أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية - حميد طولست - ثقافة الانتماء السياسي !!














المزيد.....

ثقافة الانتماء السياسي !!


حميد طولست

الحوار المتمدن-العدد: 4881 - 2015 / 7 / 29 - 17:42
المحور: التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية
    


ثقافة الانتماء السياسي !!
ما كنت أود الخوض فيما حدث قبل أيام في فاس من انتقال أعضاء من حزب إلى آخر ، لو لم إصرار صديقاي ، فطومة وهي حركية حتى النخاع ، والصديق عبد المالك قيادي نقابي مستقل عن أي انتماء حزبي ، وذلك لاعتباري أن الانتقال من حزب إلى آخر، رغم التسميه القدحية "بقليب الفيستة" ، فيبقى أمرا عاديا لا يشكل استثناء في واقع الممارسة السياسية في المغرب ، والذي تحول معها إلى ظاهرة سياسية لازمت ورافقت الحياة السياسية منذ أول انتخابات تشريعية عرفها المغرب سنة 1963، وامتدت واستمرت عبر مختلف المحطات الانتخابية إلى اليوم..
وبما أن للأحزاب والتنظيمات السياسية في كل بلاد الدنيا، مزايا وعيوب ، وأن لبعض قياداتها - في واقع الحياة السياسية في بلادنا – تصرفات ومواقف سلبية وأخرى ايجابية ، قررت تناول الموضوع من زاوية عامة هي: "ثقافة الانتماء السياسي " حتى لا أروج لفكر أو تصرف جهة أو تنظيم سياسي على حساب الآخر ..
كما هو معلوم ، بأن ثقافة الانتماء السياسي الايجابية والفعالة، هي الإيمان بمبادئ حزب سياسي أو تنظيم النقابي وحتى جمعوي واعتناق ثقافته وتطبيق برامجه ، دون التعصب الجاهلي والمقيت له ، ورفض غيره من الأحزاب أو التنظيمات الأخرى وعدم الاعتراف بها ..الأمر الذي يؤثر بطبيعة الحال على واقع الممارسة السياسية بالسلب البالغ .
لأن ثقافة الانتماء السياسي الايجابية والفعالة –التي لا يؤمن بها ،مع الأسف، إلا قلة قليلة من منخرطي الأحزاب -هي تلك التي ترتكز على قاعدة حب الحزب ومصلحته العليا ، وتأييد أفكاره ومواقفه ، ودعم تصرفات أعضائه الايجابية التي تصب في مصلحة الوطن ، والتعاون بين المنتمين في مسيرتهم نحو تحقيق أهدفه، ومشاركتهم التحدي والمخاطرة في سبيل حماية مصالح الحزب ومصالح أفراده.
نعم يا صديقاي ، كم هو جميل أن ينتمي الإنسان إلى حزب سياسي ، وإلى مجموعة تشاطره أفكاره وأهدافه وهمومه.. وجميل شعور التعاون بين مجموعة من الأفراد لتحقيق أهداف وطنية سامية، وجميل كذلك شعور النضال والمخاطرة في سبيل ذلك ، ولكن الأجمل من كل هذا وذاك ، أن يكون الانتماء لهذا الحزب بعيداً عن مفهوم العبودية والانقياد الأعمى ، وإلغاء العقل، والاستعاضة عنه بعقل قادة الحزب الذي ينتمي إليه، ويدين له بالولاء، ولسان حاله يقول كما قال دُريد بن الصمة:
وما أنا إلا من غَزِيَّةَ إن غوت *** غويت وإن ترشد غَزِيَّةُ أرشُدِ
فأن تكون عضوا في حزب ما ، لا يعني أن تتصرف كـ"الزومبي " أو كحمار "مول الزبل" الذي لا يفكر إلا بعقل مول الزبل، ولا يقدم رجلًا أو يؤخر أخرى إلا وفق ما يمليه عليه مول الزبل حقًا كان أم باطلًا ، ترى الخطأ فتسكت عنه من منطلق انه في مصلحة الحزب ، الذي تفترض العصمة في القائمين عليه ، وتسبغ عليهم صفة القداسة، وتوافق من اجلهم على ما يتنافى مع مبادئك وأخلاقك ومصلحة وطنك لمجرد أن ذلك يتوافق وهوى كبار الحزب ، ويساير رغباتهم ، أو تقبل السجود لوثن "المصلحة" الذي يعبده قادة الحزب . أن عضوية الأحزاب والانتماء إليها ، لا تعني أن تبقى صامتا حيال كل ما يصدر عن قياداتها من أخطائه وخروقات وتجاوزات في حق وطنك ، و تتعصب لها ، وتدافع عنها ، وتبررها بما لا يبرر، وتعللها بدون أدلة أو حجج ، و تؤطر نفسك بها كمرجعية معتقداتية وفكرية وأخلاقية ، رغم مخالفتها لمبادئك وقيمك ودينك ، فتلك الإمعية في أقبح صورها.. وكم هو رائع أن نتبنى فكرا، وننتمي إلى مذهبا أو عقيدة ، ولكن الأروع أن نعيش هذا الانتماء بتوازن بين العاطفة والعقل، وبين الحقيقة والفرضية، فلا نتبنى دور المدافع والمبرر لكل المواقف رغم خطئها ، فقط لأنها مواقف وأفكار الحزب الذي ننتمي إليه . ومما لاشك فيه أن حرية الممارسة السياسية وحرية الانتماء السياسي، تضمن لكل منتم لأي حزب أو تنظيم سياسي حق يغير انتماءه الحزبي –حتى إذا كان ذلك لا يسهم بشكل كبير في الفرز السياسي، ولا يساعد على خلق استقطابات سياسية منسجمة- الذي لم يعد تلقى أفكاره ومواقفه وتصرفات قياداته ، قبولا ولا إعجابا لديه ولا تأييدا ، إما لأنها لم تعد صالحة لخدمة الوطنه ، أو لأنها لم تعد تلبي ميولاته الخاصة في الارتقاء الاجتماعي، وإما بسبب التهميش الذي يتعرض له مناضلون الأحزاب ، والذي يشكل أخطر العوامل المساعدة على تغيير الانتماءات السياسية ، ويضطر المناضلين ، للبحث عن أحزاب بديلة قد يجدون فيه ذواتهم".
ورغم أحقية تغيير الانتماءات الحزبية وقانونيته ، فإنه أمر يفضح ضعف الالتزام السياسي لدى بعض المتحزبين بمن فيهم بعض القيادات ..
ملاحظة: (الزومبي) هم الأموات الأحياء يمتلكون عيوناً لا حياة فيها، حيث يقال أن سحرة جزيرة هاييتي يستطيعون تحويل الإنسان إلى زومبي ليقوم بعد دفنه ويسير بين الأحياء تبعا للأوامر التي يطبقها دون أن يدرك طبيعة ما يقوم به من اعمال الشر، التي لا يكترث لشيء منها .

حميد طولست [email protected]



#حميد_طولست (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكفتة أكثر الأكلات المستهلكة بشراهة
- آيات القرآن الكريم نغمة للهواتف المحمولة !!
- الاعتياد على الشيء يفقد الشعور بوجوده !!
- ذكريات العيد التي لا تبلى ..
- إنما هي قضية أخلاقية بالمقام الأول !!
- تشابه الفكر الظلامي واختلاف طرق تصريف المواقف..
- ليس محض صدفة انتشار المرجعية الفكرية الظلامية على امتداد الب ...
- مقابرهم ومقابرنا ؟؟ -المقابر المَشَاهد-cimetières paysage نم ...
- ظاهرة التطوع لنشر حب المطالعة وثقافتها..
- شياطين الإنس أشد ضررا من مردة الجن ..
- على هامش تكريم مولاي مسعود
- رحيل نقابي متميز ..
- الجنين إلى الطفولة !!
- الاعتذار للأقوياء الذين يتحملون مسؤولياتهم ...
- استديو -باب جنان السبيل طالع وهابط- بفاس الجديد ..
- مراسلة عاجلة تكريم المقاوم مولاي مسعود اكوزال
- قصص سائقي الطاكسي بباريس 2 ..
- مسلكيات مجتمعية مناقضة للفطرة السليمة والذوق الرفيع ..
- قصص سائقي الطاكسي بباريس ..
- إلغاء منصب الوزير من الحكومات .


المزيد.....




- الحوار الاجتماعي آلية برجوازية لتدبير المسألة العمالية
- الهجمة الإسرائيلية القادمة على إيران
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...
- من اشتوكة آيت باها: التنظيم النقابي يقابله الطرد والشغل يقاب ...
- الرئيس الجزائري يستقبل زعيم جبهة البوليساريو (فيديو)
- طريق الشعب.. الفلاح العراقي وعيده الاغر
- تراجع 2000 جنيه.. سعر الارز اليوم الثلاثاء 16 أبريل 2024 في ...
- عيدنا بانتصار المقاومة.. ومازال الحراك الشعبي الأردني مستمرً ...
- قول في الثقافة والمثقف
- النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 550


المزيد.....

- هل يمكن الوثوق في المتطلعين؟... / محمد الحنفي
- عندما نراهن على إقناع المقتنع..... / محمد الحنفي
- في نَظَرِيَّة الدَّوْلَة / عبد الرحمان النوضة
- هل أنجزت 8 ماي كل مهامها؟... / محمد الحنفي
- حزب العمال الشيوعى المصرى والصراع الحزبى الداخلى ( المخطوط ك ... / سعيد العليمى
- نَقْد أَحْزاب اليَسار بالمغرب / عبد الرحمان النوضة
- حزب العمال الشيوعى المصرى فى التأريخ الكورييلى - ضد رفعت الس ... / سعيد العليمى
- نَقد تَعامل الأَحْزاب مَع الجَبْهَة / عبد الرحمان النوضة
- حزب العمال الشيوعى المصرى وقواعد العمل السرى فى ظل الدولة ال ... / سعيد العليمى
- نِقَاش وَثِيقة اليَسار الإلِكْتْرُونِي / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية - حميد طولست - ثقافة الانتماء السياسي !!