفير للعقل ، وأفضل ترجمان للنفس والخاطر ، وَإِنَّ له في ذلك لَأَجْرًا غَيْرَ مَمْنُونٍ ببركة قوله تعالى :"ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُون .
حمد طولست [email protected]
#حميد_طولست (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟