سميرة الوردي
الحوار المتمدن-العدد: 4869 - 2015 / 7 / 17 - 10:40
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
اليوم عيد
الصفحة الأولى
سميرة الوردي
اخرس أيها الشريد ، فاليوم عيد ، أما أنت فالعشق عليك محرم في غربتك ، والحب عليك محرم في موطنك . من رأى دار الغربة نعيم فقد خدعته الظنون وسلبته الحكمة ومنحته الجنون ، واوسدته الطرقات ترابها .
دار الله واحدة مهما امتد مداها ، وجحيم الله مشتعل في كل ثناياها .
اخرس أيها الشريد فقد أرضعتك أُمك الخرقاءُ العقلِ مبادئاً لاتليق بعصرك ، وأخرجتك من رحم الطمأنينة ضنا منها أن الصراط المستقيم الذي ستسير عليه أكثر اتساعا ورأفة !
إنه يوم عيد أيها الشريد ، والله الودود الرؤوف جلل الكون وجلجله خشية من عذابه ورحمة بالعالمين .
وانت قد استظللتك أُمك الخرقاء بظله ، ونسيت عبيده المتدافعين تحت ظله ، وانتهى ظلك من تحت ظله ، وانحسرظله عنك وزال ، ،ولم يعد شيءٍ يظللك ، ومازلت تسير بين الطرقات بلا ظل يظللك ولا معلم يهديك .
إخرس أيها الشريد العنيد فهذا العيد عيدك ، وملايين العبيد تركع للإستغفار عن ذنب لم ترتكبه أو ارتكبته ، وملايين العبيد قد ترك الله لها ظلها لتخدع به من تشاء وتنتقم لمن تشاء من عبيد الله الذين لا ظلال لهم .
الصفحة الثانية
لا تستطيع أُمك الخرقاء الا أن تفكر بك .
هل استقر بك المقام ! ، أم مازالت شطآن الغربة تعصف بك ؟ !
أهدتك الحياة الى صراطٍ آمنٍ مستقيم ؟!
أم إنها خرافة سُحقت تحت وطأتها أُمم وشعوب ؟!
يا أنت أيهاالشريد ، يامن اشتطت به دروب الغربة ورمته بعيدا بعيدا ، أما آن الأوان لمحطة ترسو بها ؟ !
بغداد مازالت بعيدة والطريق طويل ، ممهد بالخوف والموت ، والديار لم تعد ديارنا ، ولم تعد كما تركناها . أصبحنا غرباء عنها ، وتناءت عنا منذ أول خطوة خطوناها فشتاءاتنا لم تعد لنا ، وأصيفنا جحيم مقنن للعجزة والأطفال والمعوزين .
يا أنت أيها الشريد ، كيف تبيت ليلك ، فالعراء واسع ومازال يمتد ويمتد ، والأرض الغبراء اتسعت وتتسع ، والعودة استحالت منذ أول طلقة عرفها الإنسان المتوحش ،
أحلم امك الخرقاء كان سببا لضياعك ، أم الوطن السليب بين الطغاة .
إنه العيد أيها الشريد ، اغفر لأمك الخرقاء ، حلمها بالأمان والسعادة والحب !!!
#سميرة_الوردي (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟