أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قاسم حسين صالح - العراقيون..مازوشيون - مقال تحريضي!















المزيد.....

العراقيون..مازوشيون - مقال تحريضي!


قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 4879 - 2015 / 7 / 27 - 08:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



انتهت تلك المقولات التي كانت تصف العراقيين بانهم شعب البطولات..والثورات..والانتفاضات بوجه الحكّام الطغاة.
لم يعد العراقيون هم اولئك الذين وصفوا قبل الاسلام (بعنفوانهم وأنهم ما استسلموا لضيم وما رضخوا لظالم ولا انبطحوا لسلطة.)
ولا الذين كانوا ،حتى الخلفاء الراشدين يأخذون اعتراضاتهم مأخذ الجد،ولا الذين وصفهم الجاحظ بقوله:( والعلّة في عصيان أهل العراق على الامراء،انهم أهل نظر وذو فطنة ثاقبة،ومع الفطنة والنظر يكون التنقيب والبحث،ومع البحث يكون الطعن والقدّح والترجيح بين الرجال والتمييز بين الرؤساء واظهار عيوب الامراء..وما زال العراق موصوفا أهله بقلة الطاعة والشقاق على أولي الرئاسة).
ولم يعد العراقيون اولئك الذين اشتكى منهم بمرارة طاغية زمانه ..الحجاج:( يا أهل العراق، أتيتكم وأنا ذو لمّة وافرة أرفل فيها فما زال بي شقاقكم وعصيانكم حتى حص شعري).
كانت خاتمة مواقف العراقيين ضد الحاكم المستبد الفاشل..الفاسد..هو شباط 2011 يوم احتشدوا في ساحة التحرير يهتفون: (نواب الشعب كلهم حرامية)، وتوجهوا نحو جسر الجمهورية قاصدين منطقة البلاء والابتلاء..(الخضراء)..فاغلقوه بالدبابات..فيما كان احد (مناضليهم) يعطي اوامره بضربهم من على سطح العمارة المطلة على ساحة التحرير..ومن يومها تمادوا في ساديتهم..فالحاكم يخشى على نفسه من مصدرين..الشعب،وقد جرّب حظه وانكفأ،وقوة كبرى خارجية ..وهي جارتهم في اكبر سفارة بالعالم.
وكان الدكتاتور صدام حسين قد قدم خدمة كبيرة لحكّام الزمن الديمقراطي بترويضه للعراقيين على المازوشية. ففي السبعينيات بدأ تدجين للعراقيين على السلوك المازوشي أخذ شكل الترغيب والترهيب للانتماء إلى حزب البعث الحاكم، ثم الإجبار على الالتحاق بالجيش الشعبي وعسكرة الناس الذي هو إجراء يعد من أعلى الممارسات في(معادل السادي– المازوشي) بين السلطة ورعاياها، والمبالغة في أساليب إذلال الناس وتحقيرهم ، أقساها : أخذ ثمن الطلقات من أهل المعدوم الذي تم بها قتله، وعدم السماح بإقامة مجالس العزاء للذين تعدمهم السلطة،والإعدام في الساحات العامة للهاربين من الجيش.
حتى " البطاقة التموينية " كان لها دور سيكولوجي في إشاعة المزاج المازوشي بتوليد وتقوية الشعور لدى المواطن بأن الدولة هي خيمته التي يستظل بها، وأن عليه أن يخضع لها حتى لو كانت ظالمة.
و"الحملة الإيمانية " أيضا كان لها هدف ماز وشي هو توجيه المواطن نحو التذرع بالصبر على ما أصابه من محن وفواجع ، والشكوى لله وكبت شعور التذمّر من السلطة التي هي سبب محنه وفواجعه.
حتى اساليب تنشئتنا الاسرية لأطفالنا في البيوت،والتربوية في المدارس هي في معظمها منتجة لشخصيات مازوخية.وكنّا وما زلنا نشيع السلوك المازوخي في طقوسنا ومناسباتنا الدينية،بضرب الكتفين بـ(الزنجيل) و شق الرأس بـ(القامة)، ونستمتع بدور الضحية والمقهور والمظلوم. حتى في اغانينا مازوخيين..لا نتلذذ بالأغنية الا حين تكون على طريقة (عذبني اكثر وآنه أحبك أكثر).
فضلا عن تحمل العراقي لظلم وقسوة اربعة انظمة سادية:الأموية والعباسية والعثمانية والبعث..ساهمت في انتاج شخصية عراقية ادمنت على تحمل الظلم والقهر والاقتناع بانها مسلوبة الارادة.
ولا يعني هذا تعميما على كل العراقيين،فمن بقي في داخل الوطن من المفكرين المحبين للعراق والمثقفين المخلصين للحقيقة..اما غاسلا يديه من العراقيين،واما حاملا قلمه في يمينه وكفنه في يساره!..لكن المقال يعني بالتأكيد الغالبية المطلقة من جماهير الآصابع البنفسجية الذين اعادوا انتخاب من خذلوا الناس والوطن..واليائسين من تغيير الحال.
نعم ،انه مقال تحريضي ضد حكّامهم الذين جعلوهم يترحمون على زمن طاغية ما قطع عنهم الكهرباء وهو يخوض حربا كارثية ضد ايران..ثمان سنوات.وبرمجها بشكل عادل في سنوات الحصار ما اشتكى الناس منها ولا تذمروا..كما يحصل الآن (تموز وآب 2015!)في محافظة الديوانية (مثالا) بقول اهلها:اذا كانت حصتنا من الكهرباء ثلاث ساعات..فنحمد الله ان حصلنا منها على ساعة واحدة متصلة.
وكان الماء ميسورا..ونظيفا..في زمن الدكتاتورين فيما وصل الحال بالبغداديين الى ان يحفروا آبارا في حدائق بيوتهم في زمن الديمقراطيين..ليشربوه..فيما حكامهم ياتيهم الماء معلبا من المانيا ودبي..وكانوا قبلها يشربونه من حنفيات مغاسلهم.
لدينا قول لرجل خالد الذكر تعرفونه:(عجبت لمن لا يجد قوت يومه..كيف لا يخرج شاهرا سيفه بين الناس)..وتعجب للعراقيين كيف لا يخرجون شاهرين اكفهم لأنهم لم يجدوا نسمة هواء باردة في صيف قائظ عبرت فيه درجات الحرارة حاجز الخمسين،ولم يجدوا شربة ماء نظيف..فيما الذين اوصلوهم الى السلطة يعيشون في قصور مرفهة بعد ان كانوا يبيعون المحابس الخردة واجهزة الموبايل المستعملة في دمشق ولندن.ولا عار في ذلك..بل العار الوسخ ان يعيشوا في جنة ويتركوا شعبهم في جحيم.وان تكون موائدهم عامرة بما لذّ وطاب من طعام وشراب..يستفزون بها عشرات الآف المقاتلين الأشداء يشربون الماء الحار في الصحراء،وخمسة ملايين عراقي يعيشون تحت خط الفقر،وثلاثة ملايين نازح ،بكت على حالهم انجلينا وما اهتزت شواربهم.
نعم انه مقال تحريضي ضد حكّام فاسدين اعترضوا على تخفيض رواتبهم بنسبة 50% لأنها تأخذ من حصتهم 74 مليارا دينار سنويا لا يريدونها ان تستخدم بتحسين الماء والكهرباء للناس،لأن العراقيين ما عادوا (يخوفون)،ولأن علاقتهم بالمال عبر عشر سنوات صيرتهم ان يكونوا فيها مثل جهنم..يسألونها هل امتلأت..تقول هل من مزيد.
نعم انه مقال تحريضي،ولكنه لا يخص الناس فقط،بل يشمل الحكّام ايضا بان يستنهض ما بقي من ضمائرهم ضد ما سولت لهم انفسهم من ارتكاب الفعل المشين..وأكيد ان من مسح آخر نقطة خجل من بينهم..سيأخذ هذا المقال ويمسح به مؤخرته..ما دام العراقيون يبقون مازوشيين!
ملحوظة:
مازوشية،ماسوشية،مازوكية،او مازوخية..مأخوذة من اسم روائي نمساوي عاش في القرن التاسع عشر يدعى : لوبولد فون ساشر ماسوش " وذلك لأن أبطال رواياته كانوا يستمتعون بالألم الجسدي والإهانات والتعذيب.



#قاسم_حسين_صالح (هاشتاغ)       Qassim_Hussein_Salih#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عبد الكريم قاسم..والطائفيون - موازنة اخلاقية
- تساؤل الى الامام علي في ذكرى استشهاده
- داعش تفهمنا افضل مما نفهمها!
- ازمة العقل السياسي العراقي-تحليل سيكوبولتك
- المفقود في مواجهة الشخصية الداعشية
- الطائفيون..هل استوعبوا الدرس من سقوط الموصل؟
- اطفال العراق..(35) عاما بلا طفولة
- اغلقي عينيك وفكري في انجلترا (2)
- ماذا لو اغتيل السيد حيدر العبادي
- الشخصية الميكيافيلية
- استاذ مجنون يحصل على جائزة نوبل-اعادة نشر
- العراقيون وسلطة الرمز الديني
- كتابات ساخرة:ادفعي (80) دولارا..لتبكي!
- المبدعون العراقيون يموتون في الغربة
- فضائية المدى..أمنيات مشروعة ومهمات صعبة
- الكوتا النسائية..كفاية عشر سنوات
- بعد داعش..هل يبقى السياسي العراقي أحول عقل؟!
- يوميات الحرب..شهادات للحقيقة والتاريخ
- المناعة النفسية..علاج فعال ضد اليأس
- ثقافة نفسية(145):ما الانفعالات؟


المزيد.....




- مصدر يوضح لـCNN موقف إسرائيل بشأن الرد الإيراني المحتمل
- من 7 دولارات إلى قبعة موقّعة.. حرب الرسائل النصية تستعر بين ...
- بلينكن يتحدث عن تقدم في كيفية تنفيذ القرار 1701
- بيان مصري ثالث للرد على مزاعم التعاون مع الجيش الإسرائيلي.. ...
- داعية مصري يتحدث حول فريضة يعتقد أنها غائبة عن معظم المسلمين ...
- الهجوم السابع.. -المقاومة في العراق- تعلن ضرب هدف حيوي جنوب ...
- استنفار واسع بعد حريق هائل في كسب السورية (فيديو)
- لامي: ما يحدث في غزة ليس إبادة جماعية
- روسيا تطور طائرة مسيّرة حاملة للدرونات
- -حزب الله- يكشف خسائر الجيش الإسرائيلي منذ بداية -المناورة ا ...


المزيد.....

- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .
- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قاسم حسين صالح - العراقيون..مازوشيون - مقال تحريضي!