أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالحق رحيوي - أزمة الديموقراطية وصعود الحركات الدينية















المزيد.....

أزمة الديموقراطية وصعود الحركات الدينية


عبدالحق رحيوي

الحوار المتمدن-العدد: 4874 - 2015 / 7 / 22 - 22:27
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



إن صعود الحركات الدينية في العالم العربي، وعودة الفكر الديني بشكل أكثر تطرفا الى الساحة العربية والعالمية، يطرح أكثر من سؤال على المستوى السياسي، والفكري، والثقافي، بعد أن كان الكل يعتقد أن الأصوليين قد اختفوا، وأن الفكر الديني توارى وراء ضباب الفكر الغربي والعولمة، شهد العالم العربي عودة قوية وموجعة للحركات الدينية أعادت من جديد حمل السلاح وصناعة الموت في الأرض الله الواسعة.
لقد أصبحت الحركات الدينية المتمثلة في دولة "الخلافة الإسلامية" المعروفة إعلاميا بداعش، أصبحت واقعا وحدثا تاريخيا مؤلما في تاريخ الفكر الإسلامي والإنساني، نظرا لما تقترفه من جرائم ضد الإنسانية، فكيف ظهرت الحركات الإسلامية المتطرفة؟ من المسؤول عن ظهورها ؟ وهل من أفق سياسي لحل هذه الخلايا القاتلة التي تنتشر في كل مكان ؟.
إن البحث في الأسباب التي ساعدت في ظهور دولة الخلافة الإسلامية في بلاد الشام، قد تكون عديدة وقد يكون من السهل تقفي أثر بعض هذه الأسباب، وقد يكون من الصعوبة تقفي آثار أسباب عديدة، يمكن أن نبدأ في البداية ونقول أن الربيع العربي وفقدان الأنظمة القدرة على مراقبة وعي الجماهير وسلوكهم الثوري، وفر مناخا مناسبا لاستيقاظ هذه الخلايا النائمة، حيث خرجت بدورها الى الشارع رافعتا شعارات أكثر جذرية وراديكالية، من أجل ضمان حقها في الممارسة السياسية داخل المجال العمومي، معبرة عن آمالها وطموحاتها السياسية.
نظرا لصعوبة التحكم في المد الجماهيري في الدول العربية التي هبت عليها رياح الربيع ، وعدم قدرة الدولة على إخماد المد الثوري كان عاملا مساعدا كما قلنا في ظهور الحركات الديينة، ونحن نعرف على المستوى التاريخي أن الحركات الدينية تشكل النقيض المباشر للمصالح الغربية نظرا لإديولوجيتها المتعارضة مع مبادئ العولمة والرأسمالية. ولكي تضمن الدول الغربية بقيادة أمريكا مصالحها الاقتصادية في العالم العربي، عملت على بلورت خريطة سياسية جديدة تتمركز حول الأحزاب الدينية المعتدلة، وذلك من أجل التخلص من الحركات الدينية أكثر تديننا ورفضا للحضارة الغربية، فوصول الأحزاب الدينية الى الحكم في المغرب ومصر، وتونس، ،لم يكن في الأساس اختيارا ديموقراطيا، بقدر ما كان من أجل تحقيق نوع من المصالحة السياسية مع هذه الأحزاب وذلك من أجل محاربة الحركات الدينية المتطرفة.
نظرا لعدم الاستقرار الذي يعرفه عالم العربي رغم تشكل الحكومات الجديدة، وصعوبة حسم المعارك في بعض الدول كسوريا مثلا وتمزق العراق بعد العدوان الأمريكي، والتهميش السياسي الذي عانت منه لسنوات طويلة الحركات الدينية في العالم العربي، تهميش وحظر مورس في حقها بأبشع الطرق، كون مع مرور السنين حقدا دفينا لكل الأشخاص المؤمنين بالفكر الديني ومبادئه، هذا الحقد كان يحتاج فقط الى فرصة مناسبة لكي ينفجر ويتحول الى سلوك يومي بشع، نظرا لكون هؤلاء الكائنات كانت تعيش في الظلا،م وتحت الحراسة النظرية، غير قادرة على التعبير عن أفكارها في الساحة السياسية، فلما سمحت لها الظروف بالخروج الى أرض الواقع، أصبحت بمثابة ذلك الثور الذي قضى سنوات طويلة في الظلام، فهو غير قادر على الرؤية بشكل جيد وهذا ما تفتقد إليه الدولة الإسلامية "داعش" فهي لا تملك رؤية سياسية، هذا من جهة ومن جهة أخرى تكون لهؤلاء الأشخاص بعد عدواني نظرا لمعاناتهم الطويلة داخل دولهم.
من الناحية النظرية يمكن أن نقول أن الربيع العربي وفر مناخا مناسبا لعمل حركات الإسلامية وظهور الدولة الدينية، لكن من الناحية الواقعية يمكن أن نقول أن غياب الديمقراطية وسياسة الإقصاء والقمع والترهيب التي مارستها الدولة العربية على الحركات الدينية أكثر راديكالية، كانت هي السبب المباشر لظهور الحركات الدينية بكل هذه الوحشية والجرائم التي تقترفها ضد الإنسانية، من الناحية المنطقية ينبغي على الدول العربية أن تعيد ترتيب أوراقها السياسية، وفتح أفق رحب للممارسة السياسية، حتى يتمكن كل الأشخاص التعبير عن أفكارهم السياسية والدينية بكل حرية، فغياب الحرية في الساحة العربية وهذا التخلف التاريخي الذي نعاني منه هو السبب المباشر في ظهور هذه الوحشية الجديدة في مرحلة تاريخية كنا نعتقد أننا قطعنا كليا مع الحروب الدينية والعرقية التي غالبا ما تكون أكثر دموية. .
ما يمكن أن نقوله في الأخير رغم الغموض الذي تحمله في طياتها الدولة الإسلامية وكيف استطاعت أن تحقق هذه التوسع في ظرف وجيز، قد تكون صناعة أمريكية وقد تكون صناعة عربية نظرا لغياب الديمقراطية والتحكم في المجال العمومي، ولكن ما نحن متأكدين منه هو أن الأشخاص الذين يقومون بهذه الأعمال البشعة هم مسلمون عرب بهويتهم وإسمهم، اغلبهم عانى في سجون الأنظمة العربية يحملون حقدا دقيقا في قلوبهم على كل الأنظمة العربية والتيارات السياسية.
ما يمكن أن نخلص إليه فلكي تحارب الدول العربية هذا التنظيم السياسي وتقنع مواطنيها بعدم الالتحاق بخلايا داعش، عليها أن تفكر في أول شيء وهو فتح المجال السياسي، عليها أن تجرب الحرية بعد أن جربت الديكتاتورية لسنوات طويلة دون أن تعطي نتائج إيجابية على المستوى السياسي، والاقتصادي، والإنساني. إن الأزمة هي أزمة حرية بالأساس ينبغي أن نواجه التطرف الديني بالعقل والحوار والحجة وليس بالإقصاء والقمع، فالإرهاب لا يولد سوى الإرهاب وبتالي علينا أن نتقبل من الناحية العملية ظهور هذه الحركة وأن ما تمارسه مورس في حقها، لذلك أرى من الناحية العملية ينبغي دمقرطة العمل السياسي، كحل ديمقراطي لمواجهة الحركات الدينية والتطرف عموما ينبغي أن نتدرب على الإنسانية والحوار والتواصل. كما ينبغي على الدول العربية أن تكف عن تعامل بهذه الإزداوجية مع الفكر الديني، فهي لا تكف عن تشجيع المؤسسات الدينية، وتعتبر الدين أحد الضمانات الأساسية والإديولوجيا الأكثر فعالية في تزييف الوعي العربي، وضمان استقرار سياسي مبني على القناعة وحب الله، وليس مبني على التنمية والحرية والمساواة، لكن في نفس الوقت تعمل على تشيد المؤسسات الدينية ومحاربة الفكر الفلسفي والنقدي وتهميشه، وهذا ما ساهم في الأخير في إنتاج هذه الآلات القاتلة التي تصنع الموت في الشرق والغرب بدل أن تصنع إنسانا يفكر في تحسين شروط حياة الإنسانية.



#عبدالحق_رحيوي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السوفطائية نسبية المعرفة ووهم الأنطولوجيا
- ارهاب ما بعد 11 من شتنبر
- المطر وحده من يتولى المعارضة السياسية في المغرب
- داعش والنازية
- عندما يتخبر الحق في المرض ....تتحول الحياة الى كابوس
- الحرب على غزة او عندما يتم التطبيع مع الموت
- النقابي والسياسي في عيد العمال
- التصور الهيجلي للحداثة
- الحداثة واشكالية الراهن
- الخطاب السياسي للحداثة وميلاد الدولة الحديثة
- هيجل والوعي الفلسفي بالحداثة
- الثورات العربية على ضوء كتاب -سيكولوجية الجماهير- جوستاف لوب ...
- الدرس السقراطي والمدرسة الخصوصية
- الجنس والجنسانية من وجهة نظر تاريخية


المزيد.....




- روبوت طائر بحقيبة نفاثة لإنقاذ البشر وسط الكوارث.. تعرف على ...
- بلدة في إسبانيا يتراشق سكانها بالنبيذ سنويًا..ما السبب؟
- سوريا.. فيديو عملية ليلية ومن المستهدف يكشفه الجيش الإسرائيل ...
- البحرين.. مقاطع فيديو مخالفة للآداب ينشرها شاب والأمن يكشف ت ...
- نجل نتنياهو يخرج عن صمته ويكشف دوافع مغادرته إسرائيل: -خشيت ...
- مقتل شخص وإصابة اثنين في هجوم طعن بألمانيا
- المحكمة الدستورية في تايلاند تعلق مهام رئيسة الوزراء
- فرنسا تأمل بعفو رئاسي عن بوعلام صنصال بعد تثبيت حكم سجنه في ...
- شكوى باريسية ضد جنديين فرنسيين- إسرائيليين بتهمة الإبادة
- وفيات وإصابات بغرق حفار بترول مصري في البحر الأحمر


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالحق رحيوي - أزمة الديموقراطية وصعود الحركات الدينية