أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - واثق الجلبي - افتراس














المزيد.....

افتراس


واثق الجلبي

الحوار المتمدن-العدد: 4887 - 2015 / 8 / 4 - 18:13
المحور: الادب والفن
    


إفـــتــ .. راس
دار في خلدي أن نمراً ظل يبحث عن خطه الذي تركه منذ سنوات في احدى الغابات الوزارية ولا يعلم حقيقة أمره الى الآن هل نساه هناك أم التقطه بعض السيارة .. ظل يفكر فيه ويبحث عن ألف طريقةٍ لإستعادته وطفق يعمل فكره آناء الليل وأطراف النهار وأدخل بيته في إنذار مستمر فقد كثرت الحكايات عن خطه الضائع وتهامست الغابة بقرودها وأفيالها وضباعها ونمورها عن سر اختفاء الخط .. ملأت الإشاعات الغابة بأن النمر قد باع خطه الى جهة سياسية مجهولة لشراء بيت بعد أن أضناه كثرة التنقل من بيت الى بيت بسبب وضعه المعيشي التعيس وآخرون أكدوا أن النمر أضاع خطه في الطريق لأنه كان يذهب الى عمله مشياً على الأقدام أما البعض الآخر فكانوا يؤكدون أنه رهن خطه الأسود عند زعيم كتلة ويعمل الآن على سداد ما بذمته الى هذا الزعيم المجهول .
أما أنثى النمر فكانت تولول وتصرخ على هذا الخط الضائع في أسفار الدنيا ومحنة العيش وشدته .. اطفاله ينتمون الى عوالم الخطوط الضائعة بين متاهات الزمن والقدر والمصير والمستقبل المشتت .. تَعِبَ النمر من بحثه وكلام الحيوانات من المتهمين له بالإهمال والتقصير وفقده اغلى ما يملك ..لقد افترس الزمن هذا النمر وأصبح مطارداً ليله ونهاره .. ماذا يفعل وكيف سيقدم اعتذاره لملك النمور الغاطس في الخنا ؟ ملأهُ الوجع واشتد به الألم فنام خائباً وهو النمر البهيّ . رأى في حلمه أن خطه الأثير قد استلقى في احد جزر الخيبة وكان اسم الجزيرة المخيف مرعباً حدّ اصطكاك الأسنان اللبنية والدائمية ..استيقظ النمر وشاهد خطوطه تتلاشى حتى أن صوته لم يعد قادراً على النهوض .. توضأ باقي الخطوط التي اسعفته قليلاً أمام الحيوانات فهي الدليل على كونه هو النمر وليس هراً أو ثعلباً أو أي شيء آخر ..استقل الطريق ورمح سريعا نحو الجزيرة التي لا يحب أن ينطق بحروف اسمها .. غرّب وشرّق وسأل أصناف الطير والحشرات والأفاعي والدببة إلا معشر النمور حتى لا تسخر منه إلى أن صدمته الجزيرة .. مرآها ليس كما كان يتخيل كل شيء موجود فيها إلا ما يبحث عنه .. جاءهُ الغيلم الحكيم وقال لهُ : سيدي أيها النمر أنت لم تضع خطك بل أضعت حظك ولهذا لن تجده على أي جزيرةٍ في الدنيا .. أنا فقدت حظي قبلك فتنسكت هنا حتى أتيتني تعال خذ محلي لأرتاح قليلاً ..قال النمر بثبات : آسف أيها الغيلم فلي عائلة بانتظاري ولن أتركها لأتنسك واكون عالة على الجزيرة .
[email protected]



#واثق_الجلبي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشاعر العراقي الكبير محمد حسين آل ياسين في حوار ه الاخير
- كتب الدهر علينا
- معتقلات
- خزعل الماجدي حوار حر
- أ .. أنام
- ارصفة
- مش .. وار
- يوسف
- إكراه
- المرأة
- فائضون
- وج ها ن
- قرشت
- بايبل .. كلمة في داخلها تعني بابل
- واثق الجلبي ..الكتابة السردية بوصفها وعيا بالمغامرة
- في بلدي
- غربة
- وداعا
- سراب
- حصص


المزيد.....




- مصطفى محمد غريب: هواجس معبأة بالأسى
- -أعيدوا النظر في تلك المقبرة-.. رحلة شعرية بين سراديب الموت ...
- 7 تشرين الثاني عيداً للمقام العراقي.. حسين الأعظمي: تراث بغد ...
- غزة التي لا تعرفونها.. مدينة الحضارة والثقافة وقصور المماليك ...
- رغم الحرب والدمار.. رسائل أمل في ختام مهرجان غزة السينمائي ل ...
- سمية الألفي: من -رحلة المليون- إلى ذاكرة الشاشة، وفاة الفنان ...
- جنازة الفنانة المصرية سمية الألفي.. حضور فني وإعلامي ورسائل ...
- من بينها السعودية ومصر.. فيلم -صوت هند رجب- يُعرض في عدة دول ...
- وفاة الفنان وليد العلايلي.. لبنان يفقد أحد أبرز وجوهه الدرام ...
- وفاق الممثلة سمية الألفي عن عمر ناهز 72 عاما


المزيد.....

- مراجعات (الحياة الساكنة المحتضرة في أعمال لورانس داريل: تساؤ ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ليلة الخميس. مسرحية. السيد حافظ / السيد حافظ
- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - واثق الجلبي - افتراس