أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - حميد طولست - مجالس الحشيش الرمضانية. مقهى اسطنبولي بفاس الجديد نموذجا














المزيد.....

مجالس الحشيش الرمضانية. مقهى اسطنبولي بفاس الجديد نموذجا


حميد طولست

الحوار المتمدن-العدد: 4883 - 2015 / 7 / 31 - 03:52
المحور: المجتمع المدني
    


مجالس الحشيش الرمضانية.
مقهى اسطنبولي بفاس الجديد نمزذجا .
تتعاظم في شهر رمضان ، الذكريات الماضية ، المرتبطة بالحنين النوستالوجي إلى الحي الشعبي "فاس الجديد" الذي عشت فيه عبق الأيام البسيطة الجميل ، المفعمة بصدق السرائر، وطهارة القلوب ، وصفاء الذهن والروح والجسد ، والهدوء النفسي والروحية ؛ الحي الذي غرفت من لذاته المليئة بالدفء الإنساني ، المشبع بالتلاحم والتعاضد الأسري والعائلي ، والتكافل الاجتماعي ، الذي يقل نظيره في غيره من الأحياء ، قبل أن تتغير بعض سلوكيات أهله على أيدي الظلامين المغالين في الدين..
ومن الذكريات التي استحضارها في هذا الشهر الكريم ، ذكرى جلسات الأنس الرمضانية الرائعة الجميلة التي كانت تقام بمقهى "السطنبولي" ذات الحديقة الغناء ، التي حفرت نقوشا في ذاكرتي ، كما في ذاكرة الكثير من ساكنة الحي ، وباقي أحياء المدينة ، والتي صعب على السنين إزالتها ، والتي لازلت أستشعر إلى الآن ، وقعها الفريد ، وأتنسّم أجواءها الصافية المنعشة ، والتي كانت تعاش بما تريده وتشتهيه أنفس عشاق الموسيقى الكلاسيكية الراقية والأغاني الشرقية ، من الذين تستهويهم "العشبة" -كما يحلوا للبعض تسميتها ، والتي تعني "الكيف" أي الحشيش الذي يدخنه "الكوايفية" - الذين كان أكثرية زبائن مقهى "السطنبولي" منهم ، والتي كانت تضيق بهم طيلة السنة ، وليالي رمضان الصيفية ، على الخصوص منها ، حيث يكون الجو هادئاً رائقا يعبق بعبير البهجة ، لما توفره هذا المقهى ، من جلسات الهناء ، التي لا يغيب عنها حضور الكيف ، الدائم داخل فضاءات حديقته المزهرة التي تعبق بروائحه المخضبة بالموسيقى التراثيّة المطربة التي تصدح بها أصوات "السبايسية" طيلة ليالي شهر رمضان ، بحثا عن انتشاء للطاقة والحيزية، عندما تغدو الحياة قاسية والأماسي طويلة ومضجرة ..
حيث يجلس المرء إلى ثلة من "الكوايفية " لتدخين بعض "الشقوفة" أي غليونات بلغة "لحشايشية " التي يقرفص حشّاش مُسنّ في "جلسة كيف"، يحشو الشقف -غليونة السّبْسي- بمادة الكيف التي‮-;- ‮-;-‬-;-ينبغي‮-;- ‬-;-ألا تكون‬-;- مسُّوسة‮-;-"‬-;-،‮-;- ‬-;-أي ‬-;-مضاف لها مقدار‮-;- من ‬-;-مادة‮-;- " ‬-;-طابا‮-;- " بميزان وقسطاس ،‮-;- ‬-;-وهو ما‮-;- ‬-;-يطلَقُ‮-;- ‬-;-عليه مصطلح‮-;- "التدريحة‮-;-"‬-;-،‮-;- ‬-;-وكل شيء ..
وذلك وفقا لطقوس خاصة ، لابد للوقوف على بعضها من مجالسة‮-;- " السبايسية " الضالعين‮-;- ، الذين عادة ما نصادفهم في ‮-;- ‬-;-المقاهي‮-;- ‬-;-الشعبية التي‮-;- ‬-;-تقدم كؤوس الشاي‮-;- ‬-;-المنعنعة الذي‮-;- ‬-;-يعد المشروب الأساسي‮-;- ‬-;-المرافق لتدخين‮-;- "الشقوفة" -ج "شقف" أي غليون بلغة "لحشايشية "- التي تبحر بـهم وجلسائهم –المريدون- في عوالم الوهم وأروقة الحلم والخيال ، التي تخلق لدى "الكوايفية" ما يبدد الكدر ، ويقي من الأرق والقلق ، ويزيح الهم والخوف ، ويحقق وهم العيش بعيداً عن واقع الوجود وما هو عليه ، ‬-;-حيث يحلقون جائلين في‮-;- ‬-;-عوالمهم الداخلية ‬-;-غائبين‮-;- ‬-;-عن‮-;- ‬-;-العالم المحيط بهم ، يتحدثون في‮-;- ‬-;-شؤون الحياة ومشاكلها اليومية ‬-;-،‮-;- وهم يناجون كؤوس الشاي "لمشحرة" في براريد خاصة "الزيزوة" التي يتناوبون على ارتشاف بقاياها "التلصيقة"‮-;- -التي هي في عرف‮-;- "‬-;-السبايسية" تلك الثمالة اللذيذة الباردة والمعتقة من بقية الشاي ، الذي‮-;- ‬-;-يظل في‮-;- ‬-;-الكأس أو في‮-;- ‬-;-"البراد" مدة ربما تصل إلى ليلة كاملة -‮-;- على وقع تمرير عود‮-;- " ‬-;-السبسي‮-;- " ‬-;-بخفة بين الكوايفية .
كل ذلك طلبا لما ينشي الأرواح المرهفة ، ويخدر النفوس المرهقة ، ويجعلها منتشية مخدرة ، تتقبل عوالم الوهم ، وتتمتع برؤية الأشياء كما تريد أن تراها وليس كما هي على حقيقتها ، وذلك لأن الإنسان ما هو إلا كتلة من الإسقاطات السيكولوجية القلقة والخائفة والطامعة التي تتحول إلى مزيج من الاعتقادات والعادات والسلوكيات والأفكار الواهمة التي تجعل الحياة أمرا يمكن احتماله ..لذلك يكره الكثير من الناس الحقائق ، ويحاولون تغيبها بـ"العشبة " أي حشيش الكيف الذي قال فيه إحسان عبد القدوس في روايته "كانت صعبة ومغرورة": "لقد تعودنا التمتع بالأوهام كمدمني الحشيش ! ... إن الناس الجهلة لا يعرفون مدى هذه القوة التي يمكن أن يمدهم بها تدخين الحشيش...إنها قوة تفرض على العقل البشري التركيز على موضوع واحد فقط طالما هو تحت سيطرة الحشيش، فإذا بدأ الحشاش يدخن وهو يفكر مثلا في موضوع بعينه ، يظل كل عقله وإحساسه و كل خواطره معلقة بذاك الموضوع طوال الفترة التي يقضيها مسطولا كأنه أصبح أستاذا متفرغا لدراسة تخصص فيه" ..
حميد طولست[email protected]



#حميد_طولست (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثقافة الانتماء السياسي !!
- الكفتة أكثر الأكلات المستهلكة بشراهة
- آيات القرآن الكريم نغمة للهواتف المحمولة !!
- الاعتياد على الشيء يفقد الشعور بوجوده !!
- ذكريات العيد التي لا تبلى ..
- إنما هي قضية أخلاقية بالمقام الأول !!
- تشابه الفكر الظلامي واختلاف طرق تصريف المواقف..
- ليس محض صدفة انتشار المرجعية الفكرية الظلامية على امتداد الب ...
- مقابرهم ومقابرنا ؟؟ -المقابر المَشَاهد-cimetières paysage نم ...
- ظاهرة التطوع لنشر حب المطالعة وثقافتها..
- شياطين الإنس أشد ضررا من مردة الجن ..
- على هامش تكريم مولاي مسعود
- رحيل نقابي متميز ..
- الجنين إلى الطفولة !!
- الاعتذار للأقوياء الذين يتحملون مسؤولياتهم ...
- استديو -باب جنان السبيل طالع وهابط- بفاس الجديد ..
- مراسلة عاجلة تكريم المقاوم مولاي مسعود اكوزال
- قصص سائقي الطاكسي بباريس 2 ..
- مسلكيات مجتمعية مناقضة للفطرة السليمة والذوق الرفيع ..
- قصص سائقي الطاكسي بباريس ..


المزيد.....




- -الأونروا-: الحرب الإسرائيلية على غزة تسببت بمقتل 13750 طفلا ...
- آلاف الأردنيين يتظاهرون بمحيط السفارة الإسرائيلية تنديدا بال ...
- مشاهد لإعدام الاحتلال مدنيين فلسطينيين أثناء محاولتهم العودة ...
- محكمة العدل الدولية تصدر-إجراءات إضافية- ضد إسرائيل جراء الم ...
- انتقاد أممي لتقييد إسرائيل عمل الأونروا ودول تدفع مساهماتها ...
- محكمة العدل تأمر إسرائيل بإدخال المساعدات لغزة دون معوقات
- نتنياهو يتعهد بإعادة كافة الجنود الأسرى في غزة
- إجراء خطير.. الأمم المتحدة تعلق على منع إسرائيل وصول مساعدات ...
- فيديو خاص: أرقام مرعبة حول المجاعة في غزة!!
- محكمة العدل تأمر إسرائيل بفتح المعابر لدخول المساعدات إلى غز ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - حميد طولست - مجالس الحشيش الرمضانية. مقهى اسطنبولي بفاس الجديد نموذجا